كان الطقس في أسبانيا حارا جدا و كانت درجه الحرارة فوق 40 و عندما نزلت آن من الطائرة حرقها الهواء الساخن و غطت ليلي بالبطانية حتى لا تتأثر بشرتها الطفوليه, و أخذت تسير خلف جوزيف لأنها لم تزر أسبانيا من قبل لم تزر بلد مصارعين الثيران, و دائما كانت تتمنى أن تزور هذه البلاد و تستمتع و لكن لم تحلم أن تزورها في ظل ضروف كهذه.
كانت قاعة الشخصيات الهامة هادئة و غير مزدحمه مثل القاعة العامة و أخذت كرسيا لتجلس عليه ريثما يحضر زوجها السيارة و أخرجت زجاجة الحليب لتعطيها لطفلتها و بينما هي منشغلة في البحث شد انتباهها جسد طويل و ممشوق القوام وشعر بني يتوج راس صاحبه طويل و جميل و عينان تحملان كل صفات الشر و اللؤم, إنها ليزا.... ليزا مونتيز التي سرقت خطيبها و عملها و كأن هذه الأخيرة شعرت بمن ينظر إليها و ألقت بنظرها على المرأة التي تجلس في القاعة بملابسها الغير الأنيقة و العينين الزرقاوتين التعبتين و الهالات السوداء تحت عينيها, في بادئ الأمر لم تعرفها و عندما أمعنت النظر علمت بأنها آن و توجهت نحوها تمشى الهويناء و عينيها تقيمان آن من رأسها إلى أخمص قدميها و ابتسمت بمكر:
- عجبنا عجبنا آن بترسون ما الذي تفعلينه هنا في أسبانيا.
- أهلا آنسة ليزا
نظرت ليزا إليها باحتقار و ضحكت بمكر:
- بل تستطيعين قول السيدة ليزا...السيدة ستيوارت.
ظلت آن تنظر إليها و تنقل بصرها من عيني ليزا إلى يدها اليسرى و شعرت في بدء الأمر بالحقد و الكره لهذا المراه فقد كانت هي من يجب أن تحمل لقب السيدة ستيوارت و هي من كانت يجب ان تضع هذا الخاتم في يدها اليسرى و لكنها سرعان ما ابتسمت :
- أنا سعيدة لأجلكما.
نظرت إليها ليزا لفتره غير متأكدة ما اذا كانت آن حقا تعني ما تقول ام انها تقول ذلك بدافع الغيرة و لكنها قالت بتعالي:
- ارى بأنك في اسبانيا و في هذه القاعة ماذا تفعلين, و جالت بنظرها على العربة التي بقربها و بالطفلة التي تحملها فقالت: إذا أنت مربية و انت مع هذه الطفلة تنتضرين اصحاب عملك.
و فقط في ذلك الوقت تقدم مايكل بمظهره الوسيم و الجذاب و ابتسم عندما عرف انها آن فقال لها:
- يا لها من مفاجاه سارة ماذا تفعلين هنا.
فقالت له زوجته: انها مربية.
فنظر مايكل الى الطلفلة التي بين يدي آن وقال ذاهلا: احقا.
ابتسمت له آن: ليس حقا بل يمكنك القول بانها ابنتي.
ذهل الاثنان و نقلا نظرهما من آن الى الطفله فصرح مايكل قائلا:
- نعم فالطفلة تشبهك كثيرا.
شعرت ليزا بالغيرة من اهتمام زوجها بآن فقالت تحقر من شأن آن
- و اين زوجك العتيد ام انه لا زوج لك.
- لقد ذهب ليحظر الحقائب و يضعها في السيارة.
- اذا فهو سائق او خادم و هو الان يحمل اغرض اسيادكم.
لم تضف آن شيئا آخر فقد اعتبرت أي كلمة اخرى تعدٍ على خصوصيتها, و اعتذرت منهما.
