استيقظ جون من نومه بفزع، وهو يجلس على السرير. استيقظت ساندي أيضًا ونظرت إليه بتعب، بينما كان يجلس واضعًا يديه على جبينه بخوف. جلست هي الأخرى بوجه شبه نائم.
ساندي بصوت نائم: "جون؟"
صُدمت حين عانقها بقوة، فتحت عينيها على اتساعهما واستفاقت من نومها بدهشة.
ساندي بحنان: "ماذا حدث؟"
جون بغضب: "اصمتي."
كان وكأنه لا يستطيع فعل شيء سوى إخراج غضبه عليها من خوفه الشديد. رفعت يديها ببطء شديد، ووضعت يديها خلف ظهره بحنان.
ساندي: "هل رأيت كابوسًا؟"
جون بعجز: "نعم، كان كابوسًا."
ساندي: "ماذا تقصد؟"
لم يجب عليها، فابتعدت عنه ونظرت في وجهه.
ساندي: "هل الكابوس هذا له علاقة بي؟"
لم يجب.
ساندي بإصرار: "أجبني، هل له علاقة بي لأنك لم تقتلني؟ أم لأنك تحبني؟"
نظر لها بدهشة، وتذكر كلمات لارا.
جون باستغراب: "ماذا تقصدين؟"
ساندي: "أعني أنك تعلم جيدًا ما أقصده."
جون بذهول: "هل تعلمين؟"
ساندي: "كنت أشك، خصوصًا أنك لم تقتلني، وعرضت حياتك للخطر من أجلي، وكسرت القانون وتحديت الملكة وشعبك."
نظر جون في عينيها وقال بصوت منخفض.
جون: "والآن؟"
ساندي بابتسامة وحب: "الآن تأكدت، خاصة بعد جملة لارا لك."
جون بدهشة: "إذن تعلمين أنني..."
ساندي بحب: "أحبك."
نظر إليها بصمت ودهشة، شعر بيديها تمسك يديه بحب، فنظر ليديها التي كانت تحتضن يديه برفق، ثم رفع عينيه ليراها تنظر إليه بعينين مليئتين بالحب.
ساندي بحب وهدوء: "أنا أحبك، وأعلم أنك حذرتني، لكنني لا أستطيع السيطرة على مشاعري. سأظل أحبك حتى لو متُّ. سأنتظرك، وسأظل أحبك حتى في الموت."
عانقها جون بشغف وخوف شديدين من ذكر الموت. أبعدها قليلًا عن صدره وأمسك بوجهها بين يديه.
جون بحب وشغف: "أنا أحبك أيضًا، وسأظل أحبك حتى الموت. لن أسمح لأحد أن يؤذيكِ طالما أنا على قيد الحياة، أعدكِ بذلك."
قبَّل جبينها بحنان، أغمضت عينيها بحب، وقلبها دقّ بقوة من تأثير قبلته. ابتعد عنها قليلًا، فنظرت له بابتسامة عشق.
جون بابتسامة: "نامي الآن."
ساندي بعناد وهي تمازحه: "لا."
جون: "اسمعي الكلام."
ساندي بابتسامة: "إذًا، احكِ لي قصة."
جون مازحًا: "حسنًا، سأفعل."
استسلمت للنوم، وغطاها جون جيدًا، ثم تمدد بجانبها وهو يمسح على رأسها بحنان.
في الصباح، نزلت ساندي من الطابق العلوي وهي تربط شعرها على شكل ذيل حصان، لتجد جون يحضر لها الفطور. ركضت نحو الطاولة وجلست على كرسيها.
ساندي بسعادة: "واااااااو!"
أمسكت الشوكة وبدأت تأكل النودلز بسعادة.
ساندي وهي تنظر إلى ملابسه: "هل ستخرج؟"
جون: "سأذهب معك."
ساندي: "إلى أين؟"
جون: "إلى العمل. ألم تقولي أنكِ وجدتِ عملًا؟"
ساندي: "وجدت لي، وليس لك."
جون بتجاهل: "أكملي طعامكِ."
أكملت تناول طعامها، ثم ارتدت حذاءها وركضت خلفه. كان يمشي بجانبها وهي تشعر بسعادة غامرة. قلبها كان يدق بقوة، فنظرت إلى يديه بحب ثم إلى وجهه. اقتربت منه، وأمسكت بيده. نظر جون إلى يديهما المتشابكتين، ثم نظر إليها ليراها تنظر إلى الأرض بخجل. شدّ قبضته على يدها الصغيرة بقوة، فابتسمت وهي تمشي معه للعمل.
ساعدها جون في حمل صناديق الطماطم والخضروات ووضعها في الشاحنة، ثم ركب بجانبها وقاد السيارة. وزعوا المحاصيل على التجار، ثم عادوا إلى المنزل مساءً بعد يوم طويل من التعب.
جلست ساندي على الأريكة بتعب، وأسندت ظهرها إلى الخلف ونظرت إلى السقف. شعرت بيديه تدلك رأسها بحنان.
جون: "هذه طريقة سريعة لتتخلصي من الصداع."
ساندي بتعب وهي تضع رأسها على فخذيه: "أريد أن أنام."
أغمضت عينيها بتعب، فابتسم جون بحب وحملها إلى غرفتها، وضعها برفق في سريرها وجعلها تنام.
