آخر ظهور منذ ثلاثة ايام ..
اين انت يامنى! تساءلت قمر بقلق لتبعث لها رسالة اخرى ..
( ماذا حدث معكي ؟ )
لكن الرد ظل معلق كبقية الرسائل التي سبقتها ،،
هل من الممكن ان تكون قد !! يالهي مجرد التفكير يرعبها ..
اخر ماكتبته كان ( ساموت )
هل يستحق شخص ما ان ننهي حياتنا لاجله !
تلك الفتاة لاتزال مراهقة لم تعي شيئا من الدنيا ..
وجدت نفسها تكتب بانفعال وجسدها لايزال تحت تأثير الصدمة من مجرد فكرة انها قد تكون تفكر بالانتحار ..
( تنهين حياتك لاجل انك فقدت رجل !
ماذا تعرفين عن الفقد كي تتألمي لهذا !
هل جربتي فقد الاهل ؟
هل جربتي اليتم بعمر الثامنة ! اخبريني ؟
هل جربتي فقد احلام طفولتك واحدا تلو الاخر !
اتمني ان لاتجربي صدقا لانك حينها ستعرفين قيمة حياتك الان)
- هل جربته انتي ؟
الحمدلله تمتمت بها قمر بفرح كبير وهي تفتح رسالة منى بعد ان كادت تفقد الامل بها
- اقلقتني عليك جدا لم اكن اظن انني احببتك هكذا ..كيف صرتي الان ؟
- الحمدلله ..لم تجيبي علي سؤالي ؟
سؤال ! همست بها قمر لتعيد النظر لاول المحادثة
- اجل .. كتبتها وهي تتنهد باسي
- احكي ..
- لم اتحدث بهذا مع احد سابقا ولذا لن افعل معك كي لا ازيدها عليكي المهم انك بخير
( ودت لو تسألها عن رامي لكنها تراجعت حتي تتحدث مني من نفسها ..
- اسمعك ..
مابالها اليوم ! هل تريد نسيان مشكلتها بمشاكلي ! ربما !
منى تهرب ..فكرت قمر بأسى لكن هذا افضل من ايذاء نفسها ..
- من اين ابدأ ؟ كتبتها قمر
- من اول ''فَقدْ'' ..
( كنت بعمر الثامنة ،، خالتي تريدني وعمي يعارضها وانا انقل نظراتي بينهم لااعي شيئا لاجد نفسي ببيتها مع طفلتان الاولى تكبرني قليلا والاخرى تصغرني بالقليل ..
خالتي تحبني ..
كانت تحبني .. حتي بلغت ،، عندها تغيرت نظرات زوجها لي وتغيرت نظرتها هي ..
يومها فقدت خالتي..
مريم تحبني ..
كانت تحبني .. حتى تزوجتْ وذهبت لبيتها ..
يومها فقدت مريم ..
احدهم كان يلاحقني دون ان أعيره اهتمام لكنه لم يمل امسك بي في احدي مرات عودتي من المدرسة قاومته بشدة ..اجتمع الناس وابعدوه عني ،، لكنهم لم يصدقوني ..لم يصدقو اني استطعت حماية نفسي منه ..ومنعوني من الدراسة
يومها فقدت حلمي ...
....
تلقي الهاتف بتعب لاتصدق انها كتبت بعض مااخفته بداخلها ،، لكن للعجب احساس بجزء من الراحة تسلل اليها ..
هل البوح يخفف الالم ! لما كانت تتصور انه سيزيده ،،
وضعت راسها على الوسادة لتنام وافكارها تاخذها الي ايام مضت تود لو تنساها ..
.....
"اجل ياعاصم قمنا بتوقيعها والحمدلله"
- سلمت يابطلي ..
- من الغد سأبدأ بتسلم البضاعة منهم والبدء باجراءات شحنها بحرا
- زاهد يذهب معك سيسهل عليك العديد من الاجراءات
- تمام لاتقلق ..اخي .. قالها ايهم ليغلق الخط معه ويتصل ب قمره
- لدي اخبار سعيدة لك ..
