الفصل السابع

الساعة الخامسة بعد الظهر كانت جولييت تنظر بأعين متوسعة وغير مصدقة لما أمامها أمام باب منزلها
آخر شيءٍ كانت تتوقعه هو أن يقف روميو أمامها الآن
تأتأت بسبب صدمتها
-ر..روميو!!
لتعطس بعدها بقوة

نظر لها المدعو ببرود
-هل ستدعيني أدخل أم لا؟!


أومأت جولييت بسرعة لتبتعد عن مدخل الباب فاتحةً له المجال ليدخل بهدوء ويجلس بغرفة المعيشة على ذات الأريكة تبعته جولييت وهي لاتزال متصنمة أمامه غير مستوعبة لما يحدث..هل هو حقاً أحضر لها الدروس من بعد فعلتها بالأمس!! عطست مجدداً بقوة ولكن يبدو أن أحدهم لايهتم بما يحل بها
-هل ستبقين واقفة طويلاً؟؟كما تعلمين لا أملك اليوم كله للشرح لكِ

هزت جولييت رأسها مجدداً بالنفي لتسرع وتجلس على الأريكة التي بجانب روميولتعطس مجدداً ويتجاهلها روميو مجدداً و يتنهد ليمسك بحقيبته يخرج منها عدة أوراق يبدو أنه قام بطباعتها
تحدثت جولييت مجدداً
-ر روميو ..أنا حقاً لم أكـ..

ارتجفت جولييت وبتر كلامها عندما صفع روميو كتبه بقوة على الطاولة التي أمامهما ليتحدث ببرود كأن لاشيء قد حدث
-سنبدأ بالرياضيات ..درس الأمس الذي لم أشرحه لكِ


عطست جولييت مجدداً وهذه المرة بقوة كبيرة لدرجة أن سيلان أنفها طار على الأوراق التي قام روميو بطباعتها ليغمض عينيه بقوة مانعاً نفسه من الإنفجار عليها ..لذا وببرود هو أخرج المناديل من حقيبته ليمسح التلوث الذي غطى الورقة الأولى من الأوراق وجولييت تتمنى لو تقوم الأرض بالانشقاق وابتلاعها أسرعت لتحاول أخذ المناديل من روميو ولكن الآخر لم يسمح لها ليهمس ببرود
-لابأس..لم يكن كثيراً


وكل مافكرت به جولييت كان ما اللعنة!!! هل هو يخبرني بكمية مخاطي الآن!!

إن كان بالإمكان وصف شكل جولييت الآن فهي حبة طماطم تغلي من الخجل لاغير

أمسك روميو مجدداً بقلمه بعدما وضع المناديل جانباً على الطاولة ليبدأ
-هذه المعادلة قد تبدو صعبةً قليلاً ولكن إن فهمتيها لن تواجهي صعوبة بفهم الدرس التالي لذا حاولي التركيز معي حسناً!

-أممم مممم..


هذه الأصوات كانت تخرج من جولييت بسبب حبسها لعطاسها ،أغمض روميو عينيه بقلة صبر ولكنه أكمل شرح المعادلة على أي حال
-لذا فنحن بحاجة لمعرفة قيمة x حتى نستطي..

-امممم..ممم

تنهد مجدداً يحاول عدم فقدان أعصابه
-إذاً كما كنت أقول نحن بحاجة لمعرفة قيمة..

-اممم ممم..

رمى روميو بقلمه على الطاولة بغضب ليلتفت لها ويصرخ بوجهها
-واللعنة فقط أخرجيها من أنفك اللعين أو أنها ستخرج من مؤخرتك إن حبستيها أكثر من ذلك

وماكان جواب جولييت سوى كمية كبيرة من سائل أنفها انفجرت بوجه روميو الذي أغمض عينيه بتلقائية
والحمم البركانية بدأت بالتصاعد لرأس روميو من الغضب ليفتح عينيه مقرراً إلقاء جميع أنواع الشتائم على التي أمامه وأول ماوقع نظره عليه هو ذبول جولييت ،كانت محمرة بشدة ومرتعبة وبعض قطرات العرق تنزل من جبينها!!مستحيل!! هل هي مريضة؟!بالطبع كيف لا وهي بقيت البارحة أسفل المطر لمدة طويلة
تنهد روميو ليمد يده ويضعها على جبينها يتأكد من ظنونه لتتوسع عيني جولييت بشكل أكبر


#جولييت..

