كانت قد انتهت من الاستحمام عندما سمعت طرقا على باب غرفتها و عندما سمحت بالشخص للدخول دخلت ليلي تجري نحوها و خلفها جازمين معتذره:
- ارجوا عفوك سيدتي و لكن ليلي اصرت ان تدخل غرفتك قبل ان تنزل للأسفل.
- لا داعي للاعتذار فتستطعين ان تحضريها في أي وقت, و كم انا سعيدة بأن ارلااك تعملين هنا.
فقالت لها خجله:
- شكرا لك سيدتي.... و ايضا جميع من كان يعمل في المنزل الذي تعرفينه حضر الى هنا, فبعد و فاة السيد الصغير و رحيلك ترك السيد المنزل و لم يذهب الى هناك الا في العطلات السنويه او اذا اراد الابتعاد عن العالم المحيط به.
اذن هو يتهرب من الماضي و هذا امر لم تعهده آن فيه.
توجهت آن و طفلتها الى غرفة الالعاب التي خصصها جوزيف لـ ليلي و جلست معها تلعب فتره قصيرة و حضرت بعدها جازمين لتأخذ ليلي و توجهت آن الى غرفة الطعام لتناول الافطار و عند دخولها صادفت مدام لونغ تخرج من غرفة الافطار:
- سيدتي كم انا سعيدة برؤيتك مرة اخرى, لقد اشتقنا لك و ارجو ان لا ترحلي مرة اخرى اه لو تعرفين كم تعذب السيد عندما رحلت و ها هو يتعذب الان لان ابنته عاشت بعيدة عنه ولا تعرفه.
- اه مدام يونغ انا سعيده برؤيتك...... و لكن آمل ان تعرفي بان رحيلي فوق ارادتي.
دخلت آن الغرفة و لم ترى احد فيها, و استدعت سيمون تسألها اين رحل جوزيف و اخبرتها بذهابه الى العمل فابتسمت آن بسخرية وصلت بالأمس و الان يرحل, و هذا امر اكيد لابد انه رحل الى كارين فهو لا يستطيع الاستغناء عنها. تناولت فطورها بصمت ثم خرجت تتجول في ارجاء قصره لتتعرف على المكان, صحيح انها صممت انها لن تظل هنا كثيرا و لكنها يجب على الاقل ان تعرف القصر لانها متأكده بانها ستعود في يوم الى هنا, لقد اتتها فكرة للأنتقام و لكنها ستجعلها تخسر اغلى ما تملك و لكنها يجب ان تفذها من اجل ليلي و من اجلها, و بينما هي تمشى في حديقة القصر نادتها سيمون لتخبرها بأن السيد فليبس يطلبها و عند دخولها تخيلت ضحكت طفل يلعب في البهو مع الكلب, ضلت لفتره ثم شاهدت الكلب هيبي قابع في زاوية حزينا و تذكرت بيتر و نزلت دمعة الم دون ارادتها على خدها.
- اهلا ريد.
-اوه اهلا آن, هل انت مستعده.
-لماذا.
- انسيتي باني سآخذك في جولة في المدينة.
و تذكرت آن انها قررت ان تزور المدينة و تتعرف عليها, فقد نسيت تماما انها وعدته بالخروج اليوم و هي لم تخبر جوزيف حتى, و ما المهم لن تخبره فهي راشدة و هي مسؤولة عن نفسها:
- حسنا سوف اجهز بعد دقائق.
و توجهت آن لترتدي ملابسها الذي طلبها جوزيف لها, و قد كانت قمت في الاناقة و بدت و هي ترتديها كانها عارضة ازياء سابقه, حسنا لقد احسن جوزيف الاختيار, ثم خرجت و توجهت الى جازمين لتطلب منها ان تلبس ليليان لأنها ستأخذها معها, في بادىء الامر رفضت جازمين و بعد اصرار آن وافقت على مضض قائلة:
- حسنا سيتدتي و لكن السيد سيغضب مني كثيرا.
- لا تخافي سوف اتفاهم معه.
