استيقظت ساندي من نومها لتبحث عن جون، لكنها لم تجده في المنزل. اتصلت على هاتفه، لتجده قد تركه في المنزل. شعرت بالقلق وسألت نفسها:
ساندي بقلق: "إلى أين ذهبت يا جون؟"
دخلت المطبخ وأعدت وجبتها المفضلة، الإندومي. جلست لتأكل، لكن القلق على جون سيطر عليها، فتركت الشوكة جانبًا وتذمرت:
ساندي بغضب: "لا أريد الأكل."
نظرت إلى بطنها وتذكرت طفلها، وبدأت تشتكي له من والده:
ساندي بحنان وهي تضع يديها على بطنها: "هل رأيت ما فعله والدك؟ يخرج دون أن يقول لي شيئًا، لا إلى أين ذهب ولا متى سيعود. يريد فقط أن يقلقني عليه."
فجأة، تذكرت أنه لم يمتص دماءها منذ فترة طويلة، وارتعبت من فكرة أنه قد يكون جائعًا.
ساندي بفزع: "يا إلهي! ماذا لو خرج ليأكل شخصًا؟"
أخذت هاتفها ومفاتيح المنزل بسرعة وركضت نحو الباب. ارتدت معطفها الثقيل وأحذية رياضية وهي تشعر بالقلق والخوف على جون. خرجت تجري في شوارع القرية بحثًا عنه، لكنها لم تجده. شعرت باليأس، وبدأت بالبكاء وهي تمشي في الشارع. وضعت يديها في جيب معطفها لتحمي نفسها من البرد، حيث كانت نسمات الهواء الباردة تداعب وجهها، وبدأ بخار يتصاعد من فمها. وصلت إلى النهر، وهناك رأت جون جالسًا.
ساندي تبكي: "جون!"
رفع جون رأسه ليراها تقف هناك تبكي. اقترب منها بسرعة البرق.
جون بقلق: "لماذا تبكين؟"
ضربته بقبضتها الصغيرة على كتفه بغضب:
ساندي بغضب: "أنت جالس هنا، وأنا قلبت الدنيا بحثًا عنك! خفت عليك كثيرًا، كيف يمكنك فعل ذلك؟"
نظر إليها بحب:
جون بابتسامة: "أنتِ تبكين لأنك خفتِ علي؟"
ساندي بغضب: "أنا أكرهك!"
وضع جون غطاء الرأس الخاص بمعطفها على رأسها بلطف:
جون بلطف: "آسف."
نظرت إليه بصمت، وتأملت ملامحه وهو يمسك برأسها بين يديه بحنان. مسح دموعها بأصابعه وشعر ببرودة وجهها، ثم نظر إلى شفتيها التي ازرقت بسبب البرد.
جون: "ما الذي أخرجكِ في هذا البرد؟"
صمتت وهي تتأمله، ثم اقترب منها أكثر. اختلطت أنفاسهما معًا، وشعرت بأنفاسه الدافئة تداعب وجهها البارد. اقترب منها لينحني ويضع شفتيه على شفتيها. أغمضت عينيها مستسلمة، وشعرت بلطف وهدوء في قبلة جون. ابتعدت عنه واختبأت في حضنه، حيث طوقها بذراعيه بحنان. لاحظت نبضات قلبه المتسارعة والمختلفة عن المعتاد.
ساندي بحب وهي تلف ذراعيها حول خصره: "جون."
جون: "أممم؟"
ساندي بعفوية: "لماذا يدق قلبك هكذا؟"
صمت جون ولم يجيب. لم تكن تعلم أنه يشعر بالقلق، فقد اقترب موعد تحقيق حلمه المخيف. في أي لحظة، قد يأتون ويأخذونها منه، وينتهي كل شيء.
ابتعدت عنه وسألته بقلق:
ساندي: "ما بك يا جون؟ هل أنت بخير؟"
جون بهدوء: "أنا بخير."
ساندي بشك: "هل أنت متأكد؟"
جون: "نعم، هيا لنعد إلى المنزل."
أمسك بيديها وعاد بها إلى المنزل. في الطريق، رأيا معاذ يخرج من بيته.
معاذ: "كيف حالك يا ساندي؟"
أدخل جون ساندي إلى المنزل ونظر إلى معاذ بضجر، ثم أغلق الباب.
ساندي باستغراب وهي تضحك: "ما هذا؟ أحدهم يدخل بهذه الطريقة؟ كدت أن تموتني أنا وطفلك!"
جون بغضب: "إذن كيف يدخل الناس؟"
ساندي بمرح: "يدخلون هكذا، بالدفع."
جون: "هل أعجبكِ ذلك أم لا؟"
ساندي وهي تمسك ذراعه: "أعجبني."
دخلت إلى الداخل وهي تضحك عليه.
جون بجدية: "هيا اصعدي ونامي."
ساندي متذمرة: "لا، دعنا نشاهد المسرحية معًا."
جون: "لا."
ساندي بتذمر طفولي: "بلييييز، من أجلي."
