الفصل الخامس عشر

حكت آن القصه بأكملها لجوزيف و كان وجه جوزيف يتغير حسب التعبير فتراه تاره غاضب و تاره اخرى سعيد او حائر, و لكنه كان يلوم آن لانها لم تخبره بامر ابناه بانه لدية ابن و ان بيتر على قيد الحياة, و لكنه كان حائرا اكثر بسبب رحيل آن المفاجيء و ما الذي دعاها للحظور الآن, و قد كانت آن صريحه معه فقالت:
- حسنا لقد عملت بجد لأحصل على المال و بما انني الآن بوضع جيد جدا فأنا هنا لاطالب بحق حضانة ليليان.
- و ما الذي يجعلك تظنين انك ستربحين حق الحضانه.
- حسنا لدي شهود بأنك كنت تسيء معاملتي.
- و هل لي أن اعلم من هم.


- سيمون و جازمين و العديد من العاملين الذين رأوا ظلمك و قسوتك على بيتر و لا تنسى صفعك له.
ضحك جوزيف على الذي قالته آن لتوها بانها ستكسب حق حضانة ابنتها, اذا فكل ما خططت له و فعلته قد ذهب سدى و الفترة التي ابتعدت بها عن طفلتها ايضا قد ضاعت هبائا و يجب أن يعلمها بذلك و لكن قبل ذلك يجب ان يجعلها تخاف.
- الم تفكري أني قد احرض الطفله و اني قد استخدم حجة غيابك كسلاح و اخبرها بانك تركتها لانك لا تحبينها و انك ايضا كنت سعيده مع بيتر و ليام.
- لا لن تفعل.


- قد افعل و لكني لن افعل و يجب ان اعلمك بانك قد خسرت و لأن ولا شخص من العاملين لدي مستعد ليخسر و ضيفته و صحيح انك الآن لديك نقود و نفوذ و لكن اعلمي بان العاملين لدي اوفياء لي والا لما جعلتهم يعملون لدي.
- و لكن.
- و لكن ماذا, يجب ان تعلمي ان السنوات الست ضاعت هبائا و لكنك ربحت شيء واحد و هو انك ستظلين قرب ليلي و قربي ايضا.
- ما الذي تقصده.
نظر اليها يتفرسها, و آن لم تلاحظ عمق الجرح الذي في وجهه و لابد ان شخصا قد وجه شيء حاد في وجه جوزيف مما سبب بجرح من خده الى اسفل رقبته و هو الآن كشخص متوحش اكثر و هي ايضا لم تلاحظ مدي كبر جسده لقد تغير هو كما تغيرت هي و لكنه تغير ليصبح بمظهر متوحش و مخيف اكثر, فقال لها جوزيف:
- هل انتهيت من تقيمي, اذا دعيني اخبرك انا لن اسمح لك بالخروج مرة اخرى من حياتي و اعلمي ان الاولاد سيبقون معي و بذلك يكون لك مطلق الحرية بالخروج من القصر و لكن ليس خارج البلاد على الاقل من دوني و ضعي الامر في ذهنك ان فكرت بالهرب مرة اخرى ستندمين صدقيني.
جلست آن تقلب الوضع في بالها فهي لم تعرف بان الوضع سيتقلب هكذا و بأن جوزيف لن يسمح لها بالرحيل مرة اخرى فهي ظنت بانه سيتركها في سبيلها و هي لم تضع في خطتها عن شعور جوزيف و كل الذي فكرت به هو حصول على حق حضانة ليلي و هي سنين الهرب و المشقه تضيع سدا.
 

وصلت ليلي في وقت الغروب و كان كل من بيتر و ليام و آن و زوجها جالسين في حديقة القصر مستمتعين بنسيم الجو الجميل و كانت كارين مع زوجها اورلاند و ابنهما مايك و ليلي امامهما و هرعت آن الى الحديقة بنائا على طلب جازمين بينما دخل اورلاند و زوجته الي غرفة الضيوف ينتظران جوزيف, و عندما وصلت ليلي الى الحديقة تسمرت في مكانها اذ ان والدها لم يكن وحده و عندما تعرفت على المرأة هرعت الى حضنها .


- امي انت هنا, كم انا سعيده برؤيتك.
- و انا ايضا يا حبيبتي.
- هل انت هنا لتبقي معنا.
- في الحقيقة...