أغمض عينيه ومن الواضح جداً أنه غاضبٌ مني حد الجحيم...وعندما فتحهما شعرت بقلبي يسقط لمعدتي،هل سيصفعني؟هل سيقوم بشتمي هل سـ...يضع يده على جبيني!!!توسعت عيني بصدمة عندما رأيته يضع يده الأخرى على جبينه..هل هو يقوم بقياس درجة حرارتي؟! حقاً أعني بعد كل الذي حصل وبعد أن لوثت وجهه هو يقوم بقياس درجة حرارتي؟! هل يتعمد جعلي أشعر بالذنب أم ماذا؟

قاطع أفكاري صوته البارد ..هذه النبرة التي يحدثني بها منذُ مساء الأمس أمقتها كثيراً
-يبدو بأنكِ مريضة..هذا لن ينفع

رأيته يرتب كتبه ويضعها بحقيبته ويضع تلك الأوراق المطبوعة على الطاولة بترتيب فوق بعضها البعض يبدو بأنه سيذهب بالطبع سيذهب لو كنت مكانه لما بقيت ثانية واحدة أكثر
استقام لينظر لي
-هل يمكنني استخدام المطبخ؟

استقمت أنا الأخرى بتلقائية
-يمكنك استخدام الحمام لمسح وجهك

تنهد ليتجه نحو المطبخ وكأنه فقد الأمل من الحديث معي
رأيته يبلل منديلا ويمسح به وجهه ليرميه بعدها بسلة القمامة...حقا!!فقط هذا!!!ألن يمسك بليفة الجلي ليفرك بها وجهه؟؟

توقعت بأنه سيذهب الآن ولكنه عوضا عن ذلك رفع أكمام قميصه المدرسي وأخذ يبحث عن شيء ما في خزائن المطبخ وسرعان ماوجد غايته ليخرج قدرا ويلوح لي به
-لا بأس بأن أستخدمه صحيح؟

أومأت له على الفور ولكن تعابير الاستغراب لاتزال مرسومة على وجهي رأيته يضع القدر على الغاز بعد أن وضع الماء به
هل سيقوم بغسل وجهه بماء مغلي؟!ولكن معه حق فلو كنت مكانه لفعلت أكثر من ذلك

التفت لي مجددا
-أين أجد الأرز؟

أرز؟! وبدون تفكير نطقت بما فكرت به
-هل الأرز سيساعدك لتنظيف وجهك أيضا؟!

نظر لي بحاجبين معقودين ليعيد نظره للقدر ثم نظر لي مجددا وكأنه يحاول استيعاب كلامي وفجأة هو انفجر ضاحكا

-هل كنتي تظنين بأنني أغلي الماء لغسل وجهي به؟!!!!

أجبته بطريقة أشبه للسؤال
-أجل؟!
لأكمل ساخرة وكأن ذلك آخر شيء قد يقوم بفعله
-أعني أنت بالتأكيد لاتقوم بصنع العصيدة لأجلي!

تنهد ليستدير ويبحث بنفسه عن الأرز وهو يتمتم
-فقط أريد أن أعلم أي نوع من الأشخاص تظنينني

اللعنة!!!هو حقا يريد صنع العصيدة لأجلي!!
بسرعة خطوت باتجاهه لأقف بجانبه وأمسك به من زراعه
-كما تعلم.. ليس عليك فعل ذلك..لذا لاتجبر نفسك حسنا؟!