و بعد ان اصبحتا جاهزتين وصل ريد ليقلهما و كان قد ارتدى قميصا ابيض انيق و جنيز ازرق باهت اضفى اليه اناقه و وسامه. نظر ريد الى آن و الى جمالها الاخاذ فاقترب منها يبتسم:
- سيحسدني جميع من في البلدة لان بصحبتي سيدة جميلة مثلك و طفلة تشبه والدتها.
عند خروجهما من القصر لحقت بهما سيارة سوداء, في بادىء الامر ظن ريد انهم ملاحقون من قبل عصابه ثم انتبه ان السيارة تحمل شعار عائلة جوزيف فقال لـ آن مستغربا:
-هنالك سيارة زوجك تلاحقنا.
فقالت شبه غاضبه من تصرفات جوزيف التي اصبحت مزعجه: لانه يخاف من ان يحدث أي شيء ليلي او لي فهو كما تعرف ابنه بيتر اختططف و قتل و هو لا يريد ان يحصل هذا مجددا.
- معك حقا, احيانا اشفق على زوجك فقد تركته زوجته الاولى و كانت تريد الهروب بابنه و ثم يختطف ابنه و الان هو في صراع مع لقبه, فاءذا لم ينجب وريثا خلال السنوات القادمه و تقدم به العمر الي منتصف الثلاثين فسيخسر كل شيء.
لم تكن تعرف آن المعلومة الاخيره و تركها الخبر مرتبكه فقالت تستوضح من ريد ما سمعته للتوء بان زوجها يجب ان يحصل على وريث:
- ماذا تقصد فهو لديه ليلي.
- اعرف و لكن الوريث يجب ان يكون صبيا, لقد ظننت انك تعرفين ذلك و انك يجب ان تنجبي له صبي.
حل بعد ادلاء ريد بجملته الصمت و لم يعيدا فتح الموضوع مره اخرى, و وصلى الى مقصدهما, و اولا ذهبا لتناول الغداء ثم تجولى في ارجاء المدينه و اخذها ريد الى محل ملابس راقي و خجلت ان تقول له بان ياخذها الى مكان رخيص و لكنها سكتت لانها بهذا تشوه سمعت زوجها و سيظن بعدها ريد بان جوزيف لا يعطيها النقود و لكن في الحقيقة هي التي لا تريد نقوده.
اشترت آن ملابس صيفية جميله لها و لـ ليلي و اخذت تذكارا لهذه البلاد لانها تعرف بانها لن تظل كثيرا هنا و عندما اتت لتدفع اصر ريد على انه هو من سيدفع, و بعد ان دفع خرجا من المحل ليذهبا الى الشاطيء يتنزهان قبل العودة و في الشاطيء جلست آن و لحظه خاليه الهموم و التفكير في قضيتها مع جوزيف الى ان حضر مايكل و زوجته اليهم فقالت ليزا:
- اوه اهذه انت يا آن لم اعرفك جيدا فأنت تبدين الان كسيدة مجتمع لا كخادمه قذره كما شاهدتك بالأمس.
فقالت آن و هي سعيدة لانها تبدو جميله:
- ليزا كم انا سعيدة بلقائك حقا, فانت تبدين جميله ايضا..... اوه اهلا مايكل.
فابتسم مايكل محييا لها و يسأل عن حالها, و انتبه الى ان آن ليست وحدها فرأت آن في عينيه غيره و تعجبات كثيره فاعرفتهم على بعضهم البعض, حينها قالت ليزا زاجرة:
اوه عيب عليك ان تتركين زوجك و تخرجين مع شخص آخر, و كم انا سعيدة ايضا ان امسكك مايكل مع اخي تخونينه فانا لا اتصوره سيحتمل خيانتك له.
ثارت آن من الغضب و كادت ان تقوم بضرب ليزا و لكنها امتنعت عن ضربها لا لانها خائفه بل لانها في مكان عام و هي لا تريد خلق مشهد مثير فقالت غاضبه:
-اوه انا متأكدة بانك كنت ستخففين عنه فانت على كل حال لا يسلم منك و انبهك يا عزيزي مايكل ان تتنتبه منها فهي خطيرة جدا, فانا لا اريدك ان تتأذى.
