الفصل السابع

ثلاثة ايام بدونه .. لم تعد تستطيع اخفاء مايعتريها من حزن رغم محاولات ماجدة وحتى عاصم إدخال البهجة لقلبها ..

- قمر ..هيا يافتاة البنات بانتظارنا سنتسلى كثيرا فاليوم ستقام حفلة تخرج لاحدى المعاهد والدعوة مفتوحة في المنتزه ..

- لارغبة لي صدقا ،، اذهبي انتي سابقى هنا

- لن اناقشك .. هتفت بها ماجدة وهي تنادي على هند لتقف قمر بيأس ..

لما لايفهمون حقيقة انها تريد الاختلاء بنفسها قليلا !

تلقي نظرة على الهاتف بيدها .. لم يتصل بها اليوم بل لم يتصل منذ سفره الا مرتان !

الاولي ليطمئنها على وصوله والثانية كانت باردة رسمية ...



"مبارك ياقمر والعقبي لي يااارب ..قالتها امل وهي تحتضنها بفرح

- آمين ..تمتمت بها قمر بحرج فها هي ماجدة تطلعهم على خبر حملها وكأنه حدث الموسم !

- متي سيعود أيهم ؟ سألتها أمل وهي تجلس بقربها بعد ان لاحظت جلوسها منفردة بعيدا عن صخب الحفلة

- بداية الشهر ..قالتها تداري غصة استحكمت بحلقها ..

- في بداية زواجنا كان مهدي يسافر كثيرا لا آراه سوى اسبوعان في الشهر فقط ..

- حقا! ..قالتها قمر بإهتمام لتردف امل :

اجل فالعمل له ظروفه وعلينا تحملها ..أيضا لم يكن يتصل بي الا قليلا بعدها عرفت انه بدأ بالتعرف على فتيات هناك يشغلن وقته

- فتيات ! وماذا فعلتي ؟

- صرت اتصل به واشغل وقته كما اني قمت بفتح حساب واضفته عندي كي اعرف من هن صديقاته ثم واجهته بالأمر

- وهل افادك ذلك اقصد هل نجحت معه

- بالطبع ..وانتي هل لديك حساب الكتروني ؟

- لا ..

- اذا اسمعي سأفتحه لك وستضيفينه عندك لتري نشاطاته وما اذا كان يتواصل مع غيرك لاتتركي له الباب مفتوحا هكذا

- ايهم ليس من ذاك النوع هو محترم ويحبني ..قالتها باندفاع

- لادخل للحب بهذا الرجل يحب واحدة ويحادث عشرة ،، عموما انا نصحتك لاني الاحظ انك حزينة وانتي عروس وصغيرة ولاتفهمين تفكير الرجال

- طيب افتحيه لي لكني ساضيف ايهم بصفتي قمر لن اتحايل عليه

- براحتك ..قالتها امل لتبدا بتعليمها خطوات التسجيل وكيفية الاستخدام وعقلها يسترجع حديث مهدي بانه يظن ان ايهم سينفصل عن قمر فهو ادري بطباع صديقه ..وهي تكاد تجزم ان بالامر نون نسوة فلايتغير الرجل الا بسبب امراة لذا ستساعد هذه الفتاة الطيبة بقدر استطاعتها ..



ليلا ..تستلقي على السرير الذي احتله هو يوما ...

تشعر بألفة المكان منذ ان علمت بأنها كانت غرفته القديمة ..

هاهي صفحته ..همست بفرح وهي تقوم بفتح صوره القليلة عليها

لاشي عن حياته ! حتى كتاباته لاتتعدى بعض الادعية او منشورات سياسية قليلة !

لايمكنني رؤية اصدقاءه ! لما ؟ فكرت لتتذكر حديث امل بأنه قد يجعل خاصية معلومات الصفحة لاصدقاءه فقط ..

لاتصل به واخبره بشأن الحساب اولا !

لكن ماذا ان صرخ بي وقال بأنني فتحته دون علمه !

سأرسل له اضافة وان لم يقبلها سأخبره وهو بالتأكيد لن يقبلها !


( اسيل ) ينظر للاسم بغرابة ليضغط على قبول لطالما قبل كل انواع الصداقات لزيادة عددهم
بصفحته لااكثر فلا يكاد يكلم احد منهم ..