نظر لي بنظرة لم أفهمها ليشخر بسخرية ويفلت يده من يدي بقوة..كالعادة..
ليعود ليبحث عن الأرز متجاهلا وجودي لأتنهد وأدفعه بخفة من كتفه ليبتعد عن خزائن المطبخ
-لقد أخبرتك أنك لست بحاجة لفعل ذلك لي حسنا!!..لذا يمكنك الذهاب الآن

أغمض عينيه مجددا يحاول كبت غضبه وهو حرفيا منذ دخوله لمنزلي يحاول كبت غضبه وذلك جعلني أجن لأصرخ به بينما أدفعه من كتفيه بقوة
-لماذا تفعل ذلك واللعنة؟!!لماذا تكتم غضبك؟؟إذا كنت لهذه الدرجة أجعلك غاضبا إذا لا تأتي الى منزلي ..إذا كنت لهذه الدرجة أجعلك غاضبا إذا لماذا لاتغضب وتصرخ بوجهي وتنهي كتمانك لغضبك اللعين هذا

بكل كلمة كنت أقولها كنت أدفعه بقوة أكبر
-فقط اصرخ بوجهي واللعنة بدلا من أن تقوم بصنع الحساء للفتاة التي خدعتك!!!!لست بحاجة لشفقتك اللعينة أستطيع الإعتناء بنفسي

كان هادئا ويغمض عينيه مجددا يحاول تحمل الأمر بينما يتراجع بكل دفعة أقوم بدفعه بها وهذا جعلني أجن حقا لأتوقف عن دفعه لم يعد لي القدرة لفعل ذلك أكثر لأجلس وأبكي

....

تنهد روميو مجددا ليقترب من الفتاة الباكية ويحملها ويضعها بخفة على الأريكة جاعلا إياها تستلقي
ليتحدث بهدوء وهو ينظر لها بينما غرته غطت عينيه
-لست أفعل ذلك لأنني أشفق عليكي..أنا لن اشفق عليكي لأنك مريضة وتعيشين لوحدك بالمنزل..إن كنت سأفعل فأنا سأشفق عليكي لأنك كاذبة..الكذب هو أسوأ مرض يقد يصاب به الإنسان..هو مرض لن تستطيع حتى العصيدة الساخنة أن تقوم بعلاجه

تنهد عندما وضعت جولييت زراعها على عينيها تخفي بها دموعها ليستدير ويتجه للمطبخ بينما يقول
-ولكن حتى لو كنتي كاذبة..أنا لست وغدا لأتركك مريضة وأنا أعلم بأنه لايوجد أحد ليعتني بك


ازداد بكاء جولييت الصامت أكثر بعد كلماته تلك ولكنها بقيت مكانها سامحة له بأن يعد لها تلك العصيدة

ولكن روميو لم يكتفي بذلك هو خرج من المنزل بعد أن وضع العصيدة على النار لتنضج ظنت جولييت أنه ذهب ولكن بعد خمس دقائق هو عاد وبيده كيس دواء ثم قام بصنع كمادات باردة لها

اعتنى بها لثلاث ساعات كاملة وعندما ظن أنها قد نامت نظف المطبخ و وضع قارورة وكأس من المياه بجانبها على الطاولة وقام بجلب بطانية لها من غرفتها ليضعها فوقها
ليخرج بعدها من المنزل بكل هدوء ..تاركا خلفه كاذبة ما تجهش بالبكاء لتنام بعدها بدون أن تشعر بسبب تعب جسدها من الحمة التي أصابتها


ولكنها كانت شاكرة له..كانت منذ الصباح تتخبط يمينا ويسارا ..لاتعلم ما الذي عليها فعله ولم تفكر بفعل أي شيء لنفسها لذا فقط بقيت مستلقية الى أن دخل ذلك المسمى بروميو الى منزلها واعتنى بها..وكان آخر شخص قد تعتقد أنه سيعتني بها بعد كل مافعلته له...هي فكرت كم أن روميو شخصا مسالما..كيف أنه سيساعد أيا كان ولو كان شخصا قام بأذيته..وندمت كثيرا لكونها ظهرت بمظهر الكاذبة أمامه ولكنها عزمت على أنها ستخبره كل شيء بالغد..كل شيء
 



إعدادات القراءة


لون الخلفية