الفصل العاشر

روميو يقف الآن على عتبة منزل جولييت متردداً بقرع الجرس،ليس متردداً كأول يوم لأنه لايطيقها بل هذه المرة هو متردد لأنه يحمل مشاعر حبٍ تجاهها...وروميو يقسم أنه بإمكانه الآن رؤية القدر وهو يسخر منه


تنهد روميو ليقرع الجرس أخيراً ويعتدل بوقفته ويعدل طريقة حمله لجيتاره الذي أحضره من أجل الأغنية التي لم تتم ولادتها الى الآن
فُتح الباب أخيراً لتظهر جولييت المبتسمة كما العادة ،وهذه المرة روميو لن يكذب ويطلق على ابتسامتها لقب الغبية
-أوه..أهلاً روميو

ضحك روميو بخفة هي تستقبله ذات الإستقبال من أربعة أيام لتجعد جولييت حاجبيها بخفة وتبتسم بارتباك
-لماذا تقهقه؟ هل يوجد شيءٌ ما على وجهي؟هل أبدو غريبة !!

كان روميو سيجيبها بلا يوجد على وجهك سوى الجمال ولا تبدين سوى بغاية اللطافة ولكنه ابتلع جميع غزله الدبق ليحمر عنقه بخفة على أفكاره
-كلا ..فقط متحمس لتأليف الأغنية


-أوه..

كل مانطقت به جولييت لتفسح له المجال بالدخول ويتبعها وكالعادة جلس على تلك الأريكة والى جواره جولييت
ابتسمت جولييت عندما أخرج دفتر الموسيقى
-إذاً ماموضوع الأغنية؟

نظر لها روميو ليبادلها الابتسامة


-ليـ...

وقبل أن يتكلم قاطعته جولييت وهي تتحدث بسرعة

-ليكن موضوعاً غير الحب أنا أتفهمك بالكامل..أعني ..أنتَ لن تستطيع كتابة شيءٍ لاتتفق معه ولاتصدق به لـذا دعـ...

نظر لها روميو بصدمة بسبب سرعتها بالكلام وتسائل هل هي تتنفس حتى.. ليصرخ بها

-الهي توقفي!!

رمشت جولييت عدة مرات مستغربة انفعاله المفاجئ ليردف روميو
-ليكن عن الحب..أعني،أنا أريد أن أكتب أغنية عن هذا الموضوع

واحمرار عنق روميو فضح خجله كالعادة لتبتسم جولييت بخبث
-أووه..يبدو أنه هنالك تطورات بينك وبين فيوليت

وهنا جاء دور بطلنا ليرمش بعدم استيعاب
-ومن أين تعلمين عن إعجابي بفيوليت؟


شخرت جولييت بسخرية ولربما ربما!!تخلخلت نبرة الغيرة صوتها
-أولاً جاستن أخبرني..ثانياً ذلك واضحٌ كاللعنة

روميو توسعت عينيه بخفة هل هي تغار أم أنه يتوهم منذ أنه أدرك أنه يحبها؟!..ولكن لحظة جولييت تعتقد أنه معجبٌ بفيوليت وهذا سيء لذا بسرعة نطق
-لست كلا..أنا..هي ..معجب

هو جمع جملة بديعة بعقله ليقولها ولكنها تبخرت وكل مانطق به كان تلك الجملة الغير مفهومة لتنظر له جولييت بسخط
-ماذا هل ذكرها لوحده يجعلك ترتبك لهذه الدرجة،لدرجة أن لاتستطيع ترتيب جملة واحدة..أنتَ حقاً يائس تعيس

تنهد روميو..هو حقاً يائسٌ تعيس،قرر الصمت وعدم التبرير لجولييت أكثر إذا برر ماذا سيقول ،أوه جولييت أنا لستُ معجباً بفيوليت بعد الآن أنا أحببتك بعد ثلاثة أيام فقط من معرفتك..آآه ذلك يبدو فقط بطريقةٍ ما ..مُذل

