أتعلم عن قصص الروايات؟كأن يكون البطل هو الشخص الأوسم في المدرسة ويكون محط الأنظار دوماً ولديه المال والذكاء ليكون الأول على مدرسته كل سنة ،وياللصدفة لديه حلمٌ أيضاً يسعى لتحقيقه ويكون قريباً جداً من ذلك ثم ..بوووم!! تحدث مصيبة بحياته حيث أن والده أو والدته سوف يموت أحدهما بحادث مروع وبتلك الفترة هو سيفقد موهبته لتحقيق حلمه ..
واحزر ماذا !! ستظهر تلك البطلة الجميلة المثالية التي تكون حبه الأول والوحيد وهي الشخص الذي يحاول الوصول إليها وبالرغم من مميزاته الكثيرة هي سترفضه كثيراً ..ثم ستبدأ بمساعدته لتخطي مشاكله وبووم!! مجدداً ...هي ستقع بحبه ويقع بحبها جميع من حولها..ومن ثم هي تختاره ويتزوجان وتصبح حياتهم سعيدة
سيناريو رائع صحيح؟! ولكن حسناً دعوني أخبركم ..حياتي لم تكن بهذه الروعة يوماً ،أنا اسمي روميو،أجل اسم سخيف لا داعي لإخباري بذلك عمري 17 سنة و والدي و والدتي على قيد الحياة ،لدي أخوة أكبر وأصغر مني ،اثنان أكبر مني وإثنان توأم أصغر مني
والدي السيد لويس:كاتب ليس شهير أبداً يحاول الوصول للعالمية بكتاباته التي جميع أبطالها هم روميو وجولييت ..أجل لهذا السبب اسمي روميو بسبب هوس والدي بقصتهم
والدتي ماريا:المعجبة المهووسة بوالدي ..تطلقا العام الماضي ولكن عادا لبعضهم البعض مجدداً..لماذا؟ لم يكن السبب كبيراً ،فقط والدي عندما أراد أن يكتب مشهد الانفصال لم يأته الشعور المناسب لذا قرر تجربته و والدتي وافقت قائلة "أي شيء يجعلك تكتب وتبدع سأفعله ..حتى لو كنت تريد مني أن أتجرع السم مثل جولييت لفعلت" والدتي تعمل كممثلة...ليست شهيرة أيضاً قد تحصل على دور أو إثنين بفيلم أو مسلسل ..أحياناً تكون محظوظة ويعطونها دوراً تستطيع التحدث به
أخي شكسبير:هو الأخ الأكبر عمره 24 سنة ،يدرس بكلية الهندسة وهذه سنة التخرج له ،حاول مراراً الإنتحار بسبب إسمه الذي اختاره له والدي...ولكن جميع انتحاراته بائت بالفشل ..ببساطة لأنه كان جباناً جداً ليقوم بقتل نفسه
أختي أجاثا :عمرها 22 عاماً تدرس بكلية الطب ،وأجل هي الأخرى لم تحب اسمها يوماً لذا وفوراً عندما بلغت الثامنة عشر هي غيرت اسمها لـ كاميليا ،ولكننا لانزال ندعوها بأجاثا
أنا روميو:عمري سبعة عشر سنة...وبالرغم من أنه لدي أخ أكبر مني إلا أن والدي يستمر بالبحث لي عن جولييت حتى يستطيع إنهاء كتابه ،ولكن أنا اعتذر منكَ والدي فأنا لن أتزوج بفتاة اسمها جولييت ولو على جثتي ،وعندما ابلغ الثامنة عشر من عمري قطعياً سأقوم بتغيير اسمي لـ جاستن وتعلم ماذا!! سأتزوج بفتاة اسمها سيلينا ...
أخي الصغير ويليام:عمره 15 سنة..وكان محظوظاً جداً كون والدي قام بتسميته بالاسم الاول للكاتب (ويليام شكسبير)
أختي الصغيرة كريستي:توأم ويليام هي الأخرى محظوظة جداً لتسمية والدي لها بالاسم الثاني للكاتبة (أجاثا كريستي)
اليوم هو يومي الأول لسنتي الأخيرة بالثانوية،وأجل احزروا ماذا!! عيد ميلادي الثامن عشر بعد شهرين فقط..شهرين وسأتخلص من بؤسي وعذابي المسمى بروميو وجولييت،اللعنة أنا حتى لم أقم بقراءة قصتهم لشدة كرهي لإسمي،الذي لطالما جعل مني أضحوكة
دخلتُ الى المدرسة التي لا أملك بها سوى صديقٌ واحد،أجل لستُ بطل القصص والروايات الذي يملك الكثير والكثير من الأصدقاء والمعجبات..لم أتلقى رسالة إعجاب من أحد يوماً،فقط مرة واحدة عندما كنتُ صغيراً بعمر الخمس سنوات وكانت بيوم كذبة إبريل ..لذا أجل هذه هي حياتي
دخلتُ لأتوجه بدون تفكير وأجلس بجانب صديقي جاستن ..وأجل أنا أشعر بغيرةٍ كبيرة من اسمه الذي لطالما حلمتُ بالحصول عليه
-كيف حالك جاستن؟!
