الفصل السادس


***************
فى الدور العلوي من ذلك المنزل القديم الغامض نظرت زمرده من حولها وتأملت المكان فرأت قفص عصافير قديم وبه بعض الطعام وكأن صاحبة غادر عشه مجبرا وغرفتين متجاورتين واحدة بها غرفة نوم متهالكة وغرفة اخرى بها سريرين والتى كانت هي وروح نزلاء بها وغرفة اخرى غامضة موصدة و فى خضم التأمل يأتى ادم من روائها ممازحا ...
ادم :... ايه يا قطة بتفكرى فى ايه.. قفزت فى هلع من مجرد وجوده معها فى نفس الغرفه سويا دون احد وفكرت هل استغل الفرصة الان واتقرب اليه ام انتظر قليلا ..
زمردة :... لا ابدا بشوف البيت هو كان عايش فيه بنى ادمين ازاى لمعت عين ادم واعطاها ظهره وترك دمعة تنحدر من عينية الزرقاء ومسحها بطرف يديه سريعا
ادم :"..معلش المرة الجايه اما تتخطفى نجيبلك مكان على قد المقام واخذ نفسا عميقا واغمض عينيه لبرهه من الوقت والتفت اليها واقترب منها ووضع يديه على كتفها ثم رسم على شفتيه ابتسامة مزيفة لم تصل الى عينيه وقال :...
ادم :...شوفى بقى يا شاطرة فا نظرت له بتسأئل ثم الى يديه ثم الى وجهه رافضة طريقتة فى التعامل معها فا رفع حاجبه بمكر
ادم :...لالالالا انتى هتتعودى على كده على طول ثم اشار الى سقف الغر فة شايفة الهلوس ال فى السقف هناك يتشال ..
زمردة :... طيب انا هعملة ازاى مش هطول؟
ادم :... اشيلك يا قلبى
زمردة :... اخرررس
ادم :... انتى تطولى يا باااايرة ..
زمردة :...انا بايرة
ادم :...اااه بايرة ومحدش سأل فيكى عاجبك ولا لاء وتذكرت خطتها فا تبسم ثغرها وطلت منه اجمل ابتسامة واقربت ببطء وادم يقول مالها دى بتقرب كده ليه ...مخاطبا نفسه انتى معندكيش اخوات بلاستك انا لحم ودم ... مازلت تقترب وعينيها تحاصرة حتى كادت ان تلامسه ورفعت يديها سريعا على هيئة قبضة مترجية واهوون عليك فا امسكها من قبضتها الصغيرة وادارها من كتفها بحيث اصبح كتفها ملاصقا لصدره..طيب وحياة حكشة ....
ادم :...لالالاء عندك متحلفنيش بالغالى واقرب من اذنها هامسا ونظر معها لبيوت العنكبوت التى احتلت سقف الغرفة شوفى يا ستى انتى تتشقلبى فى قلب المكان المهم الاقى الاوضة فلة شمعة منورة ..
زمرده :...طيب انا هطول السقف ازاى دلوقى
ادم :.. ,,بسيطة اشيلك ...
زمرده :..نعم بتقول ايه ...
ادم :... خلاص روحى انتى وش فقر هجيبلك سلم ...
زمرده :..طيب طلبات التنضيف هاجبها منين؟
ادم :.. مجيبا اياها...انزلى تحت لروح هتلاقى كل حاجة وانا قاعدلك هنا ,,انا قتيل هنا .. يلا انزلى وهي تهم بالخروج من الغرفة, ناداها فا نظرت اليه مستبشرة وهي تقول لنفسها ... انها لن تهون عليه ..اكيد يعنى انا بربشتله بعيونى ... افاقت على صوت ادم متنسيش الزعافة ...
سألت ايه الزعافة دى ..
ادم:".. حاجة شبهك كده بس منكوشة ... نزلت للدور الارضى وهيه مغتاظة وتضرب الارض بقدميها من الغل وجدت روح تنظف لاول مرة فى حياتها وتتحرك يمينا ويسارا وتلمع الارض لدرجة انه ظهر اللون الاصلى للارضيات والعفش البسيط مع قليل من الاهتمام بدأ يعود اليه الحياة ..