- ارجو المعذرة يجب ان اذهب لابد من أن زوجي ينتظرني بالخارج. و قد كانت سعيدة لاول مره لانها تلفظ بفخر كلمة زوجي و حتى تثبت لمايكل و ليزا انها تغلبت على حزنها و انها ايضا لم تتأثر بمعرفة انهما قد تزوجا, و توجهت الى الخارج حتى تنتظر قدوم جوزيف و ياخذها بعيدا عنهما, و في تلك اللحظه خرج مايكل و زوجته لينظرا سائق الذي سيوصلهما الى فندقهما الفخم.
كرهت آن تأخر زوجها و ظلت تشتم اليوم الذي تعرف فيه على هذان الشخصان, و عندها ظهرت سيارة الليموزين السوداء و خلفها سيارتان سوداوتان و سيارة شرطه, و لفترة ضنت بان هذه السياره اتت لتقل احد الشخصيات الهامة و لكن عندما رات من نافذة السائق انه لوكاس سعدت لفتره الا انها لم تفهم سبب كل هذه الجلبة باحضار سيارة شرطه و معها سيارتان مرافقتان.
قالت ليزا و هي ذاهلة:
- انظر عزيزي الى هذا لابد ان هذه اللموزين اتت لتقل شخصية هامه, و شعرت آن انها ستنفجر من الضحك و ارادت ان تعرف ردت فعلها اذا ما عرفت بان هذا السيارة هنا لتقلها هي. و قال يوافقها مايكل: معك حق و لابد ان صاحب هذه السيارة شخصية نافذه و صاحب شركات و انا واثق انني سأتعامل مع امثاله لانهم هنا يعظمون كثيرا من هؤلاء الاثرياء.
و نزل جوزيف من الليموزين و هو يضع نظارته السوداء مما جعله شخصا مرهبا و يلفت انظار جميع النساء. صرخت ليزا قائله: يا الهي انه جذاب جدا انظر اليه.و قال مايكل عابس امام هذا الرجل:
- ليزا لا تنسي انك زوجتي و انك معي.
- اعرف و لكن يجب ان تعترف بانك لا تقارن امامه.
تنهد الاثنان و ظلا ينظران اليه و هو يتقدم نحوهما.
اقترب جوزيف و خلفه اثنان من حراس الامن من آن و اعطى آوامره بحركة من يده حتى يحملان حقيبة ليلي و ياخذان ليلي عنها و لكن آن رفضت و سمحت لهم فقط بأخذ حقائبها, و ابتسم جوزيف من حركة آن الدفاعية و تنهد:
- هل انت جاهزة.
و اومئت آن برأسها وقالت ليزا وقتها.
-آن هل تعرفين هذا الرجل.
فابتسمت و استعدت لتلقي بالقنبلة و قالت:
اوه نعم, جوزيف هذان الزوجان مايكل و ليزا ستيوارت,.... ليزا هذا جوزيف لوكارس زوجي و والد طفلتي.
-ما...ما...ماذا, زوجك. قالتها ليزا و هي تصرخ و عندما شاهدت انهم ينظرون اليها خجلت قليلا فقالت:
لا يبدوا واضحا فمظهر زوجك انيق, اما انت فتبدين مزريه امامه بل قولي تبدين وكأنك خادمه.
عندها شد مايكل من يد زوجته قائل:
- ليزا لا يجوز قول هذا.
فقال جوزيف:
- مع زوجتك الحق و لكن نستطيع تصليح الوضع اليس كذلك عزيزتي.
شعرت آن باعصابها تغلي و انها على وشك دق عنق زوجها, لماذا قام بتصغيرها و جعلها وضيعه هكذا امامهم, الا يعرف كم اغضبها و اهانها امامهم و اذا لم يكن يعرف اذا سوف تجعله يعرف بما فعل و ما ردة فعلها, الا انها قررت الا تسبب فضيحة هنا و قالت:
- بالتأكيد عزيزي, و لكن هل لنا الذهاب الى المنزل فانا تعبه من السفر.