أصبح جون يرافقها يوميًا إلى العمل. هي كانت تعمل لجلب المال لتلبية احتياجاتهم الأساسية، أما هو فكان يذهب ليحميها من اليوم الذي ستأتي فيه لارا لأخذها إلى الملكة.
كان يجلس ويراقبها وهي تتحدث مع الفلاح وتأخذ منه أموالها بسعادة. ركضت نحو جون وجلست بجانبه، ثم وضعت قبلة على خده بسعادة.
ساندي وهي تظهر له الأموال: "لقد قبضت!"
جون وهو يتأمل ابتسامتها: "مبروك، ماذا سنتعشى الليلة؟"
ساندي بوجه حزين: "لا أعلم، الرجل يريدني أن أنظف له الأرض."
جون باستغراب: "لماذا؟"
ساندي بابتسامة: "سيزيد الأجر."
جون مازحًا: "أنتِ مجنونة."
وقفت ساندي تركض وتبتعد عنه، بينما وقف جون يبعثر الغبار والعشب عن ملابسه وركض خلفها. ابتسمت وهي تضحك بسعادة، لكن جون توقف للحظة عندما تذكر حلمه. كانت ترتدي نفس الملابس: بنطلون جينز وتيشيرت، وشعرها منسدل على ظهرها. ركض بسرعة أكبر.
كانت ساندي تركض وسط الخضرة والعشب، تضحك بسعادة وتلتفت خلفها لترى جون يركض خلفها والخوف واضح على وجهه.
ساندي بسعادة: "جون!"
ثم اصطدمت بشخص، ونظرت للأمام. اختفت ابتسامتها تدريجيًا حين رأت لارا. بلعت ريقها بصعوبة، وشعرت بيد جون تجذبها للخلف. نظرت إليه بخوف.
لارا: "مر وقت طويل، يا جون."
جون بغضب: "ماذا جاء بكِ هنا؟"
لارا ببرود: "ألا ترى أن سؤالك غريب؟"
جون باستغراب: "غريب؟"
لارا وهي تدور حولهم بهدوء: "هل تعتقد أنني جئت هنا، إلى مكان لا يوجد فيه أحد سوى اثنين محكوم عليهما بالموت، من دون سبب؟ لماذا تظنني هنا؟"
ثم وجهت حديثها إلى ساندي ببرود: "كيف حالكِ، أيتها القطة الصغيرة؟"
جون بغضب: "لا علاقة لكِ بها."
لارا بسخرية وضحكة مخيفة: "ههههههههه، أضحكتني، هههههههههه."
بدأت لارا تدور حولهم بسرعة. أمسكت ساندي بيد جون بخوف، لم تستطع رؤيتها، لكنها شعرت برياح قوية تحيط بها. سمعت صوت لارا يتردد في المكان.
لارا: "ستأتي لي راكعًا."
نظرت ساندي إلى لارا، فرأتها تقف خلفها وتنظر إلى أظافرها بابتسامة شريرة. قبل أن تضرب ساندي كما حدث في الحلم، دفعها جون على الأرض بقوة وأمسك بيد لارا بغضب.
لارا بصدمة: "جون؟"
جون بغضب: "أنا لا أركع لأحد، ألا تعرفين ذلك؟"
لارا بارتباك: "هل رأيت حلمًا؟"
جون بتهديد: "أحسنتِ التذكر، لا يحدث شيء دون أن أراه."
ضغط على يديها بقوة، فسمعت صوت تحطم أصابعها. لم تعد قادرة على استخدام جناحيها، ثم ضربها برأسه بقوة، فسقطت على الأرض. التقط جون يد ساندي، التي كانت في حالة صدمة، وأخذها معه. كانت تبكي بخوف.
جون وهو يتوقف عن المشي: "توقفي عن البكاء."
ساندي ببكاء: "لقد جاءوا إلى هنا."
ضمها جون إلى صدره بحنان وهي تبكي بخوف. كان يعلم أنه سيغير ذلك الحلم طالما لم يظهر له الصقر الأسود بصوته الحزين. لكن ما يخيفه أكثر هو الحلم الذي تموت فيه ساندي من فوق الجسر، حين ظهر له الصقر الحزين.
في الليل، كانت ساندي تقف على سطح المنزل. جاء جون إليها وجذبها بقوة إلى داخل الغرفة.
ساندي بفزع وقلق: "ما الأمر؟"
أغلق جون باب الغرفة ودفعها بقوة على الحائط. استندت بظهرها إلى الحائط، ونظرت إلى ملامحه المخيفة. كان يتحول. عيونه أصبحت حمراء كالدم.
ساندي بهدوء: "جون؟"
جون بضعف وعجز: "أنا جائع."
كانت تعلم أن جون لم يأكل سوى الدماء، ولا يوجد في القرية غير دمائها. نظرت إليه بصمت وأغمضت عينيها مستسلمة له. انقض جون على عنقها وغرس أنيابه فيه، وبدأ يمتص دماءها بشراسة، فهو لم يأكل منذ فترة طويلة.
شعرت ساندي بألم شديد في بطنها، فتحت عينيها وحاولت دفعه بعيدًا عنها بكل قوتها. نجحت في دفعه بقوة، فنظر إليها بصدمة. ركضت ساندي إلى الحمام وهي تعاني من وجع شديد، وبدأت تتقيأ. عندها، أدرك جون أن بداية حلمه قد تحققت، فقد أصبحت ساندي حاملًا بطفله.