جون: "قلت لا."
أمسكت بذراعه وتوسلت:
ساندي: "من أجلي، بلييييز."
نظر جون إلى وجهها وهي تنظر له ببراءة:
جون: "حسنًا."
ساندي بسعادة: "ييييييييييييييييييييييييييه! سأحضر الفشار."
جون مستغرباً: "ولماذا الفشار؟"
ساندي مبتسمة وهي تضع يديها على بطنها: "لأن الطفل يريد أن يأكل فشار."
نظر جون إلى بطنها بسعادة وهي تبتسم له.
فكر جون مع نفسه: "أعدك أنني سأفعل المستحيل لكي تعيشوا، حتى لو كلفني ذلك حياتي."
وضع قبلة على جبينها بحنان. ركضت ساندي للأعلى بسعادة، بينما دخل جون ليحضر لها الفشار. سمع صوتها وهي تنادي عليه:
ساندي: "جون!"
نظر إليها ليراها ترتدي بيجامتها الحريرية، وشعرها مسدول على ظهرها بحرية. دق قلبه بقوة وهو يتأملها، إذ كانت تبدو فاتنة في بساطتها. جلست على الأريكة، وجاء ليجلس بجانبها ووضع الفشار على الطاولة. ابتسمت له وهي تبعد شعرها عن ظهرها، ثم وضعت رأسها على ساقيه بسعادة.
ساندي بابتسامة طفولية: "أطعموني."
جون مبتسماً: "حاضر."
بدأ يطعمها بيديه، بينما كانت تغير القنوات. شعرت بيديه على بطنها، فنظرت إليه.
جون: "في أي شهر أنتِ الآن؟"
ساندي: "ربما بداية الشهر الرابع."
تلعثم جون قليلاً وقال لها بارتباك:
جون: "بما أننا نعيش في القرية ووسط الناس، يجب أن نتزوج."
نظرت ساندي إليه بدهشة:
ساندي: "ماذا قلت؟"
أمسك جون بيديها، ومسح على شعرها بحنان:
جون بحب: "هل تتزوجينني؟"
جلست ساندي معتدلة بدهشة، وابتسم لها جون وهو ينام على ساقيها. أخذت تلاعب خصلات شعره وتبتسم.
جون: "ساندي؟"
ساندي: "أمممم؟"
جون: "هل تتزوجينني؟"
قبل أن تتمكن من الرد، تفاجأت بكسر باب المنزل. جلس جون بسرعة ليجد لارا ومعها مجموعة من مصاصي الدماء يدخلون البيت. أمسك بيدي ساندي بقوة وهي تنظر بصدمة.
لارا بغضب: "يبدو أننا جئنا في وقت غير مناسب... أمسكوا بهما!"
اقترب أحد الرجال من جون ودفعه بقوة، مما جعل ساندي تصرخ بخوف شديد وهي تقف خلفه.
لارا: "من مصلحتكما ألا تقاوما."
اقترب بعضهم للإمساك بجون، لكنه توقف فجأة عندما رأى لارا تضع سكينًا على بطن ساندي.
لارا بتهديد: "حركة واحدة أخرى وسأجعلك تتمنى لو أنها لم تولد أبدًا، هي وطفلكما."
توقف جون عن المقاومة بصدمة، وجاء أحد الرجال من خلفه وضربه على عنقه بحقنة مخدرة. سقط جون على الأرض وهو ينظر إلى ساندي تبكي.
ساندي ببكاء وخوف: "جون!"
نظرت إلى جون وهو يغلق عينيه بغضب. بدأت أنيابه تظهر، وأظافره تطول كالمخالب، وبشرته شحب لونها، ليبدأ في التحول. كان يعلم أنه لن يستطيع إنقاذها إلا إذا تحول. نهض بسرعة وركض ليراهم يضعون ساندي في المركب، بينما كان معاذ يمسك حبل المركب.
أغمض جون عينيه وقفز عابرًا النهر بقفزات عالية، ثم ركض بين الأشجار وهو غاضب يقتل كل من يعترض طريقه. وصل إلى الجسر، حيث رأى ساندي واقفة أمام البوابة، محاطة بمصاصي الدماء، وهي تبكي.
ساندي ببكاء: "جون!"
ظهر جون أمامها بسرعة البرق، قتل من كان يمسك بها، وأسرع بقتل لارا. حمل ساندي بين ذراعيه وركض بها بعيدًا دون أن ينطق بكلمة.
ساندي بتعب: "جون..."
لكن فجأة، أطلقت صرخة قوية، فتوقف جون ونظر إليها. كانت تنزف من كتفها، نظرت له بتعب، وعندما أمعن النظر، رأى سهمًا مغروسًا في جسدها. التفت نحو البوابة، فرأى الملكة تقف هناك، وهي تمسك القوس، وتضع سهمًا آخر في مكانه.
شعر جون بثقل في يديه عندما رأى ساندي تسقط من فوق الجسر. أمسك بيديها بقوة، وبدأت تتوسل إليه.