- بالتأكيد, ارجو المعذره منكما و تشرفت بلقائكما.
ركبت آن الليموزين و كانت على وشك ان تنفجر غضبا الا انها نظرت في عينين جوزيف و راته يبتسم, اذا فهو يعرف بانه احرجها و لكنها نظرة اليه بازدراء فهي ليست على استعداد لتبدأ الشجار و امام ليلي فهي لا تريد تخويف ابنتها و أن تجعلها تعيش في وسط يسوده الحقد و الشجار, بالتأكيد لا و سوف تتأكد من جعل حياة ابنتها هانئة.
دخلت السيارة في طريق فرعي تحيط به الاشجار الى ان وصلت امام قصر كبير يعود الى العصر الفيكتوري بلونه البني المائل الى الرمادي, لقد كان قصرا كبير يوحي بمدى سيادة صاحبه و نفوذه و عندما فتح لوكاس لها الباب حيتة بابتسامه و شكرته و عندما قادها جوزيف الى الداخل شدها المنظر فقد كان البهو واسعا جدا و فسيح و يتوسطه بركة مياه و المرايا على الجدار من اول المدخل الى نهاية البهو, و صور عائلة جوزيف تتزعم الجدار الاخر بدءا بسلالة جوزيف الاول الى صوره زوجها و لا يزال هناك مكان يتسع لباقي السلاله و بالتأكيد طفلتها لن تكون بينهم فهي فتاة و تذكر بأن جوزيف كان يريد ولدا و لكنها لا تعرف هل هو يحب الطفله بعد ان عرف انها فتاة ام هو يريد صبيا, يجب ان تسأله و تعلم لماذا احضر طفلته الى هنا و لما كل هؤلاء الحرس هل هذا بدافع الحب و الحمايه لابنته ام لشيء آخر, و عندما همت بسؤاله خرج سيمون من الباب الموجود في آخر البهو.
-آه سيدتي مرحبا بك اخيرا لقد عدتي, و من هذا الصغيرة الجميلة لابد من أنك ليلي.
ذهلت آن كيف تعرف سيمون بانها انجبت فتاة و كيف تعرف اسم طفلتها.
نظر جوزيف اليها قائلا:
لقد اخبرتها عندما عثرت عليكما.
فقالت سيمون سعيدة:
- كم انا سعيدة يا سيدتي و كم فرحت بخبر ولادتك هذة الطفلة الجميلة هل لي بان احملها.
و عندما ارادت حملها خبأة الصغيرة وجهها في عنق والدتها فابتسمت لها سيمون و قالت عندها آن:
هيا يا حبيبتي فسيمون ستعطيك حلاوة.
فاشرق وجه الفتاة و ابتسمت:
- انا احب الحلاوه....أنا اريد حلاوه. و رمت بنفسها في احضان سيمون و اخذتها سيمون نحو المطبخ و عندا ظل جوزيف و آن في البهو وحدهما فقالت حينها آن:
- اسمع انا تعبه و اريد ان اذهب لارتاح بينما تهتم سيمون بليلي و اذا ما ارادت شيء فالتأتي و توقظني.
فقد كانت آن بحاجه الى الراحه و ان كانت تسعى اليها فهي جد تعبه و هي لا تضع ليلي لدي أي احد لا تثق به و لكنها واثقه بسيمون و هي لا تهمل الطفله بل هي بحاجه الى كل الطاقه لأنها تعرف بان في وقت ما سيحدث صراع بينها و بن زوجها لذلك هي بحاجه الى اكبر قدر من الراحه لتستعد للمواجه المحتومه.
