الفصل الرابع

ينظر عاصم بصدمة بعد خروج ايهم من سيارته دون اي رد ! ها ماذا يعني هذا ؟
الااعتبار لكلامي عنده !
هو حتي لم يشرح لي ! هتف بها ليتحرك مبتعدا مقررا ان يحادثه بوقت اخر فيبدو ان مشكلته مع مهدي قد اثرت علي اعصابه ...


"قمر ..حدثتي ماجدة بما حدث حين اضعتي الطريق ؟ سألها وهو يعرف الاجابة مسبقا لتومئ له براسها مضيفة

- هي سألتني قالت ان امل اخبرتها فاخبرتها بالتفاصيل لانك ليلتها غضبت اني لم اشرح لامل الامر ..والآن ماذا ! هل عدت لخصامي مجددا الن ننتهي من هذه القصة ؟ سألته بضيق لكنه تجاوزها دون رد ..



تدور بالغرفة بحيرة ..عليها ايجاد طريقة لارضاءه لكن ماهي لاتعرف ..

لاسأل ماجدة فكرت لتتراجع فقد يزيد الامر سوءً!!

( مريم ) خطرت ببالها لتشعر بضيق مفاجئ ! اه لو بقيت كما عرفتها لما احتاجت لغيرها !


اخرجت الهاتف الذي اهداها اياه لتتفحصه، اسمه كان الاول بالسجل لتبتسم له .. عاصم .. ماجدة ..خالتها ..هذه هي الاسماء التي سجلها لها

لاتصل بخالتي ..همست بها وهي تضغط على زر الاتصال ليأتيها صوت آخر متسائلا من يتصل ؟

- مريم ..همست بها بذهول

- قمر ..قالتها مريم وهي تعيد النظر للرقم الغريب قبل ان تعيد وضعه على اذنها

- آ..أجل إتصل بخالتي هل هي بخير؟

- بخير الحمدلله ليست بالقرب فقط فقمت بالرد فانا عندهم منذ ايام

- اه تمام أوصلي لها سلامي ..

- ألن تسأليني لما انا هنا !

- لما عساه خير ؟ قالتها قمر بخفوت

- لاني تطلقت .. نطقتها بصوت ساخر جعل اطراف قمر ترتعد لتهتف مستنكرة

- لايمكن اقصد انتي تمزحين معي صح

- لامزاح بهكذا امر على مااعتقد قمر

- ولماذا ! قصدي ان حسان يحبك كثيرا و ..

- حصل وانتهي الحب ليس كل شيء لنجاح الزواج المهم طمئنيني عنك كيف هي امورك ؟

- الا ترين ان هذا السؤال تأخر كثيرا ! قالتها قمر بقهر لم يخفي على مريم

- كنت مجبرة ..هذا فقط مايمكنني قوله لك وآمل ان تعذريني يوما ! والان هل نفتح صفحة جديدة قمر فأنا صدقا احتاجك

- دعيها للايام ..قالتها قمر لتودعها وتغلق الخط ..

...

"مع من تحدثتي ؟ سألها ايهم الذي دخل الغرفة للتو

- اتصلت بخالتي ..هتفت بها وهي توجه شاشة الاتصال نحوه

- اسأل لاني رايت ملامحك متجهمة لااكثر لاداعي لتثبتي لي فلو شكتت بك لم اكن لادخلك حياتي ..
"كيف حال الخالة ؟ هل من خطب ما !"

- لم احدثها لكنها بخير ،، مريم ردت على الاتصال ..

- اه وتحدثتما ؟

- تقول بانها تطلقت ..

- مؤسف ! لذا انتي متضايقة ؟

- لا ..اقصد اجل لكنها بدت غريبة قالت بأن نعود كما كنا قبل زواجها وانها تحتاج لصحبتي !

- لاتثقي بها مجددا عامليها كقريبة فقط حتى لاتقطعي صلة الرحم لكن كصديقة لا

- هذا رايك .. اذا سأفعل

- هذا رائي لكن ان لم تقتنعي لاتفعلي

- انت تعرف اكثر مني بالتأكيد لذا سافعل ماتقول

- طيب ..والان ألن نتعشي مثلا !

- لم أُحضر شيء لانك كنت غاضب !

- سؤال فقط ياقمر.. ماعلاقة هذا ب ذاك ..قالها يشير له وللمطبخ

- حين تغضب لاأفكر الا بك !