-فقط دعينا نبدأ بتأليف الأغنية

رمقته جولييت بنظرة ساخطة لآخر مرة قبل أن تحمل دفترها هي الأخرى
-حسناً..لتبدأ العزف لنحاول الحصول على نغمة جميلة وعلى هذا الأساس سنبدأ بتأليف الكلمات

أومأ لها روميو ليخرج جيتاره من حقيبته المخصصة ليضرب بأصابعه على أوتاره قليلاً يجهز نفسه ليبدأ بعزف المقطوعة التي ألفها بالأمس قبل أن ينام وهو يفكر بالفتاة التي بجانبه الآن

صدر اللحن الهادئ ليجعل الأجواء هادئة وتجعل صديقتنا تنظر للعازف مغمض العينين بذهول ..وكل مافكرت به ،لاينقصني أن أقع بحبك أكثر من هذا روميو..الرحمة!!ولكن بعدما اندمجت باللحن الهادئ أغمضت عينيها هي الأخرى لتتمايل برأسها بخفة مندمجة مع اللحن وكلماتٌ ظهرت بعقلها لذا سارعت بإمساك دفترها لتبدأ كتابة تلك الكلمات التي ظهرت بعقلها..
فتح روميو عينيه عندما أوشك على الانتهاء ليرى بأن جولييت منغمسة بكتابة الكلمات ليبتسم بخفة مقرراً عدم التوقف وإعادة عزف المقطوعة حتى لايقاطع إندماج المؤلفة اللطيف بكتابة الكلمات

بقيا على هذه الحال روميو يصل لآخر المقطوعة ولكنه يرى جولييت التي تقوم بالخربشة وإعادة الكتابة بإندماج تام لذا يقوم بإعادة عزف المقطوعة وإضافة نغماتٍ لها وهو لا يمانع ،هو مستمتعٌ جداً بالجلوس الى جانبها بدون فعل أو قول أي شيء عدا العزف..هو وجد هذا رومنسياً لذا احمرت عنقه... مجدداً!!

بعد أكثر نصف ساعة على هذه الحال تنهدت جولييت بابتسامة لترفع الورقة بوجه روميو ليجعد حاجبيه
-ماذا!!

وجولييت نطقت وهي لاتزال تبتسم بسعادة
-إقرأها


نفى روميو برأسه لتجعد جولييت حاجبيها ويردف هو
-قومي بغنائها لنرى إن كانت تتناسب مع اللحن

نظرت له جولييت بعدم تصديق ولكن احمرار وجنتيها فضح خجلها من الغناء
-ماذا!..

تجاهل روميو ذلك الإحمرار ليجعد حاجبيه بتزييف
-ماذا ماذا!! أريد أن أرى إن كنت تمتلكين صوتاً يتناسب مع عزفي المحترف..إن لم يكن صوتك مقبولاً فأنا سأبحث عن شريكٍ غيرك

نظرت له جولييت بسخط
-وكأن هنالك من سيقبل أن يكون شريكك

ابتسم روميو بجانبية

-حسناً فيوليت لاتمتلك شريكاً وهي بحاجة لواحد ..لذا لا أظنها ستقوم برفضي

وروميو لسببٍ ما تقصد أن يشعل الغيرة بقلب جولييت..هو لثوانٍ ظن بأن جولييت ستقوم بتمزيق الورقة وتركله لخارج منزلها ولكنه صدم من همسها المنزعج ..أو الخجل!!
-اعزف!!

رمش روميو باستغراب

-ماذا؟!

صرخت جولييت بنفاذ صبر
-واللعنة قلت اعزف أيها اللعين

ليبتسم روميو بخفة عندما تأكد من ظنونه ..جولييت تغار عليه!!

-1 2 3 ..

