"على مهلك" .. هتفت بها امل ليخفف مهدي من سرعة السيارة
( هذه قمر !)!
- من القمر ؟ سألها مهدي وهو يدقق النظر
-زوجة ايهم ..قالتها أمل لتفتح الباب وتخرج باتجاهها ..
"لما انت هنا ؟" سألتها امل بعد أن ألقت عليها التحية..
- لقد اضعت طريق البيت ..همست بها قمر بتعب لتمسك امل بيدها متجهة نحو السيارة
"مهدي عد أدراجك باتجاه منزل أيهم ..قالتها امل وهي تجلس بقربه مشيرة له بعينيها ان يلتفت امامه بدلا من مراقبة الفتاة التي تجلس بالخلف
- ايهم ليس بالبيت ..تمتمت بها قمر لتلتفت اليها امل بتساؤل
- اين تريدين الذهاب اذا ؟
- لمنزل اخي عاصم ..
- تمام قالتها امل وهي تعدل جلستها مفكرة ان بالامر سر ما ! هل تشاجرت مع زوجها وتركت المنزل مثلا ! مسكينة لااحد لها اين كانت ستذهب
- لما لانتصل به اولا ربما عاد ؟ كان ذاك مهدي الذي فكر بأن ايهم لن يعجبه ان يقلوها لمنزل اخاه بمثل هذا الوقت
- ممكن ! همست بها قمر
- اذا اتصلي به قالتها امل لتنتبه انها لاتحمل حقيبة يد ! هل اضاعتها فالطريق ام انها خرجت غاضبة بدونها !
"هات هاتفك يامهدي "..أمرته لتمده لقمر التي اخدته بتردد ..
- لا أتذكر الرقم ..همست بها بحرج وهي تعيد لها الهاتف ليتبادل الزوجان النظر بذهول
- لابأس ..تمتم بها مهدي وهو يسحب منها الهاتف ليتصل بأيهم ..
"اين ممكن ان تكون قد ذهبت !"هتف بها ايهم وهو يتحرك قرب المنزل
( هل ذهبت للمحل ! لم تفعلها سابقا تسائل ليتجه باتجاهه
- ليس وقت اتصالاتك يامهدي ..تمتم بها بحنق ليقطع الخط لكن الهاتف عاد للرنين مجددا
- مالامر مهدي ..سأله بانفعال
- اين انت الان ؟
- امام البيت لما تسأل ؟؟
- تمام لاتتحرك انا قريب منك ..دقائق فقط..
ينظر للهاتف باستغراب ..بالتأكيد لايفكر مهدي بزيارته بهذا الوقت !
قطع الطريق المقابل باتجاه المحل ليخرج منه كما دخل فليست بداخله ولم يرغب بالسؤال كي لايثير الامر اكثر
قد تكون عادت لبيت عاصم فهي لاتملك المفتاح ! لكن كيف ستعود ياربي ! لما لم تتصل !
وصول سيارة مهدي لفت انتباهه لينظر باتجاهها بفضول لتظهر امامه قمر وهي تنزل في المقعد الخلفي متمتمة ببضع كلمات لم يتبينها ليكمل مهدي طريقه ملوحا له بيده كما فعلت زوجته ..
- ماذا يحدث هنا ! همس بها لنفسه لينظر باتجاهها وهي تتخطاه بسرعة متجهة للمنزل والذي وجدت بابه مفتوحا لتدخل ..
صوت المياه انبأه انها بالحمام ..
لتخرج وتشرح له ماحدث قبل ان يفقد اعصابه فكر ليركل بقدمه المزهرية التي تتربع بزهو وسط الممر لترتطم بالحائط محدثة صوتا قوي ..
تغلق اذنيها بقوة إثر سماعها صوت تكسير شي ما بالخارج!
"ياالله هل هو غاضب !" بالتأكيد غاضب كيف اركب بسيارة رجل حتي لو كان صديقه دون ان اخبره !
ماذا سأفعل الان ! تساءلت بجزع لتكرر
( لن اخرج الان فقد يضربني اجل كلهم يضربون حين يغضبون)
"مهدي لما لم ننزل مع قمر لنفهم صديقك الامر فقد لايتفهم ؟"
- لا ..افضل مافعلناه اننا لم ننزل اليه فأيهم لايحب التدخل بأموره وكنا سنعقد الموضوع اكثر ..
- مسكينة هل تعتقد بانهما تشاجرا فتركت له البيت !
