الفصل الحادي عشر



فى المستشفى
مع زمرده وعمها وصدمته بعلمه بزواجها وهو من يخطط لوضع يده على مراث أخيه وممتلكاته ودمجها فى ثروته ولم يجد طريق أقصر و لا أفضل من زواج زمردة بابنه عصام.
ولكن تقدريرات القدر منعته من اتمام مخطط شرع فى تنفيذه من اكثر من عشرين عام مضت .
دكتور عصام ":... فى صدمة غير مصدق ما تقولة زمردة انتا جيبالنا واحد من الشارع وبتقولى عليه جوزك .اتجوزتى يعنى ايه من .غير وكيل يا هانم . انتى بتكدبى علينا ...
ادم ":... يرد بغضب شديد لولا أن أخويا فى الاوضه وتعبان كنت عرفت ارد عليك بشكل يناسبك . لكن بس أقولك ان بنت عمك هنا
مش قاصر وكانت وكيلة نفسها وجوازنا كان جواز شرعي على سنة الله ورسوله وقسيمة الجواز هتكون عندك .. وحضرتك انا مش من الشارع زى ما أنت بتقول انا ماجستير أدارة أعمال .. ومن هنا ورايح .. انا هدير أملاك مراتى وهطلع على كل صغيرة وكبيرة فى أملاكها انا بس ببلغك من باب الادب .....
أسترسل ادم فى الكلام ومنبأ عن مخططاته هو وزوجته التى تتطلع اليه بانبهار ولم ينتبه لرد فعل عمها سمير الذى شحبت ملامحة مرة واحدة لدى سماعة نيه ادم بحصر التركة وأمسك بقلبه وتراجع للوراء متظاهر بالمرض .
عصام ":... نظر الى ادم باحتقار شديد وابتسم قول كده بقى أنت متجوز بنت عمى عشان الفلوس ...وانتبه لما حدث لوالده ...
فصرخ عصام .... بابااااا مالك وجرى عليه وسنده وأكمل بغيظ شديد دى واحدة متستحقش أنك تزعل عليها وحتى لو طلقها انا لايمكن أفكر اتجوزها دى واحدة مستهترة جايبه واحد من الشارع بتقولى جوزها . ووقعت كلمته فى قلب زمرده كالخنجر . اهكذا ينظر اليها أهلها انها مستهترة .
ادم ":... هجم عليه مرة واحده وسدد له لكمة قويه أوقعته أرضا
لو جيبت سيرة مراتى على لسانك كده تانى انا هحجزلك سرير هنا فى المستشفى ..يلا غور أطلع بره ده مش وقت الكلام .
وخد ال عامل عيان فيها ده معاك وكلامنا مخلصش وهنتقابل كتير يا حمايا العزيز والمحكمة أول الطريق للي بينى وبينك....
عم زمردة ":... انتفض واقفا ويمسح العرق عن جبينه وينظر الى زمرده .. طيب يا بنت أخويا .. واسرع بالخروج ....
زمردة ":... رمت نفسها على أقرب كرسي موجوده بالحجرة التى كانت منذ قليل ساحة حرب ونظرت للادم بفرح ودموع متجمعة فى عينيها غير مصدقة ان يوجد أحد بخلاف روح ربما لاول مره منذ سنين عدة يدافع عنها ويحميها غير صديقة عمرها وقالت دى البدايه يا ادم انت مستعد ...
ادم ":... نظر ادم اليها بابتسام متخافيش ..
روح ":... الصامتة ابتسمت بحزن واحتضنت صديقتها وقالتلها انا فرحانالك يا زمرده أنك أخيرا هتاخدى حقئك وبشكرك يا ادم على وقفتك معايا .. ونظرت لجسور الغائب عن الوعى واتجهت اليه وتلمست خصلات شعرة النازلة على جبينه ومالت عليه .. تهمس اليه بكلمات .. فنظرت زمرده لادم وأشار اليها بهدوء ان تخرج معه من الغرفة ليتركوا روح بمفردها مع جسور ...
لم تنتبه روح لخروج ادم وزمرده وهمست لجسور فى اذنه وامسكت يديه وتشابكت الاصابع و تحدثت انا السبب فى اللي انتا فيه دلوقتى يا ريتنى ما سيبتك تخرج من الاوضه فى الوقت ده ...
وهنا نزلت دموعها الساخنة على وجه جسور ففتح عينيه ببطىء وضغط على أصابعها بضعف واضح وهمس باسمها رووح.....
لم تصدق اذنها فا نظرت اليه وجدته ينظر اليها بوهن فاحتضنته بفرح .. انت فوقت الحمد لله انا اتخضيت عليك جدا .. انا السبب سامحنى ..
جسور ":... بصوت ضعيف .. انا فين ..
روح ":.... فى المستشفى عشان تعبت شويه .
جسور ":... ومهربتيش ليه ...
روح ":... أهرب فين وليه انا خلاص مراتك... وأستدركت نفسها قصدى لحد ما نرجع حق زمرده أنت فاهم .
جسور ":... حاول التنفس بعمق ... فأحس بالم فى صدرة .
روح ":... تميل عليه وتقوله ما تتعبش نفسك فى الكلام انا هجيب الدكتور يطمنا عليك .. وقبل ان تخرج قبلته على جبينه برقة بالغة .
جسور ":... عندما خرجت روح تلمس مكان القبلة وابتسم ابتسامة خفيفة واهنة ..
*******************************
فى الخارج مع ادم وزمرده الفرحة للغاية بموقف ادم معها ولو كان بالاتفاق .... لم تجد غيره ليأخذ حقها .
زمرده ":... انا مش عارفة أشكرك بجد ازاى .. وأحتضنته وحاولت الوصول لخده فقبلته فى أسفل ذقنه النامية ...
