الفصل الحادي عشر والاخير

(جاهزة ..)

هتفت بها قمر وهي تخرج ليمسك بيدها متوجها نحو سيارته فاليوم موعدهم للاطمئنان عليها وعلى الطفل ..

- سأسالها ان كنا نستطيع تحديد جنسه ؟

- لما يشغل بالك الامر كثير ! المهم ان يأتي سالما معافى ..

- صدقتي قمر ..تعرفين احيانا واقول احيانا اشعر انك اعقل مني !

- ياله من اعتراف ..همست بها لتحاول سحب يدها منه

- قلت سأعلمك القيادة ! هل تذكرين ؟

همس بها لها لتشيح بوجهها عنه مدعية الغضب الذي لم يدوم الا لثواني لتنساه وهي تسأله عن امر اخر مغاير تماما ..

اجل هذه هي قمره بتقلباتها وكم هو سعيد بدخولها لحياته..


اليست تلك امل التي تقف هناك ؟

همست قمر بها ليدقق أيهم النظر ويومئ بالايجاب وهما يقتربان منها

تبادل للسلام بينهما لتخبرها امل بانها أجرت اختبارا للحمل وتتنتظر نتيجته

بدا القلق واضحا عليها لتربت قمر علي يدها وهي تدعو لها

اقتراب مهدي منهم لفت انتباههم ليقف مواجها لأمل وبيده مغلف يحتوي على نتائج الاختبار ليستأذنا منهما ويدخلا لغرفة مجاورة ..

- ادعو الله ان يفرح قلبهما ..همست بها قمر لتلتفت الى أيهم الواقف غير بعيد وتسأله باستغراب

( لما لم تتبادل التحية مع صديقك )

- نحن على خلاف ..اجابها باختصار

- كم عمر صداقتكم ؟

- سبع سنوات او اكثر لما تسألين !

- هل يستحق هذا الخلاف ان تتقابلا كغريبان ! لطالما تمنيت ان احظي بصديقة وانت تضيعهم هكذا !

- قمر ليس وقته تمام ثم لاتحكمي على امر لاتعرفين ابعاده ..لم اضيع صداقته ..قالها بتعب ليردف ...دعيها للايام فقط ..

...


وقفت قمر حال رؤيتها لامل وهي تخرج لتطالع هيئتها علها تقرأ بعض ملامحها لتتفاجئ بها وهي تحتضنها مرردة ان النتيجة ايجابية

- الحمدلله ..همست بها قمر بفرح

- وجهك خير علينا ياقمر اخبرت مهدي اني تفائلت بك منذ رايتك قادمة ..ادعي لي ارجوك ان يتمه الله على خير..

....

يتأمل وقفته وهو يشد يديه على الملف الصغير ولسانه يتمتم ببضع كلمات لم يفهمها أيهم ليتجه نحوه ويمد يده قائلا :

- مبارك لك مهدي ..

يمسك مهدي بيده ليشده بقوة نحوه ، هذا الصديق والاخ كيف له ان يكمل حياته بخصامه حتى ان استدعى الامر ان يكسر له ضلعا كل يوم سيفعل ..

- مهدي مابك يارجل ستجعل منا شبهة ! همس بها أيهم وهو يحاول فك حصاره ليضحك مهدي ويمسح دمعة صغيرة ابت الا ان تخرج

( لم اعهدك عاطفيا هكذا ..قالها أيهم بتهكم

- سأصبح ابا ياأيهم هل تصدق هذا ؟

- المهم ان يصدق ابنك هذا لاحقا !

- افساد اللحظات السعيدة هذا هو تخصصك . قالها مهدي وهو يدفعه للوراء ليردف

( ساذهب للاحتفال مع امل وغدا سنحتفل انا وانت بتوديع ايام الطيش والبدأ بايام المسؤولية )

- لاطائش هنا غيرك اذهب واحتفل لوحدك او خذ غسان معك ربما كان يحتاج ذلك...

- غسان تزوج .. همس بها مهدي وهو يطالع حوله بحذر

- كيف !!!

- تعالي للمقهي عند الخامسة سانتظرك هناك لنعرف التفاصيل ..قالها مهدي وهو يبتعد عنه مشيرا لامل التي ودعت قمر لتلحق به ..