- لااعرف لكن رؤيته لها معي ستزيد الامر سوءا فاليعينها الله تلك القمر ..
- معك !! كانت معنا وليس معك هذا اولا ثم لما ستزيد الامر الست صديقه من ايام الجامعة
- اجل ياامل لكنه لايثق بي من ناحية النساء !
- لا ألومه ..قالتها امل بضيق فمن سيعرف طباع زوجها ويثق به
- انا تغيرت لكنكم لاتصدقون وهذا شأنكم ! هتف بها بحنق
- حين تصدق انت انك فعلت تأكد باننا سنفعل ..
"قمر ..قمر . افتحي هذا الباب واخرجي الان !"
- هل انت غاضب ؟؟؟
- لاشأن لك بما انا عليه هيا اخرجي لنتحدث ..
- ( لنتحدث ) قال لنتحدث حسنا لاخرج همست بها لتفتح الباب بحذر
- مامعني مارأيته ؟؟ سالها محاولا ضبط اعصابه
- لقد اوصلني اخي عاصم لكني لااملك مفتاحا وانتظرتك ،، بعدها انا بردت كثيرا وتحركت بالجوار ...
- لما لم تتصلي بي
- ليس معي هاتف
- ياالهي ماهذه المشكلة العظيمة اتصلي من اي محل بالجوار
- لااحفظ رقمك ..تمتمت بها ليزفر بقوة
- اكملي ..
- اضعت الطريق ثم رأتني امل واصرت ان اركب معهم والله هي اصرت وثم احضروني الي هنا ..
- بما اخبرتها وهي توصلك ؟
- لاشيء ..قلت بأني اضعت طريق العودة فقط ..
- اضعتي طريق العودة ! تعرفين بما ستفكر الان ستظن باننا تشاجرنا وخرجت .. لما اتكلم انا اصلا بما سيفيد قالها ليخرج صافقا الباب خلفه بقوة ..
تتسلل بهدوء بعد ساعات حاولت بها النوم عبثا لتأخذ قنينة ماء من الثلاجة وتعود ادراجها للغرفة ..
- قمر ..ناداها لتقع القنينة ارضا
- ن. ن نعم
- الان ماذا ! تتسلين بخفة وكأنك لص اليس هذا بيتك حتي وان كنا علي خلاف لاتتصرفي هكذا !
- تمام
- عودي للنوم ..
- وانت ..سألته بترجي
- لدي بعض الاعمال سأنهيها ..قالها لتومئ براسها وتتجه للغرفة
يلقي نظرة علي قنينة الماء التي بقيت مكانها على الارض لينحني لالتقاطها
- الماء .. الم تكوني عطشى ؟ قالها وهو يضعها بقربها علي الطاولة الجانبية للسرير لترفع الغطاء عليها اكثر وتختفي تحته !
( ياالله ! تقلب الدنيا ثم تصبح هي المظلومة ) همس بها لنفسه ليجلس بقربها
- قمر .. قمري ،، الان لما هذه التصرفات هل تعرفين بما شعرت حين لم اجدك ! لاتعرفين طبعا ،، قالها مقررا عدم اخبارها بغضبه من رؤيتها صحبة مهدي وهو ادري الناس به !
- لم اقصد ابدا لما تغضب من شيء فعلته دون ارادتي ؟؟
- كيف اضعتي الطريق ؟ افهميني لاني لااستوعب ان تتمشي لمسافة طويلة دون ان تدركين لايمكن ان تكوني بهذا الغباء !
- خفت ..رايت كلبا كبيرا ركضت عنه فركض في اثري وبعدها صارو اثنان كانا ينبحان بقوة ،، استطعت اخيرا ان اختبئ عنهما حتي تجاوزاني ..وبعدها تهت عن الطريق ..
- لابأس المهم انك بخير ..همس بها لتبتسم بفرح
- لم تعد غاضب مني ؟؟
- لم اعد لكن لابد من عقاب ..
- ماهو ؟ سألته وهي تحتمي باللحاف اكثر
- ستحفظين رقمي ..هذا اولا ..ولن تخرجي دوني مفتاح خاص بك .. وستعدين لي كوب شاي بطريقتك تلك و ماذا ايضا ياايهم بما نعاقبها !
- سأعده حالا وساحفظ الرقم ..هتفت بها وهي تقفز عن السرير بحماس ليتنهد بارتياح فأي كان ماحصل فرؤيتها حزينة ترهقه اكثر ..