همس روميو بذلك وهو يضرب أوتاره بعشوائية ليستقر بالنهاية ويبدأ بعزف المقطوعة القصيرة التي ألفها ،ماهي إلا ثواني حتى تخلل ذلك العزف الهادئ صوتٌ ملائكي يشابهه الهدوء والنعومة..تجمدت أطراف روميو لثوانٍ إثر ذلك الصوت ولكن سرعان ماتدارك نفسه وأكمل العزف

-وجدتُ حباً لي..
أعدك أن لاتشعر بالوحدة طالما أنا هنا..
سأغرقك بمشاعرَ لطيفة لم تشعر بها من قبل..
إنني غارقٌ بعيونك السوداء..
أغمضت جولييت عينيها برقة وهي تغني

-أرقص هناك بخطواتٍ مترنحة ..
أتفحص كل إنشٍ بالمكان..
أتأكد بأن لا أحد يملأ قلبك عداي..
كيف يمكنني شرح ما أشعر به حتى..
عندما تكون أنت جميلٌ بهذا الشكل..أووه~
لاداعي للشرح..
أنا فقط واقعٌ بالحب معك..
وهذا ماتحتاج لمعرفته..أووه~أوووه~

<<تجاهلوا التأليف المعوق هههه<<

فتحت جولييت عينيها أخيراً ليضرب روميو عدة ضربات خفيفة على جيتاره منهياً عزفه بذلك
-واو!!

كل مانطق به روميو بأعين متوسعة بخفة ..ليكمل
-أظن بأنني لن أغير شريكتي

وحسناً ذلك المديح الغير مباشر صدمها وأخجلها بذات الوقت لذا بسرعة تداركت الوضع و رمت شعرها بيدها لخلف ظهرها تتظاهر بالغرور بينما وجنتيها احمرتا أضعاف ماكانت عليه عندما كانت تغني
-تشه!!لن تجد شخصاً بمهارتي

وروميو فقط ابتسم على ذلك ليردف
-لنعدل على اللحن قليلاً فيما بعد ولنضف المزيد من الكلمات لتكتمل الأغنية..الآن علينا أن ندرس

تنهدت جولييت بيأس لتستريح بظهرها على الأريكة ..هي حرفياً رمت به على الأريكة وروميو عقد حاجبيه على ذلك
-أرجوك ارحمني..الدراسة مجدداً!!


-هل ظهرك بخير؟

أومأت جولييت بدون تفكير
-أجل..لماذا؟


والبراكين صعدت لرأس روميو

-ما اللعنة!! إذاً لماذا لاتذهبين الى المدرسة!!

توسعت عينا جولييت بخفة عندما تذكرت سبب غيابها عن المدرسة لأربعة أيام
لتقهقه بتوتر
-اوه هيا بربك غداً هو آخر يوم وبعدها تبدأ عطلة الاسبوع لاتكن لئيماً

ضيق روميو عينيه مجدداً
-منذُ متى ظهرك أصبح على مايرام؟

ابتسمت جولييت بتوتر مظهرة جميع أسنانها لتظهر له اصبع واحد دلالة على يوم واحد ولكن روميو لم يقتنع لذا ضيق عينيه أكثر لتضيف اصبعاً آخراً ومجدداً هو لم يقتنع لذا هي تنهدت و أضافت اصبعاً ثالثاً وهو توسعت عينيه ليردف
-ما اللعنة!!

تنهدت جولييت بيأس بعد أن تم كشفها
-حسناً حسناً لقد كذبت بأمر ظهري،الممرضة ظنت بأنني سآخذ وقتاً ليشفى ظهري،ولكن لنكن واقعيين لستَ بتلك القوة وسقطة من على اربعة درجات لن تسبب لي انزلاق فقرات..لقد شفيت بسرعة واستغليت الأمر أنا أعترف

وفك روميو سقط ليردف بعدم تصديق
-أنتِ حقاً امرأة بدون أي كبرياء..لقد تخاصمنا ومع ذلك لم تخبرينني بذلك وجعلتني أشعر بالذنب وآتي لمنزلك بينما كان بإمكانك الذهاب للمدرسة

تنهدت جولييت مجدداً
-لم تكن لتُصلح الأمور بيننا ولم أكن لأمتلك الفرصة لأشرح لك لو أنك توقفت عن المجيء لمنزلي وتجاهلتني بالمدرسة..وأيضاً أنا فتاة بالسابعة عشر من عمري لست امرأة كما تعلم

هز روميو رأسه بيأس
-أنتِ حقاً لاتصدقين

أمسكت جولييت بكتاب الرياضيات بمحاولة تشتيت روميو
-هيا هيا لنبدأ بالدراسة ودعنا لانضيع المزيد من الوقت

تنهد روميو ليمسك بالقلم ويبدأ الشرح للماكرة بجانبه كما أسماها


سر..؟ أوه إنه بالطبع موجود،الأسرار مهيمنة على عالمنا
ولكن..لاوجود لشيءٍ مسمى بالأبدي..لا شيء يدوم للأبد وبالأخص الأسرار ،مصيرها دوماً أن تنكشف وبإنكشافها تنكشف الكثير من الحقائق والمشاعر المخبئة..


