تختبئ ساندي خلف الصخور الكبيرة الموجودة في الكهف، تكتم أنفاسها بيديها وهي تنظر من خلف الصخرة. فجأة ترى مصاص دماء، ملابسه ملوثة بالدماء وفمه كذلك، فتشهق بخوف وتخفي رأسها، تبدأ بالبكاء بصمت، غير مدركة أنهم يستطيعون الشعور بوجودها. تزداد رعبًا حين يمسكها مصاص الدماء من ملابسها ويرفعها إلى الأعلى.
ساندي ببكاء: آآآآه!
نظر إليها مصاص الدماء بصدمة، فهي يجب أن تكون ميتة الآن. رفع يديه ليظهر أظافره الحادة، فارتعبت منه. وقبل أن يؤذيها، شعرت بأن يديه التي كانت تمسك بها بدأت تسقط. سقطت هي منه، لتنظر وترى جون يقف خلفه، وأظافره مغروسة في ظهر الرجل. أبعد جون يديه عن مصاص الدماء وسرعان ما هرع نحو ساندي.
جون بهدوء وهو يجلس على ركبته: هل أنت بخير؟
بدأت ساندي تبكي بخوف، وصدمت جون عندما عانقته بقوة، جسدها يرتجف بين ذراعيه. شعر جون بدقات قلبه تتسارع وبقشعريرة تسري في جسده. رفع يديه ببطء وتردد، ثم بادلها العناق.
جون بهدوء: أحضرت لكِ طعامًا.
ساندي وهي تبتعد عنه: طعام؟ ماذا؟
جون: بعض الخضار وأرنب.
ساندي وهي تمسح دموعها: لا أعرف كيف أطبخ شيئًا.
جون بتذمر: كيف؟ أعتقد أن عمرك كبير بالنسبة للبشر.
ساندي بتذمر: جدتي هي التي كانت تطبخ لي.
جون: حسنًا.
وقف جون واتجه ليفتح الصندوق. وقفت ساندي هي الأخرى، لكن صرخت فجأة من الألم في قدمها وكادت أن تسقط. شعرت بيديه حول خصرها، فنظرت إليه بدهشة، بينما كان ينظر لها بصمت، ثم لقدمها، ليرى الدماء. نظرت إليه بخوف، ودفعته بعيدًا عنها، ثم ذهبت لتجلس على الصخرة. اقترب منها جون وبدأ بفتح أزرار قميصه، فخافت. جلس أمامها وهو يخلع قميصه، ليبقى بفانلة سوداء، ثم مزق جزءًا من قميصه ليمسح الدماء ويربط قدمها بلطف. بعدها، ذهب ليشعل بعض الأخشاب وبدأ في طهي الطعام. تأملته ساندي وهو يطهي بهدوء وصمت. بعد فترة، أحضر لها طبقًا ووضعه أمامها.
ساندي: ما هذا؟
جون: شوربة خضار ولحم أرنب.
أمسكت ساندي الطبق وبدأت تأكل بشراسة، فهي لم تأكل منذ خمسة أيام. وقف جون وأسند جسده على الحائط، يتأملها وهي تأكل بسرعة. شعرت ساندي بالخجل من نظراته.
ساندي بخجل: هل يمكنني الحصول على المزيد؟
جون: هل أنتِ جائعة جدًا؟
نظرت ساندي إلى الأرض بخجل، فأخذ جون منها الطبق وأحضر لها المزيد.
الملكة: أين جون؟ لا يبدو أنه ظهر.
لارا: لا أعرف، آخر مرة رأيته كان يجمع خضارًا.
الملكة: لم يره أحد منذ الأمس؟
لارا: للأسف لا.
الملكة للمساعد: عندما يعود، دعه يأتي إليّ.
المساعد: أمركِ.
غادرت الملكة.
استيقظت ساندي بتعب، لتجد نفسها بين ذراعي جون، نائمة في حضنه، يديها حول خصره، ورأسها على صدره. تأملته بهدوء، ثم أبعدت شعره عن جبينه بلطف.
جون بصوت منخفض: حذرتكِ.
ابتعدت عنه بإحراج ووقفت.
ساندي مرتبكة: أنا...
فتح جون عينيه وقال بهدوء:
جون: حذرتك.
ساندي بضجر: بماذا تفكر؟ أنا لا أفكر بهذه الطريقة. قلت لك إنني لن أجن بعقلي وأحب مصاص دماء!
وقف جون بغضب شديد.
جون بغضب: وما الخطأ في مصاص الدماء؟
ساندي بألم وغضب: إنه حيوان، ليس إنسانًا.
جون: حيوان؟ الحيوان هذا هو الذي جعلكِ تعيشين حتى الآن. هل تودين أن أريكِ ماذا يمكن للحيوان أن يفعل بكِ؟
ساندي بتحدٍ: لا يمكنك فعل شيء.
صدمت ساندي عندما أمسك جون بمعصمها بقوة، ثم التصقت شفتيه بشفتيها. قبلها بقوة، حاولت إبعاده لكنها لم تستطع. ابتعد جون عنها فجأة وخرج دون أن ينطق بكلمة. بكت ساندي بصمت، وسقطت على الأرض تبكي بوجع.
كان جون يمشي في ساحة القلعة، مرتديًا بنطالًا وفانلة سوداء، عندما قابلته لارا.
لارا بفزع: ما هذا؟ أين ملابسك؟
جون: تمزقت مني.
لارا وهي تمسك بيديه: هل أنت بخير؟
جون وهو يبعد يديه عنها: نعم.
جاء إليه الخادم.
الخادم: الملكة تنتظرك.
جون: حسنًا.
ذهب جون ليغير ملابسه، ثم توجه إلى الملكة.
الملكة ببرود: أين كنت؟
جون: في الغابة.
الملكة: هذه أول مرة تختفي في الغابة.
جون: أعتذر.
الملكة: لا مشكلة، فقط كنت قلقة عليك.
جون: أنا بخير.
غادر جون إلى غرفته، تمدد على السرير بتعب وأغمض عينيه. فجأة، تذكر ساندي وهي تبكي في حضنه. وقف بسرعة، وخرج يركض نحو الكهف. وعندما وصل، صُدم...