صرخت ليزا غاضبه: كيف تجرؤين على قول كهذا....انت ..انت.
فانفجر بكاء طفل فجاءة و صرخت ليلي خائفه: امي اريد ان اعود, امي هذه شريرة انا خائفة.
عندها قال ريد: ارجو المعذره و لكن اظن بان علينا الرحيل و سعدت بلقائكم.
كان في طريق العوده صامتين لفترة وقال عندها ريد: ما الذي حدث بينكما و المذي تقصده بان زوجها امسك بك و انت تخونينه.
تنهت آن و هي تملس شعر صغيرتها و قالت:
- لقد نصبت ليزا فخا لي, فقد كنت خطيبة مايكل و ليزا كانت تريد مايكل لها فقط و لانه صاحب شركة ايضا و عندما عرفت ان زواجنا قريب خططت هي و شقيقها بخطه بان تجعله يدخل شقتي و يجلس فيها الى ان اعود و تتاكد هي بان مايكل قريب من شقتي حتى يصل بسرعه ليرى شقيقها معي و كان هو لا يرتدي سوا ملابس الاستحمام, و بعدها حصل الخلاف و اظن ان غيرة مايكل اعمته عن الحقيقة.
-اوه لم اكن اعرف ذلك.
وصلت آن على وقت المساء , و قد ارتاحت عندما علمت أن جوزيف لم يصل بعد و لم يتصل ليسأل عنهما, فاخذت آن حمام دافيء و معطر و استرخت بساعده, و اغلقت عينيها لتسرح بخيالاتها و بمخططاتها المستقبليه فهي لا تريد ان تبقى هنا طويلا و هي ستحارب جوزيف حتى تحصل على حق الحضانه لطفلتها الوحيده, و لكن ما الذي سيحدث فلقد صدمها خبر ان جوزيف يجب ان يحصل على صبي و بذلك سيستمر الصراع بينها و بين جوزيف و يجب ان تنهيه هي و بسرعه مهما حدث يجب الا تجعله يقترب منها و يجب ان ترحل بسرعه. حبست نفسها و غطست تحت الماء لثواني و عندما عادت للسطح للتنفس اتتها فكره لترحل صحيح انها ستكون مؤلمه من الناحية النفسية اكثر من الجسديه و لكنها يجب ان تنفذها من اجلها و من اجل ليلي.
فتح باب الحام و رأت جوزيف يدخل الى الحمام و اقترب من المغطس و في يده المنشفه و سحب آن من الحوض و دثرها و اخرجها و هو صامت, ثم فعت به آن بعيدا عنها صارخه: ماذا تفعل ايها المختل.
-اخرجك من الحوض و البسك لاننا سنرحل الى المطعم الآن فنحن على موعد مع وكيل اعمال شركة ضممتها حديثا و هو وزوجته ينتظرانا.
ارتدت آن اجمل ما لديها من ثياب اشتراها لها جوزيف و كان انيقا عليها بلون اسود و فتح في الظهر و وضعت الشال فوقها حتى تغطي ظهرها و جوزيف لم ينتبه فقد كان يلاعب ابنته و بعد ان انتهت صعدت معه في سيارته البيضاء البنتلي و نوجها الى ارقى مطاعم اسبانيا و لقد جعلت آن جميع من في القاعة يلتفت اليهما و تحديدا اليها فقد كانت رائعه جدا, و اخذهم مدير المتعم الى القسم المخصص بالشخصيات الهامه و بعد ان سحب جوزيف لآن الكرسي وصل ضيفاه و المفاجأه ان الضيفان كانا السيد و السيدة ستيوارت فقالت آن:
- اوه يالها من مفاجاة ان تكونا انتما من ننتظركما.
-نعم انها حقا مفاجأه ساره.
