الفصل العاشر

"منى" ..تلك الصغيرة التي حملها على كتفه منذ كان بعمر الثانية عشر وتركها منذ اربع سنوات ! اربع سنوات ان اخبره احدهم انها ستدمر حياتها لما سافر !

فكر بنفسه وباحلامه وتركها وراءه !

لكنها بين امها وابيها ؟ هذا مايشفع له حتى ان كان يدرك بداخله ان والده لم يهتم يوما الا بما يجمعه من مال وصفقات ..

والدته تلك النسخة المكررة من المرأة المشغولة عن بيتها بتتبع زلات زوجها وانهاء زيجاته بغيرها لتهنئ نفسها انها استطاعت المحافظة عليه غافلة عن دورها تجاه ابناءها ..

يشعر بألم يطبق على صدره وهو يدخل الى غرفتها ..

ليجلس على المقعد المجاور ، يعلم انها تهرب ..اكد لهم المعالج النفسي الامر ونصحهم بمحاولة استدراجها للعودة ..

العودة ! عليه ان يحفزها لذلك

وصول رسالة على هاتفها الذي احتفظ به منذ تلك الليلة المشؤومة ينتشله من دوامة افكاره ..

"فيما انشغلتي عني طوال اليوم ياخائنة "

(خائنة) ..والكلمة تنطبق حرفيا على وضعها الان ! فكر بأسى وهو يطالع وجهها المتعب امامه ..

" بدأت اقلق يامنى! هل جد جديد بموضوع رامي "

والسؤال يشعل الغضب بداخله ، اجل ربما عليه ان يعرف من اسيل الى اي مدى وصلت علاقة اخته بذاك الحقير فبداخله ضوء امل صغير ان يكون ماقاله والده محض افتراض لااكثر ..
للأسف فقد قامت منى بحذف رسائلها القديمة مع الجميع ولولا أنه استطاع فك شفرة هاتفها بعد تجربة عدة ارقام وتواريخ لما صادفته رسائل أسيل لذا لاأمل أمامه الآن سواها !


" لا جديد لاتقلقي "

" الحمدلله "

الان كيف سيخبرها بالامر ! ان عرفت بانه رجل ستقوم بحذف الحساب فورا وسيفقد وسيلة التواصل معها !

لكن لاحل اخر امامه فبالنهاية لايجب ان يستمر بخداعها لاتستحق ..

" في الحقيقة ..اود اخبارك بأمر "

" قولي "

" لكن عيديني انك ستسمعيني للنهاية "

تبدو غريبة اليوم ! تساءلت قمر بحيرة لتكتب :

" لاغضب بين الاصدقاء هيا قولي اي جرم ارتكبتي "

يقبض يديه بتوتر ، لم يظن بأن الامر صعب لهذه الدرجة ..

" في الواقع ..منى حاولت الانتحار "

"كيف !!! نطقتها قمر بهلع قبل ان تكتبها لتردف

" كيف هي ؟ لاتقولي بان مكروه اصابها ؟ كانت بخير والله كانت بخير "

" بخير ادعي لها فقط "

" هل تمزحين معي ؟ انتي منى لكنك تمازحينني صح !"

" هذا ماحصل للاسف لكني اريد مساعدتك بأمر ..اود معرفة الى اي مدى وصلت علاقة اختي بذاك الحقير رامي هل سبق وتحدثت معك بهذا "

" من انتي ؟ اختها ؟ اسمعي ايا كنتي فانني لن ارد قبل ان اتحدث مع منى "

( اختها ! ) حسنا لابأس لأكن اختها مؤقتا حتى ينتهي هذا الامر ..فكر نديم بحنق

" هي لاتستطيع الكلام لكني اعدك ان اجعلها تحدثك ارجوك اجيبي عن سؤالي "

" هي تحبه ..فقط لاشي اخر حصل "

شعور غريب بالراحة تسلل اليه حتى يكاد يشعر بأن تيار هواء بارد دخل الغرفة لينعشها ..

