في عالمٍ حيث تتداخل الأساطير مع الواقع، وتلتقي الخرافات بالمعتقدات القديمة، نجد أن بعض الحيوانات تُحاط بهالة من الغموض والخوف. ومن بين هذه المخلوقات، تبرز القطط السوداء كرمز بارز يرتبط بالخرافات عبر العصور. فقد رسخت في نفوس الكثيرين اعتقادات واهية، وأصبح التعامل مع هذه الحيوانات مملوءًا بالحذر والقلق، مما يعرضها في بعض الأحيان للخطر.
لطالما كانت القطط السوداء موضوعًا للجدل والخوف، فهي ليست مجرد حيوانات أليفة في نظر البعض، بل تُعتبر رمزًا للشؤم والشر. في المملكة المتحدة والولايات المتحدة، ارتبطت القطط السوداء بالسحر والنحس، واعتبرت رمزًا للشياطين والطقوس السوداء. أما في الصين، فقد كانت تمثل علامة على الأوقات الصعبة والفقر، وفي أوروبا، كان يُنظر إلى قفزة قطة سوداء على سرير مريض كعلامة مؤكدة على اقتراب الموت.
على مر القرون، أثارت القطط السوداء ضجة كبيرة، حتى أصبحت رمزًا سيئ السمعة في المخيلة الشعبية. لكن، ما هي الحقيقة وراء هذه الأساطير؟ هل هي مجرد خرافات عابرة، أم أن هناك بعض الحقائق التي يمكن أن تفسر تلك المعتقدات العجيبة؟
في هذه القصة، سنستكشف الأساطير التي تحيط بالقطط السوداء ونفصل الحقيقة عن الضجيج، من خلال محتوى موقعنا، نوفباد:مكتبة القصص. والروايات العالمية دعونا نكشف النقاب عن تلك القصص الغامضة ونكتشف ما إذا كان هناك شيء حقيقي وراء هذه المخلوقات التي أثارت قلق البشرية منذ العصور القديمة.
القطط السوداء تجلب الحظ السيئ :
لم يكن هناك أي حيوان مرتبط بسوء الحظ أو السحر ارتباطاً وثيقاً أكثر من القط الأسود ، القطط (وخاصة الأسود منها) لها تاريخ طويل فيما يتعلق بفكرة الحظ (وخاصة سوء الحظ) ، فمن السهل جداً أن نعتقد أن تلك القطط مرتبطة بالمجهول كونها في المقام الأول مخلوقات ليلية تجوس خلسة في الليل بعيونها المتوهجة ، ثم تجلس القرفصاء و تتغنى بجمال القمر ، و تلك القطط يبدو أن لها اتصال بعوالم أخرى و مع ذلك فإن القطط السوداء لم تكن مرتبطة بسوء الحظ لفترة من الوقت في أوروبا ولكنها تحولت من كونها رموز للحظ السعيد إلى لعنات للحظ التعيس ، ربما كانت تلك القطط مقدسة في أوروبا قبل ظهور المسيحية، وهناك أدلة تشير إلى أن العديد من الحضارات اتخذت من القطط آلهة.
و وفقاً للأسطورة الإيطالية التي تقول بأن الهرة أنجبت قططها في نفس مولد يسوع المسيح ، لكن القطط لم تكن مجهزة لكي يتم تبجيلها في أوروبا المسيحية، فالكنيسة بنبذها العنيف للوثنية نجحت في الحد من وضع هذا الحيوان كمقدس فبعد أن كان في زُلْفَى المكانة آل مصيره إلى درك المهانة ... و خلال اضطهاد الكاثار ساد الاعتقاد بأن هؤلاء الهراطقة عبدوا الشيطان في صورته السِّنَّوْرِيَّة أي في شكل القط، و بهذا تم إدخال القط المسكين في مأساة السحر التي لا تنتهي .
نحن نعتقد أن القط الأسود حيوان عادي. لكن مهلاً ففي رحلة ميل دوين (Máel Dúin )، حيث يأتي البطل على جزيرة سحرية يسكنها قط واحد ، كانت الجزيرة مترفة و فاخرة و يوجد بداخلها قصر جميل مليء بالكنوز ، عندما يحاول أحد رفاق البطل سرقة الكنز يتحول شكل القط إلى سهم ويقتله.
