الفصل الثامن

ChatGPT

جون كان مصدوماً حين رأى ساندي أمامه، ثم حاول السيطرة على مشاعره.

لارا بحدة: إلى أين أنت ذاهب؟

جون بارتباك: سأخرج قليلاً، أشعر بالاختناق.

غادر بسرعة دون أن ينتظر ردها.

في الكهف، جلست ساندي ملفوفة باللحاف، وهي تسمع أصواتاً قادمة من الخارج. نظرت نحو فتحة الكهف بخوف، تنتظر عودة جون. فجأة، رأت رجلين يدخلان الكهف، مما جعلها تقف برعب.

وصل جون إلى الكهف وصُدم حين لم يجد ساندي. كان اللحاف ملقى في منتصف الأرض، فنظر إلى ساعته ووجدها تشير إلى الساعة ١:٥٣. ركض نحو القلعة بخوف شديد.

في القلعة، كانت الملكة جالسة على عرشها، مصدومة وغير قادرة على التصديق. كان يجب أن تموت ساندي منذ شهر، لكنها ما زالت حية. وقفت ساندي بين رجلين، تبكي بصمت وخوف، ويديها مقيدة.

لارا: الرجال وجدوها في الكهف وسط الغابة.

الملكة بغضب: كيف لم تلاحظي هذا الكهف؟

لارا: جون أخفى المدخل بالأشجار.

نظرت الملكة إلى ساندي بغضب.

الملكة بغضب: كيف ما زلتِ على قيد الحياة في أرضي؟

لم تجب ساندي، كانت ترتجف وتبكي.

الملكة بغضب أكبر: كيف ما زلتِ حية كل هذا الوقت؟

نظر الجميع إلى الخلف حين دخل جون من الباب الرئيسي للقلعة. كان الآن متهمًا ويستحق العقوبة. رأى ساندي تقف بين الحراس، جسدها يرتجف من الخوف. أراد الاقتراب منها، لكن الحراس منعوه. نظر جون إلى الملكة.

ساندي ببكاء، دون أن ترى جون: أرجوك، تعال.

سمعها جون وحده، وبدأ يدرك أن نصف حلمه تحقق حتى الآن، ولم يتبق سوى مقتلها. تذكرت ساندي حديثه ونظرت إلى ساعته الموجودة على معصمها.

ساندي وهي تشهق بقوة: اليوم... الأحد... ٢٠١٨/٣/٢٤... الساعة ٢:٠٥ ظهرًا... في القلعة... أنا خائفة... لا أريد أن أموت... هذا ليس حلمًا...

نظرت الملكة إليها ثم إلى لارا، وأشارت لها بالموافقة. ظهرت أظافر لارا الحادة، وارتعبت ساندي، فتسارعت أنفاسها وفتحت عينيها على آخرهما بخوف. اقتربت لارا منها، بينما أغمضت ساندي عينيها باستسلام وخوف. فزع جون، وشعر أن قلبه ينبض بقوة وهو يرى ما يحدث كما في حلمه.

رفعت لارا يديها لمستوى عنق ساندي، وأظافرها الحادة كالسكاكين، وقبل أن تتمكن من إيذاءها، صدم الجميع عندما ظهر جون فجأة بينهما، وأصابته جروح في ظهره بينما احتضن ساندي ليحميها. شُفي جرحه قبل أن تخرج منه قطرة دم واحدة.

شعرت ساندي بيديه حول كتفيها وجسدها بين ذراعيه، وسمعت دقات قلبه القوية. فتحت عينيها ببطء، ووجدت نفسها في حضنه. كانت الملكة مصدومة من رد فعل جون، وقفت من عرشها بغضب شديد وهي تراه يطوق ساندي بذراعيه، وقميصه ممزق من ظهره. اقتربت منه بغضب.

الملكة بغضب: أنت تزيد من عقوبتك!

جون: أعلم، لكن لن تؤذيها.

الملكة بصدمة: لماذا؟

جون: لأنها لي، أنا أريدها.

الملكة بدهشة: أنت تقول إنك تريدها؟

لارا: جون، كن عاقلاً واطلب السماح، دعنا ننهي هذا.

جون بغضب: لا، لا، لا! من يقترب منها سأقتله!

اقتربت الملكة منه بتحدٍ، وصُدمت عندما دفعها جون بلطف إلى الخلف.

جون بهمس: المملكة لا يوجد فيها أحد يستحق الجلوس على العرش غيركِ، لا تتحديني.

نظرت إليه الملكة بصمت وغضب.