" هي اخبرتك بذلك "

سألها راجيا ان تؤكد له

" اجل ..هو ايضا احبها وتقدم لها لكنكم رفضتم كما تعلمين ولذا اقدمت على الانتحار حين وافق أهله على خطبته لأخرى "

رفضو ! لما لم يعلم بهذا الرفض ! والداه اخبراه ان منى تعلقت بولد لكنه خدعها وقام بخطبة غيرها ! ..

قطع افكاره صوت رسالة جديدة من اسيل ..

"اسمعيني كان عليك الوقوف بجانب اختك ايا كانت انشغالاتك الزواج او الامومة ليسا عذرا لتركك لها "

امومة ! لا هذا كثير جدا ! هتف بها نديم بغضب متسائلا لما لاتتصور انه قد يكون اخ مثلا !

لكنه عاد ليبتسم بيأس منها ومن نواياها البيضاء ان صحت تسميتها بذلك ..

" دعيها تحدثني رجاء "

" حين تستطيع اعدك بانها ستفعل "

لم يتلقي منها رد رغم انها بقيت متصلة ! هل بدأت بالتفكير حول جنسه !

" ؟ " ارسلها لها بتوجس لترسل له وجه باكي !

هل تبكي الان لاجل اخته وهي لاتعرفها الا في العالم الافتراضي !

هل احست بها اكثر مما فعلو هم وهي تعيش بينهم !

" لاتبكي ..هي بخير .."



شيء ما بداخله يجبره على تصديق كلمات اسيل ليقف باصرار ويتوجه نحو سريرها

- منى ..كفاك هربا انا هنا ..نديم عاد من جديد ولن يتركك مجددا سانتقل للعمل هنا ولن نفترق سمعتي ..

كان يهزها علها تشعر به ليتوقف فجاة وهو يراها تفتح عينيها بوهن لكن النظرة التائهة بهما لاتزال كما هي!

- انا معك ولن يصيبك اي سوء صغيرتي تاكدي من ذلك لن اتركك مجددا ...



"مابك قمر ؟ صوتك لايعجبني ؟"

- لاشيء ايهم ..

- قمر ..تحدثي .. ماجدة ضايقتك بشيء؟

- لا ابدا لاتفكر بهكذا اشياء

- اذا ماذا ! ساعود غدا وانتي لااعرف مابك ؟

- اشتقت اليك كثيرا ..

- اووه يالحظي اذا ! اسمعي ستعيدينها مرات ومرات امامي فجهزي نفسك من الآن ..



" كيف هي الان "

لم تستطع قمر النوم قبل ارسالها رغم محاولاتها عدم السؤال طوال اليوم ..

" في تحسن الحمدلله "

" الحمدلله ..خفت كثيرا عليها "

" لاتخافي ..انتي قوية اخبرتك بذلك "

قوية ! مهلا ياالهي ماذا يعني هذا ! تساءلت قمر بتيه لتكتب

" متى حاولت منى الانتحار ؟ "

اه ماكان علي كتابة هذا .. فكر نديم ليكتب :

" حوالي عشرة ايام "

كيف هذا ! ياالهي هل كنت اتحدث لاختها كل هذا الوقت !

وقفت لتدور بالغرفة بتوتر وهي تفرك يديها بعصبية

( اجل انا لاحظت انه ليس اسلوبها لكن لغبائي ظننت انه من تأثير الصدمة ! والان ماذا هل قمت بالحديث عن اموري مع فتاة لااعرفها )

" اعتذر منك "

" لما لم تخبريني بوقتها ! لاافهم ؟"

" لااعرف اعتذر حقا الوضع صعب بالبيت والحديث معك ساعدني "

" صدعت رأسك بمشاكلي اي مساعدة قدمت هل كان ينقصك "

ارسلتها قمر وهي تعاود الجلوس مفكرة ان الامر ليس سيئا بالعكس فقد افادها الحديث مع اخت منى كثيرا ..

