عاد جون إلى القلعة، ليجد خادمة تنتظره وتخبره بطلب الملكة. ذهب فوراً إلى الملكة، وانحنى لها احترامًا.
جون وهو ينحني: سموكِ طلبتِني.
الملكة وهي جالسة على العرش: نعم.
جون: أمركِ.
الملكة بحزم: هل يمكنني أن أعرف أين يذهب محصول الأرض؟
نظر جون إلى لارا الواقفة بجانب الملكة بغضب.
جون بارتباك: ماذا تقصدين؟
الملكة بحدة: المحصول لم يُرسل إلى القرويين. أين يذهب؟
جون: آخذه.
الملكة بغضب: لماذا؟
جون: أطعمه للحيوانات.
نزلت الملكة بعض الدرجات من العرش واقتربت من جون.
الملكة بحدة: عندما وافقت على أن تزرع طعام البشر في أرضي، وافقت لأنني كنت أثق بك. كنت أعلم أنك لن تفعل شيئًا خاطئًا.
جون محاولاً التبرير: ما هو هذا الحديث؟
الملكة وهي تقف أمامه مباشرة: أنا فقط أريدك أن تعرف أنني ألاحظ غيابك عن القلعة طوال اليوم، وتلك التصرفات الغريبة التي بدأت تظهر عليك.
جون: أنا آسف.
الملكة: يمكنك الانصراف.
كان جون على وشك المغادرة، لكن الملكة أوقفته بكلماتها.
الملكة بحدة: جون.
جون: نعم؟
الملكة: تصرفاتك لا تعجبني.
جون بخضوع: حاضر.
خرج جون من الغرفة، بينما الملكة تابعت وهي تنظر إلى الباب.
الملكة بصرامة: أريد أن أعرف ما يخفيه عنا.
لارا: أمركِ.
ثم انحنت لارا وغادرت.
في الكهف، كانت ساندي تجلس وتسخن بعض الطعام لتأكل، وفجأة ظهر جون أمامها، مما أفزعها.
ساندي بفزع: آآآه! ما الأمر؟ ماذا حدث؟
لم يجيب جون على الفور، فجاءت ساندي إليه بصمت، متفحصة وجهه.
ساندي وهي تنظر إلى وجهه بقلق: ما الذي فعلته؟ يبدو أنك ارتكبت مصيبة.
نظر إليها جون بهدوء واستغراب.
ساندي بخوف: آسفة... ماذا حدث؟
جون: لا شيء.
ساندي: شكلك يقول أن هناك شيئًا كبيرًا.
جون بتردد: الملكة بدأت تشك فيّ.
ساندي بدهشة: بسببي؟
جون وهو ينظر لها: نعم.
جلست ساندي أمامه على الأرض، وعلامات القلق ترتسم على وجهها.
ساندي بخوف: وإذا عرفت أنني على قيد الحياة، ماذا ستفعل؟
جون بقلق عليها: ستقتلكِ وتقتلني.
ساندي بصدمة: ستقتل ابنها؟
جون: من قال لكِ أنني ابنها؟
ساندي: إذًا لماذا تُقدم لك العروس؟
جون: الملكة لا تنجب. هي تعاملني كابن لأنها تعزني.
ساندي: مصاصو الدماء لا ينجبون؟
جون: ننجب عندما نتزوج، لكنها لم تتزوج أبدًا.
ساندي: لماذا؟
جون: لأنها الملكة، ولا تريد أن تتزوج من شخص أقل منها.
ساندي باستخفاف: هذا غرور.
جون مبتسمًا: نعم، هي مغرورة قليلاً.
ساندي بهدوء وخوف: إذن اقتلني.
نظر جون إليها بصدمة شديدة. لم تفهم حبه لها حتى الآن، ولم تدرك أنه لم يقتلها لأنه يعشقها. لقد تعلق بها في الواقع كما في أحلامه.
جون بهدوء شديد: لا تقولي هذا مرة أخرى.
ساندي: لماذا؟ ستعرض حياتك للخطر.
جون بنبرة حب: هل تخافين عليّ؟
ساندي بضجر: لا بالطبع، لكنني جئت هنا لأموت على أية حال. لا أريد أن أعرّض حياتك للخطر إذا كانت النتيجة هي نفسها، الملكة ستقتلني في النهاية.
جون بضجر وغضب: توقفي عن الحديث! لا تتكلمي مجددًا.
ساندي بغضب مكتوم: أنا المخطئة، أتمنى أن تموت!
وقفت ساندي وغادرت بغضب، بينما فكر جون في كيفية حمايتها من الملكة.