- مالامر أيهم ! سألته وهي تلاحظ شروده

- لاشيء ..ألم يحن دورك بعد ؟

- سادخل بعد قليل ..

- سندخل ..همس لها مؤكدا لتبتسم بحياء



سماعه لدقات قلب الجنين كان من اجمل اللحظات التي مرت به ..

شعور جديد يختبره يجدد وصر محبتها بقلبه ..


- ايهم الي اين سنذهب هيا اخبرني الان !

- الى المدينة الساحلية .. سنمضي هناك اسبوعان اعتبريهما تعويضا عن شهر العسل الذي لم اتمكن من تقديمه لك ..

- البحر ..احبه جدا رغم اني لم اره الا في الصور !

- سنرى ان كنتي ستبقين على حبه ام ستخافينه ..

- انت معي لما اخاف ..

.......

"هل جربت ان يجعلك احدهم أمنه وأمانه !

جاهد كي تعيش هذا الشعور يوما .."



سأذهب للقاء مهدي ، ساعتان على الاغلب واعود ..

قالها ايهم وهو يرتدي ملابسه استعدادا للخروج

- تمام وانا سأغفو قليلا

- بهذا الوقت ! تخطينا العصر !

- صحوت باكرا بسبب ذهابنا للعيادة وحين عدنا لم تسمح لي بالنوم ..

- لم افعل شيئا ..قالها أيهم وهو يرفع يديه بوضع الاستسلام

- هيا غادر واقفل الباب كي تفتحته عن نفسك ولا توقظني ..

- تمام اي أوامر اخرى ياام سيف !

- ام اسيل ! قالتها باعتراض لتهتف في اثره

اه وايضا سافتح الحساب لأطمئن علي منى ..

- طيب ..قالها وهو يقفل الباب وباله مشغول بالمصيبة التي فعلها غسان !!



كانت متصلة صباحا ولم ترسل لي رسالة !

فكرت قمر بحنق سرعان مازال وهي ترسل تحية صباحية ..

"صباح الورد"

..

من ؟ سألها نديم وهو يراها تفتح الرسالة لتطالعه باستغراب فهل سيبدأ بمراقبتها مثلا !

- صديقة ! قالتها بجفاء ليلاحظ توترها

- لااقصد مراقبتك ..قالها وهو يجلس بقربها على مقعد بالحديقة الامامية لمنزلهم ليردف

( سألت من باب الفضول فقط )

- هذه اسيل ! قالتها منى لتلاحظ تلك اللمعة بعينيه

- اه وماذا تريد اعني كيف حالها !

- سأرد عليها واعرف .. قالتها لتنشغل بالهاتف غافلة عن عينيه اللتان تراقبان كل انفعالاتها عله يستنتج عما يتحدثان ..

..

" كيف هي اختك ! هل مازالت معكم ؟ حدثيني عنها مااسمها "

تحدثني لتسأل عنك ! قالتها منى بتهكم لتردف

- ماذا اقول لها !

- اني سافرت لبيتي وابنائي هي بالاساس نصحتني ان لاانشغل بامومتي عنك !

ضحكة اطلقتها منى شاركها بها مرغما فهو فعلا لايعرف اي وضع وجد فيه نفسه ..

" سافرت ..انتي ماهي اخبارك ؟"

" انا بخير .. متى ستعود ؟ "

" بعد شهور " كتبها نديم بعد ان مدت له منى الهاتف وهي تشعر بالضيق مما يحصل ....


" اوصلي لها سلامي كلما اتصلت بكم "

" سأفعل ..هي ايضا تبلغك سلامها "

" حقا ! لكني غاضبة منها "

" لما " كتبها نديم بقلق

" لم تودعني حتى ! الم امثل لها اي شيء ! شعرت بأنني وجدت بها الصديقة التي تمنيت .. ليتني افهم لما اخراجي سهل من حياة كل من اعرفهم ! "

شعر باختناق مفاجئ يجتاحه ليضع الهاتف ويبتعد ونظرات منى تلاحقه لتعود لالتقاط هاتفها وقراءة مافيه لتكتب ..

" وانا الا اهمك ! حسنا انا اخاصمك "

" اسفة حقا يبدو ان بالغت هكذا انا دائما .."