كان روميو يجلس كما العادة بعد إنتهاء المدرسة مع فيوليت بالمكتبة وهي تشرح له الدروس ولكن هذه المرة هنالك شيءٌ غريب بفيوليت..ترتكب الأخطاء بالشرح وتعيد المحاولة ثم تعاود الفشل..وذلك لم يحصل أبداً بالأيام السابقة
شعر روميو بالذنب وهو ينظر ليدها المرتجفة ونبرة صوتها الغير مستقرة ..هل أثقل عليها كثيراً لأنها حرفياً تقوم بالشرح له منذ أربعة أيام مضت لذا قرر التحدث أخيراً
تحدث روميو بهدوء وهو يمد يده ناوياً سحب القلم من بين الأيدي المرتجفة تلك
-فيوليت هذا يكفي..إذا كنتي لاتشعرين بأنك على مايرام لابأس بإمكانك الشرح لي فيما بعد

-ولكن أنا..

هز روميو رأسه بخفة مقاطعاً إياها
-لقد أخبرتك لا بأس..

نظرت له فيوليت ببؤبؤين مهتزان ليكمل روميو وهو يتكتف وينظر لها بابتسامة حنونة
-أخبريني ما الأمر؟هل هنالك مايزعجك؟

حولت فيوليت نظرها ليديها الموضوعة على الطاولة
-روميو في الحقيقة..ما أريد قوله

مد روميو يده ليضعها على معصم فيوليت
-أخبريني فيوليت..أنا جيدٌ بالاستماع لمشاكل الآخرين

نظرت له فيوليت ترددت بالكلام ولكنها رمت بجملتها تلك بوجه روميو وكان الإنفعال واضح من نبرة صوتها
-أنت مشكلتي روميو!!

رمش روميو عدة مرات غير مستوعب ولكن سرعان ماتحولت ملامحه للشعور بالذنب
-كنت أعلم..شرحك لي يزعجك ويتعبك ويأخذ الكثير من الوقت أنا حقـاً أعـ..

طوال كلام روميو كانت فيوليت تهز رأسها بالنفي لتصرخ وتقاطعه عندما لم تعد تحتمل مايتفوه به هذا المختل
-روميو أنا أحبــك!!!

وفك روميو حرفياً سقط وهو ينظر لفيوليت بأعين مفتوحة على مصراعيها..لينطق بارتباك
-ما..مـاذا!!

انهمرت دموع فيوليت أخيراً لتنزل رأسها غير قادرة على النظر بوجه المنصدم
-أنا أحبك..أنا حقاً أفعل وأريد البقاء بجانبك الى الأبد..أنا..

وشهقاتها هي من قاطعتها هذه المرة عن الكلام وروميو كل ماكان يدور بعقله لماذا القدر يلعب بقذارة معه بهذا الشكل؟هذا متأخرٌ جداً فيوليت،حقاً متأخر مشاعري الآن ملكٌ لشخصٍ آخر أنا..وقبل أن يغرق روميو بدوامة الدراما الخاصة به أكثر نطقت فيوليت التي نظرت له والألم مكتسح لتعابيرها
-ولكن أحبك كصديق روميو

وللمرة الثانية سقط فكه لينطق
-حسناً إذا كنتي تحبينني كصديق لماذا تبكين بهذا الشكل؟

ازداد بكاء فيوليت بصوت أعلى وروميو أحس بالرعب يأكله هل قال شيئاً خاطئاً هل جرح مشاعرها؟
ومرة أخرى قاطعت فيوليت الدراما الخاصة به
-أنا أبكي لأنني جرحتُ مشاعرك..أنا حقاً حقاً حقاً أعتذر

جعد روميو حاجبيه ليشير على نفسه
-أنا! جرحتي مشاعري.؟كلا لم تفعلي

توقفت فيوليت عن البكاء وهي مستغربة لتجعد حاجبيها
-كيف لم أفعل؟ ألستَ تكن المشاعر لي؟ ..