ساندي ببكاء: "جون... هل رأيت الحلم؟"
أومأ لها برأسه بالإيجاب، وهي تمسك بيديه بقوة أكبر.
جون بصدمة: "ساندي، لا!"
لكنها تركت يديه وسقطت نحو النهر.
جون وهو يصرخ: "ساااااااااااااااارة!"
سمع صوت الصقر الحزين، وعلم أن حلمه تحقق بالفعل. جاء الحراس ليأخذوه إلى الملكة.
جلست جون في زنزانة مظلمة، مقيدًا دون أي مقاومة. استسلم لحزنه وألمه على فراق ساندي. بينما كان جالسًا، سمع صوت الصقر، لكنه لم ينظر إليه. شعر بحجر صغير يسقط على رأسه، فرفع رأسه بنفاد صبر. كان الصقر يقف على النافذة الحديدية، ويمسك في قدمه منديلًا.
سقط المنديل من قدم الصقر، فاعتقد جون أن الصقر غاضب لأن منديله سقط. لكنه أدرك شيئًا غريبًا، إذ رفض الصقر أخذ المنديل مرة أخرى.
أمسك جون المنديل، وشم رائحته. كانت رائحة ساندي، وشعر بصدمة شديدة عندما رأى ما كتب عليه:
"جون، لماذا تأخرت؟ أنا خائفة وأنتظرك لوحدي... الصقر سيوصلك لي... حبيبتك، ساندي."
ذهل جون مما قرأه، فقد كان هذا خطها ورائحتها. نظر إلى الصقر الذي كان ينتظره.
أغمض جون عينيه بغضب، وبدأ في التحول مجددًا. فك قيوده بقوة، ثم كسر النافذة الحديدية، وركض مع الصقر بسرعة كبيرة.
عندما خرج من أرض مصاصي الدماء، رأى فرسًا أسود يقف مربوطًا إلى شجرة، وكان الصقر يقف على ظهره، ممسكًا بمنديل آخر:
"جون، اركب الحصان، فهو يعرف الطريق جيدًا... ساندي."
ركب جون على ظهر الفرس، وانطلق بسرعة عبر الغابات والجبال، بينما كان الصقر يقف على ظهره ويرشده. أثناء الرحلة، أخبره الصقر كيف أنقذ ساندي من الموت. عندما سقطت في النهر، جاء الدولفين الخاص بها، وحملها على ظهره بعيدًا عن أرض مصاصي الدماء. رافقهم الصقر وأخذها إلى الشاطئ، حيث كان الفرس ينتظر ليأخذها إلى منزل السيدة العجوز التي ساعدت جون في الماضي. كانت الجزيرة معزولة تمامًا، ولم يكن أحد يعرف موقعها.
ظل جون يركض لمدة عشرة أيام، متلهفًا لرؤية ساندي مجددًا. عندما وصل أخيرًا، نزل من على الفرس، ورأى السيدة العجوز تجمع التفاح من الأشجار.
ابتسمت له السيدة وأشارت إلى جهة معينة. التفت جون ورأى ساندي تقف هناك، مبتسمة.
ساندي بابتسامة: "جون!"
ركض جون نحوها بسعادة واحتضنها بشدة، ثم قبلها بقوة.
بينما كان يقبلها، شعر بشيء يضربه في قدمه. نظر إلى الأسفل، فرأى طفلًا صغيرًا يضربه بغضب.
جاك: "ابتعد عن أمي!"
نظر جون إلى ساندي بدهشة، فأشارت له بأن نعم. جلس على ركبتيه لينظر إلى الطفل.
جاك بدهشة: "أمي!"
أمسك جاك وجه جون بضجر، لكن ساندي أسرعت لتقول:
ساندي: "جاك، عيب!"
دفعه جاك بغضب، واختبأ خلف أمه. كان الطفل قد اكتشف أن جون هو والده، لأنه كان نصف بشري ونصف مصاص دماء، ولديه القدرة على قراءة الأفكار.
ساندي ضاحكة: "هههه، ابنك يضربك!"
جون بغضب مازح: "إنه يضربني لأنه عرف أنني والده، لذلك اختبأ."
جون: "هل هو...؟"
ساندي: "نعم."
ضحك جون بقوة، بينما كانت ساندي تنظر إلى طفلها بسعادة.
جاك من خلف ساندي: "بابي!"
ابتسم جون وفتح ذراعيه له، فركض جاك نحو والده وعانقه. حمل جون الطفل على ظهره، ووقف بسعادة.
جون مازحاً: "اغمض عينيك أيها الولد."
جاك: "ماذا ستفعل؟"
جون: "إذا سمعت الكلام، سأعلمك كيف تطير."
جاك بحماس: "أوووووكي!"
أغمض جاك عينيه، فوضع جون قبلة على شفتي ساندي بحنان. ابتسمت له بسعادة، وابتعدت عنه.
جاك متحمس: "أفتح عيني؟"
جون وهو يضع يديه حول كتف ساندي: "نعم، افتح."
ثم بدأ يمشي معهم بسعادة.
النهاية.