كان جوزيف و آن يتحدثان عن حياتهما و عن الانجازات التي صنعتها في حياتها و ارتقائها سلم النجاح و توفيقها بين عملها و بين تربيتها للأولاد, و هذا الحوار اراح آن قليلا و لكنها تعرف ان جوزيف يتحيل ان يحضرها الى هنا فقط للتحدث عن هذه الامور لانه كان في وسعه التحدث عنها في القصرو لكن ما الدافع وراء احضارها الى هنا, و قال لها جوزيف و قد تحولت تعابير وجهه الى الجدية:
- حسنا دعينا نتحدث بجد الان, و لابد انك تريدين ان تعرفين سبب احضاري لك الى هنا.
اومأت آن برأسها لانها تريد ان تعرف ما السبب, و قال لها جوزيف ليخفف توترها و لكن توترها زاد بعد قوله اذ قال:
- لدي اوراق من المحكمه تنص على ان تجعلي الاولاد في عهدتنها و ان رحلت سيكون الاولاد معي و سأخذ حق حضانتهم و ان رحلتي مع رجل آخر فلن يكون لك حق للمطالبه بالاولاد او رايتهم.
- اوليس هذا مجحف.
- بالتأكيد لا و الان اريدك ان توقعي هذه الاوراق.
- لن اوقع.
_ آن انبهك بانك في وضع لا يسمح لك بان تتشرطي.
- قبل ان اوقع هل لك ان تخبرني منذ متى و انت تحتفظ بهذه الاوراق لانه يستحيل ان توثق من المحكمه و بسرعه.
- ان كنت مصره, لقد كانت معي قبل ثلاث سنوات.
- و لكن كيف عرفت بمخططي.
- حسنا لقد عرفت بالمر او شككت عندما رايت البريق في عينيك ذلك اليوم و عرفت بان لديك خطه و الذي احارني عندما رحلت و تركت ليلي في عهدتي و انت التي كنت تخافين عليها من شروري, فقلت في نفسي كيف تتركينها بهذه السهوله و هي لا تكاد تعرفني و تبين كل شيء عندما عرفت بانك تركتها لتحسني من وضعك المادي و بالتالي تأتين مطالبه بحاضانتها لانه ان كانت ليلي معك فهذا سيجعل الامر صعبا في العثور على عمل و دعيني اخبرك بانك محظوظه لانك عثرت على عمل و بسرعه قبل ولادة ابني ليام.
اذن كل الجهود و الفراق و الالام التي عانتها ذهبت سدى و تعنيفها لنفسها و قلقها على ليلي ذهب سدى ايضا, اذ ان جوزيف قد كشف اوراق لعبتها و لكن لماذا لم ياتي خلفها و تركها تبقى طوال هذه السنين بعيدة عن طفلتهاو هي تشعر بالذنب لتركها مع والدها الذي لم تعرفه بعد, و كل المعتاد قرا جوزيف افكار آن.
- هل تريدين ان تعرفي لماذا, لاني كنت اريد ان اعرف الى اين ستصلين و ما النجاح الذي ستحقيقنه و الان قد عرفت.
ظلت آن حاقدة على جوزيف و على احباط مخططها الذي دام حوالي ستة سنين, و هي متاكدة لن تسامحه ابدا لانه جعلها تتالم كل يوم لفراق ابنتها, يجب ان تغادر مكتبه فهي لا تطيق البقاء معه و ستذهب الى اولادها لتجلس معهم افضل من بقائها مع زوجها و انتبعت ان الوقت يمر بسرعه و قالت له:
-اليس وقت العمل قد انتهى.
نظر جوزيف الى ساعته:
- نعم معك حق اذن يجب ان نعود الى القصر و لكن قبلها وقعي.
و بعد خروجهما شاهدا كارين و ذكرتهما بالاحتفال و وعدها بانهم سيحضرون, و في طريقهم الى المنزل لم تنطق آن باي كلمه بل فضلت السكوت و بعد دقائق تذكرت انها دعت كارولينا و جيمس و اخبرت زوجها بان ياخذها الى الفندق اذ لابد انهم هناك و ماذا سيفعلون عندما يعلمون بانها ليست في الفندق و لكن جوزيف اخبرها بانهم لابد ان يكونون في القصر لانه اعطى معلومه ان كان هناك شخص يريدك فعليه ان ياتي الى القصر و استفسرت لما قال ذلك و اخبرها انه ظن ان والد ابنيها سيأتي,و بعد وصولهما القصر نزلت من السيارة و توجهت بسرعه الى الداخل و كان الاولاد قد ارتدوا ملابسهم و انتبهت أن ليام كان يلعب مع ليلي و كامرون فقالت فرحه: كامرون متى وصلتم.
- منذ ساعات.