وسألتها زمرده غير مصدقة روح انتى بتعملى ايه؟؟ .. التفتت روح :..وكانت منهمكة حقا فى التنضيف لكى تنسى كرامتها المجروحة... روح:"..ايه بعمل ايه يعنى بنضف ولا انتى عاوزة الحيوانات دول يئذونا ؟
زمرده :...لا مش قصدى بس مش ده ال اتفقنا عليه لو فاكرة ؟؟؟..
روح :.. بالعكس انا بوضب كده عشان افكر قالت زمرده تفكيرك واضح انك عندك ذمة فى التفكير باين على الحيطان والعفش ..
زمرده :...طيب لافينى يختى الزعافة والجردل وهاتى صابون وصعدت زمرده مرة اخرى لادم المجنون وشرعت فى التنظيف ووجد ادم فى نفسه متعة وهوا يشاهدها تنظف وقاربت على الانتهاء من الغرفة الاولى وانهتها بالفعل ..
ادم:"..واخبرها آمرا تعالى بقى ورايا يا بتعة ..
زمردة:"..مين بتعة دى ..
ادم:".. انتى يا بتعتع قائلا انتى كده مش فاضلك الا انك تحطى جاز فى شعرك صمتت غاضبة وتبعته الى الغرفة الثانية ....
فى الاسفل روح وهي جاثمة على ركبتيها تلمع الارض يدخل جسور ويراها على تلك الحال احست هي بدخولة فتصنعت الامبالاه
فغتاظ هو منها لدرجة انه حدث نفسه ,,ربما لم ترانى,, ونظر من حوله وتفاجىء يا الهى ما هذا انه يكاد يكون منزل ادمى دبت به الحياة وتنفس بصوت مسموع وهنا غضب انها تعلم بوجودى وتتفادانى حسنا تفادى ذلك ... ومسح بحذائه الارض الحديثة التظيف بالرمال هنا
صرخت روح كأى امراة يدوس لها احد على مكان تعبت به واخذ من وقتها ماذا تفعل ايها الاحمق وضمت قبضتها وكأنها على وشك الدخول فى معركة دامية مرت لحظات على جسور ندم فعلا على تلك الخطوة الغير محسوبة فابتلع ريقة وتظاهر بالبرود لكى يخفى الطفل الصغير المخطىء فى داخله وتجاهل الاهانة وقال لها
جسور: ...امال ادخل ازاى من الشباك ولا على ايديا زي بتوع السيرك اكملت هي وكأنها لم تسمعة ..
روح:".. انا لسه منضفة هنا .. عارف يعنى ايه منضفة فوكزته فى صدره العريض وهي تقول له دلوقتى حالا ترجع زى مكنت وتقلع الجزمة بره زى اى راجل محترم والا ودينى لصورلكو قتيل هنا وصدقنى هيكون انتا... فنظر الي قبضتها المضمومة وأنزلها باصبعه ووجد انها دامية فرق قلبه لها ...
جسور:..ماشى ماشى بس اوعى تفتكرى كده انك مشيتى رأيك عليا انتى بس عشان صعبتى عليا وخرج وامتثل للامر روح .....
*************************************
فى الطابق العلوى اوشكت الغرفة الثانيه على الانتهاء من التنظيف وذهبت زمرده مباشرة للغرفة الغامضة الموصده فامسكها ادم من ضفيرتها وسألها أين تذهبين ؟؟...
زمرده :.. رجعت مصدومة واخدت ضفيرتها من يديه ودلكت شعرها وقالت ... ايه ده انتا رخم على فكرة فى واحد يعامل وحدة بالطريقة دى؟ ..
ادم :... ليه وهو انتى شايفة نفسك وحدة؟
فردت عليه وهي تتلمس خصرها يعنى كووول ده انتا مش شايفه معجبش دنا العرسان عليا طوابير بس هيه النفس ... منا كنت وافقت على ابن عمى مكنتش ابقى هنا مع واحد زيك وامسك جردل وزعافة.
ادم :... اغتاظ منها لما ذكرت امامه رجل اخر وقال ما علينا المهم رايحة فين ؟؟؟
زمرده :..هنضف الاوضه الاخيرة واخلص منك ومن لزقتك ليا...
