في قرية صغيرة يسكنها البشر وتخضع لحكم مصاصي الدماء، اعتاد أهلها في كل مرة تظهر فيها دماء من صنبور المياه وبئر المياه على تقديم فتاة في العشرينات من عمرها، تكون من أجمل فتيات القرية، لمصاصي الدماء كضحية لهم، وذلك ليعيشوا في سلام دون حرب مع مصاصي الدماء. منذ قديم الزمان وهم يضحّون بفتياتهم من أجل حماية القرويين وحياتهم. ولهذا السبب، تكره جميع السيدات إنجاب الفتيات خوفاً من أن تكون إحداهن يوماً عروساً لمصاص دماء، ويُقدمنها للموت بأنفسهن.
كانوا يعلمون جيداً أن كل مرة يجهزون الفتاة لتعبُر النهر وتدخل أرض مصاصي الدماء، فإنهم سيمتصون دماءها حتى آخر قطرة، ثم يحرقون جسدها ويرسلونه إليهم مرة أخرى كجثة هامدة فارقت الحياة.
تجلس ساندي على حافة النهر تلعب مع الأطفال، فتأتي جدتها العجوز وهي تصرخ فيهم:
الجدة وهي تسند جسدها على عصا: ساندي، يا بنيتي، ألم أخبرك أن تبتعدي عن النهر؟
ساندي: يا جدتي، أنا أعتني بالأطفال.
الجدة: قلت لكِ أن تبتعدي! هل نسيتِ أنهم قد يرونكِ؟
ساندي بابتسامة وهي تقف وتقترب منها: يا جدتي، نحن نعيش بسلام، ومنذ ولادتي لم يظهر الدم مرة أخرى، ربما لن يظهر أبداً.
الجدة بحزن وخوف: لأن الله يعلم حالتي وأنني لا أملك سواكِ.
ساندي بمرح: ومن قال لكِ أنهم سيختارونني أنا؟ هناك الكثير من الفتيات.
الجدة بحزن: لأنكِ الأجمل.
ساندي وهي تمسك بيديها لتعودا إلى البيت: نعم، لهذا السبب أصبحت حفيدتكِ.
الجدة بمرح: نعم، بالطبع.
ساندي: هههههه، إذاً لماذا لم يأخذوكِ عروساً لمصاص دماء؟ يبدو أنكِ كنتِ قبيحة يا جدتي.
الجدة بمرح وهي تضربها بلطف بعصاها: أنا قبيحة؟! كنت مثل القمر.
ساندي: ههههههه، طبعاً، وكيف لا؟
تدخلان البيت الخشبي المكون من طابق واحد أرضي وآخر في الأعلى، حيث توجد غرفة ساندي. تحتوي على باب صغير يمكنها من خلاله الخروج إلى سطح المنزل. في الطابق السفلي، توجد غرفة نوم الجدة، ومطبخ مفتوح على الصالة، وأمامه طاولة صغيرة وكرسيان، وغرفة معيشة بسيطة.
ساندي وهي تدخل المطبخ: ما الذي تعدينه اليوم؟
الجدة بمرح وهي تشاكسها: ألا تخجلين؟ أنتِ شابة على وشك الزواج، وتسألين جدتكِ العجوز ماذا تعد للطعام؟
ساندي وهي تفتح الخزانة وتخرج كيساً من النودلز: أنتِ تعرفين أنني طاهية فاشلة.
الجدة وهي تأكل على الأريكة: وكالعادة، ستأكلين النودلز. أتمنى أن تتوقفي عن ذلك.
ساندي وهي تشعل الموقد: هذه هي الشيء الوحيد الذي أستطيع إعداده.
الجدة: اصمتي وأعدي لي كوباً من الشاي.
ساندي: عيوني لكِ.