كانت الملكة تجلس على عرشها، وفي يدها كأس مملوء بالدماء، تهزه بهدوء وهي تستمع للارا.
الملكة: ماذا تقصدين بأنه يختفي؟
لارا: يختفي في وسط الغابة، بالقرب من الجسر الخشبي.
الملكة بحدة: أين يذهب؟
لارا: لا نعلم. لا نشعر به مطلقًا.
الملكة بصرامة: أخبرتكم أنني أريد أن أعرف أين يذهب، وما هي الحيوانات التي يأكلها المحصول. ما هي هذه الحيوانات التي تأكل البطاطس والبازلاء؟ جون يخفي شيئًا، ويجب أن أعرفه.
لارا: سأكتشف الأمر.
الملكة وهي ترتشف بعض الدماء من كأسها: أين يختفي؟
لارا: بالقرب من الجسر الخشبي.
الملكة بحدة: أرسلي رجالكِ وابحثي في المكان بعد الجسر. يجب أن تجدي شيئًا.
لارا: حاضر.
واصلت الملكة شرب الدماء بهدوء.
جلست ساندي وهي تلف جسدها باللحاف من البرد.
ساندي: هل تريد أن تموت؟
جون وهو يقف: لا، لماذا؟
ساندي: إذًا لماذا تجازف بحياتك؟
جون بحدة: لأنني حر.
ساندي: هل حياتك لا تهمك؟
جلس جون بجانبها، وحدّق في وجهها.
جون بهدوء: بالطبع تهمني.
ساندي وهي تنظر له بجدية: إذًا لماذا تفعل كل هذا؟ لو كان الأمر بيدي، كنت سأقاتل حتى آخر نفس فيّ. لا أعرف ما هو العهد الذي أبرمتموه مع القرويين، لكنني بالتأكيد لا أريد أن أموت.
جون: منذ زمن بعيد، عندما أتيتم إلى أرضنا، قتل أحدكم طفلاً من مصاصي الدماء لم يتجاوز عمره ٧ سنوات. الملكة قتلت الرجل وعائلته، وأمرت بقتل جميع البشر. لكن حدثت معارضة شديدة.
ساندي بفضول: وبعدها؟
جون: توصلوا في النهاية إلى أن يقدموا عروسًا كل مرة، لكي يتذكروا الجريمة التي ارتكبوها.
ساندي باستياء: لكن هذا ظلم.
جون: هذا عهد أبدي لن يُفك طالما أن الحياة مستمرة.
ساندي: لكنك لا تريد أن تقتلني، لماذا؟
أمسك جون وجهها بيديه بحنان.
جون: لأنكِ لا يجب أن تموتي.
ساندي باستغراب: لماذا؟
جون وهو ينظر إليها بحب: فقط لأنكِ لا يجب أن تموتي.
قبل أن تجادله أكثر، ضم رأسها إلى صدره. سمعت نبضات قلبه القوية، وظلت شاردة بها حتى غفت في نوم عميق بين ذراعيه.
خرج جون من غرفته ليجد الجميع في حالة فزع وغضب. كانوا قد تحولوا إلى مصاصي دماء، أصواتهم مرعبة. نظر جون حوله باستغراب، ثم خرج إلى ساحة القلعة. صُدم عندما رآها، تقف مع الحراس، يقيّدون يديها وهي ترتدي فستانها الأبيض المزخرف بالورود. فزع جون وقبل أن يركض نحوها، منعه الحراس. نظر إلى الأمام باتجاه الملكة التي كانت تنظر إليها بحدة وقسوة.
ساندي ببكاء، دون أن ترى جون: جون... أرجوك، تعال...
تذكرت ساندي حديث جون، ونظرت إلى معصمها، إلى ساعته.
ساندي وهي تشهق بقوة: اليوم... الأحد... ٢٠١٨/٣/٢٤... الساعة... ٢ وخمس... دقائق ظهرًا... في القلعة... أنا خائفة... لا أريد أن أموت...
نظرت الملكة إليها ثم إلى نيهال. أشارت الملكة إلى نيهال بالموافقة، فظهرت أظافر نيهال، وبسرعة البرق، ذبحت ساندي. سقطت على الأرض، ودماؤها سالت بغزارة من عنقها.
جون بصراخ مرير: ساااااااااااااااااااندييي!
استيقظ جون من نومه بفزع، قلبه ينبض بسرعة شديدة. نظر إلى التاريخ، فصُدم. كان التاريخ الذي رآه في الحلم هو تاريخ اليوم. نظر إلى ساعته، كانت الساعة ١:٣٠ ظهرًا. وقف بسرعة البرق وخرج على الفور. وعندما وصل، صُدم عندما رآها أمامه...