" الان ساقفل وسأحدثك غدا تمام "

" تمام منى انتبهي لنفسك "

" وانتي ايضا "


مايحصل لايعجبني ! تمتمت بها منى لتفكر بانها لايجب ان تكذب على قمر الفتاة طيبة ولاتستحق ! لكن بالمقابل نديم معه حق ان علمت ستحزن كثيرا وقد تخبر زوجها وتقع بمشاكل !

ربما ان اقفلت هذا الحساب سنرتاح جميعا ! بكل الاحوال هو يذكرني برامي ! خاصة بعد وصول رسالة منه بحساب اخر يطمئن علي فيها !

هل صدق نفسه اني لن اتعرف عليه وان تخفى بألف اسم !

تري هل هو سعيد مع رؤى ! لاتناسبه اطلاقا ! همست بها بحنق لتبدأ باجراءات غلق الحساب وهي تردد

" هذا افضل للجميع "

لكنها توقفت قليلا لترسل لقمر رسالة تشكرها فيها على كل موقف وتخبرها بان رامي بدأ بمضايقتها وستلغي هذا الحساب وستتواصل معها في حال فتحت حساب آخر .."


لتقوم بعدها بحذفه مقررة بدأ حياة جديدة تأمل ان تمنحها الراحة والاطمئنان فهذا اكثر ماتصبو اليه حاليا ...



-انه قادم بعد قليل وسنفهم منه اكثر !

قالها مهدي ليزفر أيهم بعدم رضا

- اي عذر لديه لااستوعب !

- هاهو ..همس بها مهدي وهو يشير الى القادم نحوهم



- فهمنا انها حياتك لكن تلك التي في بيتك الايحق لها ان تعرف ! سأله ايهم بانفعال

- ان عرفت قد تترك البيت وليس لها مكان مناسب ولااريد لاولادي ان يعيشو مع اهلها فحالتهم المادية بسيطة

- سجل لها البيت او سجله باسم ابناءك وهي لن تخرج !

- فكرت في هذا وسأفعله لكن الامر يحتاح بعض الوقت

- لما فعلت هذا ! صدقا لاافهم ماذا تريد اكثر ! تزوجت بمن اخترتها بنفسك وكنت تتغني بعشقها ورزقت منها باولاد

- امور خاصة بيننا لايمكنني شرحها !

قالها غسان وهو يخفض بصره عنهم ، يعلم انهم لن يتقبلو الامر بسهولة وهم اصدقاءه فكيف ستتقبله نجاة !

- ان اصرت على الطلاق ماذا افعل ؟ سألهم غسان ليقف أيهم معتذرا منهم فلاطاقة له بالدخول في تفاصيل حياته اكثر

- لو اخذت رائي قبلا ربما كنت فكرت معك ..الان اعذراني لازلت متعب من السفر ، نصيحة فقط لاتستمر في اخفاء الامر وحاول ان تعدل بينهما في حال رضيت نجاة بالأمر ..



مالامر أيهم ! منذ عودتك وانت شارد !

- ساخبرك لكن ليبقي الامر سرا بيننا فلا نريد التدخل بحياة احد ...


- المسكينة ! همست بها قمر وهي تشعر بالتعاطف مع نجاة بعد ماسمعته من أيهم

( لطالما تحدثت عن انه لايهتم بها ! تقول بانها منذ انجبت ابتعد عنها وصار ينفر من شكلها ..

- ماكان عليها التحدث بهذا امامكن ! هذه امور خاصة بين الازواج ..قالها أيهم باعتراض

- اعرف ! اقصد عرفت ذلك اطمئن لاافعل مثلهن ..لكني اخبرني هل ان تغير شكلي بعد الانجاب ستبتعد عني ؟

- وهل تزوجتك لشكلك ! ان كنت فعلت فبتأكيد سابتعد لان السبب الذي يربطني بك قد زال !

لكن علاقتنا اقوي من ان تعتمد على الجسد فقط !


- اه ..همست بها وهي تحاول استيعاب كلامه

- لكن هذا طبعا لايعني ان لاتهتمي بنفسك لاجلك ولاجلي ..

