كان يا مكان في قديم الزمان رجل توفت زوجته منذ سنوات وتركت له ثلاث فتيات جميلات ،
في احد الايام ذهب الرجل الى السوق وهناك شاهدته السعلوة فأرادت التعرف عليه فحولت نفسها الى امرأة ذات قوام و شكل جميل وذهبت وتحدثت اليه فأعجب بها و ظلوا يتبادلون الاحاديث وتعارفوا الى بعض.
عاد الرجل الى المنزل واخبر بناته بما حدث وانه يريد ان يتزوج تلك المرأة الحسنة ، لم تقتنع الفتيات بشكل كامل ولكنه ظل يكرر بأنها جميلة و جيدة وحسنة الاخلاق فتم هذا الزواج و اشترطت السعلوة قبل زواجها من الرجل بأن يأتي هو و بناته ويسكنون في منزلها بدل ان تذهب هي وتعيش في منزل الرجل و وافق الرجل على ذلك.
بعد عدة ايام من الزواج قالت السعلوة لزوجها يجب عليك الذهاب الى السوق للشراء لأن لم يتبقى لدينا اي طعام ، قال لها نعم ولكني لا أعرف مكان السوق في هذه المنطقة ، قالت له لا بأس سأرافقك الى باب المنزل و أدلك على السوق.
يجدر الذكر بأن باب منزل السعلوة يسبقه ممر مظلم طويل جداً ، وفي هذا الممر توجد غرفة لم يسبق للزوج أن شاهدها.
رافقت السعلوة زوجها الى الممر وفي منتصف الممر المخيف تحولت إلى شكلها الوحشي الحقيقي وهجمت عليه من الخلف و سحبته من ظهره وادخلته لتلك الغرفة التي في الممر وقتلته.
بعد عدة ساعات بدأت الفتيات يقلقن حول والدهن واصبحن يتسائلن اين ذهب كل هذا الوقت ، فقالت السعلوة لننتظر الى غد لعله يعود ، ولكنه بالطبع لم يعد في اليوم التالي، فقالت الاخت الكبرى سأذهب للسوق وابحث عنه ، وسألت السعلوة عن مكان السوق ، فأجابتها السعلوة بأنها سترافقها الى باب المنزل لتدلها على مكان السوق ، وعندما وصلتا الى منتصف الممر هجمت السعلوة على الفتاة من الخلف وفعلت بها ما فعلته بوالد الفتاة وقتلتها في الغرفة.
خلال النهار قالت السعلوة للبنات انها تحتفظ ببعض اللحم سأذهب واطهوه لكم ، وكان هذا اللحم هو لحم والد الفتيات اخذت القليل منه و طهته وقدمته الى الفتيات وأكل الجميع منه.
بعدها احست الفتاتان الاخريتان بأختفاء اختهن الكبرى فقالت الاخت الوسطى للسعلوة ذهب والدي ولم يعد وذهبت اختي الكبرى ولم تعد اريد الذهاب الى السوق والبحث عنهم فدليني على مكان السوق.
قالت السعلوة نعم و بعدها حدث للبنت ما حدث مع الاب و الاخت الكبرى حيث قتلتها السعلوة ايضاً في تلك الغرفة المظلمة.
بقيت السعلوة طوال الفترة اللاحقة تطهو من لحم الأب والبنات للفتاة الصغيرة وتطعمها منه يومياً ، فكبرت الفتاة الصغرى في تلك الفترة القصيرة واصبحت فتاة جميلة و ممتلئة الى حد ما. و لكن تلك الفتاة الصغيرة بقيت تسأل عن مصير عائلتها و ماذا حدث معهم ، وذات مرة بدأت تلح في سؤال السعلوة عن والدها و اخواتها و الى اين ذهبوا.
فتغير مزاج السعلوة وتعصبت وبدأت بالصراخ على الفتاة المسكينة وقالت لها : (ربيتچ و سمنتچ على لحم ابوچ و خواتچ و هسة راح اكلچ). بمعنى أني ربيتك وجعلتك سمينة وكبيرة بتغذيتك على لحم والدك واخواتك والان سوف آكلك انت أيضاً ، و بدأت السعلوة بالركض خلف الفتاة الصغيرة المسكينة التي أخذت تركض مسرعة وهي مصدومة و خائفة ، فركضت في المنزل الى ان وصلت الى ذلك الممر المؤدي إلى باب المنزل و بالصدفة شاهدت باب تلك الغرفة المظلمة فدخلت فيها ، وفي هذه الاثناء كانت السعلوة تبحث عنها وعندما وصلت للممر لم تتوقع انها دخلت تلك الغرفة.