اخذها جوزيف الى غرفة كبيرة لونها اخضر فاتح و يتوسطها سرير ضخم و باب لابد من انه يؤدي الى الحمام و باب آخر ضخم يفصل الغرفه عن الغرفة المجاوره و اشار جوزيف بان الباب يفصل غرفة الحضانة و هنا ستكون ليلي بالقرب من غرفتها و تابع قائلا:
- خذي قسطا من الراحه حتى يحين موعد تناول الشاي فلا نزال في اول الصباح و لك فترة حتى وقت الغروب و لا داعي للقلق على ليلي فهي في ايدي امينة.
كانت الغرفة معتمة عندما استيقظت آن و توجهت بسرعه الى الحمام لتستحم و تستعد للعشاء و عندما خرجت من الحمام شاهدت صندوق كبير على السرير و عليه بطاقة كتبت عليها.
( هذا الثوب ارتديه للعشاء و باقي صناديق الملابس ستصل غدا صباحا و بالنسبة لملابسك و ملابس ليلي فقد اصدرتها الى الجمعيات الخيرية و استعدي لان لدينا ضيوف)
كرهت آن تصرف زوجها بحاجياتها و بأوامره التي لا تنتهي و ارتدت الثوب و جلست على طاولة الزينة لتضع احمر الشفاة و قليل من الظلال على عينيها و قامت برفع شعرها الى العلى و توجدته بمشبك فضي اشترته و جعلها تظهر كالأميرات, ها خي مستعدة لجوزيف و لتبين له انها تغيرت و انها ليس بمظهر خادمه او طفله, و عندما نزلت الى الاسفل شاهدت سيمون و ليلي معها تلعب و ذهب لتقبل طفلتها و قلت هذه الاخيرة:
- امي انظري لدي دمى كثيرة و الرجل اشترى العاب كثيرة لي.
ذهلت سيمون عندما سمعت ليلي تنادي ابيها بالرجل, فقالت لا آن بان الصغيرة لم تعتد على والدها بعد و ستمضي فترة حتى تناديه بوالدها. و تركتهما آن و توجهت الى غرفت الجلوس فرأت جوزيف و يتحدث مع رجلان واحد منهم عرفته و هو شقيق كارين و الاخر لم تعرفه و رأت كارين تجلس على الكنبة حتسي النبيذ بثوبها الاحمر الذي يظهر قوامها.
- ها انت يا عزيزتي لقد كنت على وشك ارسال فرقة بحث عنك.
ابتسم لها ريد لها قائلا: مرحبا يا سيدة لوكارس لقد مرت سنوات لم نشاهدك فيهافقد اخبرنا زوجك بانك كنت مسافرة لفترة نقاه حتى تعودي لوعيك بعد صدمة مقتل بيتر. اتسعت عينان آن ليس بسبب كذبة جوزيف بل بتذكرها بيتر فقال بصوت مختنق: آه نعم, حسنا لقد كان عزيزا علي.
فقال جوزيف يلطف الجو: عزيزتي لا أضنك تعرفين صديقي اورلاند بسفيكي.
و حياها السيد بسفيكي و قبل يدها قائلا انها جميله جدا و مهنئا صديقه بزوجته.
دخل الجميع الى غرفة الطعام لتناول العشاء و كانت كارين تجلس بالقرب من جوزيف و بجانبها السيد بسفيكي و كان ريد بالقرب من آن و اقتصر الكلام على المائده على العمل و بما ان آن لا تعمل معهم فهي لم تشركهم و نادرا ما كان جوزيف يشملها بحديثهم فضلت فقط تستمع اليهم و تتصنع الابتسام, و بعد ان انتهوا من تناول الطعام توجهوا نحو غرفة الجلوس و اقترب منها ريد و جلس يتحدث معها:-اذا آن بما انك قد عدت ما مخططك للغد.
- لا شيء حتى الان
- هل هذه اول زيارة لك الى أسبانيا
- نعم.