توسعت عينا روميو للمرة الثالثة
-ماذا!!من أخبركِ بهذا؟..أعني أنا حقاً كنتُ معجباً بكِ في الماضي ولكن الآن لا أنظر لكِ سوى على أنكِ صديقة

تنهد ليكمل بابتسامة للمستغربة أمامه
-أنا حقاً أعتبركِ صديقتي فقط..ومظلتي السحرية التي ستحميني من يومٍ ماطر كئيب..هذا ما أشعر به تجاهك فيوليت بكل صدق


ابتسمت فيوليت لتتنهد براحة لتضع فكها على الطاولة
-هذا حقاً مريح..ظننتُ بأنني سأخسر صداقتي معك بسبب ذلك،وهذا جعلني لا أنام ليلة أمس بطولها..لقد شعرتُ بشعورٍ فظيع حقاً وأنا أفكر بكيف أرفضك ولكن أبقيك صديقاً لي

ضحك روميو بسخرية


-وأفضل طريقة لرفضي كانت هي البكاء بصوتٍ عالي

ضحكت فيوليت بخفة وهي ترفع رأسها عن الطاولة
-حسناً أردتُ أن أبدو قبيحة حتى تتوقف عن الإعجاب بي

توسعت عينا روميو قبل أن يبدأ بضرب الطاولة المسكينة وهو يضحك
-حقاً!!!آآه إلهي

هو كان يضحك من أعماق قلبه..لأنه حقاً كان سعيد،ماذا لو كان الى الآن يحمل مشاعراً تجاه فيوليت وسمع كلامها هذا!!هو بالتأكيد سيبقى طريح فراشه بسبب الإكتئاب لأشهر لعينة
ولكن روميو أخيراً شعر بالغرابة
-ولكن من أخبركِ بذلك؟


وفيوليت تذكرت الحادثة الغريبة التي جرت معها لتجعد حاجبيها وتنظر لروميو
-بالحديث عن ذلك..رقمٌ غريب أرسل لي رسالة يخبرني بها أنك معجبٌ بي والكثير من التراهات
لتصفع الطاولة بقوة مفزعة الشخص الذي كان مركزاً بحديثها لتتذمر
-ياله من مقلبٍ سخيف!!

جعد روميو حاجبيه بخفة..لا أحد يعلم بخصوص إعجابه سوى جاستن وجولييت لذا مد يده لفيوليت
-أعطني هاتفك سأكتشف الفاعل من الرقم

مدت له فيوليت هاتفها بعد ان قامت بكتابة كلمة السر التي كانت حريصة على أن لايراها روميو الذي قلب عينيه على حركتها
-خذ!!


أخذ روميو الهاتف ليقرأ الرسالة
"-أوه أهلاً "وروميو فكر هذا بشكلٍ ما مألوف له..تجاهل الأمل وأكمل قراءة الرسالة
"-اسمعي فيوليت أنا حقاً آخر شخص يرغب إخبارك بذلك ولكن..هنالك شخصٌ أحمق وغبي معجبٌ بكِ اسمه روميو،هو أحمق ولكنه طيب القلب للغاية لذا قومي بإعطائه فرصة هو ليس بتلك الوسامة ولكن به شيئاً من الجمال" ليخرج روميو تشه منزعجة
"هو قد يحبس الكثير من الدموع بداخله لذا راقبيه جيداً ودعيه يبكي عندما يود ذلك،حبس البكاء سجعل منه شخصاً كئيباً أكثر من ماهو عليه" جعد روميو حاجبيه وهو واللعنة يشعر بأنه تعرف على هوية الفاعل، "هو قد يبدو نرجسياً و واثقاً من نفسه ويتحدث بالكثير من الهراء "وروميو فكر ما اللعنة هل هي تحاول جعل فيوليت تحبه أم تكرهه ..ربما لهذا السبب فيوليت بكت لأنها لاتريد من شخصٍ كهذا أن يحبها.."صدقيني هو رقيقٌ جداً من الداخل،هو يفتقر قليلاً للثقة بذاته لذا احرصي على قول الكلام الإيجابي دوماً له ولكن لاتبالغي حتى لايتحول ذلك اللعين لنرجسي حقيقي..و..أحبيه كثيراً حسناً!إنه يستحق الحب~"

