الفصل الثالث

ولا أستطيع أن أصف لكم كيف أبتسم الآن وأنا أنظر للمقعد الخالي بجانبي
تلك التي كانت كالألم بالمؤخرة لن تأتي لأسبوع كامل...هذا أكثر من رائع!!

تلاشت ابتسامتي تدريجيا عندما التقت عيناي بخاصة فيوليت القادمة ..لحظة!!!القادمة نحوي!!!كلا يا الهي ..ماذا أفعل؟لا مكان لأهرب له ..الدرس على وشك البدء

وبينما أنا أتصارع مع ذاتي جلست بمقعد جولييت بجانبي بابتسامتها الخجولة واللطيفة لتهمس بخجل
-كيف حالك روميو؟
ولحظة ..متى قلت بأنني أكره إسمي؟ هل كان يبدو جميلا هكذا دوما؟
ابتسمت لها بدوري واحمرار رقبتي فضح خجلي
-أوه..أنا..ب بخير


كنت أريد أن أسألها عن حالها بالمقابل ولكن لساني اللعين خذلني ولم يستطع قول كلمة واحدة
-أنا ..فقط كنت أتسائل لو كان لديك وقت بعد المدرسة..تعلم،أستاذ الموسيقى يريدنا أن نؤلف أغنية لذا ..إذا كنت ترغب أن تكون شريكي فسأكون سعيدة بذلك
ابتسامتي توسعت بشدة وعيناي لمعت بحماس وبالكاد تمالكت نفسي حتى لا أقفز من مقعدي أمامها
-بال..بففففف
نظرت بغضب نحو جاستن الذي وضع يده على فمي يجعلني أخرس ليبتسم لها بلؤم!!
-المعذرة فيوليت ولكن روميو سيكون شريك جولييت ...لأنه بعد المدرسة سيذهب ليوصل لها دروس اليوم ويشرحهم لها وسيفعل ذلك لمدة أسبوع كامل وتعلمين الأستاذ يريد الأغنية بعد أسبوع ..لذا لافرصة لتكونوا شركاء معا
توسعت عيناي على مانطق به..كيف نسيت ذلك؟لقد غاب عن بالي تماما أمر المغفلة اللعينة..ولكن لحظة ما الذي قاله؟
أبعدت يده عن فمي بغضب
-ما لعنة أشرح لها؟وهل أنا أفهم أي شيء من الدروس أو اركز حتى بما يتفوه به الأستاذ حتى أشرح لها؟أنا فقط سأرمي الدروس بوجهها وأعود لمنزلي لن أهدر ذرة من وقتي عليها
ابتسم جاستن بجانبية
-إذا عليك أن تركز من الآن وصاعدا..لأنه وبسبب أحدهم المسكينة لن تستطيع القدوم الى المدرسة
جادلته بدوري
-إذا كنت تشفق عليها لهذه الدرجة إذا قم أنت بشرح الدروس لها
رفع كتفيه للاعلى بابتسامة متكلفة
-ليست غلطتي

ابتسمت فيوليت بخيبة أمل نوعا ما لتستقيم من كرسيها
-أعتذر روميو لم أكن اعلم بأنك مشغول سأبحث عن شريك آخر إذا
ماذا !!لا لحظة..آآه إلهي ،اللعنة على جولييت يارجل!!!
وقبل أن انطق بكلمة واحدة أصبحت أنظر للفراغ الذي كانت تقف به فيوليت ..عظيم!!فرصتي الوحيدة معها تبخرت بالهواء بسبب لعينة تدعى جولييت
نظرت نحو جاستن لأفرغ عليه غضبي
-لماذا فعلت ذلك بحق الجحيم!!أنت تعلم بأنني معجب بفيوليت منذ الأزل وأنت بكل سهولة قمت بتضييع فرصتي بالتقرب لها!!لماذا تفعل كل ذلك لأجل جولييت واللعنة نحن لانعرفها سوى من يوم واحد وأنت بالفعل قمت ببيعي من أجلها!! أعني جديا مالعنتك!!
تنهد جاستن ليقترب ويضع يده على كتفي بمحاولة تهدئتي
-صديقي روميو ...مهما قمت بتقليب الموضوع بعقلي فأنا لا أجدك مناسبا لفيوليت..أعني أنت شخص عفوي للغاية وبسيط بينما فيوليت أكثر من مثالية..مثالية لدرجة مملة،لذا أنا أجد جولييت مناسبة لك أكثر..وسأفعل مابوسعي حتى تكونا معا بالنهاية
أبعدت يده عن كتفي بقوة لأضحك بسخرية
-أعلم..أعلم بأنني لست مثاليا..ولكن مع ذلك أنا أحببت فيوليت،لذا رجاءا لاتحشر أنفك بهذا الموضوع واسمح لبسيط مثلي أن يحاول كسب قلب مثالية كفيوليت
تركته لألتقط حقيبتي وأسرع بالخروج من المدرسة كلامه كان أكثر من اللازم..
مشيت باتجاه منزلي متجاهلا الذهاب لمنزل اللعينة التي حقا لا أود حتى النظر لوجهها ولكن سرعان ماتوقفت لأتنهد و أنعطف لأتجه لمنزلها فأنا بالتأكيد لاأريد عقاب والداي