ظلت تستمع اليه بفرح ليؤكد لها عودته قريبا
( كان عليك ان تقولي 'لا' في كل مرة ظُلمتي فيها ..)
اه يامنى لو تعرفين اني حين قلتها لم يستمع إلي أحد ..همست بها لنفسها لتكتب
- لم يكن احد يستمع الي يامنى ..تعرفين لازلت اتذكر اول مرة أُغتصب حقي فيها ..
كان العيد على الابواب كنت بعمر التاسعة ،،ذهبت مع خالتي للسوق ذهبت معنا حسناء لكن مريم رفضت متحججة بانها لاتريد ملابس جديدة فلديها فستان ،، هي كانت غاضبة من خالتي فلم تذهب ...
اخترت فستان وردي لديه ذيل طويل جميل ..كانت اول مرة اختار فيها لنفسي شيئا
اشترته لي خالتي نمت وانا احتضنه ،، صباحا صحوت متأخرة بحثت عنه فلم اجده ..
خرجت لأجد مريم قد ارتده فطولنا متقارب !
انه لي !
صحت بها لكن خالتي نهرتني وزوجها صاح بي
( هل ستضربين ابنتي لاجل فستان اشترى بمالي !!
انه لي ..من حقي ..ظللت اصرخ بها لكن لااحد يسمعني !
بعدها لم اعد اصرخ ولم اعد اعترض على شيء ،، اجل هم محقون بكل شيء ..
- لما لم تمزقيه ! لو كنت مكانك لفعلت ..) تقرأها لتتنهد بيأس
- سيعاقبونني
- لايهم ! العقاب ستنسينه لكن سكوتك زاد الامر وجعله يرسخ بذهنك
- بلغت العشرين ولم اعاقب احدا على اي خطأ ارتكبه بحقي ! هل ترين ان هذا سيء يامنى ؟
- اجل ..الطيبة بغير وقتها لاتسمي طيبة بل ضعفا ! لذا ستغيرين من تلك العادة بدأ من اللحظة
- كيف ! ثم اسمعي الامر تغير لم اعد مع خالتي الآن تزوجت وكل مااحدثك به قد مضى
- لم يمضي منه سوى الوقت لكن الالم باقي بقلبك ..
- سأنساه ..
- لاتسمحي مجددا
- لمن ؟
- لأي شخص يحاول ايذاءك بأي شكل كان ارسمي حدودا لنفسك
- لاافهم كلامك منى اي حدود
- هل طلبو مسامحتك على مافعلوه ؟
- خالتي لا ..لكن مريم تريد ان نعود لصداقتنا بعد طلاقها لكني لااريد
- لانك لاتفهمين سبب تغيرها معك
- اجل
- اسأليها مباشرة واجهيها ! كل مالاتفهمينه واجهيه لاتخفي شيئا وتتألمي بسببه لوحدك فالناس لاتستطيع أن لتقرأ مابداخلك
- احيانا اريد ان اقول لماجدة كفي تدخلا باموري ..لكني لااستطيع سيكون ذلك غير لائق ..
- لااعرف من ماجدة تلك لكن ايا كانت اخبريها بذلك بعدة طرق ..مثلا ( اشكرك لكني وجدت حلا لذلك .. اسفة لكني لاارغب بالتحدث بالامر ..وهكذا فهمتي ؟
- فهمت ..ايضا !
- ماذا ايضا
- اشعر بحاجز بيني وبين ايهم لااستطيع تخطيه وكلما حاولت الاقتراب افسدت الامر اكثر ..
- المهم انك حاولتي ..ان افسدته اليوم ستصلحينه غدا لاتيأسي المهم ان تتحدثي عن محاولاتك وعن فشلك امامه
- افكر دائما انه سيأتي يوم ويتركني فيه ..هذه الفكرة لاتغادرني
- اذا استمتعي بحياتك معه قبل ان ياتي هذا اليوم فلا احد يعرف ماتخبئه الايام ..