- اذا سأغضب دائما قالها وهو يضحك لمدى برائتها متسائلا كيف ستواجه العالم أم انها ستتغير مع الايام !

( اذا سنتعشي خارجا في بادرة نادرة مني لانني لاأحب اكل المطاعم كما تعرفين فاستعدي هيا معك عشر دقائق فقط ..



"اهلا غسان .. قالها ايهم وهو يقف لمصافحته حال رويته بالمطعم لتفعل قمر المثل مع نجاة

- تعالو لتشاركونا ..دعوة القاها ايهم بمجاملة لتجد صداها لديهم ليأخذو اماكنهم بارتياح

....


- لم نرك سوى مرتان بالمنتزه ألم تعجبك جمعيتنا سألتها نجاة بمودة

- لا بالعكس هي جميلة لكن تعرفين ايهم مشغول كثيرا وهكذا

- لابأس ..لكننا سنلتقي في بيتي عصر الغد ولن اقبل أي عذر

- سافكر واتصل بك ..قالتها قمر



- ايهم . اعرف ان الوقت غير مناسب لكن ..

- لاتتحدث غسان اذن إن كنت تعرف ..

- هو حزين جدا وانت تعرف انه لم يقصد سوءً و ..

- غسان من فضلك !

- شيء واحد وبعدها سأقفل على الأمر بشكل نهائي .

- ماهو ؟ سأله ايهم بتذمر

- هل ستقاطعه لفترة كعقاب ،، ام بشكل نهائي ؟

- الاولى ..همس بها ايهم وهو يرمق قمر بنظره تبدو له منسجمة بالحديث مع نجاة وهذا لايطمئنه ..

- تمام اذا انا معك فهو يستحق ..والان نحن سننصرف قالها غسان لتقف نجاة مودعة لقمر مؤكدة عليها الاتصال بها بعد ان سجلت لها رقمها ..


..


"عما كنتما تتحدثان ؟ سألها ايهم رغم كرهه للتدخل بالاحاديث النسائية

- تقول بانها نظمت حفلا صغيرا بمناسبة عيد ميلاد طفليها التؤام وتريد مني الحضور ،، اخبرتها اني سافكر وارد عليها

- تمام ..قالها ايهم وهو يشير للنادل كي يحضر الحساب ..

- هل أذهب للدعوة؟ سألته

- ان كنتي تريدين ..

- وانت مارايك فانا لااعرفهم

- لابأس .. ان احببتي ذلك

- اذا ساخبرها غدا بإني سأحضر قالتها لتقف في اثره


في اليوم التالي ..
تراقب الطريق منشغلة به عن احاديث ماجدة وعاصم الأسرية واللذان مرا عليها لإخذها لمنزل غسان في بادرة من عاصم لإنشغال أيهم ..

- ابي ..معاذ يمسك شعري ..هتفت بها هند ببكاء لتلتفت قمر اليهم محاولة فض الاشتباك بينهم

- ااه ..صيحة اطلقتها اثر ركلة من قدم معاذ اصابت بطنها بقوة ليوقف عاصم السيارةهاتفا بغضب..

- ماجدة متي ستربين ابناءك مثل العالم ها !

- ليسو ابنائي وحدي وتربيتهما تخصك كما تخصني صرخت بها ماجدة لتشعر قمر بالفزع متناسية ألمها

- اجلسا والا قسما بالله انزلكم هنا ..هتف بها عاصم لكن الطفلان لم يبديا اي استجابة لتتدخل ماجدة وهي تشير للهاتف الذي شغلت مكبره ليصلهم رنينه وهو يطلب احدهم للاتصال

- اهلا ماجدة هل من خطب ؟ قالها ايهم لينسحب الصغيران اسفل المقعد وسط ذهول قمر !

- اهلا اخي ايهم انهما معاذ وهند لايلتزمان بقواعد الجلوس في السيارة

- اعطني هند ..قالها بفتور فزوجة اخيه لاتنفك تهدد به الصغار حتي بات الامر زائدا عن الحد

- تحدثي لعمك هيا ..وانت شغل السيارة لنصل ..قالتها ماجدة وهي ترمقه بنظرات حانقة

- نعم عمي ..قالتها هند برهبة

- لما لاتهدأين ها ؟ انت الكبيرة ثم هل تريدون ان تتسبوا بحادث ؟

- هو من بدأ ..قالتها بدفاعية

- لكنك الاكبر بلغت الست سنوات ولم يكبر عقلك ..

