الفصل الثاني

رمشت لعدة مرات أحدق بهذه الفتاة التي تمسك بذراعي وتبتسم لي بطريقة غبية

-لنصبح أحباء!!
هي نطقتها بكل سهولة وسلاسة وكأنها تخبرني بأمر عادي جدا كـ صباح الخير ..أو أوه الطقس جميل اليوم!!

سحبت ذراعي من يدها بقوة لأهسهس من بين أسناني
-ما اللعنة!!
أعني حقا ما لعنتها؟!هي رأت بوضوح كيف أنني لا استلطفها أبداً وفوق كل ذلك اليوم هو يومنا الأول بالمدرسة وهذه أول مرة نرى بها بعضنا البعض وهي تطلب مني أن نكون أحباء ...جدياً!!

رمقتها بنظرة غاضبة قبل أن أكمل طريقي للخارج وأنا أسمع صوت صديقي جاستن يخبرني بأن أنتظره ولكن ليذهب للجحيم هو الآخر اللعين

وصلت لقاعة الطعام لأجلس بعد أن قمت بتعبئة طبقي بأنواع الطعام التي أحبها وأبدأ تناول الطعام بعصبية
جدياً هذه الفتاة فقط دمرت مزاجي ،شعرت بجاستن يجلس أمامي وهو يبتسم بحماقة بمحاولة إرضائي ولكنني تجاهلته
ماهي إلا ثواني حتى شعرت بشخص ثالث يجلس معنا لأرفع نظري وأشعر بالنار تتدفق لرأسي مجدداً من الغضب بينما الشخص الغير مرغوب به ابتسمت
-هل يمكنني مشاركتكما الطاولة؟!

ضحكت بسخرية على مانطقت به لأجيبها بتجهم
-لقد جلستي بالفعل


رمقني جاستن بنظرة غاضبة بمعنى ..كفى!!
تجاهلته لأحمل طبقي واتجه لطاولة أخرى أتناول بها طعامي على مهل وبدون أي إزعاج

وعندما نظرت للطاولة التي جلست عليها رأيت الهواء يضرب مقاعدها الخالية لأهمس لنفسي بإحباط
-عظيم ...ها أنت بمفردك مجدداً..واحزر بسبب من!!بسبب جولييت اللعينة مجدداً

تنهد ليتناول طعامه بينما على الطاولة الأخرى التي هجرها منذ قليل كانت جولييت وجاستن يحوم حولهما صمت غير مريح لتقطعه جولييت بينما تقلب طعامها بشوكتها
-لماذا هو يكرهني بدون أن يحاول التحدث إلي على الأقل؟!

ابتسم لها جاستن بلطف
-لاترمي له بالاً..هو هكذا بسبب إسمه وليس بسببك أنت ،هو يكره إسمه لأن الجميع كان يسخر منه بسبب أنه قديم وسخيف وينتمي لرواية رومانسية ...ولكن نحن توقفنا عن السخرية منه منذ السنة الأولى بالثانوية ولكن يبدو بأن ذلك لايزال يؤثر عليه ويزعجه..وعندما أتيتي أنت عدنا للسخرية من إسمه، ولكن لاتشغلي بالك به،هو طيب القلب بالنهاية هو سيتقبلك


أومات له بتفهم بينما تمضغ طعامها ليأكل هو الآخر ثم يضيف على كلامه وكأنما تذكر معلومة مهمة
-هو سيغير إسمه بعد شهرين..لذا لاتقلقي هذه العداوة التي يظهرها تجاهك لن تدوم لآخر السنة

وهي حرفياً ضربت الطاولة بملعقتها لتستقيم من مكانها فورا وكأن خلية نحل قامت بقرصها بجميع أنحاء جسدها ..لتتجه بسرعة نحو الشخص المنهمك بتناول طعامه لتجلس أمامه وتصرخ
-روميو!!!

رفع المدعو رأسه من طبقه ليقطب حاجبيه بغضب ورقبته تحولت للون الأحمر من الإحراج
أولا طريقتها الدرامية بصراخ إسمه وثانيا واللعنة الجميع ينظر لهم بسخرية ويقهقه عليهما ليسمع بعض التعليقات الساخرة
-اووه روميو!!
-سأتجرع السم الآن..يالك من بخيل لم تترك لي قطرة منه
-كلا ياجولييت لاتطعني نفسك بالخنجر
-بل سأفعل..