في الضفة الغربية من النهر، وبين الأشجار التي تمنع الرؤية، لم يستطع أحد رؤية ما يحدث في الداخل بسبب طول الأشجار وكثافتها. خلف تلك الأشجار، وداخل قلعة مصاصي الدماء، يجلس جون على أريكة حجرية مغمض العينين بهدوء، واضعاً قدمه على الأريكة ليسند ذراعه على ركبته. يقف بجانبه أحد الخدم، وأمامه على مسافة يقف أحد العاملين بخوف بعد أن ارتكب خطأً.
العامل بخوف وارتباك: آسف، لم ألاحظ.
لم يرد عليه جون، فأشارت الخادمة للعامل بأن جون غاضب الآن.
انحنى العامل وجلس على ركبتيه، ورأسه على الأرض. فقام جون بغضب شديد، وضع يديه خلف ظهره وفتح عينيه، ففزع الرجل عندما رأى عينيه الحمراء كلون الدم. وقبل أن يقترب منه ليؤذيه، جاء خادم آخر وأخبره أن الملكة تريده.
دخل جون إلى غرفة الحكم ووقف أمام الملكة وانحنى برأسه بهدوء.
جون: نعم؟
الملكة: الدم ظهر في المياه.
جون: متى؟
الملكة: قبل دقائق. هذا يعني أنه خلال يومين على الأكثر سيظهر عندهم.
جون: فهمت.
الملكة لمساعدها الشخصي: اجعلهم يجهزون المراسم وفستاناً أبيض للعروس.
المساعد وهو ينحني لها: حاضر.
الملكة: جهز نفسك يا جون، ولا تشرب دماً في اليومين القادمين.
جون: حاضر.
استيقظت ساندي صباحاً، أخذت حمامها ونزلت إلى الطابق السفلي. دخلت غرفة جدتها لتراها نائمة، فأحضرت لها كوباً من الشاي الأخضر، وأخذت الملابس المبللة وصعدت إلى السطح عن طريق سلم حديدي صغير. وقفت تنشر الملابس على الحبال، وجلست ترتشف الشاي الخاص بها. خرجت جدتها من غرفتها.
ساندي: صباح الخير، يا جدتي.
الجدة: صباح النور يا حبيبتي. ألا يوجد لديكِ دروس؟
ساندي: بعد ساعة.
الجدة: ربنا يقويكِ يا حبيبتي.
ساندي: آمين، يا جدتي. هؤلاء الأطفال أغبياء.
الجدة: ههههههه، وأنتِ كنتِ ذكية؟ لقد أتعبتني كثيراً.
ساندي: هههههه، ولكن لا ينبغي أن يسمعني طلابي. ماذا سيقولون عني؟
الجدة: سيقولون إنكِ فاشلة.
ثم نزلت الجدة إلى الطابق السفلي، وابتسمت ساندي ونزلت خلفها. فجأة سمعت القرويين يصرخون بخوف. خرجت هي وجدتها من المنزل، ووجدتا كل امرأة تمسك بابنتها بخوف.
الجدة: ما الأمر؟ ما الذي حدث؟
سيدة تبكي وتمسك بابنتها: الدم... الدم ظهر...
فزعت الجدة وساندي بخوف.
رجل مسن بحزن: علينا أن نجتمع ونرى من سنختار.
الجدة بخوف: حسنًا.
جلسوا جميعاً وبعد جدال طويل...
الشيخ الكبير: لدينا خمس فتيات في نفس العمر المطلوب تقريباً.
سيدة: ابنتي لا! ابنتي مريضة بالسكري، وهم لن يأخذوها.
رجل آخر: ابنتي أيضاً لا! لا أستطيع أن أتحمل فقدانها، لقد فقدت والدتها عند ولادتها.
الشيخ الكبير: ليس الأمر بيدنا، سنختار أجمل واحدة منهن.
جاءت الخمس فتيات، واختار الأغلبية ساندي. فزعت الجدة وسقطت على الأرض مغشياً عليها بعد بكاء...