يرفض الحديث مع الغرباء الذين يرسلون ( هل نتعرف ) جملة تستفزه بشدة ! هل حياته فسحة ليلعبو بها ! ليترك الاجابة معلقة حتى يمل السائل !

عاد للتصفح متناسيا تلك الاسيل حتى غلبه النعاس ليضع الهاتف جانبا ...وتفكيره يسحبه نحو من تركها وراءه ! لم يندم على قرار فعله سابقا كندمه على هذا !

.. قمري .. ترى هل نامت ! بالتاكيد فهي تنام باكرا !

هل اشتاقت الي ؟ بالتأكيد فعلت ..فكر ليبتسم لنفسه ،، ماذا ان ايقظها الان ليسألها ؟

لايحادثها الا لبضع دقائق منذ وصوله كي تعتاد غيابه يعرف بأنه ان اظهر لها شوقه ستتعب اكثر وتتعجله الرجوع وهو التزم بهذه الصفقة وانتهى الامر!

لكن في هذا الوقت ليضع العقل جانبا قليلا فقط .. ليتصل بها بسرعة ..

....

ايهم ! همست بها بفرح لكنها عادت لغضبها منه ! كيف يقبل بإضافة فتاة بهذه السهولة هل ان فعلت هي سيتخطى الامر !

لكنها لن تفعل ليس لاجله بل لاجل نفسها !

فتحت الخط قبل انقطاعه في اخر لحظة ..

- هل ايقظتك ؟ سألها

- لا .. اقصد اجل

- لا ام اجل حددي ..

- ماذا تريد ؟

- قمري

- نعم ؟

- اريد قمري .. ثم مابك لما انتي غاضبة ،، هل لاني لم اتصل ؟ كنت مشغولا فقط

( مشغول للدرجة التي تجعلك تضيف الفتيات ) همست بها بحنق لنفسها

- ماذا هل اقفل ؟؟

- متى ستأتي ؟

- اخبرتك قمر باقي ثلاث اسابيع فقط واعود لذا اريدك ان تكوني بخير وتتغذي جيدا كي اجدك جميلة كما تركتك

- حين تعود هل ستسافر ثانية ؟

- لا ..هتف بها بقوة استغربها من نفسه ووجدت اثرا جميلا بقلبها

- هل سامحتني ؟

- لست غاضبا منك افهمي هذا وربما انا من عليه طلب المسامحة ..المهم الان اخبريني كم اشتقت لي ..



صباح الخير ..قالتها ماجدة وهي تطالعها بأعين متفحصة لتردف

يبدو ان الغالي قد حدثك ..

- هل ذهب اخي عاصم للعمل ؟ قالتها قمر بتهرب

- ذهب ذهب والان كفاكي توترا لن اسأل عن التفاصيل . هتفت بها ماجدة بمرح مردفة :

ادام الله سعادتك وارجعه لك سالما ..

- امين اختي امين ..رددتها قمر برجاء



ترى بما هو مشغول ! تساءلت وهي تثبت نظراتها على اسمه امامها بالشاشة !

هل يحادث غيرها ؟ لاتعتقد ذلك رغم كثرة الفتيات لديه لكن حدسها يخبرها بأنه يتصفح فقط ..

( مرحبا )

ارسلتها له لترى ان كان سيرد ! ان رد عليها ستنهي علاقتها به ! هتفت بانفعال وهي تنتظر ليطول بها الحال حتى اقفل حسابه ..

- لم يعيرها اي اهتمام ! همست لنفسها بزهو ..



(.. اهلي يرفضون ارتباطنا وانا اود اقناعه بالهرب لكنه يرفض .. هل من حلول تساعدني كي اقنعه ؟ )

جملة استوقفتها بصفحة عامة تهتم بالمشاكل لاتعرف لما اعجبت بها ربما تود الاطلاع على مشاكل الاخرين علها تخفف عنها !!

تقرأ الاجابات والتي كان معظمها استهزاء بصاحبة المشكلة واستخفافا بعقلها لتجد نفسها تكتب لها

( بالتأكيد هناك حل آخر لاتستعجلي )

لما يهاجمونها ! ماذا يعرفون عن ظروف حياتها ربما لم تكن مع اهلها الحقيقين !