ليزمجر روميو بغضب ويستقيم من مكانه ليصرخ
-كفى واللعنة!!!!

ليترك المكان بسرعة ويهرع للسطح وأثناء صعوده السلالم المؤدية للسطح شعر بيد تمسكه ليلتفت بغضب وإزداد غضبه عندما رأى أنها جولييت
قطبت حاجبيها
-دعنا نتحدث!!

أفلت روميو يده منها بقوة ولكنها تأبى إفلاته لذا قام بدفعها بيده الحرة...واجل هي تعثرت لتسقط بألم على الأرض ولحسن الحظ كانوا فقط عند الدرجة الرابعة ولكن ذلك لايعني بأنها لاتشعر الآن بظهرها يحترق من الألم

شهق روميو وأسرع لعندها ليمسك بها من كتفيها بينما هي مغمضة عينيها بسبب الألم
-أنا..أنا لم أكن أقصد،هل تستطيعين النهوض؟

فتحت جولييت عينيها لتبتسم بخفة ولكن تقطيبة حاجبيها تؤكد شعورها بالألم
-لابأس..أجل أظن أنه باستطاعتي النهوض

وعندما رأى تلك الابتسامة هو أمسك بخنجر قفصه الصدري ليطعن به قلبه مئات المرات ليتوقف عن النبض بعنف هكذا

أيقظه من صراعه الداخلي تأوه جولييت التي كانت تحاول النهوض ولكنها لم تستطع
-إهدأي!!سأساعدك على النهوض

#روميو

وأجل أنا أخبرتكم من قبل صحيح؟!أنا لست بطل الروايات الذي يستطيع فعل كل شيء
لم أستطع حملها وهي لاحظت احمرار أذني بسبب إحراجي من عدم قدرتي على حملها لذا قهقهت على ذلك ليتحول عنقي هو الآخر للون الأحمر ...أجل إحراج مضاعف

امسكت بها من كتفها لتضع هي يدها فوق كتفي ونمشي باتجاه غرفة الممرضة لم تكن بعيدة ولكن بسبب إصابتها نحن اخذنا بعض الوقت بالسير
لذا همست بإحراج وأسف
-أنا حقا أعتذر..لم أقصد فعل ذلك

هزت رأسها بالنفي وهي لاتزال مبتسمة وذلك أثار إستغرابي..أعني الفتيات اللواتي بفصلنا ينهارون من البكاء عندما ينكسر إظفرهم ولكن هي لم تدمع حتى
-لقد أخبرتك لابأس..توقف عن الإعتذار،أعلم بأنه لم يكن بقصدك..ولكن!

توقفت عن المشي عندما وصلنا لغرفة الممرضة لتلتفت لي وهي لاتزال تستند على كتفي وأنا لا ازل ممسكا بذراعها خشية سقوطها
لتكمل حديثها
-أنت الى الآن لم تجبني على سؤالي

رمشت عدة مرات باستغراب لأسألها
-أي سؤال؟

احمرت وجنتيها لتخبرني بينما تنظر لعيناي
-لقد طلبت مواعدتك

تنهدت لأجيبها
-وأنا أرفض ذلك

تنهدت هي الأخرى وصمتت لفترة وبدا وكأنها تفكر ،لتبتسم مجدداً ابتسامتها الغبية تلك

-حسناً إذاً ...لنصبح أصدقاء!! موافق؟

قطبت حاجبي مجدداً لأتركها وأبعد يديها عن كتفي تاركاً إياها تسقط بألم على مؤخرتها

-هل تظنين بأنه فقط لمجرد أنني قمتُ بدفعك بالخطأ ستتمكنين من التحكم بي!