- و اين والديك.
و اشار الى غرفة الضيوف و عندما دخلت رات كارولينا و لورين في حضنها و جيمس يقرأ الجريدة, فرحت آن برؤيتهم: عزيزاي كيف حالكما.
- اوه آن نحن بخير.
- عزيزتي آن لقد قلقت عليك عندما لم اجدك و اخبرني بيتر بانك خرجت مع زوجك.
- نعم, و لكن دعونا الان من زوجي هل ارتحتوا هل خدموكم.
- لا تقلقي لقد جهزت سيمون لنا غرفة الضيوف و ارتحنا فترة الظهيرة.
-جيد جدا, اعذروني لاني لم اخبركم بامر الاحتفال لانه تقرر بالامس و لكن اتمنى ان تحضروا لاني اظن ان هناك مكيده.
كان القلق باديء على ملامح كارولينا: لا تقولي انها كارين.
- نعم و اظنها ستتآمر مع ليزا.
- اوه لا يمكن ان تكون هذه ايضا هنا.
- نعم و يبدوا ان زوجها جعل من برشلونه مقر اقامته.
دخل حينها زوجها الى غرفة الضيوف بعد ان عرف بوجود زوار و عرفت آن زوجها على أسرة جوكنز و دعاهم جوزيف الى حضور الاحتفال, و في غضون دقائق كان الجميع مستعد و وضعت كارولينا لورين في عهدة المربية الجديدة ماريل بما ان سيمون لديها اسرة و جازمين ايضا.
كان اول الواصلين جوزيف و عائلته و خلفهما اسرة جوكنز, و كان قصر اورلاند رائعا الا انه ليس بحجم و جمال قصر جوزيف, الا انه رائع و قد اجري له بعض التعديلات العصرية بعكس قصر جوزيف الذي حافظ على اصله,
و رحبت كارين بجوزيف و آن و بالضيفان جيمس و كارولينا ثم توجهوا الى قاعة الجلوس ريثما يحظر الضيوف فيذهبون اى قاعة الاحتفال, بينما توجه بيترو الاولاد الى باحة الالعاب الاخرى و التي بدورها خصصت للأطفال, فقد ارسل اورلاند بطاقات الدعوة لكل الاسر التي يعرفونها لكي يتعرفوا على الاولاد و يكونوا اصحاب.
كانت الفتيات ينظرن الى بيتر و براين, توجهت فتاتين كانتا بالقرب من مجموعة الشباب و قالت احداهما: مرحبا انا سوزان و هذي صديقتي لينوي و من منكما بيتر, فقال بيتر مجيبا: اهلا انا بيتر و هذا صديق العزيز براين و هو قادم من كاليفورنيا لزيارتي.
فقالت سوزان: و هل انتم راكبي امواج.
- اتمزحين انا وصديقي ماهرين في هذه الرياضة
- نعم معه حق والا من اين اكتسبنا هذه العضلات.
و اقترب شاب طويل اسود الشعر من سوزان و احاط يده على كتفها طالبا منها ان تعرفها على الشابان, و كان بحركته هذه يثبت ان سوزان ملكه, ابتسم بيتر ساخرا فهو يستحيل ان يكون مع فتاة تعرض نفسها عليه هكذا.
و توجه ناحية فتاة جميله شعرها البني يصل الى كتفها و هي تضع نظارة و مقوم اسنان.
- مرحبا.
- هل.... هل تتحدث معي انا.
- نعم اتحدث معك لما انت مندهشة.
- لأن لا احد يتحدث مع فتاة قبيحه خاصة اذا كان المتحدث وسيم مثلك.
- و ما العيب بك انت تبدين جميله لي.
- لا يقول المرء هذا لقبيحه الا اذا كان يريد شيئا منها.
- و لكن ليس أنا فصدقيني لقد تربيت على الا احكم على الكتاب من غلافه بل من محتواه و تبدين لي انك محترمه غير هؤلاء المتعاليين.
احمر خدا الفتاة لان لا احد قد قال لها هكذا من قبل, و توطدت صداقة بيتر بها و دعاها الى زيارته في نهاية هذا الاسبوع.
******************
كان جوزيف مع جيمس يختلطون بالضيوف و الذين بدورهم يسألون جيمس عن عمله كطبيب جراح, بينما كانت آن مع كارولينا يتحدثان مع ليزا و كارين و مع بعض سيدات المجتمع, و قد كانت ليزا تنظر الى آن بستعلاء هي و كارين فقالت ليزا: آن عزيزتي اين كنت تعيشين تحديدا في كالفورنيا.
- في مقاطعة كاونتي اورنج.
- اوه تتقصدين انك كنت تعملين لدى احد لابد انك لم ترتاحي بعد ان تركت الثراء خلفك.
