الفصل الحادي عشر

أخبرني..هل تصبح الأحلام حقيقة؟
في بعض الاحيان تُصبح حقيقة ولكن من المخيف،أنها تتحقق بوقتٍ غير وقتها

-والآن أخبريني ما الذي يجري؟

تنهدت جولييت لتنظر لجاستن،الذي أصبح صديقها منذُ أول يوم،صديقها الذي كان يبقيها على إطلاع على جميع أخبار روميو وأهم شيء عن تطور علاقته بفيوليت

-جاستن أمرٌ سيء قد حدث..
نطقتها بنبرة مرتجفة وببؤبؤان يهتزان

تنهد جاستن وهو يعيد شعره للخلف مغمضاً عينيه بأسى ليفتحها مجدداً وهو ينظر لها بتأنيب
-لقد أخبرتك جولييت روميو معجبٌ بفيوليت..ما الذي حدث هل اعترف لها؟هل هما يتواعدان الآن؟لهذا السبب تبكين؟

هزت جولييت رأسها بالنفي ودموعها تستمر بالتدفق بدون إرادة منها
-ليته فعل..ليته يحبها ويواعدها ولكن..جاستن هو لايحبها بعد الآن

رفرفت رموش جاستن باستغراب
-إذاً ألا يجب أن تكوني سعيدة وتستغلي الأمر وتحاولي جذبه لكِ؟

هزت جولييت رأسها بأسى لتنظر نحو الأرض
-أنتَ لاتفهم الأمر..هو اعترف لي بحبه ولكن-

وفك جاستن سقط ليردف بسعادة وتفاجئ
-حقاً؟؟هل هو يبادلك المشاعر الآن؟؟وااه..بهذه السرعة؟!

قهقه جاستن بخفة
-ألهذا تبكين؟من فرط السعادة؟


نظرت له جولييت لتصرخ بإنفعال بينما دموعها مستمرة بالإنهمار على وجنتيها
-أنا مصابة بمرض القلب..
لتهمس بآخر كلامها
-ولم يتبقى لي الكثير..

وماء بارد شعر جاستن بانسكابه فوق رأسه ليشخر بسخرية وعدم تصديق
-ماذا؟!

تنهدت جولييت لتكمل
-أنا لا آتي للمدرسة ليس بسبب ظهري أو ماشابه بل بسبب حالتي،الأسبوع القادم أنا سأنتقل للعيش بالمستشفى لأنه علي إجراء عملية و..أنا لا أعلم إن كان سيقدر لي النجاة

انتفض جاستن ليمسكها من كتفيها ويهزها بعنف
-ما الذي تهذين به بحق الجحيم هذا ليس مضحكاً أبداً!!

نظرت له جولييت وهي تبتسم بألم
-أنا حقاً آسفة..

نظر لها جاستن يحاول الحصول على أي تعبير منها يخبره أنها تمزح ولكن لا..هي جدية تماماً ليترك كتفيها ويجثو على الأرض
-لـ..أنا
انهمرت الدموع من عيني جاستن ليضع يده على فمه ويشيح بنظره عن صديقته ويجهش بالبكاء

جثت جولييت لتجلس بجانبه وتضع يدها على ظهره وهي تقهقه بخفة
-أيها الأحمق ..لماذا أنت متشائم قد تنجح عمليتي أنا لم أمت بعد

التفت جاستن ليأخذها بعناقٍ ضيق ويصرخ
-أنتِ لايمكنكِ الموت..أنا سأقتلكِ إن فعلتي!!

ضحكت جولييت بصخب لتتحول ضحكاتها تلقائياً لعبوس ونحيب تلاه بكاء صاخب كخاصة جاستن...مؤلم هو الإحساس الوحيد الذي كان يشعران به وهما يضمان بعضهما ويبكيان


بعد عشر دقائق من العناق والبكاء جلس الإثنان الى جانب بعضهما البعض وهما يسندان ظهرهما على الأريكة التي خلفهما لتتحدث جولييت بصوت مبحوح بسبب بكائها منذ قليل وهي تنظر للأمام بدون تعابير
-أندم على إعترافي لروميو ولدخولي لحياته..لو أنني فقط كنت أعلم من قبل لما فعلت كل ذلك