" هل عاد ايهم ؟"

تبسمت وهي تقرأ السؤال ..حسنا لابأس صديقة جديدة ومااحوجها للاصدقاء

" يعود غدا ان شاء الله ..وساذهب للمنزل قبله لاستقباله "

" كانت فكرته ام فكرتك "

" فكرتي "

" جيد ..واين وصلتي في قراءة كتابه "

اطلقت ضحكة قصيرة لتكتب

" رويتر زودتني بالكثيير حتي بدا لي بأنه شخص معقد نفسيا "

" كوني طبيبه الخاص "

ظلت تتأمل الجملة لبعض الوقت لتكتب اخيرا

" كم عمرك ؟"

" اقترب من الثلاثين "

لهذا هي تفهم كل الامور ..فكرت قمر لتعيد سؤالها :

" وماهو اسمك ؟ ساعرفك على ايهم ايضا "

" هل اطلب منك طلب ..اسيل "

" بالتاكيد ان كان بامكاني"

" هل يمكنك حذف المحادثة بيننا .وانا سافعل "

" لما لم افهم ؟"

" برائي لن يعجب ايهم كونك تحدثتي عن حياتك معي تمام ..وايضا اختي قد تستاء لاني استخدمت حسابها كثيرا لذا سنحذف مافات "

قد تكون محقة ! فكرت قمر في سرها

" لابأس ..سافعل ..ارسلتها مع وجه بقلبين !

الان يانديم عليك بالانسحاب ..حث نفسه اكثر ليكتب ..

" غدا صباحا ستحدثك منى كوني بجانبها فهي تحتاجك "

" فرحت لذلك " كتبتها قمر لتسأله

" وانتي "

" سارسل لك سلامي معها دائما "

" اليس لديك حساب هاتيه وسأضيفك ؟"

" لااستعمله .. انتي انتبهي لنفسك ولاتنسي كوني قوية دائما "

" سأطلب من منى ان تعطيكي الهاتف لنتحدث لن تتخلصي مني بسهولة ..

لم تقولي ماهو اسمك ؟ "

لكن السؤال ظل معلقا بلا رد


تم الحذف بنجاح ..

قرأتها قمر لتغلق الهاتف وتضعه بقربها مسترجعة كل الاحداث التي حصلت ..

لن تنهي صداقتها بتلك الفتاة ستقنع منى بان تطلب منها أن تعطيها إسم الحساب الخاص بها ، تشعر بانها تحتاجها بطريقة ما !

اراهن ان ايهم سيشعر بالغيرة منها ! فكرت لتبتسم وصورته تترسم بمخيلتها لتنام باطمئنان ...



سأشتاق لك يافتاة تعودنا عليك معنا ..

قالتها ماجدة وهي تودعها عند الباب لتتخطاها بابتسامة ممتنة وتستقل المقعد الخلفي

- تعالى يا معاذ ..هتف بها عاصم ليقفز الصغير بفرح ويفتح الباب الامامي ويجلس وهو يشير لاخته بحركات تزيد من غيظها ..


- امي لما يأخذ ابي معاذ معه والبيت ليس بعيد ؟

سألتها هند بتذمر وهم يدخلون المنزل

- لأن قمر ليست محرما له ليذهبا لوحدهما

- لكن عمي ايهم هو اخو ابي !

- والدك بمثابة "الحمو" لقمر وقد حذر رسولنا الكريم منه رغم تساهل الكثيرين في الامر !

-ولما لم يخترني انا للذهاب هو دائما يفضل معاذ علي !!

- لاتكبري الموضوع وهيا لتساعديني بتوضيب بعض الاشياء



تفتح الباب بشوق كبير لم تكن تتصور ان تحمله ،، تشعر انها فارقته منذ زمن بعيد ..