ادم :... على مضض وافق وفتح لها الغرفة وتفاجئت بحميمة الغرفه وانها مازالت محتفظة برونقها الى حد ما الجدران بيضاء وورق حائط وردى وشباك كبير طويل و توجد طرابيزة صغيرة مربعة الشكل تنم عن مدى قرب اصحاب الغرفة السابقين من بعضهما البعض يتوسطها سرير دائرى الشكل .. فضحكت ..
فستغرب ادم :.. ايه اللى بيضحك ؟
زمردة :.. قالت لا ابدا بس واضح ان الناس ال هنا كانوا بيحبوا بعض
فتاثر ادم بما اخبرته
واكملت وايه ده فى سرير مدور كده واضح انهم رومانسيين خالص .. احمر ادم خجلا من تعليقها .. ومالو يعنى السرير ...
زمردة :"..لاء مفيش بس قصدى انهم مممممم انهم يعنى واضح انهم بيحبوا بعض بس انا بقول الكلام ده لمين لحرامى خطاف زيك ... اغتاظ واقترب منها وامسك زراعها انتى باين عليكى انك عاوزة تسلمى على حكشة ولا اقولك بما انها اوضه رومانسيه وانا مبحسش وحرامى انا هجيبلك حكشة يعمل معاكى احلى واجب ... لم يكاد ينهى جملته الا كانت صارخة وارتمت على صدرة العريض واحاطت يديها خصره وراسها لامست قلبه وقالت وهيه مرتعبة
زمرده ":.. لالالا الله يخليك الا حكشة دنتا حتى لا مجرم ولا حاجة طيوب وعينيك زرقا
هنا كان ادم فى عالم اخر وبيقول يا بركة دعاكى يا اما هيه الاوضه مبروكة انا عارف ال يدخل فيها لازم يطلع بطل ....
والقى بها فى الهواء وكأنها لا تزن شيىء وقعت على السرير قالها جوووووول النشان جه مظبوط
قامت بسرعة عشان تضربة امسكت بفازة صغيرة وجدتها امامها ورمتها عليه فتفاداها ورمته بالمخده فاصابته فى منتصف رأسه فقالت بشماته جوووول واحد واحد ...
ادم :.. اة يابنت المجنونة انتى بتلعبى كورة ؟؟
زمرده :.. لاء كرة طائره يا جاهل ...
وجرى وراها وقالها انا جاهل يا امعة يا تافهه يا بتعة دنا ماجستير ادراة اعمال
فا قفزت على السرير وطلعت لسانها بتعة بعته ايوة جاهل وكانو مثل القط والفار وجريت منه فا قفزت على السرير فا امسكها من قدميها وسحبها فتمسكت بقميصة لتنهض فا وقعا معا لم تجد نفسها الا وهي تغوص فى زرقة عينيه وتأملته عن قرب واحست بانفاسه الدافئة تلفح وجهها احساس مغناطيسي لغى كل وجود للوقت والمسافات ولم يجد نفسه الا وهو يقترب ببط و ينهال من شفتيها و يأخذ قبلة هزت كاينه بعنف فا شعر ادم ان زمام الامر سيفلت منه وهو رجل فكيف بها وهى قمة الانوثة والاغراء وابتعد قليلا وتأملها فوجدها تتنفس بعمق مغمضة العينين و ابتسم بمكر وهمس بأذنها ....
ادم :..للدرجة دى عجبتك البوسه ؟؟
زمرده :..وهنا افاقت زمرده واحمرت غضبا منه وشوقا اليه ودفعته بعيدا وقالت ابتعد عنى
... نظر اليها ادم مطولا وتركها وصفق الباب خلفه بقوه وتركها مصدومه تحاول ان تعدل هندامها على السرير وتتلمس شفتيها ولسان حالها يقول لقد قبلنى خاطفى كيف سمحت له بذالك... ضحكت بخفوت وقالت واضح ان الاوضه دى فيها سر ..
ادم :...هنا فتح الباب مرة اخرى وأطل ادم برأسه قائلا .. اه يا صايعة عجبتك البوسه صح ..
صرخت بصدمة عندما فتح الباب لقد استرق السمع فرمته بالوساده محرجة .. فاغلق الباب سريعا
فاخفت وجهها من الخجل وشفاهها تنطق يااللهى ماذا فعلت مع هذا الرجل المجنون
************************************


إعدادات القراءة


لون الخلفية