نظر لها جاستن
-منذُ متى تعرفين بمرضكِ؟

ابتسمت جولييت بألم


-لقد علمت بذلك منذُ أول يوم لي بالمدرسة..بعد أن عدت الى المنزل شعرت بنغزات كبيرة بيسار صدري ولم أهتم كثيراً ،فذلك كان يحدث لي من قبل أن تبدأ المدرسة بأسبوعين ولكنني بقيتُ أتجاهل الأمر ،ولكن بذلك اليوم كان مؤلماً لدرجة كبيرة لذا اتصلت بوالدي روميو وهما اصطحباني للمستشفى وهناك علمتُ بأنني تأخرتُ كثيراً وعلي أن أخضع لعملية نسبة نجاحها تكاد تساوي الصفر

التفتت لتقابل جاستن بابتسامة صفراء
-ولكن أتعلم ماذا ؟ والداي سيصلان غداً الى هنا..

شخرت بسخرية لتكمل
-يبدو بأنهما وبعد سنة كاملة تذكرا بأن لديهم إبنة ..أو أنهما فقط يشعران بتأنيب الضمير وسيكونان كريمان ليقضوا معي آخر أيامي

تنهد جاستن بحزن فهو يعلم قصة والديها التي أخبرته بها قبل روميو ليربت على كتفها
-لا تتشاجري معهما حسناً؟ أعني إذا انفعلتي ذلك سيجعل حالتك تسوء أكثر


هزت رأسها بخفة وابتسامتها الصفراء اختفت
-لن أفعل..أنا أيضاً أريد قضاء آخر أيامي معهما فقط كما السابق،عائلة سعيدة تهتم ببعضها البعض ..فقط كما السابق

جعد جاستن حاجبيه
-ولكن لماذا تخفين الأمر على روميو ولماذا رفضتي مواعدته؟

تنهدت جولييت
-اسمع..أنا حقاً أحبه ولكن لا يمكنني فعل ذلك به..أعني أنا أريد حقاً أن أقضي آخر أيامي معه بسعادة ولكن هذه ستكون أنانية مني

التفتت لجاستن بأعين دامعة ونبرتها اهتزت
-فقط فكر كيف سيشعر بعد رحيلي..سيكون الأمر مدمراً له

مسحت عينيها بكف يدها وجاستن يحدق بها بغير تصديق فقط لأي درجة هي تحب صديقه ،هي تريد الاهتمام به حتى بعد رحيلها!!
-ولكنه سيعلم بالأمر عاجلاً أم آجلاً

هزت جولييت رأسها بخفة
-لقد فكرت بهذا الأمر..أنا فقط سأتظاهر بأنني سافرت لفرنسا للعيش مع والدتي..سأبدو بمظهر الفتاة السيئة التي هربت منه ولكن..هذا أفضل،بهذه الطريقة قلبه لن يتأذى كثيراً..أنت تعلم هو فتى حساسٌ جداً وهو سـ..

-توقفي!!!

صرخ بها جاستن ودموعه بالفعل بدأت بالتدفق خارج عينيه
-توقفي واللعنة ..ماذا عنكِ ؟أخبريني ماذا عنكِ كيف تشعرين؟ألا تريدين أن يكون بجانبك عندما تدخلين للعملية؟ ألا تريدين قضاء هذه الأيام معه؟ أخبريني ..ما الشيء الذي تريدينه أنتِ وليس الشيء الأفضل لمشاعر روميو!!