التفتت مقرراً تركها تعاني الجحيم من ألمها ..رأيت جاستن يقترب منا لذا هرعت فوراً الى المكان الذي كنتُ سأذهب إليه

اقترب جاستن من جولييت ليجعلها تستقيم وألمها أصبح مضاعفاً بسبب دفعة روميو القوية لها وسقوطها للمرة الثانية ،دخلا لغرفة الممرضة لتجلس جولييت على السرير بمساعدة الممرضة وجاستن وهي تتأوه بألم

نظرت الممرضة لجاستن
-عليكَ الخروج حتى القي نظرة عليها

أومأ لها جاستن ليخرج وينتظرها بالخارج


بينما الممرضة كشفت عن ظهر سيلينا لتجعد حاجبيها
-ليست بالإصابة الخطيرة...ولكن عليكي الإستراحة بمنزلكِ لمدة اسبوع وإلا فإن الوضع سيصبح أسوأ

نظرت لها جولييت بأعين متوسعة
-ولكن أسبوع!! هذا كثيرٌ جداً..سيفوتني الكثير من الدروس

هزت الممرضة رأسها بقلة حيلة
-عليكي فعل ذلك وإلا حالة ظهرك ستسوء..سأكتب لكِ تقريراً،خذيه للمدير حتى يعطيكي الإذن حسناً؟

أومأت لها سيلينا بعبوس استولى على ملامحها،لتسألها الممرضة بدون النظر لها وهي تكتب التقرير
-من فعل ذلك؟...هل تعرضتي للتنمر؟

قهقهت جولييت وهي تنظر لكل مكان عدا الممرضة
-بالطبع لا..لقد كان حادثاً

نظرت لها الممرضة بطرف عينها لتعيد نظرها بعدها الى ماتكتبه
-إذا لم توقفيهم الآن سيستمرون بذلك حتى نهاية السنة

لتستقيم الممرضة وتتوجه نحو جولييت التي التزمت الصمت ولم تتكلم لتعطيها التقرير
-لايبدو بأنك فتاة تخاف المتنمرين..هل هنالك سبب يدفعك للتغطية على فعلته؟

استقامت جولييت من سريرها بسرعة ونتيجة ذلك هي آلمت ظهرها مجدداً ولكنها تجاهلته لتشكر الممرضة قبل أن تخرج بسرعة
تنهدت بعمق عندما خرجت وتخلصت من المحققة التي بالداخل لتجد جاستن بإنتظارها وذلك أحبطها كون روميو ذهب ولم يلقي لها بالاً

-أوه جاستن!..شكراً لك

نفى جاستن بابتسامة
-لا بأس..نحن أصدقاء،سألقن ذلك الشقي درساً،هو لم يكن عدائياً هكذا تجاه أي أحد من قبل

ابتسمت جولييت بألم لتهمس
-صحيح..هو لم يكن كذلك

التفت لها جاستن وعلى ملامحه تعابير الإستغراب
-وكيف تعلمين ذلك؟!

هزت رأسها بخفة
-فقط..إحساسي يخبرني بذلك

حاول جاستن أن يقنع نفسه بهذه الإجابة ولكن لم يستطع نفي شعور الإستغراب من على ملامحه

لتغير جولييت الحديث سريعا
-أين هو روميو؟

قهقه جاستن بخفة
-أعتقد أنه ذهب للسطح ...مكانه المفضل للسيد حساس

ابتسمت جولييت بشر


-عليه أن يعوضني ذلك الخبيث..بسببه سأفوت دروسي لأسبوع كامل

توسعت عينا جاستن بصدمة
-حقا؟؟هل الإصابة خطرة لهذه الدرجة؟!

نفت سيلينا وهي تهز رأسها بخفة
-كلا فقط يلزمني بعض الراحة حتى لا تسوء حالتي

أومأ لها جاستن بتفهم ليتجها بعدها نحو السطح حيث روميو

وبالحديث عن الشيطان..هاهو يقف متصنما بعدما فتح باب السطح ليصعق بجميع جوراحه من المشهد الذي رآه ...


