الفصل الخامس

تأخر الوقت ..همس بها لنفسه ليشغل السيارة عائدا لمنزله ،،

يطالعها كيف تنام بعمق وكأنها لم تخرب الدنيا قبل ساعات ليزفر بحنق ويغادر الغرفة لينام بالصالة ..

هل غادر ! ودون افطار ! همست لنفسها بآسى لتعود للغرفة مجددا فلا نية لديها لأي شيء بدونه ..
ألن تذهب ؟ سأله غسان وهو يطالع ساعته

- لا ..سأكمل العمل على بعض الملفات اذهب انت ..

- تمام .. آراك غدا ..قالها غسان وهو ينصرف يتبعه مهدي بوجه عابس فيبدو ان مقاطعة أيهم له ستطول هذه المرة لكنه قرر التحرك غدا ليقطعها وليحدث مايحدث لن يخسر صديقه ثانية سيعتذر ويبرر ويتقبل العتاب بصدر رحب ..

- لما لازلت هنا ؟

- لدي عمل متأخر اخي اذهب انت سأنهيه وانصرف ..قالها ايهم وهو يبتسم له ليومئ له عاصم وينصرف بحيرة فلن تخدعه تلك الابتسامة فأخوه يمر بمشكلة ما .. لاحظ ذلك منذ رؤيته صباحا لكنه كعادته لايفصح !


"لاترد على اتصالاتي .."

قالتها ماجدة باستغراب لتضع الهاتف

- اذا توقعي صحيح وفي الأمر سر ما ! هيا لاوصلك لبيت اخي لتطمئنيني ..

- هل تري الوقت مناسبا ! قالتها تشير له بأنها التاسعة ليلا

-تمام حاولي بعد قليل الاتصال وان لم ترد سأوصلك صباحا قبل ذهابي للعمل لنطمئن ..



- صباح الخير ..هتفت بها ماجدة بصوت جاهدت ان يكون مرحا ليغطي على الإحراج الذي أحسته وهي ترى أيهم يطالعها بنظرات مستغربة وهو يقف عند الباب الذي فتحه للتو ..

- صباح النور ..رد عليها لينقل بصره للصغيران مسلما عليهما

- في الحقيقة لدي مشوار هام وأريد أن اترك الاولاد عندكم لذا اوصلني عاصم ..

- لابأس تفضلوا ..قالها أيهم للطفلين ليشير لها بأن تتقدمه ليوصلها لمشوارها الهام فهو كان خارج بكل الاحوال ..

( لابأس ..ساتحدث معها حين أعود الآن لاذهب معه ) همست بها لنفسها وهي تسير امامه محاولة التفكير بالمكان الهام !!!



يوقف السيارة بانتظار عودتها كي يقلها والاولاد لبيتهم فلاينقصه سوى المزيد من التدخل ،، اجل عليه ان يضع حدا لكل هذا لايعرف من اين يبدأ لكن مايعرفه ان البداية ستكون من عند ماجدة !



-اتعبتك معي اخي ايهم .. قالتها وهي تصعد السيارة بعد جولة بمحل اضطرت لشراء غرض ما منه

- على الرحب والسعى ..رد عليها مفكرا انها ستكون من الغباء ان ظنت انه صدق حجتها تلك لزيارتهم صباحا !



- قمر ياحبيبتي اتصلت بك البارحة كثيرا ولم تردي ؟

- حقا ! لم اسمعه

- ومابك تبدين شاحبه هل انتي مريضة !!

- اجل توعكت البارحة قليلا ..اجابها ايهم ليردف :

لكنها الان افضل لذا سنتركها لتنام فلم تنم كفايتها البارحة ،، هيا لاوصلكم بطريقي ..

- طيب ..تمتمت بها ماجدة وهي تعرف ان لاجدال بكلامه لتنادي على الاطفال كي يلحقوا بهم ..



هل بدأ بتنفيذ كلامه ! تساءلت قمر بحزن وهي تلقي بنفسها علي السرير ..

لن يدعها تحتك بأي أحد سيعزلها عن الناس !