وصول رسالة حملت اسم ( منى ) آثار انتباهها لتفتحها

( سلام ..انا صاحبة المشكلة قرأت تعليقك بأن هناك حل آخر ..هلا اخبرتني به رجاء ؟

ياالهي ! هي لم تفكر في الحل من الاساس ! همست قمر لنفسها


لما لاترد علي ! قالتها منى بغيظ ! تبدو صفحتها جديدة ولامعلومات عنها غير اسمها ( اسيل )

هل من الممكن ان تكون شاب ؟

- حاولي اقناع احد من اهلك امك اختك أي احد ليكن بصفك .. كتبتها قمر بعد تفكير

- هل انتي فتاة ؟

- اجل ..كتبتها قمر باستغراب

- ارجو ذلك فانا جد متعبة ولاينقصني شاب يتسلي ..

- فتاة لاتقلقي وانت لاتهربي ..واجهي افضل

- لكنهم لايستمعون الي ..ابي يفرض رأيه على الجميع ..ماذا افعل ؟ كم عمرك اولا ؟

- عشرون ..

- وانا اكملت الثامنة عشر ..قد تفهمين ماامر به هل احببتي من قبل ؟

- اجل

- واين هو الان

- هو زوجي

- كيف فعلتها يافتاة ..كتبها لها مع وجوه ضاحكة لتضحك قمر

- طلبته من ربي وهو استجاب

- انا ادعو كثيرا لما لايتحقق؟؟

- لعله خير ..هكذا فكري

- اسمعي لقد ارتحت لك لااعرف لما هل نتحدث بعد قليل لانهم ينادونني الان

- تمام


لاول مرة تشعر بأن احدهم يحتاجها ! يحتاج رايها ويقتنع بكلامها !

تعيد قراءة ردودها لتتعجب من نفسها !

( لاتهربي واجهي افضل )

لابأس بي ..همست لنفسها بفخر لتدعو الله ان ينير بصيرة الفتاة ..



- دعيني ارسل لك صوتا مسجلا افضل فالكتابة تتعبني ..كتبتها منى ليصل التسجيل بعد ثواني

( اهل رامي يصرون عليه بخطبة قريبته ليرد كرامته بعد ان رفضه ابي لايوجد حل غير الهروب ..)


ظلت قمر تستمع للصوت بتفاصيله الكثيرة .. بدت لها منى كشخص لايجد من يسمعه وهذا ذكرها بحالها قبل زواجها !

لكن الان هل تغير شيء هل يسمعها احد !!

عادت للإستماع وهي تشعر بتعاطف كبير معها متسائلة لما يتسبب الاهل بتعاسة ابنائهم .لتكتب لها

- عليه ان يرفض ضغط اهله ان كان يحبك فعلا ..

- وماذا ان رضخ للامر ماذا ان خسرته ؟

- بالنهاية كل شيء نصيب

- لاتتحدثي مثلهم اسيل انتي افهميني على الاقل فأهلي وصديقاتي لايفعلن

-اهدئي فقط لن يحدث شيء ..


قمر اتركي هذا الهاتف قليلا وتعالي لتساعديني ؟
كان ذاك نداء ماجدة المستعجل

- ماذا ؟ سالتها قمر وهي تراها ترص مكونات عديدة امامها

- عاصم اتصل وقال بأن احد شركاءهم سيأتي معه للغداء وعليه سنقوم بتحضير وجبات اضافية

- تمام ..قالتها قمر وهي تبدأ بمساعدتها

- مع من تتحدثين منذ ايام على هذا الهاتف ! لم اعد اجد وقت للحديث معك حتى ! هل هو ايهم ؟

- لااحد فقط اتصفح ..

- هل سيكفينا الوقت باقي ساعتان فقط ! لطالما كانت تلك عادته يتصل بآخر الوقت ليضعني امام الامر الواقع

- سيكفي ماجدة كفاك تذمرا فقط



- ( اسيل ..رامي وافق على خطبة قريبته وانا سأموت قهرا ..سأموت علهم يشعرون بي )

( ياربي ..هتفت بها قمر وهي تقرأ رسالتها التي وصلت قبل ساعات

- منى ؟؟ اين انتي الان !