فقالت كارولينا بعد ان عرفت بنية ليزا:
- بل انها تعيش هناك فهي لديها منزل خاص لها.
قالت كارين و هي لا تصدق: هل تعنين انك تملكين مبلغ يسمح لك بالعيش هناك ام ان جوزيف اعطاء مبلغا.
- بل في الحقيقة يمكنك القول بانه من مالي الخاص.
قالت كارولينا: نعم الا تعرفين بان آن قد نشرت كتابين ناجحين عن الاسرة اسمه (( حياتي الأسرية )) و (( عملك و أولادك )).
قالت احدى السيدات بعد ان حبطت خطة ليزا و كارين في احراج آن و الذي اتى بهتمام السيدات بآن اكثر.:
- اوه نعم لقد قرأت كتابك لقد أفادني كثيرا في توثيق علاقة ابناي المتقلبة.
و قالت اخرى توافقها: نعم و لقد استطعت الاعتناء بأسرتي و حضور الاحتفالات الخيرية, و في السابق كنت اجد صعوبه في التوفيق بين العملين.
و لجأت كارين بعدها الى شقيقها ريد و اقترب من آن و وضع يده على عينيها لتعرف من و هذه الحركه لفتت انتباه الضيوف و أولهم جوزيف و لكنه حافظ على هدوئه, انزعجت آن من هذه الحركه فهي تعرف يد جوزيف و عندما يكون قريب منها تشعر بذبذبات كهربائيه الا ان مع هذا الشخص الواقف خلفها لم تشعر بالذبذبات مما يعني انه ليس جوزيف و فكرت في ان يكون مايكل لكن لا يستحيل ان يفعلها و هو متزوج و اضافه انه ضعيف الشخصيه فهو لن يفعل هذا اما جوزيف و فكرت انه قد يكون شقيق كارين فقالت:
- هل هذا انت يا ريد.
- اذن فقد عرفتني.
- نعم و كيف لا, اوه نعم ريد اعرفك بصديقتي كارولينا, كارولينا هذا ريد.
- تشرفت برؤيتك سيدتي, اسمعي آن سعدت عندما علمت بأنك عدت.
فقالت كارين بعد أن رأت جوزيف يقترب:
- نعم فقد كان يفتقدك عندما رحلت و دائما كان يسأل عما اذا كنت قد عدت ام لا.
- نعم ما الذي فعلته له عندما ذهبت الى شاطيء معه قبل 6 سنوات, لقد اطحت بعقله.قالت ليزا بمكر
- اوه هيا الان ليس هكذا, اوه نعم تعالي لاعرفك على ابني جاستين.
- هل لديك ابن, و لكني لم اعرف بانك متزوج.
- لقد توفيت زوجته و هي تلد طفلهما و الان هو حر اذا كان يهمك. قالت كارين ساخرة
وقف جوزيف بالقرب من آن و وضع يدة حول خصرها بحركة تملكية و كانه يريد ان يخبرهم بان آن له و حده و شد يده على خصرها و كانت تعرف آن انه قد سمع و لهذا يعقبها و هي تعرف ان يده ستترك علامة غامقة على خصرها فقال و هو يشد اكثر و اكثر:
- دعو الماضي الان, نحن هنا لنعيش الحاضرو المستقبل.
لم تخدع آن النبرة المتحضره لانها تعرف انه يخفي خلف هذه النبرة غضبا سينفجر و سيفجره فول ان ينفرد بها, يالا حظها لقد قررت آلا تجعل كارين و ليزا تنجحان و لكن يبدو انهما قد نجحتا في خطتهما و هي التي ستتحمل غضب جوزيف و اهاناته لا هما, فقالت و هي تحاول الابتعاد عن جوزيف:
-هيا الن تذهبوا الى غرفة الطعام.
كان جوزيف ينظر الى ريد في كل لحظه و كارين لم تتح الفرصه لجوزيف ليجلس قرب زوجته و جعلت ريد يجلس بقربها و جوزيف مقابلها و بجانبها, و الذي زاد الامر سوء عندما وقعت ملعقت ريد على الارض و عندما هب ليلطقتها كاد يقع فوضع يده على ارجل آن ليتمسك, و من كان في القاعه لم ينتبه سوى جوزيف و كارين, يا لها من امسية قالتها آن ساخره, و الآن يجب عليها الاستعداد لغضب جوزيف.
مر الوقت بسرعه و عادت الاسرتان الى القصر و طوال الوقت كانت آن صامته و جوزيف كان يبدو غاضبا و هذا لم يفت بيتر اذ عرف ان خطت كارين قد نجحت و بعد نزولهم انسحب كل شخص لغرفته و استوقف بيتر والدته ليسألها:
- امي لا تقولين ان خطت كارين نجحت.