مرت أربعة اسابيع على حادث وفاة بيتر و آن لم تستطع تحمل تصرفات زوجها و كيف هو لا يبالي بطفله الذي فقده حديثا و لقد اصبح متحجر القلب اكثر من ذي قبل, و لكن ما هذا الذي تشاهده هل يعقل ان تكون لمحة حزن في عينيه لا يمكن.
-آني لقد احظرت معي اختبار الحمل و اريدك ان تجربيه بعد ان ننتهي من العشاء.
- و لكني قلت لك بأني لست حاملا, فنظر اليها عاقدا حاجبيه لا ضرر من ان نتأكد و ان لزم الامر ان اخذك لدي طبيب نسائي.
فستأذنت من على الطاوله قاصدة الذهاب الى النوم و اخذت حماما منعشا و لفت شعرها الذهبي بالمنشفه و خرجت بعد ان ارتدت لبس النوم الرقيق فهي تكره ما احظره جوزيف فلقد رمى جميع ملابسها حجة انها لا تناسب من في مقامها, و تسمرت امام باب الحمام قابضة المقبض بكل قوتها حتى ابيضت يداها كيف تستطيع ان تتجاهل هذا الجسد النصف العاري بعضلاته و سمرته القاتله كل ما فيه جذاب و ساحر لا بد ان هذا الحضن استقبل العديد من النساء بمن فيهم هي و لكن لماذا هي لماذا لم يختر امراه اخرى و من الغريب انها لم تشاهد حتى الان عشيقاته يأتين لزيارة عدا كارين سكرتيرته.
- لقد قلت لك باني تزوجتك لاني لا اريد ان اتزوج امراة تطمع بمالي و كنت اريدك ايضا أما لـ..توقف فجأه و صوته مشبوب بالمشاعر ثم اكمل لبيتر. و لم تستغرب آن من قرائته لأفكارها فقال لها هل جربت اختبار الحمل,فأجابته بالنفي.
- ولكن ماذا تنتظرين اذهبي و اجري الاختبار حالا ام انك تريدن ان اقوم انا بهذه المهمة لك, فاحمرت و جنتاها و قالت: ابقى ساقوم انا وحدي بالاختبار. و دخلت الحمام و كلها رجاء ان لا تكون حامل و لكن النتيجه اتت ايجابيه و لكنها قالت لجوزيف بأنها ليست حامل و لم يصدقها و سالها اين وضعت انبوب الاختبر قالت بانها رمته لكنه اخرجه من السله و تاكد من انها حامل و اقترب منها محذرا و الشرر يتطاير من عينيه لكنه حملها الى السرير و اطفى النور.
في صباح اليوم التالي رأت ان سيمونا احضرت لها الافطار في الغرفه و عندما سالتها اين جوزيف قالت لها:
لقد ذهب السيد باكرا الى العمل و طلب منا ان نحضر لك الافطار هنا, كما انه احضر مهندسين لكي يعملوا في غرفة بيتر و يجهزوها للمولود الجديد, آه يا سيدتي لو رأيت السيد كم هو مسرور بذلك آه نسيت ان اهنئك انا اكيدة بانك ستكونين اما حقيقيه.
عند عودت آن من الطبيب قال لها جوزف قبل ان ينعطف بالسياره الى محل ملابس: اذا انت حامل في شهرك الاول لقد كان طفلنا ينمو من الليله الاولى لنا, يا االهي كم انت سريعة في الاخصاب حسنا هيا بنا نشتري الملابس لوريثي.
و استعدت آن لن تعترض و لكنه كان قد خرج و وصل ليفتح الباب بها فقالت بصوت متهكم: لا اعدك بطفل يمكن ان تكون طفله. فقال بلا مبالاه لمشاعرها: لا يهم سنقوم عندها بعد ولادت الطفله بمشروع انجاب وريث لي و صبي.
كان محل الاطفال يعج بالأزواج, كم هم محظوظين السعاده باديه عليهم فمنهم من يشتري للمولود الاول و منهم من يشتري لمولود اخر و هكذا هي بينهم غريبه لا زوج يحبها و مصير هذا الطفل ان يولد في بيئه لا يسودها الحب, و لكن على الاقل لها زوج وسيم و جذاب و سيوفر لطفله كل وسائل الراحه, فاعادها جوزيف الى الواقع: آني ما رأيك في هذا, كان يحمل ملابس زرقاء جميله و باهضة الثمن: ياألهي... جوزيف كم هو جميل, و لكن الا تظن ان سعره باهض, فاقترب منها قائلا: لا تقلقي بشأن المال فهو جميل الى حد انه سيظهر طفلنا جميلا جدا اذا كان يشبهك.
قاموا بشراء ملابس جميله و مهد و بعض الالعاب, ففكرة آن كيف سيبدو جوزيف و هو يحضن طفله و يداعبه, مجرد التفكير بهذا جعل جسدها يقشعر.
لدى وصولهم المنزل كان المهندسون قد بدأو بطلاء الغرفه باللون السماوي مع رسوم جداريه من السحاب و ستائر بيضاء جميله مطرزه, و قد و صل مهندسوا (( بايبي هوم )) و جلست آن بالقرب من جوزيف ليختاروا السرير و باقي معدات الغرفه, و قد و قع اختيارهم على أثاث رائع ابيض مرسوم بدببه العسل (( ذا ويني ذا بوه )) تعجبت آن من ذوق جوزف في الاثاث فهو اختار اغراض جميله جدا و لقد سعدت آن بهذه اللحظات.