- اذا دعيني آخذك غدا للتعرف على هذه البلاد الجميله
فأومئت برأسها موافقه على الخروج معه, ثم جلسا يتحدثان بأمور كثيرة و مضحكه ما جعل آن تضحك أكثر من مره و تضع يدها بطريقه عفوية على كتف ريد و جوزيف لم يفته هذا و في كل مره ترى فيها آن جوزيف ينظر اليها بنظرة وعيد تكثر هي من ابتساماتها و ضحكها , عندما شاركهم السيد بسفيكي الحديث و الضحك, زاد الامر من غليان جوزيف فقالت له كارينك
- يبدو ان زوجتك تستمتع بصحبت هذين السيدان و تترك هنا دون ان تعيرك أي اهمية.
اعطى جوزيف كأسه لـ آن و توجه نحوها و آن لم تنتبه له و لا السيدان و عندما اراد الجلوس تعثرت فأمسكها اورلاند حتى لا تقع فشكرته و في تلك اللحظه اكن جوزيف بالقرب منهم و لكنه فهم الموقف خطأ.
فقال بصوت ناعم و لكن لا تخلو منه نبرت الغضب:
- ارى بأنكم تستمتعون بوقتكم الا تشركوني معكم... و أراك يا اورلاند اعجبك الجلوس مع زوجتي و مغازلتها.
فترك بسرعه يدها و انسحب , و اعطى جوزيف نظرة الى ريد جعله هو لاخر ينسحب, فغضبت آن من تصرفه هذا ثائرة:
- أكان يجب ان تفعل هذا فقد كنا نستمتع بوقتنا ولا تسأ ففم السيد بسفيكي فقد امسكني بعد ان تعثرت و كدت اقع.
- ارجو منك في المرة القادمه الا تقتربي من أي شخص ولا تضني باني لم اشاهدك تمسكين كتف ريد بين حين و اخرى و انبهك بانك لا تزالين زوجتي.
- تنبيه و تهديد الا تمل يا زوجي العزيز.
و في لحظه تصاعد الصراع بينهم انفتح باب غرفة الجلوس و دخلت منه ليلي تبتسم و تهرع الى حضن امها و تتبعها سيمون.
-امي امي.....انا اريد امي.
فقالت سيمون تعتذر:
اعذروني فقد رفضت الانسة الصغيرة ان تستحم و تنام دون ان تراك.
فابتسمت لها آن : حسنا ساحضر الآن شكرا لك سيمون. و اعتذرت من الضيوف و ذهبت الى الاعلى حتى تحمم ليلي و تأخذها الى السرير و قد اخذ منها الامر ساعه حتى نامت و قد كانت تعبه جدا ولم تشأ ان تنزل الى الاسفل و هي تعرف بأنهم سيعذرونها ان اوت هي الى الفراش فهي فقط منذ ساعات وصلت, و ذهبت الى سريرها لتنام و لكنها لم تشاهد حقيبتها و رأت صندوق آخر و لكنه لا يحمل بطاقه و عندما فتحته شاهدت ثوب نوم رائع الا انها رفضت ان ترتديه فهي لا تريد ان تقل من الحشمه و حمدت ربها لأنها وضعت بعض الثياب في حقيبة اليد التي تحتوي قليلا من اغراض ليلي التي اخذتها حتى تغير لـ ليلي في المطار.
و عندما ارادت ان تنام انفتح الباب و دخل منه شبح اسود و بما انها تعرف انه جوزيف فهي لم تفتح الاضاءة و اغلق جوزيف الباب خلفه و ضلت آن متوجسه فهو لا يزال في الغرفه و هي تعلم ذلك و شاهدت ضوء الحمام يفتح و يدخل منه جوزيف و ضلت هي ذاهلة نتنظر الى الاضاءه و عندما خرج توجه الى الخزانه و استبدل ملابسه بملابس النوم و كانت آن لا تزال تنظر الى الاضاءة و لكنها انتبهت عندما شاهدته يقترب فصرخت به:
- ما الذي تظن انك فاعل.
- اريد النوم.
- اعلم ولكن لا أظن هنا.