كتبتها لها على امل ان ترد عليها حال اتصالها بالانترنت ،، تشعر بالاسى عليها ولاتعتقد بان ذاك الرامي قد احبها !

كيف يستطيع الشخص التلاعب بمشاعر غيره هكذا !

تحمدالله انها لم تتعلق بأحد سابقا وحده ايهم من سكن قلبها ووهبه الله لها

( ايهم متصل الان ) همست بها بفرح وهي تفتح صفحته كم تود لو تحدثه لكنها تعرف بأنه سيغضب من الامر لذا ماان تنتهي من قصة منى وتطمئن عليها ستلغي هذا الحساب نهائيا ..


( والبعض يسرق نبضك فرحا بضوء اخضر صغير )

وجدت اناملها تكتبتها لتكون اول مشاركة شخصية لها فلم تهتم بذلك سابقا فلااصدقاء لديها سواه ومني ..

اغلقت المتصفح بعد ان لاحظت خروجه سريعا كما دخل لتبتسم بامتنان له فلا تحب اطالته به



لارد اليوم ايضا !

همست بها وهي تنظر لرسالتها

ماذا حل بتلك الفتاة بدأت اقلق عليها ؟

ليتني اخذت رقمها !

آمل ان تكون بخير ...

اتصال من ايهم قطع افكارها لترد عليه ..علاقتهما تحسنت نسبيا تشعر انه بدأ بتجاوز قصة بيعها للارض رغم انهم لم يتطرقوا اليها ابدا



اضحكنا معك ! قالها ايهم لزاهد الجالس امامه

- كانت احدى مصائب نسرين ..

- اه اعتذر ..تمتم بها ايهم ليعود لانشغاله بالحاسوب امامه فلايحبذ سؤاله عن اموره مع زوجته

- كنت اخفيت عن اهلي خبر ترقيتي لاتفاجأ بانها اخبرتهم وانها افهمتهم بأني اخفيت الامر حتي لااضطر لاقامة احتفال صغير والآن اتصلت امي تخبرني بأنهم سيحتفلون عندنا الليلة .. المجنونة تتسلي على حسابي

- ألم تغضب كونها ابلغتهم بأمر يخصك ؟ سأله ايهم مدعيا عدم الاهتمام

- لا بالعكس لو لم تهتم لامري لما فعلت ..

- لكن الحياة الزوجية تحتاج للخصوصية !

- لاانكر ذلك لكن هناك فرق بين الخصوصية وبين المشاركة مع الاهل

- بمعنى ؟

- بمعنى انها حين تتحدث عن مشاكلنا الخاصة او اسرار عملي فهذا لااحبه اما مافيه مصلحتي او لايضرني فلابأس كما ان النساء ياصديقي يختلفن عنا هن لايستطيعن الحفاظ على سر صغير لسانهم يارجل يحرقهم حرقا

- وان فعلت اقصد ان تحدثت بمشاكلكما الخاصة ؟

- اعاتبها وافهمها الامر خاصة ان كانت صغير بلاخبرة ،، من سيوجهها غيري ،، تعرف لقد عانيت مع نسرين كثيرا في البداية لكن مع الوقت تعودت على تحملها وعلى تخطي بعض الامور لاجلنا .. الزواج ياصديقي مسؤلية واولها مسؤليتنا عن تلك الفتاة الذي اخذناها من اهلها ..


ظل يفكر بحديث زاهد حتى بعد عودته للغرفة التابعة للشركة حيث يقيم

هل كان عليه توجيهها ! هو تحدث معها ! الم يشرح لها بما يكفي ؟

لكنه لايعرف كيف يفعل ؟

ثم هل هي ابنته ليفعل !

ابنته ! والكلمة ترددت بذهنه متخيلا ان يكون المولود طفلة ! هل سيوجهها ويقوم من سلوكها ؟

بالتاكيد سيفعل وسيصبر عليها ..

ابنته سيعلمها كيف تكون قوية بشخصية مستقلة ! لكن مهلا كيف ستكون ان لم تكن امها كذلك !

عليه البدء بطفلته الاولي ب ( قمره ) الجميل الذي تركه وراءه اجل سيفعل سيأخذ اجازة عند عودته ويسافرا برحلة قصيرة علها تقربه منها اكثر
 



إعدادات القراءة


لون الخلفية