تنهد روميو الذي لم ينتبه أنه كان واقفاً وهو يقرأ الرسالة ليرمي هاتف فيوليت لها وتلتقطه الأخرى بسرعة
ليهمس روميو وهو يعيد شعره للخلف بيده
-آآه اللعنة جولييت!!

كانت فيوليت تتفقد هاتفها ورفعت رأسها لتتشاجر معه ولكن هناك شيءٌ صدمها
-روميو هل تبكي؟

هز روميو رأسه بالنفي ليلتقط كتبه ويضعها بحقيبته بشكل عشوائي خارجاً من المكتبة أسفل أنظار فيوليت المستغربة لتهمس
-ولكنه على حق..لو وصفني أحدٌ ما بهذا الوصف الفظيع لبكيتُ أيضاً


وصل روميو لمنزل جولييت أخيراً ليقرع الباب وكما العادة ظهرت جولييت
-أوه أهلاً

أطلق روميو تشه ساخرة ليتمتم بحنق وهو يدخل للمنزل
-بالطبع إنها الفاعلة

جلس على الأريكة بغضب متكتف وجولييت وجدت ذلك لطيفاً إنه يبدو كطفل بمنظره هذا، اقتربت لتجلس على الأريكة التي بجانبه
-إذاً ما الأمر سيد مكتئب؟لماذا أتيت مبكراً ولماذا تبدو غاضباً هكذا؟

شخر روميو بسخرية


-بالطبع أنا سيد مكتئب..وسيد قبيح وسيد غبي أحمق

وضعت جولييت يدها على فمها بإعجاب لتبعدها وتبدأ بالتصفيق بسخرية
-رائع روميو رائع..أول خطوات العلاج النفسي هو الإعتراف بأمراضك

-واللعنة!!!

ارتجفت جولييت بمكانها بسبب صراخه المفاجئ..وهي فكرت هل الأحمق حقاً غاضبٌ منها؟
استدار روميو بكامل جسده ليقابلها ويتحدث بإنفعال وحنق
-لماذا تتصرفين من عقلك وتقومين بتحديد ماهية مشاعري؟

وأووه~ متفهمة أطلقتها جولييت ،يبدو بأن فيوليت أخبرته بأمر الرسالة لذا ابتسمت
-حسناً لقد كتبت الرسالة بأسلوب سيء ولكن انظر للجانب الإيجابي،أنتما تتواعدان الآن

تشه ساخرة أطلقها روميو وهو ينظر لها بدون أن يرمش
-لقد تم رفضي بأبشع الطرق على الإطلاق
بالحقيقة كان رفض فيوليت لطيفاً جداً ولكن روميو ينوي جعل جولييت تشعر بتأنيب الضمير وهو علم أنه نجح بذلك عندما رأى ابتسامة جولييت تمحى
-ماذا!! رفضتك بعد أن كتبت كل ذلك الكلام الرائـ..

وروميو قاطعها بحنق
-الفظيع..لقد كان كلامكِ عني فظيعاً حد اللعنة!!!