الخوف المعاصر من القطط السوداء لأنها مرتبطة بالسحرة و محفل عيد القديسين قد يكون سببه عائد إلى الأساطير الصلتية، في حين يرى البعض أن ذلك الخوف له جذور من آلهة السحر اليونانية ، مثل الإلهة "هيكات" التي كانت مرتبطة بالقطط بصورة غير طبيعية.
ربما تعتقط أن "هيكات" مرتبطة بالكلاب، لكنها في الواقع ترتبط أيضا بالقطط .. يحكي الشاعر الروماني القديم "أوفيد" أنه عندما كانت الأميرة "ألكمين" حاملاً بهرقل من قبل زيوس لعبت خادمتها "غالينثياس" خدعة على إلهة الزواج "هيرا" للتأكد من أن "ألكمين" سوف تلد بنجاح من دون أن تتدخل الإلهة "هيرا" في ذلك الحمل و تتسبب في خيبة أمل للأميرة "ألكمين" ، فقد كان معروفاً أن الإلهة "هيرا" تزوجت "زيوس" و بالتالي كان لها الحق في أن تغار عليه بشدة بسبب كثرة علاقاته النسائية .
غضبت الإلهة "هيرا" على الخادمة "غالينثياس" و حولتها إلى قطة كعقاب لها ليتم إرسالها معلونة إلى العالم السفلي حيث تعمل هناك كاهنة لإلهة السحر "هيكات" ، هكذا اعتبرت القطط السوداء نذائر الموت نظراً لتعلقها بالسحر و العرافة و علاقتها بالعالم السفلي بسبب ارتباطها الوثيق بـ "هيكات"
"هيكات" ليست إلهة السحر الوحيدة المرتبطة بالقطط ، كانت القطط مقدسة لدى الأساطير الإسكندنافية والتي ارتبطت فيها القطط بالإلهة "سيور" ، كان سحر تلك الأخيرة نوع من السحر البصري الذي كان يمارس في العصر الحديدي الاسكندنافي المتأخر و كان القط متعلق أيضاً بديانا ، ففي إنجيل الساحرات، عندما يحل الغسق تتحول الإلهة "ديانا" (ملكة الساحرات كما يعتبرها البعض) إلى قطة لتنام مع لوسيفر (إبليس) ، فتصبح حاملاً بأراديا في غزالة الضحى .
و دمج اليونانيين بين إلهة الصيد و الإنجاب آرتميس و الإلهة باستيت المصرية لتنتج الإلهة الهجينة و اسمها "ايلوروس"
كتب "أنتونينوس ليبراليس" في التحولات و تغيير الشكل خلال القرن الثاني الميلادي أن "العملاق الوحشي الكاسر تيفون شعر بالرغبة في اغتيال زيوس و أن يتولي مقاليد الحكم من بعده و بالطبع لا يوجد إله واحد قادر على الصمود في مواجهة هذا العملاق الأفعاوي المميت "تيفون" . وفي حالة من الهلع فرت الآلهة إلى مصر . . . عندما هربوا غيروا أشكالهم لأشكال الحيوانات. . . فمثلاً أصبحت أرتميس قطة (الإلهة باستيت المصرية) ". لم يكن الكاتب القديم الوحيد الذي كتب أن أرتيميس وباستيت هما إلهه واحدة ، فقد كتب المؤرخ هيرودوت و الرحالة و الجغرافي بوسانياس أيضاً أن باستيت و أرتميس هما وجهين لعملة واحدة ، فهما ذات الإلهة ، و يقال بأن إلهة السماء حتحور و الإلهة الأناضولية كيبيلي و شيطانة العواصف ليليث كانوا يتمثلون في أشكال القطط أحياناً مع أننا نعلم أن الإلهة حتحور كان يرمز لها بالبقرة فليس من المتصور أن تظهر في صورة هرة لكن الرأي القائل بأنها قد تظهر في شكل قط ربما يكون سببه أن المصريين القدامى كانوا يتصورون أنها تجوب صحراء غرب النيل في صورة لبؤة حراسة للقبور هناك.
في اسكتلندا كانوا يعتقدون أن القطط السوداء ما هي إلا ساحرات ، و أن لديها القدرة على السيطرة على الطقس أو التنبؤ بأحواله ، و تذكر إحدى الخرافات الاسكتلندية أنه إذا خرج القط من النار كان ذلك نذيراً بقدوم عاصفة هوجاء. وإذا غسل القط وجهه فبشرى بقدوم المجر ، وقد اختلف صيادو الساحرات نيكولاس ريمي وجان بودين فيما إذا كانت القطط ساحرات أم شياطين .