#روميو

أعني..هل الرب يعوضني عن ماعشته بيومي الأول من سوء حظ حتى يهديني هذا المشهد لهذا الملاك؟

لقد كانت فيوليت تقف هناك مع شعرها الأشقر الذي تداعبه الرياح الخفيفة بينما تفتح ذراعيها وهي مغمضة عينيها ..وفقط ينقصها جناحين حتى تتحول لملاك وتحلق بعيدا
لقد كان منظرها أكثر من ساحر


فيوليت هي الفتاة التي أعجبت بها منذ ثلاث سنوات ..والى الآن لم أتجرأ على قول مرحبا لها حتى ،أجل إنه الحب الذي يجعلك جبان جدا ..إنها فقط مثالية جدا كأبطال الروايات ..لا أظن بأنها ستقبل بشخص عادي مثلي..بالرغم من أنني أتمنى أن تحصل معجزة ما وتبادلني الإعجاب
قاطع تأملي لها صوتها الملائكي الذي ينادي ب اسمي..كلا اللعنة هي تقترب مني وأقسم لكم بأن نبض قلبي تجاوز سرعته الطبيعية ..وكردة فعل غبية من أحمق مثلي أنا فقط التفتت لأهرب سريعا وأنزل السلالم بسرعة بينما هي فقط اعتلت محلامحها تعابير مستغربة وربما محبطة بعض الشيء ...ولكنني لا أهتم ..إن اقتربت أكثر هي ستسمع صوت نبضات قلبي وهذا سيء

لذا أنا فقط ركضت بأقصى سرعتي وخلال ركضي بالممرات اصطدمت بأحدهم لأسقط بقوة فوقه أغمضت عيني بألم بينما أشعر بشيء لين يتم هرسه أسفل جسدي فتحت أعيني بخفة لتقع عيني على الشخص المنشود ولم يكن سوى..آآه اللعنة ...جولييت مجددا

استقمت بسرعة من فوقها لأنفض الغبار من على ثيابي وقبل أن أتحرك للذهاب هي استقامت و أمسكتني من ذراعي..واللعنة!!هي تستمر بفعل ذلك لذا نظرت لها بغضب
-ما الأمر الآن؟!


قطبت حاجبيها بإنزعاج
-أنت حقا عليك تعويضي

ضحكت بسخرية على ماقالته
-لم يكن بقصدي ..ولقد اعتذرت عن المرة السابقة لذا ...
أمسكت بكم سترتها المدرسية بأطراف أصابعي لأرميها بعيدا عن ذراعي وكأنها جراثيم أو عدوى أخشى الإصابة بها لأكمل كلامي بنبرة مشمئزة
..-ابتعدي عني

تكتفت لتنظر لي من أعلى رأسي لأخمض قدمي بتحدي
-أعتذر عزيزي روميو ..ولكنني سأبقى بمنزلي لمدة أسبوع بسببك
ماذا!!!هذا رائع ..بل أكثر من ذلك !!أجل كافئني يا الهي وزدني من كرمك..أخرجني من دوامة سعادتي جملتها تلك التي جعلتني أريد رمي نفسي من بناء بعشرون طابق لمئات المرات
-وأنت عليك أن تحضر لي الدروس كل يوم إبتداءا من الغد وإلا قدمت شكوة ضدك للمدرسة حتى تقوم بمعاقبتك أو فصلك من المدرسة ...ودعنا لا ننسى عقاب والديك

هذه الشمطاء اللعينة هي حرفيا ابتسمت بجانبية وهي ترفع إحدى حاجبيها بنصر ...ومازاد الغيوم السوداء فوق رأسي هو موقف صديقي المقرب ...حقا!!!لازلت أدعوه بصديقي المقرب؟!!!يالي من شخص نبيل
نطق بكل دنائة هو الآخر
-وأنا سأشهد على جميع أفعالك لذا عليك فعل ماطلبته

بصراحة أنا لا يهمني إذا فصلت من المدرسة أو أي لعنة ولكن عقاب والدي!!!آآه بجدية أفضل الموت على ذلك

الموت!!!أجل هو الحل المناسب للتهرب من عقاب والدي ومن هذه اللعينة الشيطانة التي أمامي
ولكن وبما أنني أحب فيوليت ..فأنا لدي سبب للعيش لذا لا أستطيع الموت...إذا هل علي تقبل الواقع ؟؟كلا يا الهي ..لماذا لم تبتر يدي اللعينة قبل أن أقوم بدفعها؟!
صوتها اللعين خرج مجددا مخرجا إياي من دوامتي
-هل أنت موافق؟!

أومأت لها وأنا أشعر بالهالات السوداء ترسم مكانا لها أسفل عيناي
-موافق ..واللعنة!!



إعدادات القراءة


لون الخلفية