- هو ايضا أصاب قمر حتي تألمت ..هتفت بها الصغيرة محاولة قلب الطاولة على اخيها فيبدو ان عمها منحاز له

- اجلسو بهدوء سمعتم ..قالها ايهم ليغلق الخط ..



ماذا يعني اصابها لتتألم ؟ هو صغير كيف سيؤلمها ! لكن هند لن تكذب علي !

( ماذا حصل ) ارسلها لها علها تقرأها وترد عليه فلايحبذ الاتصال كي لايحرج اخاه

لكن لارد ..بالتأكيد لم ترها اصلا هتف بها ايهم بحنق ليتصل بعد فترة توقع بانها كافية لوصلولهم


"ماذا حصل ؟ كيف اصابكمعاذ؟"

- لاشيء هند تريدك ان تغضب منه فقط قالتها قمر وهي تمسد مكان الضربة

- اكيد !!

- اكيد والان اغلق فالبنات ينظرن باتجاهي ويتهامسن بانك قد اشتقت لي !

- تمام انتبهي لنفسك وساتي لاصطحابك بعد ساعة

- لا ايهم قد يفسر اخي عاصم الامر باني تضايقت لاتفعل ..

- طيب كما تشائين ..



التوأم جميل بعمر الثامنة ومتشابهان حاولت قمر ان تميز بينهما لكنهما كانا يخدعانها كل مرة حتي تعبت منهم لتنضم الي جلسة البقية

- تحبين الاطفال ..قالتها امل لتومئ قمر براسها مردفة

- ومن لايحبهم !

- هل عذبك الولدان سألتها نجاة لتنفي برأسها

- الاجديد معك ياامل ؟ سألتها ماجدة لتنكس راسها باسي قائلة

- لا حمل ايضا هذا الشهر ! ولم اخبره بعد

- اخبرتك ان تغيري تلك الطبيبة لاخرى

- استجابتي للدواء هي البطيئة ليس ذنب الطبيبة ياماجدة

- استمتعي بأيامك ياامل انظري لي منذ انجابي وغسان لم يعد يرغبني كما كان ،، ترهل جسمي واكتسبت وزن زائد

- لكن مهدي يريد اطفالا ؟

- كلهم يريدون حبيبتي لكن ماان ننجب لهم حتي يترفعون عنا ويبحثون عن جسد متناسق !

كانت تستمع لهم بانتباه محدثة نفسها هل هذا سبب نفور زوج خالتها منها فقد اخبرته يوما في شجاراتهم

( لم يكن هذا رايك بي يوم تزوجتني كنت تتغني بجمالي )

ايضا مريم انجبت منذ فترة قليلة ! هل ان انجبت هي سيعافها ايهم ويبحث عن اخرى !)

- والله كلامك صح قالتها ماجدة لتردف :

حتي عاصم لم يعد كما كان وقد ضبطته البارحة يشاهد اغنية تتمايل بها فتاة بميوعة وتحجج بانه لم يكن منتبها ليغير القناة ..

- كلامكم خفف عني ..قالتها امل وهي تضحك لتحكي لهم كيف لايزال مهدي مجنونا بها وهي تتمنع عليه ..

- لكن الاطفال امرهم ليس بايدينا ؟ قالتها قمر ليلتفتن لها ..ارادت لفت انتباههم لتستفيد اكثر فهي قد سمعت يوما بالموانع لكن دون تفصيل

- بلى بايدينا فالموانع كثيرة ..قالتها نجاة

- لكنها مضرة قبل الانجاب ياقمر لذا لاتفكري بالامر تمام ..قالتها ماجدة بحرص لكن قمر لم تعرها اهتمامها وهي تستفسر من نجاة عن الامر لتشرح لها الاخيرة بترحيب ...



- ايهم .. اريد ان احدثك بأمر ؟

- ماذا !

- هل ترغب بان .. اقصد موضوع الحمل و ..

- هل سنعود لذات الامر قمر ! اخبرتك ليس مهما الان نحن لازلنا نتعرف وانتي حتي لم تتدلليني بعد كما احلم فكيف ان جاء الطفل والله تنسيني بوقتها !