القطط في الاعتقاد التقليدي لشعب دولة المجر هي أنها ساحرات ، تلك القطط السوداء ذات الأنا المتغيرة أو الشخصية البديلة تحوي بداخلها ازدواجية عجيبة ، هل الساحرة هي الهرة أم أن القطة هي الساحرة؟ في هذه القاعة المليئة بالمرايا التي تعكس صورة هذا الهر، ربما نظن أن تلك القطط ليست مخلوقات عاقلة لكن مهلاً ففي إحدى محاكمات ساحرة مجرية يروي الشاهد المدعي كيف أنه عندما واجه هرتين في الليل كان ينظر إليهما على أنهما شبحين ليليين، بدأ يتحدث معهما وأخبرهما أنه لم يخف منهما لأن "الرب يسوع المسيح معنا" ، وقال إن القطط استجابت لتلك العبارة بذكاء شديد فضحكت مِلْءَ شِدْقَيْها كما نضحك نحن البشر الأمر الذي يؤكد بأن تلك المخلوقات التي رآها هذا المدعي لم تكن مجرد هررة تلهو بالليل .
في تركيا يعتقد أنه يمكنك عكس سوء الحظ من خلال حلق جزء من شعر رأسك ، هذه الفكرة لها جذورها في العصور الوسطى، عندما كان كثير من الناس يعتقدون أن السحرة تتجنب الكشف عن هويتهم بتحويل أنفسهم إلى قطط ، أما لو سلك القط الأسود مسار المرء تحت ضوء القمر فسيعم الوباء حتى الموت.(خرافة إيرلندية)
ملك إنجلترا تشارلز الأول لديه قط أسود، والذي كان موضع تقدير و احترام من قبله حيث كان يعتز بذلك القط كثيراً لدرجة أن حراسه يراقبونه 24 ساعة في اليوم ، لقد أبى الحظ السعيد أن يخطي باب القصر، و ذلك بسبب اعتقال الملك بعد وفاة القط بيوم نتيجة صراعه مع مرض الموت.
لطالما سمعنا عن الصيادين و هم يقتلون الحيوانات بشراهة لسلب جلودها النادرة حتى صارت تحت قائمة المهددين بالخطر لكن هل سمعت يوماً عن أناس حرقت حيواناً لمجرد أن تصرفاته غريبة ؟ هذا ما حدث عندما كانت الكاثوليكية تكره القطط كثيراً لارتباطها بالسحر منذ أن أعلن البابا الثامن في عام 1484 أن "القط كان الحيوان المفضل لدى الشيطان و المحبوب من قبل الساحرات" .. ومن الأفكار الكامنة وراء ذلك أن القطة بطبعها متمردة و لا تخضع للأوامر ، على عكس الكلب أو الحيوانات المستأنسة الأخرى، فلا يمكن تدريب القط على الطاعة أو الولاء وبالتالي وجود شخصية متمردة، متهرطقة أو شيطانية، تتعارض مع تلك "الأدوار" التي وضعها الله تعالى لكل إنسان و حيوان. لقد قرر البابا حرق جميع الساحرات ، وحرق القطط معهن و كان ينظر إلى المرأة التي لها صلة وثيقة بالقطط على أنه دليل كافي لاتهامها بالسحر وبالتالي حرقها حتى الموت .
ليس ذلك فحسب فقد طالب البابا غريغوري التاسع بأن يتم إبادة جميع القطط - وخاصة السوداء منها - زاعماً أن القطط السوداء كانت هنا لتساعد الشيطان كما ساعدته الحية من قبل .. وقد أدى ذلك الهبوط التدريجي لأعداد القطط إلى تفاقم الطاعون الأسود في العصور الوسطى، الذي كان في حالة انخفاض عندما كانت أعداد القطط مرتفعة وارتفع عند إبادتها ، و يعتقد أن الفئران حملت بكتيريا الطاعون عن طريق البراغيث التي يمكن أن تتكاثر فيها البكتيريا، فكما نعلم أن الكون ذو توازن بيئي دقيق فلا نستعجب أنه عندما تقل أعداد القطط، يرتفع عدد الفئران بالتضاد المضاعف.