و قاطعها جوزيف و هو ينظر الى زوجته بنظره مرعبه جعلت بدن آن يقشعر و حتى ليام خاف من والده و من نبرة صوته بينما بيتر لم يخف فهو يعرف والده جيدا, كم حزن بيتر على اخيه فهو لم يرى حقيقة والده بعد و كل ما يراه الان والده المثالي و الحنون.
- نعم امك ستبقى هنا مع اخوتك ايضا.
- اخوتي.
قالت آن: نعم هل تذكرين عندما اخبرتك انك اصبحت اختا كبرى, هذا هو شقيقك ليام.
- انه يشبه والدي كثيرا, و لكن من هذا الشخص.
قال جوزيف يفسر لها: هل تذكرين بيتر شقيقك الاكبر الذي قلنا لك انه توفي. اومئت الصغيرة برأسها و هي لا تفهم شيئا فقال لها يكمل: انه بيتر فهو لم يمت بل كان في المشفى في غيبوبه.
- و ما هي الغيبوبه.
- انها عندما ينام شخص لوقت طويل جدا و لا يقوم من نومه الا بعد سنين طويله او لا يقوم ابدا, و بيتر كان في غيبوبه لهذا ظننا انه توفي.
- نعم انا سعيدة لقد اصبحت لدي عائلة كبيرة, اخان و ام.
و قال ليام يوافيها: و انا ايضا لقد أصبح لدي اب و اخت.
- اوه ابي سوف اخبر كارين ان امي هنا.
- و هل كارين هنا.
- نعم انتظري حتى تتعرفي عليها.
و هرعت ليلي الى الداخل تبحث عن كارين و في باديء الامر لم تجدهما و ذهبت الى غرفة المعيشة و لم تجدهما ايضا فذهبت الى المطبخ لتسال جازمين عن مكانهم و اخبرتها انهم في غرفة الضوف و عندما وجدتهما قال لها اورلاند: ها انت, أين والدك.
- انه في الحديقة مع اخوتي.



نظرت كارين الى زوجها ثم حولت نظرها الى ليلي: اخوتك.
- نعم لقد حضرت امي اليوم و هي هنا لتبقى تعالوا معي الى الحديقة.
تبعا كل من كارين و اورلاند ليلي و هم لا يفهمان أي شيء و سألت كارين زوجها ان كان من الممكن ان تكون آن قد وصلت و لكن ما الذي قصدته ليلي بأخوتهاو هل لديها اخوه, سوف ينضح ذلك بعد ان تذهب اليهم.
كانت كارين تتأبط ذراع زوجها اورلاند و كان مايك يتبعهما و عنمدا وصلوا الى الحديقة جرت ليلي الى والدتها سعيدة و وقفت كارين تقيم آن و بينما زوجها الى التحية عيهم و لم تعي كارين انها كانت مراقبه ثم القت التحية عليهم و قالت بكبريائها المعتاد غير مهتم بالحاضرين:
- اذن الزوجة الظاله قد عادت اخيرا.
- مرحبا بك كارين.


- اوه عزيزي لابد انك غاضب منه الان, لانها تركتك و الان تحضر طمعا في مالك.
قالت آن تحاول اغاضة كارين ببرود:
- عزيزتي كارين أنا ما كنت لاحضر لولا ليلي و انا ايضا احضرت ليام ليرى والده و بيتر ايضا و نحن لا ينقصنا شيء و يمكنك التأكد بزيارة كالفورنيا مقاطعة كاونتي اورنج الثرية.
صدمت كارين لثلات أمور و هو انجاب آن لطفل يشبه جوزيف و هذا دليل و رؤيتها لبيتر حيا صدمة و انها ثرية صدمة اخرى و لكن الذي صدمها اكثر بيتر, فقالت و كأنها تشاهد شبحا:
- و لكن الم يمت.
سأم بيتر من سخرية ليلي المعتادة و قال يدافع عن آن كالسابق: انها قصة قديمه دعيني اخبرك عنها.


- لا أكاد اصدق ان ابنك حيا يرزق يا صديقي, لابد انها كانت مفاجأة لك.
- نعم لقد صدمت و لكني سعيد انه لا يزال حيا و معافا ايضا.
- لماذا.
- لقد اخبرتني آن أن والده قد وهبه كليته و هو الان كأي مراهق سليم و معافى.
وافقه اورلاند فالمهم أن بيتر معافى, و ظل الجميع في الخارج و الاولاد حولهم يلعبون, و كانت كارين على وشك الانفجار من آن و هي ترى انها متأنقة في ملابسها و مظهرها الانثوي الذي يغري الجميع و حتى زوجها اورلاند و لكنها لن تظل هكذا فهي تكرة آن كثيرا لان لولا وجودها لكانت الآن زوجة جوزيف و لكن لن تجعلها تعيش بسلام سوف تتآمر مع ليزا لانها تعلم كم ليزا تكره آن و يجب ان ينفذوا المهمه غدا, و خطرت لها فكرة جهنمية.
- عزيزي ما رأيك أن نقيم احتفالا غدا بعودة آن و احتفالا بـ بيتر و ليام و لم شمل الاسرة.
- انه فكرة جيده عزيزتي, اذا جوزيف انت و عائلتك مرحب بكم في احتفالا و انتم ضيوف الشرف.
- شكرا لك يا صديقي, سنكون هناك.