- تحدثت مع منى في غيابك ..قالتها لينظر اليها بتساؤل مستغربا سرعة انتقالها بين المواضيع ، تلك الخصلة التي اكتشفها بها مؤخرا

- منى ! اه فتاة الحساب .. ماذا قالت ؟

- لاشي تبدو بخير

- واختها تلك ؟

- تقول بانها قد سافرت ولن تعود قريبا !

- ارني حسابك ..قالها لتناوله الهاتف


"اشتقت اليك "

متي ارسلتها لي يامجنونة ..

- حين غادرت لاصدقاءك .

- لابأس اكثري منها وانا سأهتم بفتح حسابي يوميا ..

- هاته قليلا يبدو ان منى تركت لي رسالة .. قالتها قمر وهي تسحبه منه ليلصق رأسه بها محاولا القراءة ..

- اقفلته ! همست بها قمر بحزن

- تقول بأن هذا لمصلحتها فلا تحزني بالنهاية لكل شخص اسبابه

- فاليوفقها الله ..

- اسمعي ألست انا عندك بالحساب وسأراسلك ماذا تريدين اكثر الكثيرات يتمنين هذه الفرصة على فكرة ..

- مغرور ..والان أرني حسابك هيا

- هل حانت لحظة الحقيقة ..قالها ضاحكا

- اجل سنرى ماتفعله ياسيد ايهم كما اني ساسجله عندي كما فعلت معي ..

- اعلنتي الحرب مبكرا ياقمري الا تثقين بي انا ايهم حبيبك

- الهاتف ..قالتها تمد يدها متجاهلة محاولاته ..



لم نتفق علي هذا ياقمر لقد اصبح حسابي صحراء قاحلة ! هتف بها أيهم بتذمر ليردف :

لم اكن احادثهن رأيتي بنفسك

- تكفي صورهن على الحساب لاقوم بحذفهن لذا انسي هذا الامر

- اشعر انني بدأت في اول ايام الزواج الحقيقي حيث النكد هو سيد الموقف ..

- اريد زيارة خالتي ! قالتها لينظر اليها متفاجئا بجملتها !

- هل هي بخير ؟

- اجل لكني لم افعل منذ مجيئي

- تمام سنمر عليهم قبل ذهابنا للرحلة ..لاامنعك عنهم تعرفين ذلك

- اعرف أيهم سلمت لي



كفي يانجاة البكاء لن يفيد بشيء عليك ان تستجمعي نفسك لتقرري ماذا ستفعلين ..

- وماذا سافعل ياماجدة وهو يخيرني بين القبول بزواجه وتسجيل المنزل باسمي وان ابقى به مع الاولاد او الطلاق والذهاب لاهلي ولن يضمن ان كان سيسأل عنا ام لا !

- اخبريه ان يطلقك لكنك ستبقين في المنزل ! ربما يضغط عليك حتى لاتبتعدي بالاولاد عنه

- هذا رايك ! حسنا سأخبره حال عودته لاني لن ابقي على ذمته وهو متزوج باخرى ابدا لن يحصل


- لااستطيع !

- ماالذي لاتستطيعه غسان ! الان لاتقدر على لفظ كلمة وقد لفظتني كلي من حياتك !

- نجاة ارجوك لااعرف ان كنتي ستفهمينني يوما لكني كنت مجبرا ! ان لم اتزوج كنت سامشي بطريق الحرام !

- لهذه الدرجة لااعني لك شيئا !

- تعنين والله الامر فقط من الناحية الاخري ! نجاة لاتصعبي الامر اكثر انت وانا نعرف جيدا ان لاعلاقة خاصة بيننا منذ اربع او خمس سنوات !

- ومن المسؤول عن ذلك ! لما لااشتكي انا ! لما لااطلب الطلاق وابحث عن من يرضي انوثتي كما لم تفعل !

- نجاة ! صاح بها وهو يشد على يدها ليردف

لاتحاولي استفزازي لم امد يدي عليكي يوما ولااريد ان افعل !

نظرت اليه ليتهرب من نظراتها ، الان عليها مواجهة الواقع وكفاها هربا

- سنبدأ اجراءات الطلاق غدا ياغسان وستكتب المنزل بإسم اولادك لااريد منك شيئا ، متى مااردت تعالى لرؤيتهم سألتزم بغرفتي حتى تغادر ، ربما انت محق ماكان علينا الاستمرار اكثر ..لطالما اوهمت نفسي ان الامر سيمضي وانك ستعود لي يوما كما كنت..
لم اتحرك ولم اعترض والتزمت الصمت لكن الوهم لايبقي الا وهما مهما طال ..