لكني لم اخطئ انا اردت المحافظة على زواجنا فقط ! لما يفهمني بشكل خاطئ دائما !

سألته وقال لا أريد اطفالا! أجل سألته !

ظلت تكررها حتى عاودها الدوار لتستسلم للنوم مجددا !



طرقات قوية على الباب جعلتها تصحو لتقف بصعوبة محاولة الوصول اليه ..

- من ؟ سألت بصوت ضعيف

- هذا انا ..

( ايهم ) همست بها لتردف

- لحظة فقط ..


ماالذي تفعله طوال هذا الوقت ! هتف بإنفعال ليعاود ضرب الباب بيده دون رد منها لتجيبه اخيرا بانها لم تجد المفتاح !!

-كيف لم تجديه !اين سيذهب ! صرخ بها ايهم بصوت عالي دون مراعاة لنظرات بعض الجيران الذين تصادف خروجهم من المنزل المجاور لكن كيف سيحافظ علي هدوء حياته وقد زلزل ثوابتها بادخالها لها ..

- للللااعرف كان هنا .. هتفت بها قمر وهي تقلب بين الاغراض المتناثرة على الطاولة حيث كان مكانه الدائم منذ قدومها ليفزعها صوت ركلة قوية بقدمه للباب قبل ان يبدأ بمحاولات لكسره ...

(كان هنا .)..ظلت ترددها بهلع لتركض فجاة نحو الهاتف متذكرة زيارة ماجدة القصيرة لها صحبة ابناءها صباحا ..

- ماجدة اسألي الاطفال هل شاهدوا مفتاح الباب فهو مغلق وانا كنت اظن ان ايهم من اقفله لكنه .. المهم كان موضوعا على الطاولة الكبيرة رجاء اسرعي ..

- طيب ابقي على الخط قليلا ..

نظراتها تنتقل بين الهاتف بيدها والباب الذي يقف وراءه وصوت محاولاته لفتحه تصم اذنيها لتسمع اخيرا صوت ماجدة وهي تخبرها باعتذار انها وجدت المفتاح بجيب سروال ابنها الصغير وانه من اغلق عليها الباب ! وستبعثه لها بعد قليل مع عاصم ..

- اسمعني فقط ! هتفت به لكنه تجاهلها واستمر بصب جام غضبه على الباب المسكين لتنسحب للخلف وهي تشعر بخوف حقيقي


سيأتي عاصم ويفهمه الامر فكرت لتتنفس بارتياح سرعان مازال وهي تسمعه يصفق الباب بقوة بعد ان نجح بكسره ويتجه نحوها بخطوات سريعة ليمسك بذراعها مكررا عليها انها غبية ولاتنفع لشيء ..

(.. ماذا لو حصل حريق كيف كنت ستخرجين ها ! لما تغلقينه ان كنتي ستضيعين مفتاحه ؟؟

-لم اغلقه ! همست بها بألم من ضغطه على ذراعها

- كيف ! سألها بعدم فهم

- لقد اخذه الصغير معاذ وقت خروجهم واقفل به الباب كيف لي ان انتبه ظننت انك من فعل لانك خرجت معهم .. قالتها تدافع عن نفسها

- وكيف عرفتي انه اخذه ؟ او لحظة دعيني استنتج اتصلتي بماجدة ونقلتي لها كل ماحدث كعادتك !
كل امور بيتي اجدها ببيت اخي وعند اصدقائي ماان تلمحي احدى زوجاتهن حتى تبدأي بالشكوى اصبحت حياتي بفضلك حديث الصباح والمساء ..

- لم يحدث انا فقط سأ....

طرقات خفيفة علي الباب قاطعتها ليبتعد عنها بحنق ويتجه اليه..