- اذا انت لاتريد ..سألته بحماس استغربه

- لااريد حاليا اريحي بالك اتفقنا

- اتفقنا ..قالتها لتتركه وتتجه للغرفة وتخرج شريط الدواء الذي اخفته في خزانتها وكلمات نجاة تسترجع بذاكرتها

(.. اسمعي يقولون لايجوز ان تستعمليه ان كان الزوج يريد اطفالا لذا اسأليه اولا ! وخذي هذا مني سيكفيك لهذا الشهر وبعدها سنتبدر الامر )


.


تنظر بشرود لظهره الذي اولاه لها كعادته منذ سنوات .. تستمع اخيرا الي انتظام انفاسه معلنتا استسلامه للنوم لتنسحب بهدوء حافية القدمين خوفا من اصدار صوت قد يوقظه ..

تصل لغرفة مجاورة تلمح خيال اطفالها النائمين على افرشة متتعدة لتتخذ مكانها بينهم دون الحاجة لتشغيل الضوء وتنام بأطمئنان لاتجده الا بقربهم !

افكارها تأخذها لقمر ..تلك الفتاة تبدو بريئة مسكينة كم تأسف عليها فهي تذكرها بنفسها قبل عشر سنوات حين كانت بعمر الثامنة عشر يومها كانت تحلق عاليا بحب غسان لتتفاجئ بحملها بعد عام واحد ولتبدأ حياتها بالانقلاب ...

يعاملها بود وبحب لابناءه لكن لاعلاقة خاصة بينهم منذ متي ؟ لاتعرف لم تعد تستطيع العد !

حاولت اتباع اكثر من حمية لكن النتائج غير مرضية له واخبرها مرة صراحة انها لاتحرك به شيء ..

غلبها النوم اخيرا لتهرب اليه علها تعيش باحلامها ماحطمه الواقع ...



ايهم معدتي تؤلمني ؟ قالتها قمر وهي تخرج من الحمام مستندة علي الحائط ليتجه اليها بقلق

- ماذا اكلتي ؟ سألها

- العشاء معك فقط ..

- لنذهب للعيادة ..آمرها ليساعدها بارتداء ثيابها



هل ممكن ان تكون من تلك الضربة ؟ سألها بانفعال مردفا

الم تقولي بأن هند تبالغ ؟

- لاليس كذلك ثم ان الضربة منذ اسبوع او لااعرف قالتها وهي تتلوي ليزيد من سرعة السيارة ..



لابأس..قالتها الطبيبة وهي تساعد قمر على الجلوس لتعود لمكانها خلف مكتبها في حين رتبت قمر من لبسها واخذت مكانها بالمقعد المقابل لأيهم ..

- ستجرون هذه الفحوصات غدا صباحا للتأكد فأنا اشتبه بحدوث حمل ..قالتها لينظر اليها ايهم بفرح

- لكن مالاافهمه هو هذا الالم بالمعدةلذا اتسائل هل تنتظمين على موانع للحمل وايها تستخدمين ؟ سألته بعد ان نفت لها قمر إحتمالية الحمل اثناء الكشف لينفي برأسه موجها نظراته لقمر وهو يبتسم بسعادة املا ان تطلق هذه الطبيبة صراحهم ليحتفل بها على طريقته ،، تلك الفرحة التي سرعان ماتلاشت وهو يراها تفرك يديها بقوة

- هل تسمح لنا قليلا ؟ قالتها المختصة وهي تلاحظ توتر قمر ليقف دون ان يحيد بنظره عنها قبل ان يخرج بهدوء يعاكس مابداخله ..



تجلس بقربه بالسيارة دون النظر اليه ! ياالله حتي اللحظة التي حلم بها طويلا وتخيل شكله حين يعلم بها هاهي تمضي كما لم يتخيل ..


- منذ متي تتناولينها؟ سألها فور دخولهم وهو يمسك بذراعها بعد ان حاولت تجاوزه

- ايام فقط همست بها

- من اين اتيت بها ؟ صرخ بها

- من نجاة .. حين ذهبت لحفلتها !

- هل تحدثتي معها بامورنا الخاصة ايضا هل وصلتي لهذا المستوى قمر !!

- لم يحدث والله لم

- وهل ستعطيك هي تلك الحبوب من تلقاء نفسها ! تعرفين انا المخطئ اجل انا ان كنتي لاتصلحين للاختلاط بالناس فالافضل ان تجلسي ببيتك ..قالها ليترك لها المكان ويخرج قبل ان يفعل ماقد يندم عليه لاحقا ..




إعدادات القراءة


لون الخلفية