داخل الغرفة كانت الفتاة مصدومة و غارقة بدموعها بعد ان شاهدت ملابس والدها واخواتها و منظر العظام المتبقية والدماء ، لكنها استجمعت قواها وارتدت دشداشة والدها - ثوب - و اخذت قطعة قماش كان والدها يلفها على رأسه و لفت رأسها بها بعد ان غطت شعرها. ثم تسللت من الغرفة وخرجت من المنزل بهدوء وتروي و وصلت الى السوق وكانت جائعة جداً فهي تعودت على ان تأكل الكثير من اللحم فطلبت من إحدى النساء ان تعطيها شيئاً تأكله فأعطتها بصلة ، و أشفق صاحب المخبز عليها واعطاها قطعة خبز.
تناولت الفتاة الطعام و بعدها اخذت تمشي الى ان وصلت الى قصر شامخ و عالي ، دخلت القصر وجعلت صوتها خشنا يشبه صوت الرجال وقالت للعاملين في القصر بأنها فتى يريد العمل بأي عمل في القصر كأن ينظف او اي شئ آخر ، وبأنه فتى وحيد و مسكين وليس لديه احد في الحياة ، فشاهده كبير الخدم وأشفق عليه و أمر بتوظيفه في القصر كخادم يستفاد منه في نقل الاشياء من مكان الى اخر وحمل الاغراض الثقيلة كونه يملك جسم كبير وقوي.
البنت ظلت تعمل متنكرة في ثياب رجلبدأت الفتاة بالعمل في القصر يومياً في هيئة رجل وهي ترتدي ملابس والدها وبعد التعب طوال النهار و توسيخ ملابسها تصعد الى سطح القصر في المساء والذي كان خالياً من كل شئ الا بعض الدجاج فتذهب وتفتح شعرها الجميل وتخلع ملابسها للغسل وتبقى مرتدية ثوب فتيات رث و قصير ثم تذهب وتذبح إحدى الدجاجات وتجلس و تتناولها ، وبقيت على هذه الحال لفترة طويلة ، يومياً في المساء تصعد الى سطح القصر لتأكل وترتاح.
و ذات يوم كان الامير في القصر يصطاد الحمامات فأصطاد حمامة كان تقف على نخلة عالية جداً وبعد صيدها بقيت الحمامة عالقة في جذع النخلة فقرر الامير في المساء ان يتسلق النخلة لإنزال تلك الحمامة ، وعندما تسلق كانت الفتاة الجميلة على سطح القصر تفعل المعتاد وعلى الرغم من الظلمة استطاع الامير من أعلى النخلة ان يلمح كيان بشري على سطح القصر و بعد التدقيق في النظر عرف ان تلك الفتاة الجذابة في السطح هي الخادم الذي يعمل في قصره والمتنكر في هيئة فتى.
في الصباح أمر الأمير بأن يأتوه بذلك الخادم الشاب (الفتاة) فقال الخدم له بأن يذهب ويحمل طعام الأفطار الى الأمير ، دخل الخادم على الأمير ، فقال له اخلع ملابسك ، فقال سيدي كيف لي ذلك لا اريد ان اخلعها وأني لا ارتدي شئ تحتها ، فقال الامير انا صاحب الامر هنا و أخلع اولا تلك القطعة من على رأسك ، فخلعها الخادم وأذا بشعر جميل اشقر يتدلى منسدلا كالحرير على الأكتاف ..
بعد أن أنكشف أمرها وسرها قال الامير للفتاة ان تخبره بقصتها ولماذا جعلت نفسها رجلاً شاباً ، فوثقت الفتاة به واخبرته بالقصة كاملة وكيف قتلت السعلوة جميع اهلها ، تأثر الامير كثيرا وسألها على مكان بيت السعلوة فدلته الفتاة عليه ، و أرسل عدد من رجاله اليه و قتلوا السعلوة انتقاما لتلك الفتاة المسكينة.
و ككل النهايات السعيدة اعجب الامير بالفتاة و وقعا في حب بعضهما وطلب يدها للزواج و قام بعمل حفل زفاف ضخم ودعوا اليه جميع الامراء من البلدان والممالك المجاورة.
وجلست الفتاة الجميلة وهي تظهر في اجمل طلة في يوم زفافها ، فسأل احد اصدقاء الامير وهو ايضاً امير لبلاد أخرى ، سأل صديقه قائلاً : من اين عرفت هذه الفتاة الجميلة؟.
ولأنهما اصدقاء مقربين جداً سرد الامير القصة كاملة الى صديقه الامير الآخر.
بعد انتهاء الزفاف والتبريكات عاد صديق الامير الى بلاده ، وفي قصره شاهد خادم يقرب شكله الى شكل الفتيات في بياضه ونعومته فتذكر قصة صديقه الامير مع تلك الفتاة فأمر بجلبه اليه ، فدخل الخادم الى ذلك الامير وهو يحمل طعام الفطور، فقال له الأمير : اخلع ملابسك! .. فرفض الخادم ذلك اولاً بالطبع ، لكن الامير استخدم اسلوب صديقه واقنع الخادم يخلع ملابسه ، فإذا به رجل وليس فتاة لكن شكله يوحي بذلك .. ففشلت مخططات هذا الامير وخاب أمله.