سألته وأنا أضع حقيبتي بدرج مقعدي ليخلع سماعاته ويبتسم لي
-بخير روميو..كيف حالك أنت؟ هل وجدتَ جولييت أم أن الحظ لم يحالفك بعد؟
قلبت عيني عليه لأجيبه بإنزعاج
-هاها مضحكٌ جداً
قاطع جدالنا دخول الاستاذ الذي ترافقه فتاة ..وكيف علي أن أصفها إنها فقط..آيةٌ من الجمال بشعرها الذي يصل لمنتصف ظهرها وعينيها الواسعتين وبشرتها الشاحبة
قاطع تأملي لها ..بصراحة لم أكن الوحيد الذي يتأملها بل جميع الفصل فُتن بها ،طرق الاستاذ بعصاه على الطاولة جعلنا جميعنا نوجه اهتمامنا له ليتحدث بنبرته الغليظة
-إذاً وكما أرى لا أحد جديد بفصل المشاغبين...فقط هذه الفتاة هي الطالبة الجديدة بهذه المدرسة عاملوها بشكلٍ لطيف حسناً!!..
أجبناه بنعم ليلتفت المعلم لها ويأمرها بأن تعرف عن نفسها..ولا أعلم إن كان ذلك بسبب إنبهاري بها ولكنني شعرت بأنها نظرت الي وابتسمت لثوانٍ قبل أن تبدأ بالتعريف عن نفسها
-مرحباً جميعاً..أنـا الطالبة الجديدة عمري 17 عاماً واسمي هو ..جولييت!!
ماذا!!!وشعرت بأنني أريد صفع وجهي بالمراحض لمئات المرات
وفجأة جميع الطلاب أصبح نظرهم موجهاً نحوي لينفجروا ضاحكين ...وجميع إنبهاري اللعين بها تحول لكره عميق تجاهها
حتى الأستاذ اللعين لم يستطع إخفاء إبتسامته الساخرة من هذا الوضع ولكنه تحمحم ليضرب بعصاه طاولته مجدداً ليحاول الطلاب كتم ضحكاتهم خوفاً من الأستاذ
-إذاً جولييت إذهبي واجلسي بذلك المقعد..بجانب جاستن،جاستن ارفع يدك!!
رفع جاستن يده ولكن وبسرعة البرق حمل أغراضه وانتقل للمقعد الذي بجانبه معطياً مقعده الذي بجانبي لها!! اللعنة!! لماذا يفعل ذلك صديق بصديقه المقرب!! أوه!!ربما لأنه صديق مقرب!!
أتت اللعينة لتجلس بجانبي بابتسامتها الخبيثة تلك..ربما لم تكن ابتسامة خبيثة ولكن لكرهي لها بدت كذلك
ألقت علي التحية وهي تمتمت بشيءٍ كـ لنصبح أصدقاءاً جيدين ..لايهمني ما اللعنة التي تحدثت بها لذا كشرت بوجهها لأخفض رأسي وأعبث بقلمي بغضب فجميع الفصل أصبح يتهامس ويلقي السخريات عني وعنها وحرفياً أريد الموت بهذه اللحظة أو القيام بخنقها
طرق المعلم مجدداً بعصاه على اللوح ليجذب انتباه الفصل له ولأول مرة أكون شاكراً لصوت تلك العصا التي أصمتت تراهات الطلاب وسخريتهم منا
انتهى الدرس والدرس الذي بعده بسرعة كبيرة على عكس كل مرة ...والآن هو وقت تناول الغداء،وضعت كتبي سريعاً بداخل حقيبتي أريد الخروج قبل الخوض بأي محادثة مع اللعنة التي بجانبي ولكن ولسوء الحظ هي تكلمت بابتسامة خبيثة "لطيفة"قبل أن أنتهي من ذلك
-كيف حالك؟..اسمي جولييت وأنت؟!
تجاهلتها مجدداً لأزفر بإنزعاج وأكمل توضيب أغراضي بدون الالتفات لها ولاحظت تعابيرها المستغربة من تصرفي ولكن لم ألقي لها أي لعنة اهتمام
وجاستن اللعين تدخل مجدداً وهو يبتسم باتساع لها
-أنتِ لن تصدقي ولكن اسمه هو ..روميو!!
وأنا فكرت بداخل عقلي ..والآن أيتها الحمقاء عليكي تركي وشأني بعدما علمتي اسمي لذا عليكي تجاهلي كما أفعل تماماً
توسعت عينيها بخفة ولكن لحظة!! ما اللعنة هي ...ابتسمت!!!
استقمت متجاهلاً إياها هي وصديقي الغبي لأسرع لخارج الفصل ولكن وقبل أن أخطو الى الخارج شعرت بشخصٍ يمسكني من ذراعي لألتفت وأنا مقطب لحاجبي وزاد تقطيبي لهما عندما رأيت الفاعل ولم يكن سوى الحمقاء الجديدة وهي تبتسم بخباثة "بعذوبة"
-لنصبح أحباء!!
جعدت حاجبي أكثر وعيني توسعت على غباء ماسمعت لأهسهس
-ما اللعنة!!