تشعر بالانانية لانها ولأكثر من نصف ساعة تتحدث مع منى عن مشاكلها هي ولم تتطرق حتى للاطمئنان على ماجري معها !
لكن أليست هي من تود الابتعاد عن ذاك الحوار ؟
لابأس سأسألها في الغد وان كانت كل امورها جرت بخير سأودعها واقفل هذا الحساب ..
...
قمر هل اتصل ايهم ؟ سالتها ماجدة وهي تراها شاردة والهاتف بيدها
- اجل ..يسلم عليك
- سلمه الله ..اخبريني ماذا قال وهل سيسافر بك كما اخبرتني الم تعرفي منه الي اين ..
- لا ..اين الاولاد لااسمع صوتهم
- يشاهدون فيلم كرتون ..اخبريني ماذا ستفعلين ان عاد وفتح معك حوار بيعك للارض فلااظن انه سيتخطي الامر دون نقاش
- سنرى بوقتها ماجدة.. واعتذر منك لاني لااريد التحدث بهذا الامر ..
- تمام تمام ساذهب لاتفقد الاولاد ..
.....
الامر ليس صعبا ! همست بها قمر لنفسها وهي تراقب ابتعاد ماجدة لتشكر منى بسرها ..
.....
- نجحت باول مهمة ..كتبتها مع وجوه ضاحكة لتضيف
اخبرتها اني لااريد نقاش الامر وهي انصرفت بسرعة ..سأستمر هكذا والفضل لكي ..نبهني ايهم كثيرا للامر لكن لااعرف ظننته يقول هذا لانه لايستلطف ماجدة ..ظننته يبالغ ! لكن عندما قلتي انتي استطعت تقبله ربما لانك لاتعرفيننا بشكل شخصي
- انتي قوية ادهشتني ..
ظلت تقرأ الجملة وشعور غريب ينتابها ..لم يمتدحها احد من قبل
- بقي ان تواجهي خالتك وابنتها حتى نقفل صفحة الماضي تماما
- سأسأل مريم ..لكن خالتي ماذا اقول لها ؟
- اساليها .. اتركي لقلبك الحديث وهو سيفعل ..
- انتي كيف امورك اشعر بأنني انانية لاقحمك باموري ..
- ألم افعل انا ذات الشيء ؟
- اجل .. حسنا ساحدثهما لن اترك شيء يضايقني الا واخرجته لكن ليس الان حين يعود ايهم ساطلب منه اخذي لزيارتهم
- احسنتي ..
- لما الاجواء هادئة اين البقية ؟ سألها ايهم
- خرجو منذ قليل ..
- وانتي لما لم تخرجي معهم ..انا لاامانع تعرفين..
- انا امانع ..قالتها قمر ليتلقاها ايهم باستغراب
- ولما ؟ هل ضايقك احد
- لا لكني لااريد الذهاب فاحاديث ماجدة وصديقاتها لاتستهويني هن لسن من عمري حتى ..
( اخيرا ) همس بها ايهم لنفسه بارتياح
- لابأس لكن قد تشعرين بالملل وانتي لوحدك ..
- لن اشعر ..اجابته بمرح لتردف
فلدي مخبأ سري اذهب اليه
- حقا ! هتف بها يدعي التعجب ليردف بمرح :
مخبأ وسري من دوني ياقمر ..ابقي عند كلامك حتى اعود لنرى اي مخبئ لك غيري ..
- ساخبرك عنه بوقتها لكنك ستعدني انك لن تغضب مني والا
- والا ماذا !
- والا لن اخبرك ويبقي سري الصغير
- حسنا اعدك ان لااغضب منك! اساسا لااملك ان افعل ذلك حتى إن حاولت ..
ينظر للهاتف بيده ، يعيد قراءة المحادثة للمرة التي لايعرف عددها ليهمس لنفسه بأسى ..
( اسيل ) اي قلب طيب تحملين في هذا العالم القاسي !