ومنذ عشر دقائق لعينة أنا أقف أمام باب منزلها مترددا بطرق الباب أو لا ولكن بنهاية الأمر قررت قرع الجرس اللعين ..وماهي إلا ثواني حتى فتحت لي الباب
ابتسمت ابتسامتها الغبية تلك لتنطق
-أوه..أهلا روميو..تفضل
نظرت لها لثوان قبل أن أتنهد وأدخل لترشدني نحو غرفة الجلوس لأجلس على الكنبة وتجلس هي على الأخرى المجاورة لها..نظرت حولي لغرفة الجلوس التي كانت مفتوحة على المطبخ ذو الأثاث الحديث ..قاطع تأملي للمنزل صوتها
-بصراحة لم أتوقع قدومك..ظننت بأنك ستنسى او ستتجاهل الأمر
بالواقع أنا نسيت ولكن جاستن هو من ذكرني وقررت تجاهلك ولكنني خفت من عقاب والداي..كنت سأنطق بهذا ولكنني لم أفعل لأجيبها بابتسامة متكلفة
-أجل إنني شخص نبيل جدا لعدم فعلي ذلك
قهقهت بسخرية على ذلك
-اوه اجل يالك من شخص نبيل روميو..والآن هل يمكنك إعطائي الدروس؟

تنهدت بسبب نطقها لإسمي بنبرتها التي بدى وكأنها ساخرة ولكنني تجاهلت ذلك لن أتشاجر معها بمنزلها
-اذهبي واجلبي دفاترك وكتبك سأشرح لك دروس اليوم
توسعت عينيها بخفة على ماقلته لتسألني باستغراب
-أحقا ستفعل؟
تنهدت بسبب نبرتها المستغربة أحقا أبدو حقيرا لدرجة أن لاتتوقع مني تقديم أبسط الأشياء
-إن لم تتحركي الآن فسأرمي الدروس بوجهك اللعين وأذهب لمنزلي
عكرت مابين حاجبيها لتستقيم بإنزعاج بينما تتمتم
-ياله متغطرس لئيم
ضحكت على ماقالته ولكن سرعان ما تلاشت ضحكتي عندما أدركت مانطقت به لأهسهس بغضب وأنا أنظر لكتبي التي أخرجتها من حقيبتي
-اللعنة عليك جاستن لقد قمت بغسل عقلي..كيف سأشرح لها وأنا لا أفقه شيئا من كل هذا!!

أمسكت بكتاب الرياضيات لأفتحه وأحاول تذكر شيء من ما شرحه الأستاذ ولكن كل ما أتذكره هو لعبي بقلمي و وتشكيل الأوريغامي بينما أقوم برميها على جاستن لأزعجه...نكشت شعري بإنزعاج وتوتر لأهمس بإحباط
-اللعنة!!

-مابالك تلعن مجددا سيد مكتئب؟!

نظرت لها بينما تقوم بوضع كأس العصير أمامي وتجلس على الأريكة التي بجانبي لأرد عليها بتجهم
-أولا لا شأن لك..ثانيا لست شخصا مكتئبا

ابتسمت بسخرية
-اوه صحيح لست كذلك..يارجل أنا لم أرك تبتسم لمرة واحدة منذ الأمس

تجهمت مجددا بوجهها
-أنا فقط لا استطيع الابتسام عندما أرى وجهك
نظرت لي لثواني وبدا أنها صدمت مما نطقت به ولكن سرعان ماتحولت ملامحها للسخرية مجددا
-جيد إذا أنت ستراه كل يوم


لم أجبها واكتفيت بالصمت لأن هذم المرة نبرتها خرجت مرتجفة أكثر من كونها ساخرة..يبدو بأنني كنت لئيما أكثر من اللازم لذا حاولت تغيير الموضوع
-لقد قال أستاذ الموسيقى بأنه يريد منا أن نؤلف أغنية لذا أرجو أن يكون صوتك جميلا وإلا فأنا سأبحث عن شريك غيرك
نظرت لي باستغراب مجددا..لماذا وبحق الجحيم هي تصدم بكل مرة أقوم بفعل شيء جيد لها؟!
-أوه !..حسنا،هل ستغني أيضا؟
نفيت برأسي لأجيب
-كلا ولكنني أجيد العزف على الجيتار..
ضحكت بسخرية
-هذا الأحمق هنا يستطيع فعل شيء ما
قلبت عيني عليها ولم أقم بالرد
-أوه هل ستشرح لي الرياضيات أولا
نظرت للكتاب الذي أمامي لأتنهد ..اللعنة!!لقد أتى الوقت الذي سوف تهان به روميو
قهقهت بتوتر لأغلق الكتاب الذي أمامي
-ههه بصراحة أنا متحمس جدا لتأليف الأغنية ما رأيك أن أشرح لك الدروس غدا؟!
نظرت لي لثواني وهي تفكر بالموضوع لتومئ بالنهاية ويزاح هم ثقيل عن كاهلي
استقامت وهي تنفض الغبار الوهمي عن ملابسها


-سأحضر دفتر الموسيقى من أجل تأليف اللحن وسأحضر لك جيتار والدي
أومأت لها لتخبرني بينما تشيرللمطبخ
-هناك ستجد بعض المأكولات الخفيفة بالخزانة التي فوق الفرن..أخرجها ريثما آتي حسنا؟
استقمت بإحراج وأنا أومئ لها لتذهب هي الأخرى للطابق العلوي
اللعنة هذه المرة الأولى التي أدخل بها مطبخ أحد غريب وهذا يجعلني أشعر بالإحراج ..أشعر بأنني لص أو شيء ما
وعندما كنت أخرج المأكولات من الخزانة انعدمت الرؤية أمامي لأدرك بأن الكهرباء قد انقطعت..وبعدها صراخ دوى بالمنزل بأكمله ولم يكن مصدره سوى الطابق العلوي..حيث جولييت لأترك ما بيدي فورا وأركض باتجاهها..ما اللعنة التي تحدث هنا!!!
 



إعدادات القراءة


لون الخلفية