مافائدته الان ! قالها وهو يرفع المفتاح امام عينيها ليرميه بقوة في احدي الاركان مردفا :

الان سأذهب لاخي فهو ينتظرني بالاسفل ويقول بان لديه موضوع هام واراهن مسبقا انه عن حياتنا كالعادة قالها متهكما ليردف بحزم :

وحين اعود سنضع بعض النقاط بمكانها الصحيح فلدينا حديث مؤجل آن اوانه



- ايهم ستسمعني ولن تغادر السيارة تمام ! انا ان كنت اخاك الاكبر فقمر هي بمثابة اختي اضافة لانها وصية ابي لي ،، لذا ستخبرني ماالمشكلة معك ! البنت كانت تتصل وهي ترتجف خوفا وحين وصلت كان صوتك العالي يصلني قبل ان اصل الباب حتي !

- لامشكلة سواكم .. كاد ان يهتف بها بوجهه الا انه تمالك اعصابه ليرد ببرود

( لاتوجد مشكلة مجرد خلافات بين اي شخصان تعرفا حديثا وكل منهما يحاول استكشاف طبيعة الاخر وسيصلون لنقطة التقاء فقط ان اوقف الجميع التدخل بينهم ! وشيء اخر قبل ان اذهب .. اطمئن لن اظلم وصية والدك فكف عن تذكيري بهذا في كل مناسبة !
- لابأس حتي ان غضبت مني المهم انني نبهتك ..همس بها عاصم لنفسه ليعود ادراجه نحو منزله مقررا انه لن يتدخل بأموره وسينبه ماجدة ايضا لذلك مكتفيا بمراقبة الوضع من بعيد ..



(المهم ان تحافظ علي صحتها فوزنها ناقص .. قالتها الطبيبة وهي تنهي فحصها بعد رؤية نتائج الاختبارات والتي أظهرت حملها ليؤكد لها الامر ويغادر برفقتها ..

سعيد هو بحملها لكنه لن يظهر لها ذلك الان عليها ان تشعر بفظاعة مافعلت كيف تتحدث عن علاقتهم الخاصة ! وايضا تأخذ موانع من وراءه ..ابدا لايستطيع تجاوز الامر بسهولة

اوصلها للمنزل ليراقب دخولها اليها قبل ان ينطلق بسيارته عائدا للمكتب عل العمل يشغله قليلا ..


"حضري حقيبتك سنذهب لبلدتك.."

جملة القاها عليها عبر الهاتف لتتسمر مكانها بصدمة ! هل سيعيدها لذاك المنزل !

هل فشلت بحياتها قبل ان تبدأ حتى !

( فاشلة ،، غبية ،، هي سرقته ،، كانت تتصنت علي ،، ضبطتها تحدث جارنا خلسه )

اصوات متداخلة تعصف بها لتجد صوتها اخيرالتسأله بصعوبة

- لما سنذهب ؟

- لدي سفرة ليومان ولايصح ان اتركك هنا ! قالها ايهم مردفا بانه سيمر عليها بعد ساعة ..

أجل هو يحتاج لهذا فعلا خاصة بعد حديثهم البارحة والذي حاول ان يوضح لها معني خصوصية حياتهم لكنها ظلت تكرر بأنها لم تقصد وانه يظلمها !

يعترف بأنه لايعرف الطريقة الصحيحة لإفهامها الامر ليس امراة ليفعل ولاصبر له بجدالها لذا رأي انه من الافضل ان يحدث خالتها بالأمر بالنهاية هي كأمها وستشرح لها كيفية التصرف قبل ان تتعقد حياتهم اكثر فبالتأكيد ليس الحل ان يحتجزها في المنزل !!


..


لما تعاود الاتصال ! تسائل ليفتح الخط ..

- لأبقى عند اخي عاصم ؟ قالتها بنبرة راجية

- لا ..قالها بحسم فماجدة بالذات لايريد احتكاكها بها حاليا

- ارجوك ..همست بها ليرق قلبه لثواني لكنه سرعان ماتجاهله ليؤكد عليها الإسراع بالتجهيز ..



سيطلقني ! ولذا يرفض ان ابقي عند اخوه ! لم افعل له شيء قال بأنه يحبني والان يتركني عند اول مشكلة !

ماذا ساقول لخالتي !

جئتك حامل ومطلقة ! بالكاد تتحملني فكيف ستتحمل طفلي معي !