لقد انتهى الحرق و انتهت حياة القطط المسكينة لكن انتظر ثمة شخص يخبرنا أن بعض الحيوانات المفترسة لم تسلم هي الأخرى من تلك المحرقة اللعينة.. لقد أدى هذا الخوف من السحر وربط القط به إلى وفاة ما يقدر بخمسين مليون شخص في القرن الرابع عشر الميلادي ، أو ستين في المئة من مجموع سكان أوروبا ! مفارقات عجيبة أن تجد ذلك الحماس لتدمير القطط السوداء فيساهم في تفشي الطاعون، وذلك بسبب زيادة القوارض في غياب الكثير من القطط لقتلها وأكلها ، و هنا يسعفني تنويه هام هو أن العديد من هذه الخرافات حول القطط السوداء ماتزال موجودة اليوم ، ولهذا السبب القطط السوداء غالباً ما يكون أدنى معدلات التبني لها في منظمات إنقاذ عديدة حتى لا نعيد هذا المصاب الجلل .
لذلك في المرة القادمة عندما تصادف في طريقك قطاً أسوداً بهيماً ينظر إليك فربما لا تكون مجرد نظرة عابرة والسلام و لعل ذلك الهر يحوي كياناً غيبياً بداخله يريد أن ينقض عليك عندها قم بحرقه و لا تتردد.
رمزية القطط السوداء
القطط - سواء أحببتها أم لا - لا يوجد إنكار بأنها مكتظة بالمعاني الرمزية.. في بعض الثقافات القط ذو سمعة مشوهة و غالباً ما يرجع ذلك إلى الخرافات التي تشكلت حول سلوكه الغامض أو الغير عادي أو حتى الوحشي ، لكن تقريباً كل ثقافة لديها أسطورة أو قصة تعرضت لذكر ميزات القطط. بعض الشعوب بغضت تلك القطط و اعتبرتها ملعونة، فيما عبدها البعض الآخر و اعتبرها آلهة وجب تقديسها ، وبغض النظر عن الرأي الشخصي أو موقف الأساطير فالقط رمزي (له مدلولات رمزية) في جميع أنحاء العالم ، وقد أثرت القطط على خيال البشرية و اتخذت من نفسها مرتكزاً ترتكز عليها بعض الأساطير باعتباره حيوان صلتي قديم ، فالقط يمثل الحارس على العالم الآخر (أو العالم السفلي، اعتماداً على النصوص التي تقرأ في مناطق مختلفة) ..القطط ، رواقية ، صامتة ، وغامضة ، فالقطط بتلك الصفات تصلح -بشكل جيد للغاية - كحارسة تقف علي بوابات العالم الآخر ، إنها تبقي على أسرار العالم الآخر لأنفسها ، هررة لديها نظرة دهاء في عالم لا يرى أو يفهم عمق معارفها.
في التقاليد الغربية كانت القطط السوداء متعلقة بالسحر ، ويرجع ذلك إلى اللون الأسود المرتبط بمخاطر الليل ، ووفقاً لذلك المعتقد أنه عندما نعلم أن القط حيوان متحول فإن ذلك سيغير تصورنا للواقع ، الساحرات والقطط متشبثين ببعضهما ، و قد يرجع جزء كبير من هذا الارتباط إلى تصرفات القطة غير القابلة للتنبؤ بها (بشكل عام)
في التقاليد الأوروبية القديمة كان القط مشهداً مزعجاً للبعض و كما هو الحال مع كل الرمزيات ، بمجرد أن يطلق أحدهم كلمة رمزية، تنتشر الكلمة، و يقوم الشعب كله أو القبيلة بتبني هذا المعنى الرمزي ، نفس الشيء مع القطط ، فقد وصفت شريحة من السكان القط بأنه مخلوق شائن ، و نتج عن ذلك أن قبلت حفنة من الناس الآخرين تلك الإدانة السيئة بحق القط البريء ، و سرعان ما انتشرت الأساطير الزائفة و الاتهامات الباطلة انتشار الفيروس في الجسم أو قل كالنار في الهشيم ، و أطلق بعضهم على الساحرات صفات لا تطلق على نادلة في ملهى ليلي ، لم يتم تفسير معتقدات الساحرات بسهولة ، تماماً كسلوك القط يمكن أن يكون محير ، و بهذا شكل الاثنان رفيقان بريئان تمت إدانتهم من قبل أناس شغلهم الشاغل أن يلحقوا الأذية بخلق الله.
لقد كان هناك الكثير من السكان يعشقون القطط و منهم من قام بعبادتها ، ففي روما القديمة مثلاً كان القط مقرباً من "ديانا" إلهة القمر ، هذا و كان يعتبر القط أيضاً حارساً على المنازل و رمزاً للخير.