استدار جون نحو ساندي، وقطع الحبال التي كانت تقيد يديها بأظافره الحادة، ثم مسح دموعها بحنان.

الملكة بحدة: جون!

جون وهو يحمل ساندي بين ذراعيه: أعلم ما ستقولينه، لكنني لست موافقًا.

لارا بغضب: لماذا؟

جون: أنا حر.

لارا: لكنها بشرية!

جون وهو يمشي: أعلم.

وقفت لارا أمامه بسرعة ووضعت يديها على يديه.

لارا بخوف: جون، لا تفعل هذا...

ابتعدت عنه بصمت عندما أدركت أنه يحب ساندي، بل يعشقها.

لارا بدهشة: جون...

جون ببرود: الآن تعرفين لماذا.

غادر جون المكان وهو يحمل ساندي بين ذراعيه.

لارا بغضب وصراخ: هذه جريمة أكبر! كيف تحب بشرية؟

لم يرد جون. علمت الملكة أن جون تحدى الجميع من أجل الحب. رفعت ساندي رأسها من على كتف جون بعد أن سمعت جملة لارا، ونظرت إليه وهو يتقدم بثقة. لكنها اختارت الصمت وغرقت في نومها مجددًا، فليس هذا وقت الجدال.

ساندي وهي مغمضة عينيها: إلى أين نذهب؟

جون: إلى بيتك.

ساندي بنعاس: بيتي؟

جون: نعم.

بعد أقل من نصف ساعة، وصلا إلى حافة النهر.

جون: ساندي...

ساندي بتعب: ماذا؟

جون: انظري.

فتحت عينيها بتعب، ورأت نفسها على حافة النهر، ومن الجهة الأخرى، رأت قريتها التي عاشت فيها.

ساندي: إلى أين نحن ذاهبون؟

جون: قلت لكِ، إلى بيتك.

ساندي بسعادة: سنذهب إلى جدتي؟

جون: نعم، لكن ليس الآن.

ساندي بتكشيرة: إذًا متى؟

جون: في الليل.

ساندي باستغراب: لماذا ليس الآن؟

وضعها جون على الأرض، وجلست بجانبه.

جون: كيف سنتخطى النهر في وضح النهار؟

ساندي: وفي الليل، كيف سنتخطاه؟

جون: في الليل، ستعرفين.

ساندي بتعجب: إذًا، لماذا جئنا هنا؟

جون: لا يمكن لأي مصاص دماء أن يغادر الغابة أثناء النهار. هذه مخالفة للعهد مع البشر، لا يجوز أن يروْنا إلا يوم تقديم العروس.

ساندي: وماذا عنك؟

جون: أنا حالة استثنائية، مثل وجودكِ في أرضهم منذ شهر.

ساندي: اممم، حسنًا.

بدأت بطن ساندي تصدر أصواتًا تدل على الجوع.

جون: ابقي هنا، سأبحث لك عن شيء لتأكلي.

كان على وشك الوقوف، لكن ساندي أمسكت بيده بقوة.

ساندي بخوف: لا، ابقَ هنا، لا تذهب.

جون مطمئنًا: سأجلب لكِ طعامًا.

ساندي برقة وخوف: لا، سأكل عندما نعبر في الليل. فقط لا تتركني لوحدي، أرجوك.

جلس جون بجانبها مجددًا، ونظر إليها بحب. ابتسمت له، فخلع جاكيته ولفه حول كتفيها، ثم جذبها إلى صدره. غطت في نوم عميق بين ذراعيه.

في القلعة، كانت الملكة جالسة على العرش بصمت، بينما وقفت لارا بجانبها، تعلم أن هذا الصمت يخفي غضبًا شديدًا. كانت الملكة تفكر بغضب في كيف تحداها جون من أجل إنقاذ بشرية، وكيف أحبها وتحدى المملكة كلها.

الملكة بحدة: العروس يجب أن تموت بيده.

لارا باستغراب: كيف؟ لقد تجاوز كل القوانين ووقع في حبها.

الملكة: إما هو من يقتلها، أو يموت الاثنان معًا.

لارا بدهشة: كيف؟ لا يمكننا دخول القرية، هذا اتفاق.

الملكة: وكان اتفاقهم أن يقدموا عروسًا.

لارا: لقد قدموا العروس وضحوا بها. ليس ذنبهم أن جون لم يقتلها ووقع في حبها.

الملكة ببرود: صحيح...

حين غربت الشمس، وظهر القمر في السماء، استعد جون للتحرك.