ظلت تفكر وتفكر والدموع تغالبها لتضع الملابس بشكل عشوائي وتجلس بانتظاره



جاهزة ..همست بها وهي تجر الحقيبة خلفها ..

- دعيها ! امرها ليردف

- ربما لن نذهب و .. قطع كلامه وهو يراها تتعلق به ..

( تمام اهدئي ..ايضا لااريد بكاء اخبرتك البارحة ..

- تمام ..همست بها وهي تبتعد عنه لتمسح وجهها وتستمع اليه

- سنبدأ من جديد ..سنحاول انتي فقط استوعبي مااقول

- سأفعل كل ماتريده لكن لاتتخلي عني

- ومن قال ساتخلي !

- انت .. كنت ستوصلني لخالتي ولن تعود

- لم اقل هذا !! اسمعي اردت ان تحدثك خالتك ببعض الامور النسائية ماادراني فانت لاتستوعبين كلامي ..

- اخبرني فقط وانا اعدك سافهم

- مايجري بداخل هذا البيت يبقي داخله ! لاماجدة ولا عاصم ولا اي احد له دخل به واضح ؟

- واضح لن احدثهم بشي لن احدثهم اصلا ساكتفي بالسلام فقط

- ليس الي هذا الحد ..هتف بتذمر

- هل سامحتني ؟ سألته

- ليس بعد ،، لم ننهي الحديث ..شيء اخر مهم وهو انك لن تفعلي شيئا من ورائي ؟

- انت قلت ان اردتي شيئا افعليه

- رجعت بكلامي ..قالها بحنق ..ان اردتي شيئا اسأليني اولا ..

- طيب ..وماذا ايضا

- تلك التجمعات النسائية ستوقفينها نهائيا وان كان لديك وقت فراغ اهتمي بهواية مفيدة افضل لك ولي

- مثل ماذا ؟ سألته

- اي شيء تعلمي لغة او طبخة او ارسمي انظري ماهي هوايتك وتصرفي على اساسها

- لااعرف الرسم ولااحب الدراسة وحتى ان احببت التعلم من سيعلمني وانت في العمل وانا سأمل من الجلوس هنا..قالتها باعتراض

- تصفحي الانترنت وستتعلمين ..

- لاافهم استخدامها ! لم يسمحو لي سابقا بذلك ..

- هل كانت خالتك صعبة الطباع ؟

- زوجها ! اجابته لينظر اليها بصدمة

- وماشأن زوجها بك ؟!

- هو يمنع حتى بناته ويعتبرني مثلهم ..همست بها ليرمقها بغير تصديق ربما عليه التحري عن حياتها السابقة اكثر ! لكن كيف وهي لاتفضي له !

- لابأس سأعلمك انا كيف تدخلين عالم الانترنت وسأضمك الى برامج تعليمية عليه

- هذا يعني انك سامحتني ؟؟

- سأسامحك اكثر ان احسنتي التصرف .. والان اخبريني ماذا قالت الطبيبة لك غير الاهتمام بالاكل وتنظيم النوم

- عمره شهر واسبوعان ..همست بها بخجل

- حين يكمل شهران سأعلم اخي بالأمر تمام انتي لاتقولي لماجدة شيء الان لاينقصنا نصائحها وستتحجج بحملك لتقفز لنا كل يوم

- تمام .. قالتها تبتسم من تعابير وجهه حين يذكر ماجدة

- خالتك اخبريها ستفرح قالها علها تتحدث معها فلم يخفي عليه انها لاتتصل حتى للسؤال عنها منذ تركتهم

- اكيد ستفرح هي تحبني ..اجابته تهرب بنظراتها

- هي فقط ! سألها مشاكسا

- هي فقط ..قالتها وهي تبتعد عنه مكررة عليه انه كان سيتركها بلا سبب وانها غاضبة منه ليتنهد بيأس ويتبعها مراضيا لها داعيا الله ان تسير امورهم فالطريق الصحيح ..



إعدادات القراءة


لون الخلفية