- اذن اتفقنا و يجب ان نذهب الآن فالوقت متأخر و يجب ان نترككم لوحدكم, هيا بنا عزيزتي لقد داهم مايك النوم.
و بما أن آن و بيتر يعرفون أن وراء هذه الدعوه مكيدة فهم لم يرتاحوا للذهاب و نقلت نظرها آن من جوزيف الى بيتر و علما هما الاثنان انهما قد كشفا خطت كارين و ابتسما لانهما فكرا في نفس الامر عن نية كارين وراء هذا الاحتفال لانها لا تحب آن لهذه الدرجه و الدليل ترحيبها.
اقترب بيتر من آن و هو يهمس لها: هل تظنين ان وراء هذه الدعوة مخطط.
- بالتأكيد و ان لم يخب ظني انها ستتحالف مع ليزا.



- و من هي ليزا.
- انها زوجة مديري السابق شريك والدك.
- اذن ما رأيك نحبط مخططهم هذا.
وافقته آن فهي ستكون مستعدة لكل ما يخططون و لن تسمح لهم ان يهزموها ابدا و لديها الآن بيتر معها و سيساعدها في احباط جميع مخططهم لانها يستحيل لها ان تجعلهم ينجحون في تحويل حياتها الى جحيم و حياة اولادها, ابدا يستحيل ان تسمح بذلك. و انتبهت ان الوقت قد تأخر و يجب عليها ان تعود مع الاولاد الى الفندق, و عليها ايضا ان تتأكد من وصول كارولينا و عائلتها.
- هيا يا أولاد تأخر الوقت يجب علينا العودة.
- ماذا تقصدين بالعوده, لا تظني بانك ستذهبين فانا لن اسمح لك بالخروج.
- ما هذا الهراء يجب ان نغادر.


- لا لن تغادروا بل تستطيعين القول انكم لن تخرجوا من حياتنا و مكانكم هنا و لا عودة الى كالفورنيا.
-رائع اذن سنعيش في هذا القصر. قالها ليام و هو يكاد يطير من الفرح.
- نعم يا بني فقد اضعت كثيرا من حياتكم و قد حان الوقت ان تكون حياتكم المستقبلية معي.
قالت آن و هي تحاول ان تثنيه: ما هذا الهراء انت من الآن تتحكم في حياتهم, لن نبقى.
- قلت ستبقون و هذا قرار نهائي و انا لا يرفض لي أمر و لا تكوني انت البادئة. صرخ بها جوزيف


تمسك ليام في يد شقيقه خائفا و اساله عما اذا كان جوزيف هكذا دائما, و اخبره بيتر ان اغلب وقته يكون غاضب و لكن ليس امام اولاده, قالها بيتر و هو يكذب لانه لم يرد ان يحطم صورة والده امام ليام الذي قد صوره سلفا و كانه ملاك شجاع.
استسلمت آن اخيرا و قادهم جوزيف الى الطابق الثاني حيت الغرف و قاد ليام الى غرفة تقرب من غرفة ليلي و بينما أخذ بيتر غرفة تبعد قليلا عن غرفة اشقاءه و تحوي داخله غرفة صغيره كان قد قرر ان يضع بها معدات رياضيه, و لكن والده اخبره بوجود غرفة خاصه للرياضة فقرر ان يضع بها تلفاز و حاسوب و كتبه و تكون غرفة ليرتاح بها في عزلته و يدرس فيها, و اعتذر جوزيف عن عدم تأثيثها حسب طلبهم و لكنه وعدهم انه في الصباح سيحضر المصمم ليصمم لهم غرفهم كما يريدونها, و اكتفى ليام و بيتر بالسرير الموجود و بعض الكنبات و ناموا فيها, و ارجأت آن ان تسأل جوزيف عن غرفتها بعد أن تقرء قصه لـ ليام و لكن ليلي لم ترد لانها كانت تقول بأنها كبيرة على القصص.
- و الآن هل تقول لي اين غرفتي.