ارتعشت شفتي جولييت لتتحول ابتسامتها المزيفة لعبوس تلاه تدفق الدموع من عينيها لتردف بنبرة مرتجفة وباكية
-أنا خائفة حد اللعنة..أشعر بالوحدة بدونه بشكل لعين وأريده أن يكون بجانبي ليخفف عني ،أريد الخروج معه بمواعيد كثيرة لأنه واللعنة حبي الأول والوحيد الذي حلمت به منذُ سنواتٍ لعينة،والآن وبعد أن بادلني الحب أنا سأرحل هكذا..هذا مؤلمٌ حد الجحيم.. ولكن!!!
هي حرفياً صرخت بآخر كلامها ولكن سرعان ما انخفضت نبرتها وتعود لكونها مرتجفة
-ولكن لا أريد لقلبه أن ينفطر من بعدي..هذه ستكون أنانية مني


-أيتها الحمقاء
همس بها جاستن وهو ينظر لها وقلبه يعتصر ألماً عليها
-الأنانية ستكون أن لاتخبريه ..الأنانية هي أن تجعليه ينتظرك مع أنكِ لن تعودي..إنه صديقي الأحمق وأنا أعرفه،هو سينتظركِ فقط كما فعلتي أنتِ لسنوات..لاتفعلي ذلك به وأخبريه،هذا الأمر الصحيح لفعله من أجلكِ ومن أجله..لاتخذليه جولييت،هو إن علم بأنكِ هجرتيه فقط لأنه اعترف لك بمشاعره هو سيتدمر حرفياً،لاتفعلي ذلك به ولاتفعلي هذا الشيء المؤلم بنفسكِ أيضاً

جاستن حقاً يريد أن يخفف عنها ويخبرها بأن العملية ستنجح ولكن الآن لايمكنه سوى أن يكون واقعياً حتى يستطيع إقناعها بإخبار روميو بأمر مرضها



دخل روميو منزله بغضب وقبل أن يتوجه لغرفته لمحته والدته لتمسكه من يده بسرعة
-روميو!!

التفت لها روميو ولانت تعابير وجهه المتعصبة
-أوه..ما الأمر أمي؟

تنهدت والدته لتفلت يده وتعتدل بوقفتها
-هذا ما كنتُ أنوي سؤالك إياها..ما الأمر؟هل أخبرتك جولييت؟

قهقه روميو بقهر وسخرية
-أجل..لقد تلقيت رفضها لي ،يبدو بأنها أخبرتكما قبلي

توسعت عينا والدته باستغراب
-ما الذي تقصده برفضها لك؟..لايهم هذا الآن ولكن ألم تخبرك بأمرٍ آخر؟

تنهد روميو بثقل
-أمي علاقتكِ أنتي و والدي مع جولييت أقوى من علاقتي معها لذا استفسري عن ماتريدين معرفته منها..الآن أنا أريد الذهاب لغرفتي والإكتئاب قليلاً..رفضين بذات اليوم كانا ثقيلين على قلبي

كانت والدته ستسأله عن الرفض الثاني ولكنه بالفعل صعد لغرفته وأغلق بابها بقوة..وعندما فعل ذلك بغضون ثلاثة ثواني تجمعت العائلة كلها عند الدرج المؤدي لغرفته

أجاثا أردفت بذعر
-الهي هل هو سيكتئب الآن؟

كريستي تمتمت بينما تضع سماعات هاتفها بأذنيها
-يا الهي إنه الجحيم..هذه الموسيقى بلا فائدة ولكنها ستساعد بحفاظي على حاسة السمع

ويليام همس بإحباط
-الهي أرجوك ليس اليوم علي الإستيقاظ باكراً غداً

شكسبير وضع وسادته التي جلبها معه من غرفته على رأسه وضغط بها على أذنيه
-أرجوك يا إلهي إحفظ لي سمعي

الوالد تحدث بحنق
-لاتعاملوني كعجوز هرم عندما أفقد سمعي


الوالدة ماريا همست وهي تتلوا صلواتها
-إلهي أرجوك أن لاتنكسر الصحون الجديدة هي باهظة الثمن للغاية


ماهي إلا ثوانٍ حتى صدح صوت جيتار روميو الكهربائي بأرجاء المنزل ليهتز بعض الأثاث خفيف الوزن ،ويبدأ صوت روميو بغناء الجاز بصوت أقل مايقال عنه نشاز ..وكانت ليلة جحيمية للعائلة بسبب نوبة إكتئاب روميو التي شهدوها لثلاثة مرات بحياته كلها
مرة عندما توفي الجد جاك ومرة عندما كان مكتئب بسبب إسمه والآن..بسبب رفض جولييت له~
 



إعدادات القراءة


لون الخلفية