دخلت المنزل بابتسامة واسعة كما لم يسبق لي أن فعلت
استقبلني التوأم كريستي و ويليام وهما يركضان خلف بعضهما البعض لأبتسم لهما بوسع متجاهلا نظرة الاستغراب التي وجهانها لي
اقتربت كريستي مني وهي تحاول أن تلقي نظرة على الأكياس التي بيدي
-ما الذي أحضرته أيها المكتئب؟
ابتسمت لها وهذا كان حقا غير اعتيادي أن ابتسم على هذا اللقب الذي لطالما كرهته
-إنها هدايا من أصدقائي
أجبتها بينما أخلع حذائي بواسطة أقدامي
رفع ويليام حاجبه باستغراب ليتكتف
-أصدقائك!!تقصد جاستن؟
قلبت عيني عليه أعلم هو يقصد بأنني لا أملك أحدا سوى جاستن وهو محق ولكن ليس بعد اليوم
توجهت نحو السلالم ناويا الصعود لغرفتي ولكن أوقفني صوت ضحك والداي لابتسم وأتوجه نحو غرفة الجلوس رأيت والدي و والدتي يجلسون على الأريكة بجوار بعضهما البعض بينما ظهرهما موجه لي وضعت الأكياس على الأرض لأتوجه نحوهما وأنا أمشي على رؤوس أصابعي ناويا إخافتهما ولكن ماسمعته جعلني أتسمر مكاني
ضحك والد روميو ضحكة جهورية فخورة بينما يمسك بهاتفه النقال ويبدو بأنه يتحدث هو و والدته مع أحد آخر على الهاتف
-أجل أجل ماريا..لقد أعطيتها مبلغا لا بأس به من المال لتغير اسمها لجولييت وتلتحق بتلك المدرسة
ابتسمت السيدة ماريا بسعادة
-أووه عزيزي هذا رائع..أخيرا ستستطيع إنهاء كتابك بمساعدة جولييت
صوت قهقهة مألوف صدر من الهاتف ولم يكن عائدا سوى ل..جولييت!!
-حسنا إن زودتم الأجر فسأصنع لكم المزيد من الأحداث ...ولكنني حقا لم أكن أعلم بأن عيد ميلاده بعد شهرين من الآن
قهقه الوالدان مجددا وهم يخبرانها بأنه لا بأس بذلك
اختفت ابتسامة السيدة ماريا لتتحول تعابيرها للقلقة
-ولكن ماذا لو اكتشف روميو ذلك؟! أعني بالتأكيد سيجرح كثيرا
ابتسم زوجها بحماس
-عندها سأكتب ذلك بأحداث روايتي وستكون مشوقة وممتعة أكثر كما أن روميو لن يجرح لتلك الدرجة هو سيغضب قليلا ثم سينسى الأمر
ضحكة ساخرة ممزوجة بالقهر جعلتهما يلتفتان للخلف لتتوسع أعينهما بصدمة
اختفت ضحكة الساخر ليتحدث بقهر وهو يصر على أسنانه
-ما اللعنة التي تحدث هنا؟!
شهقت السيدة ماريا بدرامية لتقف بسرعة من مكانها
-روميو اسمع أستطيع أن أشرح لك
أغمض روميو عينيه بغضب وقلة صبر ليفتحهما على مصراعيهما ويصرخ بسبب والدته التي الى الآن تحاول جعل الأمر يبدو كرواية أو كمسرحية
-توقفي واللعنة!!!
أصبح صدره يعلو ويهبط بجنون بسبب غضبه ليصرخ مجددا
-توقفي!!أوقفوا هذه اللعنة المثيرة للسخرية..اللعنة فقط يارجل اللعنة..هل تعلمان كم عانيت بسبب اسمي اللعين؟؟!هل تعلمان كم تعرضت للسخرية وكم تعرضت للمضايقة وللنبذ فقط بسبب اسمي اللعين!!!!
-روميو!!
همست والدته بصدمة بسبب انفجار ابنها المفاجئ بينما والده صدمته لاتقل عن والدته وجولييت التي على الهاتف شهقا بصدمة بسبب ما سمعت ولكنه لم يهتم لأي من ذلك ولا لأخويه التوأم اللذان يقفان خلفه برعب أيضا ..هو فقط يشعر بالخذلان والغضب
أغمض عينيه مجددا ليزفر بعمق بمحاولة تهدئة نفسه ولكن لايمكنه ليفتح عينيه ويبتسم بجنون
-تريدون للأمر أن يبدو كرواية هاه؟!
قهقه بسخرية ليقترب من حوض سمك الزينة ويمسك به ليصرخ قبل أن يقوم بقلبه على الأرض
-لكم هذا إذا!!!!
صرخت السيد ماريا بينما تضع يديها على وجهها برعب
-الهي...توقف!!!
انتشرت الماء المخلوطة بالزجاج المكسور على الأرضية بينما السمك الصغير يتخبط يمينا ويسارا يلفظ أنفاسه الأخيرة ولكن روميو لم يكتفي بذلك ولم يأبه بصراخ والده به ليتجه نحو التلفاز وكأنه فقد عقله ليمسك به هو الآخر ويرفعه عاليا ويضربه بالأرض بقوة بينما يصرخ بغضب
-هاكم بعض الأحداث!!!!