القت بخمارها على اول مقعد لتدور بفرح ثم تضحك بخفوت لترتفع ضحكتها تدريجيا

" هل جننت مثلا " تستاءلت بمرح لتبدأ بحملة صغيرة لنفض الغبار عن الصالة وفتح النوافذ للتهوية ..


مرت ساعة لتجلس بانهاك بعد ان انهت معظم الاعمال وحضرت وجبة أيهم المفضلة ..

( باقي ثلاث ساعات ) فكرت لتدعو له بسلامة الوصول ...

لأرى ان كانت منى قد ارسلت لي شيئا .


" صباح الخير "

" صباح النور اسيل ..سأعطيها الهاتف انتظري قليلا ..

كتبها ليتجه نحو غرفة اخته ويفتحها بهدوء يعرف انها مستيقظة فقد سمع والدته تحدثها منذ قليل وهي تدعو الله وتحمده ان جعلها تعود اليهم ..

- منى ..صديقة لك علي حسابك تدعي اسيل تريدك ان تطمئنيها عليك ..سألت عنك طوال فترة غيابك ..

تنظر اليه مني بذهول لبعض الوقت محاولة تذكر الإسم
"اسيل" تبتسم بضعف وتمد يدها للهاتفوالذي
حمدت الله انها قامت بحذف رسائلها فيه مع رامي وحظره ليلتها في لحظة شجاعة قبل ان يسيطر عليها ضعفها وهي تسمع بأنه قد اتم الخطبة فعلا ..

- اسيل يالها من فتاة طيبة ! تمتمت بها ليومئ لها بالايجاب

" انا بخير لاتقلقي شكرا لاهتمامك "

الحمدلله رددتها قمر ..لتتسائل وكيف اتأكد انها هي ..

" ارسلي لي صوتا كي اطمئن عليك "

قرأت منى الرسالة لتضغط علي زر التسجيل وتتحدث معها ..

" الحمدلله صدقا فرحت لك ولن اعاتبك الان لكن لي حساب معك حين تستعيدين كامل عافيتك "

" انتي ايضا ! الايوجد من لن يحاسبني "

" كل من يحبك سيفعل لذا استعدي ..وكيف حال اختك اسمعي عليك اقناعها بفتح حساب كي نتواصل معها دائما فقد احببتها كثيرا "

..

رفعت منى نظرها الي نديم باستغراب وهي تخفض يدها بالهاتف ليحاول ان يشرح لها مقررا البدء من حديثهم البارحة فقط ..

- اسمعي منى هي استنتجت انني اختك حين اخبرتها بما اصابك وانا لاادري لم ارد اخبارها حتي لاتغلق الحساب وتنهي صداقتها بك"

" عما تحدثتما حتى تقول بانها احبتك كثيرا "

" عنها وعنك لاشي اخر "

" اسيل متزوجة يانديم " همست بها منى وهي تغلق الهاتف وتضعه جانبا

" لاشيء سيء مما قد يخطر لك ، تأكدي "

" ساخبرها بأنك اخي لااحب ان اكذب عليها "

" بكل الاحوال انا لن احدثها ثانية فلما تشغلين بالها ! فتاة بمثل اخلاقها لن تسامح نفسها ان علمت انها تحدثت الى شاب غريب .."

اخفضت عينيها عنه لتنكمش على نفسها والجملة تضرب داخلها بقوة ليلاحظ تأثير ماقال ليجلس بقربها

( وانتي ستبدأين من جديد سننسى كل مافات تمام وسنهتم بالدراسة وحين يخرج هذا النابض عن المسار اخبريني اولا ..اعدك سأكون في صفك دائما "

شددت على قبضة يده وهي تبكي ليربت على راسها ويبدأ بقراءة بعض الايات حتى هدأت ونامت ..