- و لما.
فصرخت به آن مرة اخرى: لا فهذه غرفتي انا.
فابتسم لها : لا تقولي بأنك ظننت باني ساعد غرفة لك فانتي ستنامين معي فلا تنسي باني زوجه.
فخرجت هي من السرير و بسرعه الا انه امسك يدها بقوة فصرخت به: انك تألمني اتركني.
- ولما اتركك فانت ستنامين معي و لن تذهبي الى أي مكان.
- لا.... لا تظن باني سأنام معك, سوف اذهب الى الغرفة المجاوره لغرفة ليلي فلا مكان لي معك.
- كفي عن اللعب معي يا آن.
- ارجو الا تظن باني اتيتن الى هنا لأرتمي الى احضانك فأنا هنا فقط من اجل ليلي و ليس لأجلك و اعلم باني لن اسمح لك بلمسي مرة اخرى اتفهم.
و لكن جوزيف اقترب منها اكثر فقامت بصفعه, فاتسمر جوزيف لفتره ليستوعب فلم يجروء احد من قبل ان يقوم بضربه و لن يجعل بالتأكيد الامر يتكرر ومن من....من آن فلمعت عينان جوزيف و رغم ظلمة الغرفة الا انه هناك ضوء القمر و قد استطاعت ان ترى لمعان عينين زوجها فلم تدري الا و هي مرمية على السرير و جوزيف فوقها يثبت ذراعاها فضلت تحاول ان ان تتملص منه الى ان غرزت اضافرها في ظهره وسال الدم و تركها, فقفزت بسرعه من السرير و زمجرت متوعده:
- السبب الوحيد الذي جعلني ابقى هنا هو ليلي فلا تجعلني ااخذها مرة اخرى و نرحل الى الابد.
- لن تأخذيها بالتأكيد فان اخذتها سارفع دعوى و ليكن بعلمك اذا اخذتها انت ستوقيعين نفسك في مشكله و هذه المره المحكمه ستطاردك.
- لن تفعل هذا.
-لا تراهني.
- قد تكون اصدرت حكما و لكني استطيع ان اصدر حكما اخر و بحكمي هذا تكون انت قد جعلت من نفسك اضحوكه و لن تشاهد ليلي بعدها, و اني انبهك مرة اخرى ان لا تتعرض لي فلست تلك المراهقة الصغيرة التي لا تعرف الدفاع عن نفسها,لا فانا قد تغيرت و عندما تهان كرامتي اصبح كالقطه و ادافع عن نفسي و اعلم بان مخالبي قوية كما تعرف و اتعرف امرا اخرج انت من هذه الغرفه لاني لن اخرج ففيها باب يفصل بيني و بين ليلي و بحث لك غرفة اخرى فانا وثاقة بان في هذا القصر الكبير العديد من الغرف.
ظل جوزيف منبهرا ينظر الى آن لفتره فهو لم يتصور انها قد تكون تغيرت بهذه السرعه و التحدي الذي خلقته في داخله و الدفاع جعلته ينبهر, لقد تغيرت فعلا فابتسم بمكر:
- انت لست جادة.
- بل جادة فعلا و اذا لم ترد خلق فضيحة هنا آمرك بالخروج و البحث عن غرفة و بعدها أأمر خدمك بان يجهزوا لي غرفة خاصه و بها باب يفصل غرفة اخرى لأضع فيها ليلي لاني لن انام معك مرة اخرى و ارجو الا تهين نفسك اكثر من ذلك.
فخرج جوزيف من الغرفة فعلاو و تهاوت آن على السرير, قد تكون ربحت هذه المعركه و لكنها تشعر بانها خسرتها لانها جعلته يباختها هكذا و لكنها ستتأكد الا يحصل هذا مرة اخرى فالرجال لا ينفع معهم الطاعة العمياء بل يجب على النساء الدفاع و النضال عن معتقداتهم و حقوقهم.