تبدأ قصتنا مع عبد الحميد، الرجل الذي امتلك هواية غير عادية على الإطلاق. فهو لم يكن يكتفي بالهوايات التقليدية مثل الرياضة أو القراءة، بل كانت هوايته المفضلة هي أن يحمل زوجته سنية بين ذراعيه ويتجول بها في أنحاء الشقة. قد تبدو هذه العادة غريبة، ولكن بالنسبة لعبد الحميد، كانت هذه هي الطريقة الوحيدة التي يشعر بها برجولته وكماله.
البداية: تقول سنية: "تزوجت عبد الحميد منذ 15 عامًا، عقب تخرجي من الجامعة. كان شابًا وسيمًا، ممشوق القوام، يشغل وظيفة مرموقة. بدا لي وقتها الرجل المثالي. ولكن بعد الزواج، بدأت أكتشف شيئًا غريبًا فيه. لقد كان يحب أن يحملني بين ذراعيه ويمشي بي في الشقة لفترات طويلة. في البداية، ظننت أن الأمر مجرد تعبير عن حبه لي، لكنني بدأت ألاحظ أنه لا يتوقف عن هذه العادة الغريبة."
كانت سنية تلاحظ كيف يغيّر زوجها من أوضاعها بين ذراعيه كما لو كانت طفلة صغيرة، وكلما طلبت منه إنزالها كان يغضب. فكانت تفضل السكوت حتى لا تثير غضبه. وعندما سألته عن سبب هذه العادة، كان يجيب ببساطة: "أنتِ جزء مني، ولا أشعر بأنني مكتمل إلا عندما أحملك."
التطور: مرت الأيام، ورزق الله الزوجين بولدين: أحمد، الذي قارب الخامسة عشرة من عمره، ومحمد، الذي يصغره بعام. توقعت سنية أن يتغير زوجها بعد إنجاب الأطفال، ولكن الغريب أنه لم يتخلَّ عن عادته، بل أصبح يمارسها في أوقات غياب الأولاد عن المنزل أو في أوقات نومهم.
وذات يومٍ قارص البرودة، بعد أن أخذت سنية حمامًا ساخنًا، طلبت من أولادها أن يجلبوا لها الشبشب الذي تركته خارج الحمام. بحث الأولاد عنه دون جدوى، حتى شعرت سنية بالضيق وانتهرتهم. وفجأة، قام أحمد، الابن الأكبر، بحل المشكلة بطريقة لم تتوقعها سنية. اقترب من الكرسي الذي كانت تقف عليه، ثم حملها على كتفه، وأخذها إلى غرفة نومها ووضعها على السرير.
الدهشة: كانت سنية مذهولة من تصرف ابنها، لكنها حاولت تمالك نفسها. وعندما ذكرت الحادثة لزوجها عبد الحميد، لم يُبدِ أي اهتمام. بل قال ببرود: "أولادنا ما زالوا أطفالًا. عندما يبلغون سن الشباب، سيكون لي تصرف آخر. ومن الأفضل أن تحسمي الأمر معهم دون تدخلي."
ظنت سنية أن ما حدث كان حادثًا عابرًا، لكن المفاجأة كانت عندما تكرر الأمر مع ابنها الأصغر محمد. كانت تعمل في المطبخ، وعندما اقترب منها محمد، ظنت أنه بحاجة إلى الحنان، فضمتّه إلى صدرها. لكن محمد، مثل شقيقه، قرر أن يحملها هو الآخر. في لحظةٍ، ثنى ركبتيه، أحاطها بذراعيه، ورفعها بسرعة، وجاب بها طرقة طويلة في المنزل حتى وصل إلى الصالة.
الحيرة: حاولت سنية فهم سبب هذا التصرف العجيب، فسألت ابنيها عن سبب حملهما لها. أجاب أحمد بأنه يشعر برجولته عندما يحملها، بينما عبّر محمد عن سعادته لأنه استطاع حملها. عندما طلبت منهما عدم تكرار ذلك، أصرّا على أن يسمح لهما بحملها مرة واحدة يوميًا.
كان وزن سنية يزيد على السبعين كيلوغرامًا، وكانت أطول من ولديها بكثير، لذا لم تعرف كيف تتصرف معهم أو مع زوجها عبد الحميد.
النهاية: عندما انتهت سنية من قصتها العجيبة، لاحظت عليها الحزن والاكتئاب. حاولت تهدئتها وأخبرتها أن لله في خلقه شؤونًا، وأن تفسيرها لما يفعله زوجها قد يكون رغبة في الاستحواذ والامتلاك. ربما يشعر بأنه لا يكتمل إلا بوجودها بين ذراعيه، أو ربما تكون لديه رغبة دفينة في ممارسة عاطفة الأمومة والطفولة خاصة أن ذريته من الذكور.
أما بالنسبة لتصرفات الأولاد، فكان واضحًا أنهم يقلدون والدهم ورغبتهم في ممارسة تصرفات الكبار كما شاهدوه يفعل. في النهاية، طالما أن ما يحدث يبقى ضمن حدود الأمان ويسهم في تحقيق الوفاق الزوجي، فلا بأس من ذلك.
حقًا، إنها حكاية غريبة وعجيبة، وتُظهر لنا أن الحياة مليئة بالمفاجآت، وأن من يعيش طويلًا يرى أكثر!