تكتفت جولييت
-أنا أريدك أن تواعدها ولكن بنفس الوقت لن أكذب عليها بشيء

ليسقط فك روميو للمرة التي لايعلم ترتيبها لهذا اليوم
-إذاً هل تقولين بأنني مكتئب وغبي أحمق وقبيح ؟؟

ابتسمت جولييت لتضيف بتفاؤل ساخر
-بك لمحة من الجمال..الجانب الإيجابي روميو!!
هي ذكرته مجدداً لأن يكون إيجابياً ولكن وبكل وضوح هي تسخر منه

ولكن تنهدت جولييت هي حقاً أحست بتأنيب الضمير لتنظر لروميو بجدية ومشاعر الذنب واضحة بعينيها
-أنا حقاً أعتذر،أنا فقط أردت أن تكون سعيداً لذا أردت مساعدتك وإعطائك دفعة للأمام بعلاقتك مع فيوليت

شخر روميو بسخرية
-من سمح لكِ بتحديد مشاعري جولييت؟!أنا لا أحبها ..لستُ معجباً بها بعد الآن..أنا
نظر روميو بأعمق نقطة موجودة بعينا جولييت المنصدمة من حديثه
-أنا معجبٌ بكِ

وتلك كانت القشة التي كسرت ظهر البعير لتستقيم جولييت من مكانها بسرعة وتصرخ به
-ماذا!!!


استقام روميو هو الآخر ليتحدث ولكنها منعته
-لاتتكلم!!..أعني مالعنتك؟

كان روميو ينظر لها بخيبة أمل..هو توقع أنها ستفرح بذلك!! أليست هي من طلبت منه أن يواعدها؟
وجولييت فقط تذهب وتأتي ومن يراها سيقول بأن خبراً مفجعاً قد وصلها ..لتقف أخيراً أمام روميو وتتحدث بسرعة وهي حقاً تبدو مرعوبة من ما أخبرها به
-أنتَ لايمكنك فعل ذلك..انتَ تحب فيوليت وفيوليت ستفعل ،لاتقلق حسناً سأصلح الوضع سأخبرها الحقيقة ولن أكذب عليها مجدداً،بالحقيقة كلا سأفعل سأكذب وسأبالغ بمدحك..أنت..أنتَ الآن لاتعلم ماتهذي به بسبب صدمتك من الـ...

-واللعنة توقفي!!!
صرخ بها روميو ..لتهدأ نبرته
-توقفي هذا مؤلم حد الجحيم واللعنة..

وجولييت أخيراً هدأت لتلاحظ الألم الذي يكتسي تعابير وجه روميو الذي تحدث ونبرة حديثه لاتقل ألماً عن تعابير وجهه
-فقط أخبريني بأنكِ لستِ معجبة بي بعد الآن وأنا سأتفهم...فأنا مثلكِ تماماً بأربعة أيامٍ لعينة انتقل اعجابي من فيوليتِ لكِ،أنا أتفهم بأن المشاعر من الممكن أن تتغير ..ولكن!!

أكمل روميو وهو ينظر لها
-لاداعي لأن ترفضيني بهذا الشكل وكأنها مصيبةٌ حلت عليكي


تنهدت جولييت لتشيح بنظرها بعيداً عن روميو وتهمس بهمس استطاع روميو سماعه
-أنا أعتذر..لا يمكنني مواعدتك روميو

وهنا عندما سقط آخر ضوء أمل بعينا روميو ليحمل سترته وحقيبته ليخرج بسرعة من منزلها ..هو توقع بأنها ستخبره بأنها فقط انفعلت ولكن انفعالها كان عكسياً بسبب الصدمة وأنها هي أيضاً تريد مواعدته ولكن بدلاً من ذلك هو حصل على إعتذار ورفض وذلك مؤلم~هو الآن يحتاج بشدة لمظلة فيوليت

وحالما خرج روميو سقطت جولييت على الأرض ودموعها وجدت طريقها على وجنتيها لتمسك جولييت بهاتفها وتتصل بـالشخص المناسب
نطقت حالما أجاب الطرف الآخر وهي لاتزال تذرف الدموع بدون أن ترمش لتتحدث بنبرة تخلو من الحياة
-جاستن..أنا حمقاء،أنا جعلته يقع بحبي ثم رفضته ..

-ماذا؟! من؟


-جاستن هو اعترف لي وأنا رفضته لأنه لايمكنني فعل ذلك به


وكل مانطق به جاستن كان جملة صديقه المشهورة
-ما اللعنة؟!

عندما لم يتلقى جاستن إجابة من جولييت سوى الشهقات المكتومة
-أنا قادم



إعدادات القراءة


لون الخلفية