- طبعا من هنا.
و اخذها الى الغرفة الرئيسة, و ارتاعت آن و لكنها قالت في نفسها ربما يكون قد أخذ قسم خاص به و لا يمكن ان تكون هذه غرفته, و لكن احلامها سرعان ما تحطمت بعد أن شاهدته يخلع ملابسه في الغرفه و تبينت الحقيقة امام عينيها بأنها ستنام في غرفته و سيتشاركان سرير واحد.
- لا يمكن ان تظن اني سأنام معك.
- بالتأكيد ستنامين ولا تظني بأني سأسمح لك ايضا ان تفعلي كما فعلتي سابقا, لاني لن اخرج من هذه الغرفه.
- اسمع لن ينفع هذا اغراضنا في الفندق دعني اذهب لأحضارها.


- لا, لكي تهربي لا و ملابسكم ستصل غدا هنا و سأتصل لتأكد من ان يحضروا جميع اغراضكم.
أيقضها من نومها تربيت خفيف على كتفها و عندما فتحت عينيها انه جوزيف و لبره لم تكن تعرف عما اذا كانت تحلم ام لا, الا انها تذكرت بانها هنا في قصره, و توجهت الى الحمام لتستحم و جعلت الماء البارد يصفي عقلها و تفكيرها فهي بالامس لم تنم جيدا بسبب متطلبات جوزيف المتعبه و لم تكن هي وقتها مستعده لمجادلته لانها كانت تعبه.
بعد انتهائها خرجت دون ان تقول شيئا لجوزيف الذي كان قد ارتدى ملابسه و حلق ذقنه, و لم يفت جوةزيف سلوك آن الجاف معه.
- هيا الان يا آن انا زوجك ولا تصعبي الامور.
- و من قال اني اصعب الامور, اعذرني يجب ان أوقض الأولاد.
- اليسوا في اجازة.


- نعم و لكني اعتدت ان أقضهم حتى في الاجازة صباحا حتى لا يعتادو الكسل و الخمول.
و عندما خرجت كانت حقائبها قد وصلت و ارتدت ملابسها و خرحت من الغرفة و توجهت لتوقض بيتر و منها الى غرفة ليلي التي كانت سعيدة برئيتها لوالدتها و بعدها ذهبت الى غرفة ليام و الذي كان على غير عادته يرفض الاستيقاظ, و آن التي اعتادت على نشاطه كل يوم, و عندما سألته ان كان بخير اجابها انه بخير و لكنه كان بالامس مع ليلي و بيتر يتسامرون و يقون رابطة الاخوة بينهم, ابتسمت ان له و قرت ان ترسل احد الخدم بعد فترة لايقاظه.



عند نزولها كان جوزيف في غرفة الطعام يتحدث مع بيتر و ليلي كانت خلفها مباشرة و جلسوا على مائدة الطعام لتناول الافطار, و سأل جوزيف عن ليام و اخبرته ان انه يريد النوم فهو قد نام لساعه متأخرة لانه كان مع اخوته يتحدثون و يوثقون رابطة الاخوة.
- اذن كنتم مستيقضين لوقت متاخر و نحن الذي ظننا انكم نيام.
- لقد كنا نتحدث عن حياتنا.
- اذن ليلي هل انت سعيدة ان لديك اخ صغير و آخر اكبر. سألت آن ليلي
- نعم انا سعيدة جدا.
- بالمناسبة آن المصمم صيصل بعد ساعه و اريدك ان تذهبي معي قليلا و لا خوف على الاولاد لانهم سيكونون بخير.
- و الى اين سنذهب.
- ستعرفين بعد وصولنا.


فور وصول المصمم باشر بيتر و ليام باختيار اثاث الغرفة و اللون الذي يريدونه و توجهت آن مع جوزيف الى
الى مكتبه في الشركه و لم تعرف آن ما الامر و عند دخوله كان الجميع مستغربا من المرأة الشقراء التي تتأبط ذراعه و ثار الغيظ لدى كارين عندما شاهدت آن و جوزيف و رحبت بجوزيف و آن و احضرت الرسائل لجوزيف و خرجت من مكتبه و ظل جوزيف مع آن في مكتبه حتى فترة الغداء و هذا ما زاد من غضب كارين و في فترة الغداء ذهبت الى غرفة الطعام و سالها الموظفين و كلهم فضول ليعرفوا من التي معه و عندما اخبرتهم بانها الزوجة الظاله و قال حينها احد الموظفين: من المؤسف انها زوجته لانها مثيرة جدا, لكنت الان قد تزوجتها. 

و قال آخر: لو كانت زوجتي لما سمحت لها بالخروج من المنزل ابدا. غضبت كارين منهم و زجرتهم و نبهتهم بانهم يتحدثون عن زوجة مديرهم و لكنها حقيقة كانت تغار منها لانها تلفت انتباه جميع الرجال.



إعدادات القراءة


لون الخلفية