أسطورة البازيليسق: ملك الثعابين

تزخر تراثاتنا البشرية بالعديد من القصص والحكايات العجائبية التي تأسر الألباب. هذه الأساطير ليست مجرد خيالات بعيدة، بل تحمل في طياتها أحياناً جذوراً تاريخية. اليوم، نأخذكم في رحلة عبر الزمن إلى عالم الأساطير لنكشف لكم عن أحد أكثر المخلوقات إثارة وغموضاً: البازيليسق، أو الباسيليكس كما يُعرف أيضاً. على موقع وتطبيق نوفباد: مكتبة القصص العالمية، نقدم لكم هذه الأسطورة بتفاصيلها الفريدة لتغني معرفتكم وترضي فضولكم.

قصة ملك الثعابين:

في عصور قديمة سحيقة، حيث كانت الممالك القديمة والأراضي الخضراء تعج بالحكايات والأساطير، برزت أسطورة غامضة حول مخلوق يُعرف بالباسيليكس أو البازيليسق. يُطلق على هذا الكائن اسم "المتتبع" في لغته الأصلية، وهو حيوان خيالي يُعتبر ملكاً للثعابين. تصور الأساطير البازيليسق كحيوان زاحف ضخم، يشبه في شكله خليطاً من أنواع مختلفة، بما في ذلك الديك، والزواحف، والتنانين.

في العصور الوسطى، نُقلت روايات عن البازيليسق تجعله واحداً من أكثر الكائنات إثارة للرعب. كان يُصوَّر على أنه كائن له رأس ديك يرتدي تاجاً، وعيون كعيون الضفادع، وأجنحة شبيهة بأجنحة الخفافيش، وجسم يشبه التنانين. هذا المخلوق كان يمتلك قدرات خارقة، بما في ذلك القدرة على قتل ضحاياه بنظراته فقط، حيث يحولهم إلى صخور. كما كان يُعتقد أنه يمكنه الطيران ويفث سمًّا قاتلاً، والذي لا يمكن شفاؤه إلا بترياق نادر وهو دموع طائر الفينيق الخرافي.


يُعتقد أن البازيليسق هو تجسيد للشر الخالص، وقد ذكره العديد من الأساطير اليونانية والرومانية. قيل إنه يعيش في مصر وكان يُعتقد أنه قاتل للتمساح، مما يضيف إلى طبيعته الأسطورية صبغة من الفزع والرعب.

في المصادر العربية والإسلامية، يصف الدميري البازيليسق بأنه مخلوق عظيم جداً، ذو وجه يشبه وجه الإنسان بعد مرور آلاف السنين عليه. يقال أيضاً إنه ثعبان ذو رأسين، ويُعتبر مخلوقاً تهابه جميع الثعابين بسبب فحيحته الرهيبة.


تدور الأسطورة حول كيفية ولادة هذا المخلوق، حيث يُعتقد أنه يفقس من بيضة تُوضع أثناء أيام معينة من السنة، وتظل لمدة سبع سنوات قبل أن تنفجر لتظهر الوحش. يُعتقد أيضاً أن هناك نوعين من البازيليسق: أحدهما يحرق كل شيء في طريقه، والآخر يقتل أي شخص بنظراته المميتة فقط.

أصبح البازيليسق مشهوراً بشكل كبير في السنوات الأخيرة بفضل ظهوره في سلسلة هاري بوتر. في الجزء الثاني من السلسلة، "هاري بوتر وحجرة الأسرار"، يظهر البازيليسق باسم "بازيليسق توم ريدل". هذا الوحش، الذي قبع في حجرة الأسرار بمدرسة السحر هوجورتس، كان نتاج سحر سلازار سليذرين، واستخدمه في تطهير العالم من السحرة ذوي الدم غير الصافي.


يمثل البازيليسق أيضاً رمزاً للشيطان أو عدو المسيح (Antichrist) في بعض التفسيرات. ووفقاً لبعض الخرافات، فإن عدو هذا الوحش هو رائحة جثة ابن عرس النتنة.

تبدأ الأسطورة بظهور البازيليسق عندما قام الساحر الإغريقي هيريبوا بإنشائه من بيضة دجاجة رقدت عليها ضفدعة. تُعتبر هذه الأسطورة واحدة من أكثر الأساطير إثارة، حيث يجري الحديث عن طرق مختلفة للتعامل مع البازيليسق، مثل استخدام مرآة صغيرة لرفعها أمام عينيه. وفقاً للخرافة، فإن رؤية انعكاس وجهه في المرآة يجعله يموت في لحظات قليلة، لذا يُنصح حمل المرآة وعدم التحديق مباشرة في الوحش.

خاتمة:

حتى لو كانت أسطورة البازيليسق مجرد خرافات غريبة، فإنها تبرز جانباً هاماً من ثقافات الشعوب وفلكلورها الشعبي. تظل الأساطير مثل هذه محفورة في الذاكرة، تروى للأحفاد وتثير خيالهم. فقد تكون هذه المخلوقات الأسطورية قديمة جداً، لكن خيال الناس قد أضاف إليها لمسات من الإبداع والتشويق، مما جعلها خزعبلات لا تموت أبداً.

تظل الأساطير جزءاً مهماً من التراث الثقافي، ولن يتوقف الناس عن سردها وتداولها عبر الأجيال.



إعدادات القراءة


لون الخلفية