و طوال فترة تناولهم العشاء كان العداء واضحا بين ليزا و آن و بعد ان انتهوا من تناولهم الطعام قال مايكل لـ آن:
- هل تسمحين لي بهذه الرقصه فقال جوزيف بسرعه: لا أظن
نظرت اليه آن بكره فقالت لمايكل: بكل تأكيد
و اخذها مايكل الى حلبة الرقص و اخذا يرقصان و جوزيف ينظر اليهما طوال الوقت و آن شعرت بانظاره نحوهما و لكنها لم تعره أي اتمام و عندما اصبحت الاغنية هادئه و رومنسية واقترب كل شخص من مراقصه ثار غضب جوزيف و اراد الوقوف الى ان ليزا سبقته و سحبته الى الحلبه لترقص معهو عندها نتبه الى ان فستان آن مكشوف الظهر و ان مايكل يضع يده على ظهر زوجته فترك ليزا و اندفع ينتزع مايكل عن زوجته تقريبا بوحشيه فزجرته آن:
- لقد اخفته يا جوزيف, لما كل هذه العدوانية.
- الا تعرفين لماذا.....لانك ترتدين فستانا فاضحا جدا.
- اتسمي فتح الظهر امرا فاضح.
- نعم فاضح و انا انبهك الا تقتربيمنه لا الان أو لاحقا, لا تقتربي منه اتسمعين.
اومأت برأسها و راقصته غاضبه و عندما عادا الى الطاوله قالت ليزا بدافع الغيره:
-بالمناسبة آن اين السيد فليبس لما لم يحظر معك.
نظر جوزيف اليها و متعجب فقال لها: اتعرفين ريد.
فقالت بمكر: اوه لا لكن آن فامت بتعريفه علينا اليوم.
غضب جوزيف و التفت الى آن: و متى حدث هذا كيف خرجت معه.
فقالت و هي تحاول ان تخفف الضغط على يدها: لقد خرجت انا و ليلي معه هذا الصباح للتعرف على هذا المدينه.
زاد جوزيف من ضغط يده على يد آن حتى ظنت ان عظامها سوف تتكسر: الم اخبرك الا تذهبي معه الم اقل لك الا تأخذي ليلي خارج القصر. افلتت آن يدها من جوزيف و قالت: لم يحصل أي شيء.
فقالت ليزا و الابتسامه على وجهها: انا آسفه لم اعرف بأن زوجك لا يعرف بخروجك معه, آسفه اذا سببت مشاكل لكم.
- لا انا مسرور لانك اخبرتني...و الان اعذرونا فيجب ان نذهب لان ليلي في المنزل.
رات آن في نظراته تهديد و ان عقابها آت و حاولت ان تستجمع شجاعتها حتى تحاربه, و فور وصولهم الى المنزل اخبره جوزيف بانه ينتظرها في المكتب بعد ان تذهب للاطمئنان على طفلته.
ذهبت آن للاطمئننان على ليلي ثم استبدلت ملابسها و ارتدت ملابس النوم لتستعد للنوم فهي لا تريد مواجهة جوزيف و تفضل النوم على مواجهته,لا لن تخاف ستواجهه فهي لم تفعل أي شيء. توجهت نحو المكتب و طرقت على الباب ثم دخلت و كان جوزيف ينظر الى النافذه و يداه في جيبي سرواله, و لم يلتفت بل ظل واقفا و تحدث:
هل تشرحين لي لما عصيتني, لما خرجت معه و ليلي اخذتها معك.
-ليس في نيتي الهرب بها, اما بالنسبة لخروجي معه فقد دعاني هو بالامس ان اخرج معه و وافقت فقد قلت له اني اتمنى زيارة المدينه .
- و رغم ذلك عصيتني يا آن و انت تعرفين باني لا احب ان تخرجين مع أي شخص و خاصه اذا كانت ليلي معك.....فانا لن اكرر الخطأ مرة اخرى.
عرفت آن انه يتحدث عن زوجته الاولى, فحاولت ان تطمأنه: و لكني لن اهرب صدقني لن اهرب بابنتك مع عشيق, فانا لست بهذه القذاره.
توجه جوزيف نحو فقال: لا لن تهربي لاني سأقيدك بطفل آخر و الان اريد صبيا افهمت.
لم تستوعب آن ما يقصده بقوله و لكنها عندما فهمت ما يقصد كان الاوان قد فات.