تلقي نظرة اخيرة على منظرها قبل ان تتجه لفتح الباب الذي تعمدت ترك المفتاح به حتى لايدخل ايهم على غفلة منها ..

يطالعا بانبهار لايصدق انها امامه ليضيق عينيه وهو ينظر لشعرها ! هل قصته المجنونة ! لكنه بدا لائقا عليها جدا



متى قصصته سألها بعد ساعة وهو يلعب به رغم اعتراضها لانه ضيع تعب ساعة من تسريحه ..

- امس ..لطالما احببته ان يصل لكتفي فقط

- كان جميلا ..قالها بتحسر

- ألم يعجبك ؟ سألته بتوتر

- جدا ..لاعليك سيعود لطوله ثانية المهم ان تفعلي ماتحبين ..

- الي اين سنذهب ؟ لاتقل بانك غيرت رايك بشأن الرحلة ..

- لم افعل لكن امهليني ثلاثة ايام لارتاح وايضا لاخذك للطبيبة لنطمئن على ابني ..

- ابنتك ..همست بها لتردف

اريدها فتاة وسأسميها اسيل ..

- واخترت الاسم ايضا ماشاءالله وانا ماذا ضيف شرف ؟

قالها لتضحك بقوة ..بها شيء تغير ماهو لايعرف ! لكن هذا الانطلاق البسيط يروقه وسيدفعها للمزيد ..



"لم يكن عليك فتح حساب دون الرجوع الي !"

قالها ايهم بضيق لتمسك يده وهي تتأسف منه

- كنت لاازال بتلك المجموعة واستمع لكلامهن لكن ذلك تغير ..فهمت ان ماينطبق على حياتهن لاينطبق على حياتي ..

- هل افهم ان صداقتك بمنى تلك جعلتك تتغيرين بسرعة ! ألم اكن انا اردد عليك هذا من يومنا الاول !

- لاادري ايهم شعرت انك تبالغ لم اكن استوعب ماتقوله لانه تقوله بعصبية ! هذا ماحصل

- واختها تلك الم ترسل لك صوتا !

- لا ولم اعرف اسمها حتى قالت بانها لاتملك حسابا أو لاتستعمله ربما ...

- قمر ..بتلك المواقع لايمكننك ان تثقي بأي كان ،، الكثير من الشباب يستخدمون اسماء مستعارة لفتيات ليغررن بهن والكثير من الفتيات اخلاقهن سيئة

- منى واختها ليسو مثلهم لم يصدر منهما اي قول او تصرف سيء" قالتها بإنفعال

- طيب طيب سأرى في الأمر لاحقا لاتنفعلي هكذا ..

- لاول مرة اشعر بأن احدهم يحتاجني ..قالتها وهي تتذكر تلك الجملة ( منى تحتاجك كوني لجانبها )

- حقا ! اذا مارايك انني اكثر من يحتاجك لكن تفضلين امداد خدماتك خارجا ! قالها ليتذكر أمرا

- وارسلتي لي طلبا اجل تذكرت يامحتالة !

- وانت وافقت فورا

- انا اوافق على كل الطلبات بكل الاحوال ..

- تفضل اكمل تناول غداءك بنفسك ..قالتها لتقف مبتعدة بغضب

( والان مابك يا مجنونة ! هتف بها ليردف :

قمر عودى الان فانا من يجدر به الغضب لتصرفك .. قمر !

لابأس لانهي طعامي واذهب لمراضاتها همس بها لنفسه

( ليتني لم اقبل الاضافة كانت لحظة نحس اعرف ) ..


صداقة على موقع اجتماعي ! لايعجبني الامر لكني لن اضغط عليها فيبدو ان الامر قد افادها فيكفي ابتعادها عن محيط ماجدة ورفيقاتها لكني ساخذ منها البريد الالكتروني وافتحه بهاتفي ايضا كي اظل على اطلاع لأحميها من اي مضايقات ..




إعدادات القراءة


لون الخلفية