أسرع والده هذه المرة ليمسك به من أكتافه ليوقفه ولكن روميو أبى ذلك والحل الوحيد لوالده كان
صفعة!!!
صفعة استقرت على خد روميو وقد دوى صوتها ليحل الصمت لثواني وروميو ممسك بخده وهو ينظر لوالده بعدم تصديق ...لتهرب قهقهة ساخرة من بين شفتيه قاطعة هذا الصمت
-هل هذه أيضا ستضيفها لكتابك اللعين أبي؟!
قهقه مجددا بعدم تصديق ليمسح بيده على وجهه محاولا تهدئة نفسه
-أحقا لا تشعر بي ولو قليلا؟!اللعنة!!!
تدريجيا عاد روميو لعصبيته ليعلو صوته بكل كلمة يقولها ..هو فقط قرر رومي كل شيء بوجه والده..كل شيء كان مكدسا بقلبه لسنوات قرر إخراجه الآن
-هل تعلم لماذا لا أملك صديقا سوى جاستن؟! بسبب اسمي..هل تعلم لماذا الى الآن لم أجرب أن أخوض أي علاقة عاطفية؟!بسبب اسمي أيضا ..أتعلم لماذا تخليت عن حلمي كمغني ؟! بسبب اسمي اللعين أيضا الذي جعلني أفقد ثقتي بذاتي لسنوات لعينة...وأنت الى الآن لم تكتفي بذلك!!أعني حقا ماخطبك؟!
هز رأسه لمرات عديدة وكأنه فهم شيء لينظر لوالده ببرود
-أنا سأترك هذا المنزل..أضف ذلك لكتابك أيضا
وأسرع بالخروج من المنزل غير آبه بوالدته التي تنادي له ولا بوالده الذي كانت تعابيره عبارة عن لاشيء..كانت فارغة
#روميو
ويا الهي هذا ماكان ينقصني جو ماطر!! ولكن من يهتم بالمطر أنا حرفيا أحدثت عاصفة بالمنزل
مشيت أسفل المطر بلا وجهة محددة بالنهاية أخرجت هاتفي لأتصل بجاستن وبثواني هو أجاب اتصالي وهذا شيء غير مألوف بالعادة هو لايجيب إلا بعد ملايين السنين الضوئية
وأول ماقابلني هو صوته القلق
-أين أنت؟!
عقدت حاجبي باستغراب
-هل بالصدفة أنت تعلم ماحدث بمنزلي؟
تنهد جاستن
-أجل أعلم أخبرتني جولييت وأخبرتني أيضا أنك علمت بكل شيء..اسمع أنا كنت سأ...
شخرت بعدم تصديق مقاطعا حديثه
-لاتخبرني أنك أنت أيضا كنت تعلم بأمر هذه المسرحية اللعينة!!!
صمته أخبرني أنني محق بكلامي لأشخر بسخرية قبل أن أغلق الهاتف بوجهه لأهسهس من بين أسناني
-لعين..
نظرت حولي للشارع الفارغ لأضع يدي بجيوب سترتي المدرسية وأتنهد
وحيد مجددا..رائع!!
مشيت بلا وجهة معينة ولم يهمني تساقط المطر فأنا تبللت بالفعل ..أفكر بالذي حدث منذ قليل لأغمض عيناي بأسى عندما ظهرت بعقلي نظرة والدتي المنصدمة والمرعوبة...ربما بالغت بالأمر قليلا!!
تنهدت لأنفض تلك الفكرة من بالي...لقد كان من حقي أن أفعل ذلك..أعني كم من المحبط أن يجعلك والداك شخصية من شخصية رواياتهما السخيفة ..هم حرفيا جعلوني منطوي على ذاتي وفاقدا لثقتي ..وأيضا أنا حقا شعرت بالخذلان...أنا فقط قبل ثواني قليلة كنت أظن بأنه أخيرا عزلتي انتهت وعلاقاتي الاجتماعية بدأت بالتوسع...ظننت بأنه أصبح لدي جولييت كصديقة وسيكون لدي فرصة لأكون حبيب فيوليت
ولكن كل ذلك تلاشى بلحظات
بالطبع هذه الحياة لن تبتسم بوجهي ..لو أرادت فعل ذلك لكانت فعلت قبل ثمانية عشر عاما لعينة وجعلت والداي يغيران رأيهما ويسمياني باسم غير روميو
تنهدت لأنظر حولي وبما أن الشارع فارغ أنا قررت الصراخ لأفرغ طاقتي السلبية
نظرت للسماء لأصرخ
-أيتها الحياة!!!!!
زفرت لأكمل بذات نبرتي الصاخبة
-هل يمكنك أن تبتسمي لي لمرة واح..آآه!!
تأوهت وأنزلت رأسي بسرعة بسبب قطرة المطر التي دخلت لعيني
لأتمتم بإنزعاج
-حسنا وصلت إجابتك شكرا لك..
أحسست بصوت أقدام خلفي يضرب الماء الذي على الشارع ويبدو بأن أحدهم يركض التفتت عندما أحسست بصوت الركض يتوقف لأرى فتاة مبللة من رأسها لأخمص قدميها منحنية وهي تضع يديها على ركبتيها تحاول التقاط أنفاسها وشعرها يغطي وجهها لترفع رأسها ويتضح وجهها وهي لاتزال تحاول التقاط أنفاسها وتتحدث من بين لهاثها
-أرجوك استمع الي!!