اسطورة ذوات وجه الخنزير تعود الى منتصف القرن السابع عشر وقد شاعت هذه الاسطورة بكثرة في انجلترا وفرنسا وهولاندا و تحكي ان هناك امرأة ثرية لها جسم البشر ولكنها تملك وجه خنزير.
في بادئ الامر، كان يقال ان السحر كان السبب وراء مظهر ذوات وجه الخنزير، وكما تقول الاسطورة ان عقب يوم عرسها منح زوجها حق الاختيار في ان تكون زوجته جميلة في نظره وان تبقى كما هي بنظر الاخرين او العكس، ولكن زوجها اعطاها حرية الاختيار ،فانفك السحر وعاد وجهها الى طبيعته واختفى وجه الخنزير،وقد انتشرت هذه القصة في انجلترا وفي ايرلندا فيما بعد.
اختفى عنصر السحر فيما بعد، واعتقد الناس ان وجود هؤلاء النسوة حقيقة ،وانتشر هذا الاعتقاد في مدينة دبلن في بداية القرن التاسع عشر ،حيث انتشرت فكرة ان هناك سيدة تدعى غريسيلدا ستيفنز وفي فاعلة خير انطوائية كانت تعيش في القرن الثامن عشر ويرى ان سبب انطوائيتها هو ان لها وجه خنزير .
وفي عام 1814 انتشرت شائعة وجود امرأة بوجه خنزير تعيش في مدينة مارليبون وكتبت مقالات تثبت حقيقة وجود هذه المرأة ومع ايمان الناس بحقيقة ذوات وجه الخنزير، قام بعض اصحاب المهرجانات بعرض مشاهد لهم في عروضهم ولكنهن لن يكن حقيقيات بل كن رجالا بزي النساء.
اما عن سبب امتلاك اولئك النساء وجه خنزير فتقول الاسطورة ان تأتي امرأة متسولة ومعها ابنائها الى سيدة ثرية وتطلب منها بعض المال فتقوم السيدة بطرد المرأة وبطريقة ما تشبه اولادها بالخنازير فتلقي المتسولة اللعنة على السيدة ،وعند ولادة طفلها يكون انثى بصحة جيدة ولكن يكون لها وجه خنزير.
تنمو الطفلة معافاة ولكنها تتصرف في بعض تصرفاتها كالخنازير، فمثلا تأكل من احواض فضية و تصدر قباع الخنازير حينما تتحدث، ولانها وحيدة ابويها ،فهي الوريث الاوحد لممتلاكاتهما ،فاما ان يجدوا لها عريسا مناسبا او ان يتبرعوا بثروتهم الى مستشفى بشرط ان يعتنوا بابنتهما في المشفى الى ما تبقى لها من العمر.
تاناكن سكنكر
كانت اول مصادر الاسطورة هي قصة تاناكن سكنكر وتحدث هذه القصة في القرن السابع عشر حيث يقال انها ابنة جواكيم و بارنيل سكنكر التي ولدت عام 1618 في بلدة ويركهام التي تقع على نهر الراين
وتقول القصة ان الزوجة بارنيل عندما كانت في فترة حملها جائتها ذات يوم امرأة مسنة تطلب المال فصرفت بارنيل العجوز لانها كانت منهمكة في العمل فغادرت العجوز و هي تتمتم باللعنات حيث سمعت تقول ( كما هي الام، فستكون الطفلة قذرة كالخنازير) وكانت تاناكن عند ولادتها متناسقة الجسم والاطراف ولكن كان لها انف خنزير وكانت تاكل من حوض فضي كما تفعل الخنازير.
وعندما كانت تاناكن في عمر ال 17 سنة استشار والدها فنان مشهور يدعى فاندرماست يدعي انه بارع في الفنون السوداء والخفية فاستنتج ان تاناكن لن تنفك عنها اللعنة الا اذا تزوجت.
واعلنت عائلتها ان الذي يتزوج تاناكن سيحصل على صداق قيمته (40.000 جنيه بريطاني )فكان المبلغ دافعا لكثير من الشباب للزواج من تاناكن ،تقدم لها كابتن اسكتلندي و عندما زارها في بيتها فوجئ بشكلها وطريقة تصرفها فهرب من دون رجعة بعد ان من اهلها العذر بحجة انه لا يحتمل معاشرة خنزير.
وقد تقدم لها ايضا مزارع يربي الخنازير فظن ان كثرة احتكاكه بالخنازير سيجعله يتقبل مظهر تاناكن ولكنه بعد رؤيتها غادر المبنى وقال ( على الرغم من طول المدة التي عرفت فيها رومفورد لم ارى من قبل انف خنزير كهذه ) وفشلت محاولات العائلة لتزويج ابنتهم بسبب شكلها وتصرفاتها.
واخيرا وجدت العائلة شخصاً من لندن يريد الزواج من ابنتهم وفي ليلة زفافها كما هو، وعاد الزوجان الى غرفتهما بعد انتهاء مراسم الزفاف وعندما استلقوا على فراش الزوجية لاول مرة، حاولت تاناكن الوصول الى يد زوجها قائلة بانها ستحرره من نذوره شرط ان ينظر الى وجهها ، فعندما نظر وجد امرأة حسناء مستلقية بجانبه وقد زال انف الخنزير، وحاول ان يقبلها ولكنها اعرضت وقالت: (سيدي، أنا لست حقاً سوى ما تراني عليه الأن، وسأعطيك حق الا ختيار ما بين أمرين. أولهما، أن أبدو أمامك طوال الوقت كما تراني الآن؛ صغيرة السن، وجميلة، ومحببة، أما في الخارج فسأكون كما كنت في السابق. ثانيهما، أن أكون جميلة أمام أصدقائك، أما أمامك فأكون كسابق عهدي. وأعطيك حق الاختيار ما بين هذين الأمرين. وحتى ذلك الحين فلا يمكن أن يكون هناك ألفة بيننا، ولذلك وبلا صمت أريد جواباً سريعاً. )
احتار زوجها في امر وقد عصى عليه الاختيار فمنح زوجته حرية الاختيار فيما تريد و قالت له : ( لقد اعطيتني بكل ما ترغب به كل امرأة، الارادة و الاستقلال، فقد سحرتني امرأة شريرة ولم اكون لاعود لطبيعتي حتى اتزوج و امنح مثل هذه القوة من زوجي ،فمن الان وصاعدا ستراني بهذا الجمال والصغر ليلا ونهارا وذلك حتى يظهر الوقت البديل و حتى نهاية حياتي ).
اندثار الاسطورة
لقد كانت اسطورة ذوات وجه الخنازير في اوج عظمتها في لندن ما بين عامي 1814-1815 و في ستينيات القرن التاسع عشر كان الولع بعرض المرأة ذات وجه الخنزير في المهرجانات يفقد شعبيته واما الان، فقد تلاشت الاسطورة.