"هل انتي افضل ؟ سألها ايهم وهم بالطريق بعد زيارتها القصيرة لخالتها ، لايعلم ماجرى بينهم لكنه يشعر انها هناك شيء ما ..

افضل بكثير ..قالتها بارتياح وهي تتذكر مواجهتها لخالتها والتي شعرت بندمها لاول مرة وسمعت منها إعتذارا عن تقصيرها بحقها وهي وصية اختها لها

حديثها مع مريم الذي صدمها وهي تلقي اليها بكلمات ظلت تحاول استيعابها

( كان يقارنني بك ! زوجي العزيز يخبرني اني اشبهك !
لكنك اجمل ! كان يأتي لزيارتنا ايام عقد القران فقط لرؤيتك ..لكنه يعلم صعوبة وتعقد الوضع بعد ان تزوجنا فأكمل ظنا منه انه سيجدك بي ! )

( ليس صحيحا انتي تكذبين مريم ! )

( هي الحقيقة ! منذ رآكي بعقد قراننا كل شي تغير ! لكنني حاولت ! حاولت ان اصلح حياتي معه وتغاضيت عن حديثه المبطن عنك كي ينجح زواجي حتى ..حتى تزوجتي ! عندها تطلقت ببساطة لانه شعر انه خسرك )

..

كيف لم تلاحظ ماتفوهت به مريم من قبل ! هو حتى لايرفع بصره نحوها لطالما اعتبرته مثالا للاخلاق !

هل الوجوه تخدع الى هذ الحد !

- قمر ..ياقمري

- ها

- اخبريني مابك لااطيق بقاءك صامتة هكذا

- تعاتبت مع مريم وبعدها تصافينا .. الموقف لايزال يؤثر بي قليلا

- جيد ..

- خالتي فرحت بحملي ..قالتها وهي تنظر اليه بفرح

- اجل لاحظت فقد امطرتني بسيل من الوصايا وكأنك ستنجبين في الغد ..

- هل الانجاب صعب أيهم !؟

- في الحقيقة ليس كثيرا من خلال تجربتي ! ماذا ياقمر من اين لي ان اعرف !

- طيب طيب ..قالتها وهي تكتم ضحكتها بيدها تاركة الاخرى معه كي تتعلم القيادة باحتراف ..



( بعد مرور عام .. )



-ايهم انتبه لاسيل اياك ان تغرقها لاتزال صغيرة على جنونك يالهي ايهم عد الى هنا.. اسيل ..

هتافها وصله ليوقف خطواته والاسماء تخترق ذاكرته ( ايهم ..اسيل .. ) ليتلتف لصاحبة الصوت

يلاحظ تراجعها عن الشاطئ لتجلس على التراب وهي تردد كلمات مبهمة بتذمر واضح

ايمكن ان يكون القدر كريما معه لهذا الحد ! هل يمكن ان تكون هي تلك الاسيل التي عجز عن فهم تاثيرها عليه حتى اتهمته اخته بالجنون وهو يبحث عن حسابها دون جدوي ليضحك مؤكدا لها انها افكار في رأسها فقط وانه يريد الاطمئنان عليها من بعيد لااكثر ..

صدقا هو لايفهم نفسه وقد تجاوز الثلاثين كيف يقف منذ قرابة العام عند امر عابر مر به !

اتراها مصادفة تعرفه عليها في وقت خوفه من فقدان اخته ! ربما هذا هو التفسير الوحيد الذي يجده ..

- هل من مشكلة ؟ سألها بعد ان عجز عن تجاهل الامر

- لا شكرا ..قالتها لتنظر باتجاه البحر

والان هل ستختفي دون ان يعرف ! الايحق له ان يراها على الاقل ..فكر سريعا ليخرج هاتفه ويتظاهر بانه يجري اتصالا ما مراقبا لها بحذر ...

- اجل منى انا بخير .. قالها نديم محاولا رفع صوته ليردف :

اجل استمتع ولم احضرك معي كي لاتنكدي علي بقصة حنينك لصديقتك اسيل التي عرفتها قبل عام على موقع اجتماعي حين حاولت الانتحار ثم اختفت ..