ساندي بقلق: ماذا سنفعل؟ كيف سنتخطى النهر؟


لجذبها من خصرها بيده اليسرى، فالتصقت به، ونظرت إليه بدهشة وخجل. شعرت بجسدها يطير بعيدًا عن الأرض، فنظرت إلى الأسفل ورأت جون يطير بها بسرعة البرق فوق النهر، ثم نزل بها على الحافة الأخرى. نظرت إليه بدهشة.

ساندي بدهشة: ما هذا؟

جون بتجاهل: أين هو منزلك؟

سارت معه في الشوارع الفارغة، فقد ذهب الجميع إلى بيوتهم للنوم. استمرت في المشي بهدوء، بينما كان جون يسير بجانبها حتى وصلا إلى شارع منزلها، حيث كانت الأضواء مغلقة.

ساندي باستغراب: جدتي دائمًا تترك ضوء الشارع مضاءً لأجل الناس.

ذهبت نحو المنزل، ووجدت أن الباب الحديدي الخارجي مغلق بقفل من الخارج.

جون: هل هذا هو منزلك؟

ساندي: نعم، لكنه مغلق.

أمسك جون بالقفل، وأغلق قبضته عليه، فتحول القفل إلى رماد. نظرت إليه بدهشة، ثم دخلت المنزل وهو يتبعها، وأغلق الباب من الداخل. ركضت نحو الباب الداخلي للبيت، ووجدته مغلقًا. طرقت عليه مرة أخرى، لكن جدتها لم تفتح.

ساندي بنداء: جدتي... جدتي، افتحي!

نظر جون حوله بينما ركضت ساندي نحو السلم الحديدي الدوار، وصعدت إلى الأعلى. صعد جون خلفها. فتحت باب غرفتها الموجود على السطح، ودخلت وهي تفتح الأنوار وتبحث عن جدتها في المنزل، لكنها لم تجدها.

ساندي بقلق: أين يمكن أن تكون ذهبت؟

جون: ربما ذهبت إلى أحد الجيران.

ساندي وهي تفكر: ربما.

أصدرت بطن ساندي أصواتًا من الجوع، فذهبت إلى المطبخ ووجدت كل شيء مغطى بالأتربة والغبار. أحضرت قدرًا وطبقًا وكيس "إندومي" كما اعتادت، وطهته لنفسها. جلست لتأكل، ووضعت طبقًا أمام جون.

ساندي: تعال، كل.

جون: أنا لا أتناول هذا الطعام.

ساندي محذرة: هنا لا يوجد دماء، ولا تؤذِ الناس.

جون مطمئنًا: لا تقلقي، أنا لا أتناول دماءهم.

نظرت إليه بتساؤل.

ساندي: إذن كيف كنت ستشرب دمي؟

جون: العروس فقط.

ساندي: حسنًا، تعال، كل.

واصلت تناول الطعام، بينما هو رفض. بعدما أنهت طعامها، بدأت في تنظيف المنزل، وساعدها جون. استمرت في التنظيف حتى شروق الشمس.

خرج معاذ من منزله المقابل لمنزلها، ورأى الأضواء مفتوحة والباب الخارجي بلا قفل. دق جرس الباب بصدمة.

بينما كانت ساندي تنظف زجاج النوافذ، سمعت جرس الباب.

جون: سأفتح.

ساندي: حسنًا.

خرج جون من المنزل ليرى شابًا يقف خلف الباب الحديدي. صُدم معاذ عندما رأى شابًا طويل القامة وعريض الأكتاف يفتح له الباب.

جون بحدة: نعم؟

معاذ بتعجب: من أنت؟ وكيف دخلت إلى هنا؟

جون ببرود: هذا ليس من شأنك.

معاذ بغضب: أقول لك، كيف دخلت؟

عندها جاء صوت من خلف جون يعرفه معاذ جيدًا.

ساندي: معاذ!

نظر جون بضجر بعد أن تذكر حديث ساندي عنه. أما معاذ، فقد صُدم لرؤيتها وكيف عادت إلى هنا. دخلوا جميعًا إلى المنزل.

معاذ بصوت عالٍ: كيف عدتِ إلى هنا؟

جون بلامبالاة: هل يهم ذلك؟

معاذ باستنكار: ومن هذا؟

ساندي بقلق: أين جدتي؟

معاذ بعصبية: أجيبي أولاً!

ساندي بإصرار: أين جدتي؟

معاذ بغضب: ماتت من شدة حزنها عليكِ...



إعدادات القراءة


لون الخلفية