- كما اقول والله وكانت خائفة كثيرا ..قالتها امل وهي تكمل سرد ماحدث لماجدة في الهاتف
- لا اعرف ..لكن ربما الامر ليس كما تفكرين ..فأيهم لن يغضبها انا اعرفه ..
- اذا ماالذي تفعله لوحدها قرابة العاشرة ليلا !
- اسمعي هي كانت عندي واوصلتها حوالي السادسة و .. المهم دعيني من هذا الامر الان واخبريني ماذا حضرتي لاستقبال رمضان ..
"الامر محير فعلا ! لكن ايهم لن يسيء اليها فقد اوصيته بها ! وان فعل فلن اسكت له ! قالها عاصم بانفعال
- سافهم منها الامر واخبرك لاتستعجل بالحكم ! قالتها ماجدة وهي تتصل بقمر
- اهلا حبيبتي كيف امورك ،، نحن بخير اجل اجل معاذ صحته جيدة سلمتي ..كنت اود سؤالك عن امر ..
- تفضلي ..
- امل تقول بانها اوصلتك الليلة البارحة ،، ماذا حدث ؟
- لم يكن ايهم بالبيت وقت وصولي ولااملك مفتاحا فتجولت بالجوار واضعت الطريق فقط ..
- اه تمام حمدا لله ان مضت على خير وايهم هل غضب منك ؟
- قليلا ..
- الان ساغلق وساهاتفك لاحقا تمام ..
==
"لم اقتنع بما قالته .. قالها عاصم ليردف
( كيف ليس معها مفتاح ولو افترضنا صحة الامر كيف لم تتصل به ! يبدو ان الامر كما قالت صديقتك ولي حديث معه لن اؤجله .
- ( لاتناسبه ابدا ! )
كلمات خافتة وصلته ليتسمر مكانه قبل دخول المكتب وكأنه استشعر بأنه المقصود ليصله صوت غسان متسائلا :
- كيف قررت هذا مهدي ! هل لشكلها مثلا فانت لاتهتم عادة الا بالمظهر الخارجي ..
- لا ليس هذا لكنها تبدو لااعرف كيف اشرح لك المهم لاتناسبه وقد صدمت فعلا كونه استمر معها ..
- هل تقصد انها بدائية مثلا كونها من القرية !!
- هذا .. وايضا مترددة وخائفة ليست بطبع ايهم لكن للصدق فهي جميلة رغم اني لم انظر جيدا بسبب وجود الحكومة كما تعرف" قالها مهدي ضاحكا ليقطع ضحكته وهو يري ملامح غسان التي بهتت فجاة ..
( لاتقل بانه هنا ! ) همس بها مهدي وهو يزدرء ريقه بصعوبة ليؤكد له غسان الامر بايماءة بسيطة
- انت حقير عرفت هذا سابقا واتأكد منه كل يوم !
- استهدي بالله ياايهم ..صرخ بها غسان وهو يحاول تخليص مهدي من بين يديه ليسحبه خارجا
- ماذا يحدث هنا ؟ سألهم عاصم باستغراب
- لاشيء مهم ..قالها ايهم مغادرا المكان
"والله لم اقصد سوءا !! كررها مهدي مرارا بأسف ليرمقه غسان بعتاب
- هل سأخسره ثانية ؟تسائل بحزن
- لااعتقد سيغضب اياما وينسي بالنهاية هو يعرف طباعك ..قالها غسان مخففا عنه فهو اكثر من يعرف محبة مهدي لأيهم دونا عن كل اصدقاءه
- انت تحدث اليه ..طلبها مهدي برجاء
- سأفعل غدا ..الان دعنا ننهي هذه الاوراق فعاصم لايبدو بمزاج حسن هو الآخر ..
تراه يغادر المنزل بعد ساعة من عودته من عمله باكرا على غير عادته والان يخرج دون ان يكلمها هل عاد للغضب منها مجددا ! لاتفهم شيئا حقا لكنها لن تحتك به حتي يحدثها اولا !
"اركب" ..أمره عاصم وهو يقف بسيارته امام منزله
- ماالأمر اخي ؟ وان كان بشأن ماحصل بالمكتب فرجاءً هو امر بيني وبين مهدي !" قالها أيهم بضيق ليقاطعه عاصم متسائلا بإنفعال:
- ماالذي فعلته لابنت عمك اليتيمة حتى تغادر منزلك ليلا لوحدها ستخبرني الان لانك يبدو لم تستوعب بعد انها ليست مسؤليتك لوحدك ...