كلماته تصلها لتلتفت اليه بذهول متسائلة هل يمكن ان تكون من يحادثها هي منى نفسها التي عرفتها


- لو سمحت هل اسألك عن أمر ؟ قالتها بتردد ليتلفت لها

- تفضلي ..

- لم اقصد التنصت عليك لكن صوتك كان عاليا

- ازعجتك !

- لا اعني ليس هذا كنت سأسالك عن من تحدثها عن " منى"

- اه منى أختي مابها ..سالها مجاهدا على عدم اظهار مايعتريه

- ذكرت امرا عن صديقة لها وماشابه

- اجل كانت لديها صديقة اسمها اسيل في الحقيقة هي تعلقت بها جدا لانها صادفتها في مرحلة حرجة حتي انها حاولت الانتحار بسبب شخص رفضه والدها وهي وقفت بجانبها ...

هي " منى " همست بها قمر بصوت وصله وفرح رآه مرتسما على وجهها ، لم يعد هناك مجال للشك يعرف انه سيلوم نفسه كثيرا لاحقا لكن الان للحظات قليلة فقط فاليوقف ذاك الضمير ..
" هل هي بخير ؟" سألته ليومئ لها ايجابا .

يراقبها تبتعد بخطواتها بعد ان تراجعت عن سؤاله .. لتتجه الي الشاطئ وهي تلوح بيديها لزوجها وطفلتها ..

"رأيتها " همس بها ليفكر انه ان اخبر منى فستتأكد من جنونه حتما وبأنه بدا بتخيلها ايضا !

شعور بالراحة يعتريه هو يراها بخير !

وربما الان بعد ان تجسدت امامه كحقيقة بات بامكانه تجاوزها وسيفعل مهما كلفه الامر ....



تقترب بخطواتها من الشاطئ مرة اخرى وهي تنادي على ايهم الذي اشار اليها انه آتٍ

ودت لو انها سألت ذاك الرجل عن أخت منى ايضا واخباره بانها هي اسيل لكنها امسكت نفسها في آخر لحظة لتعتذر منه على تطفلها وتبتعد

" المهم انها بخير " تمتمت بها بفرح وهي تشعر بأن الدنيا فعلا صغيرة كما يقولون !

مالم تفهمه هي تلك الطريقة التي كان ينظر اليها بها وكأنه ..وكأنه يعرفها !

قطع افكارها وصول أيهم مع صغيرتها التي تطلب منها حملها بإلحاح لتفعل وهي تعاتبه انهما قد ابتعدا هذه المرة ..وانها لن تسمح له ثانية بتكرارها

- جهزي نفسك للعودة للمنزل وكفاكي خوفا لن يحدث لها شيئا وهي معي ..



ليلا..


تفتح مذكراتها التي استغنت بها عن حسابها الذي اغلقته منذ فترة لتكتب لها كعادتها منذ خسرتها :


" صديقتي الغالية ..اليوم رايت اخاك صدفة واطمأنيت على اختك منى ايضا ..

هل استجاب الله لدعائي لطالما دعوته ان نلتقي ..

لابأس لاتيأسي قد يحدث يوما

لم اكن قوية لأدخل البحر ..اعرف ان هذا سيغضبك لكني حاولت وفشلت ..

اسفة لاني لم اسأل اخاك عنكِ ولاحتى عن منى .. لم اعتد الحديث مع الغرباء

اخبرت ايهم بالامر ولم يفهم منه سوى انني تحدثت لرجل غريب!

تفكير عقيم اعرف ستقولين ذلك ومعك حق لكنه ايهم ولن يتغير ..

اخبرك سرا .. شعرت بانني قد رايت اخاك سابقا لااعرف اين لكنه بدا اليفا لي !

هل سمعتي عن الانسان الاليف !

او ربما " مألوفا" لست خبيرة بمصطلحات اللغة ..

يبدو انني بدات اهلوس ، قد يكون من تأثير دوار البحر او تأثير ذكراك ..

صديقتي و ( مخبئي السري ) الان سأغلق صفحة هذا اليوم بكل احداثه واذهب لارى الكوارث التي بالتأكيد قام بها أيهم واسيل ..
 



إعدادات القراءة


لون الخلفية