ادم ":... بحرج شديد ايه يا مجنونه انتى بتعملى ايه احنا فى المستشفى .. بنت متحرشه صحيح .. الا قوليلى فى أمن هنا .. ردت اه طبعا .. طااايب يلا يابابا ابعدى عنى لحسن نتمسك دلوقتي.
زمرده ":... متخفش المستشفى بتاعتى وتلف حول نفسها وتخبره ان كووول الناس دى شغاله عندى انا .
ادم ":.... والله انتى واحده عبيطة .
روح ":... تقترب منهم وترى زمرده تلف حول نفسها .. والله يا زمرده انا مش فايقالك بجنانك ده .. ادم تعالى جسور فاق وانا هندهلو الدكتور ..
ادم ":... ادم من فوره تاركا الفتيات وذهب لرؤيه جسور .
**********************************
فلاش باك
بيتر ":... بعد ما أغلق المكالمة مع الغول وهو فى الطائرة الخاصة به وتذكر كل ما مر به كى يمرر توابيت الموتى من المطار وضع يديه على رأسه يفكر بعمق كيف يخبر الغول بما حدث بشكل كامل . هو أخبر الغول باتمام المهمة ولكن لم يذكر له تفصيل بسيط الا وهو انه لم يحضر ليلى فقط ونظر الى القطة التى تتمسح به وبتموء بجانبه حملها ونظر الى طوقها وقرأ اسم شطة
اه يا شطة أقول للغول ازاى؟ ده هياكلنى كيف يخبر الغول بالخطأ
وان صح القول بالسقطة البسيطة منه .. الغول حاليا فى حالة لا تسمح لاحد ان يتحدث معه كيف أتصرف .. حدث بيتر نفسه .
*********************
مع الغول
جالس فى مكتبه المظلم يدخن السيكار بشراهة شديده وينظر الى الباب كأنه ينتظر فريسته لكى يلتهمها التهاما ..وفجأة سمع قرع على الباب وسمح للطارق بالدخول ووجد بيتر قادما ومعه أربعة رجال يحملون تابوتا ووضعوه عند قدمه .
بيتر ":... كما أمرت سيد عزام الان تأثير المخدر انتهى وسوف تفيق بعد قليل .
عزام ":... ومازال السيكار فى يديه واضعا قدم فوق الاخرى ينظر للتابوت بغضب مطلق يأمر بيتر ومن معه بالخروج .....
بيتر ":... واقف للحظات فى حالة من الارتباك كأنه يريد قول شيئ ولكن عندما نظر الى الغول تراجع عن قراره وترك غرفة المكتب فورا وخرج .
عزام ":... لم يعير بيتر اى اهتمام ولم ينظر له من الاصل فكل اهتمامة منصب على الضيف الذى امامه ...الان خرج الجميع واغلقوا الباب ورائهم تاركين الغول مع قاطن التابوت وقف الغول يتأمل التابوت بعيون مظلمة و يحوم حوله مثل الاسد يمرر أظافره على خشبه الصلب محدثا صرير مرعب ...
ثم جلس على كرسيه مائلا بجذعة نحو التابوت فاردا ذراعيه عليه وأظافره تصدر صريرا مزعج على خشبه الاملس وفجأه بدأ يسمع صوت صريخ ونحيب مكتوم أخذ شهيقا يملا صدره وهوا يسمع الصرخات كالموسيقى تطرب أذنيه ويشعر بخبطات ضعيفة من داخل التابوت ثم رفع يده الكبيرة فى الهواء وخبط على سطح التابوت بقوة فاصدر دويا قويا وهدأ من فى داخله مرتعبا . فابتسم بتوحش وفتح غطاء التابوت .
رأى جسد امرأة وشعر طويل جدا يغطى وجهها وجسدها وواضعة كلتا يديها فى وضع الحماية .
اما ليلى ":.. عندما سمعت الخبطة القويه على التابوت ارتعبت وشعرت انها يد الشيطان وهدأت على الفور من رعبها واذ ..
بباب التابوت يفتح ببطىء وبدأت ترى النور .. كل شىء فى البدايه مظلم ولكن أول ما رأته كان خيال رجل يحترق لا لا انها السنة اللهب ووجسد ضخم ووجه لم تتبين ملامحة من الظلمة ... ينظر اليها فرفعت يديها لتحمى نفسها ... وتذكرت حلمها المرعب من قبل ...ورفعت كلتا يديها لتحمى وجهها .....وصرخت شيطان . سمعت قهقهة عاليه جدا وصوت خشن يحدثها ... انتى قربتى من الحقيقة .. انا الغووول ...
لم تتحمل ليلى ما سمعته للتو وما مرت به صرخت صرخة مدويه سمعها كل من فى القصر وسكن جسدهاااا .
********************************
فى منزل بيتر ... منزل دافىء على سفح جبل يحيط به حديقة مليئة بالزهور وتحيط به الاشجار ويطل على بحر أزرق جميل ...دخل مرهقا حاملا القطة البيضاء شطة ولم يجد الا اللبن ليطعمها اياه ثم أمر الرجال ان يضعوا التابوت وأمرهم بالانصراف .وبعد خروجهم ... جلس متهالكا على أريكته المفضلة .. ثم نظر نظرة حيرة للتابوت .. ماذا افعل بهذا الان ...وشعر بالتورط واخذ نفسا واطلقة فى الهواء وتأمله قليلا وقام واتجه اليه ليرى ساكن التابوت .....
فتحة ونظر اليه مليا .....


إعدادات القراءة


لون الخلفية