ان الصبي النائم في السرير لم يكن سوى بيتر.
تركت هذه الصدمه آن ذاهله و لم تنتبه للطبيب الذي دخل و اخذ يسالها ان تخرج الا انها ظلت واقفه و اقتربت من بيتر و امسكت يداه و جلست تبكي بشده.
تعجب الطبيب من تصرفاتها و دخلت الممرضات ليعرفن ما الذي حصل و لما هذه المريضه جاثيه بالقرب من سرير الصبي و بعد ان اجلسها الطبيب في غرفة الاستراحه اخذ يسألها سبب بكائها, رغم انه راى اناس يخلوةن الى الصبي عندما يعلمون بقصته و منهم من بكى فهو لن ينكر بان المشهد يبعث للحزن الا انه لم يشاهد احدا يجثي بالقرب من الصبي و يبكي بحرقه هكذا و بعد ان هدئت آن قليل شرحت لهم سبب بكائها.
- انه بيتر....انه ابني...انه ابن زوجي انه بيتر.
- اه انا آسف لابد انك قد تعذبت لحالته و لخسارتك زوجك.
- و لكن زوجي لم يمت و الذي توفي والده الحقيقي و لكن زوجي لم يمت.
لم يفهم الطبيب شيئا فقصت له آن القصه كامله حتى لحظه خطفه و مقتله, فتبين للاطباء كل شيء و فهموا سبب عدم بحث أي شخص عن الصبي ضننا منهم انه قد توفي و بما ان آن الآن هنا فيمكنها ان تحاول تشجيعه للحياه و حتى لا يستسلم بسهوله و يناظل ليعيش.
مرة اسبوع و آن تزور طفلها ليام و بيتر و في كل مرة تحضر تحاول تشجيع بيتر للحياه و هي تخبره بانها واثقه انه يسمعها و عندما لم يحدث أي تغير قررت ان تحفزه و ضلت تقص عليه مناظر كالفورنيا و جمالها و تخبره بانه بعد ان يستيقض و يتحسن سيلعب في الشاطيء و يعتني بليام شقيقه الصغير و كيف سيعيش سعيدا. و في المساء اخذت آن ليام الى بيتها و اعدت غرفته و حممته و اطعمته و وضعته في سريره و ذهبت الى غرفتها منهكه لتنام. كان منتصف الليل عندما رن جرس الهاتف و ارتاعت آن من الذي سيتصل بهذا الوقت و اسرعت الى الهاتف لتجيب.
- سيده لوكارس انه بيتر.
وصلت الى المشفى و اسرعت الى بيتر لترى ما الذي حدث و كانت الماجاءه انه قد اختفى و خرجت بسرعه الى الاستقبال لتسال عنه فطلبت الموضفه التي في الاستقبال منها ان تتبع الممرضه التي ستاتي لاخذها الان, و صلت الممرضه لديها:
- سيدة لوكارس ارجو ان تتبعيني من فضلك.
خافت آن من ان مكروها حصل لـ بيتر و قادتها الممرضه لغرفه اخرى و لكن آن شد انتباهها الغرفه المجاوره و دخلت اليها و اقتربت من الجسد الصغير الممد في السرير و رفعت الغطاء عن وجهه و نزلت دمعة على عينيها فلينم مرتاحا القلب و تمنت ان تكون ميتته غير مؤلمه, انه حقا صغير جدا على الموت و لكن الموت لا يفرق بين صغير و كبير.
خرجت آن من الغرفه و دخلت الى الغرفه الاخرى و جلست في الكرسي و يديها على راسها و ظلت هكذا لفتره ثم شعرت بشخص يقف قربها و عندما رفعت عينيها بكت بحرقه و ضمت هذا الجسد الذي لم تره لسنين و ظلت تبكي و تبكي الى ان تحول بكائها الى نحيب.
- أمي انا سعيد لرؤيتك.
-بيتر حبيبي, يا صغيري الحبيب.
فابتسم لها و تحول الى سريره ليجلس عليه مرهقا و لكنه كان متحمسا لرؤية آن مرة اخرى و يراها سعيده فهو لم يرها قبلا هكذا منذ كم لا يدري فانتبه الى نفسه و سال:
- امي كم عمري الآن.
نظرت آن اليه و هي ترى الحيره عليه و هو ينظر اليها و الى نفسه و لم تستطع ان تتمالك نفسها فانفجرت ضحكا عليه, فالأمر يبدو و كانه نام بالامس و استيقض اليوم ليشاهد نفسه قد كبر و تغير العالم من حوله و هي تعرف ميلاده فقد اخبرتها سيمون عندما خطف و ضنوا انه قتل بان ميلاده كان بعد مقتله بشهر فقالت لهك
- لقد اصبحت في الحادية عشر و لا يزال امامك عمر طويل يا بني.
- اوه يا الهي الحادية عشر.
و ضحكى معا بسعاده. و مر الوقت و خرج بيتر من المشفى و حكت آن له جميع الامور التي حصلت بعد خبر مقتله و عن ليلي و عن قصته الاخيره و بان والده منحه الحياه و وهبه كليتيه و اصبح صحيحا و لا يشكو من أي شيء و هو الان يستطيع ان يمارس أي لعب يهواها, و اشترك بيتر في رعبة الركمجه و اصبح ماهرا بها جدا و شاهدته آن و هو يكبر أمام ناظريها ليغدو قويا و يشب ليام ايضا ليصبح و سيما.
-امي, اين أنت يا أمي.
خرجت آن من الحديقه الخلفيه و التي تطل على الشاطيء الجميل و دخلت الى غرفة المعيشه حيث يناديها صغيرها الحبيب اليها: ماذا بك يا ليام انني هنا.
- امي اريد ان اذهب مع بيتر الى سباق الركمجه, و لكنه لا يسمح لي بالمشاركه معه.
- معه حق فانت بدات منذ بضعت اسابيع فقط بدروس الركمجه و انت في الخامس ولا تنس انه في السادسه عشر.
و بدا ليام بالتذمر كالعاده فهو دائما يحب ان يقلد ما يفعله آخاه و يرد ان يصبح مثله في كل شيء و قبل شهر اشترك بيتر في ناد لتعليم القياده و حصل على رخصة القياده و اشترت له آن في عيد ميلاده سيارة رياضيه و اراد ليام ايضا سياره و اضطرت لأن تشتري له سياره للأطفال و بهذا اصبحت عندما تحصل على فراغ تذهب به الى الحديقه العامه بما ان منطقتهم لا تحيط بها سوى الشواطيء و بذلك في الحديقه العامه يستطيع قيادتها بسهوله.
- و لكني اتقن بعض الحركات لما لا اشترك, فأنا اتعلم بسرعه مثل اخي.