في العرف الإسلامي يقال في الأسطورة أنه تم تكريم الهر لأنه أنقذ النبي محمد من هجوم ثعبان شرس ، و من هنا تم خلق حرف ميم على جبين القط القطبي هو أول حرف من اسم النبي محمد كما كان النبي يضع يده بخفة على جبين القط المفضل لديه .
و في أسطورة اسكندنافية تم تصوير القط كعربة لإلهة الخصوبة "فريجا"، وبالتالي كان ينظر إلى القط على أنه نعمة على حديثي الولادة و فأل (بشارة) جيدة لأولئك الذين يستزيدون من أعداد أسرهم ، و في مصر القديمة كانت القطط مقدسة ، بل كانت مصورة على رأس إلهة القمر "باستيت" التي كان يعبدها المصريون القدماء ، و زيادة في تعظيمها و خدمتها فقد كانت القطط محنطة جنباً إلى جنب مع الفئران لكي تتناولها .
سأعرض عليكم بعض من الصفات الرمزية التي قيلت عن القطط
- الداهية
- الماهرة
- الحسنة الاختيار
- الغامضة
- ذات الحدس الغريب
- المتقدة الذهن (الذكية)
- المستقلة
- الخارقة للطبيعة
- اليقظة (فيمكنها السهر طوال الليل)
القطط تعني الكثير من الأشياء لكثير من الثقافات و الشعوب المختلفة ، ولكن الذكاء و المهارة تبقيان دائماً ميزتان رمزيتان ثابتتان ، فهي تميل بين الفينة و الفينة إلى أن تكون حاذقة (واسعة الحيلة) وتعطي لنا عادةً رسائل التغيير، ومرونة القدرة على التكيف في كثير من الأحيان ، عندما يتخذ القط مظهراً غير مألوف في حياتنا فهو رسالة بالنسبة لنا لكي نثور ضد روتيننا المعتاد و من ثم نجري بعض التغييرات الجديدة في حياتنا ، وكذلك أن نكون أكثر مرونة في تفكيرنا .
يمكن للقط أن ينعزل عن القطط الأخرى و العالم الخارجي، وهذا فيه إشارة بالنسبة لنا كي ننأى بأنفسنا عن بعض الناس سيئي الخلق أو قل أشباه البشر ، و في بعض الأحيان يكون البعد عن الناس أفضل علاج لبعض المشاكل النفسية فالقط يدرك بطبيعته هذه الحقيقة، ونحن من الحكمة أن ندرك هذه الحاجة أيضاً .
و لقد رأيتم بسبب تصرفات القط الغريبة تم طعن هذا القط بسكين مسموم و أطلقوا عليه إشاعات ببساطة، لأنه عندما يأتي أحدهم على ذكر القط يتبادر السحر إلى أذهانهم للوهلة الأولى بسبب سلوكها الغير تقليدي والغير متوقع ، جوهر ذلك القط يعلمنا درساً عن قيمة كون المخلوق فريد من نوعه.
والخبر السار هو هذا السر الذي يكمن في رسالة لنا مؤداها أن لدينا القوة لنتغلب على الوهم
رمزية القطط تذكرنا بأن لا نقع فريسة المعتقدات الكاذبة، و ألا نكون حمقى كالجهال من الناس و نستخلص فهم الحكمة الداخلية الخاصة بنا ، القطة تغذينا بالفوائد النفسية في تلك الحياة فعندما ننقل إدراكنا إلى قلوبنا وعقولنا ونفوسنا ونثق بأنفسنا دائماً و أبداً سنرى الأمور على حقيقتها و لن يلتبس علينا شيء .
هل للقطط السوداء أنواع ؟
نوع آخر من القطط السوداء ربما سمعت بعض القصص عنه إنه النمر الأسود ، اسم ينطبق على أي قط كبير يولد بمعطف داكن بدلاً من واحد منقوش ، لذلك هناك نمور مرقطة و فهود سوداء، مع وجود روايات أشد سواداً حول أنواع أخرى من القطط الكبيرة ، مثل أسد الجبال أو النمر القزم (الأصلوت)، كون تلك الحيوانات يشوبها العجب و يلفها الغموض ، ولا توجد أنواع مسجلة من النمر الأسود ، بدلاً من ذلك ، فإن الإسم يشير إلى ظاهرة الأنواع الهجينة.
التفسير العلمي لحيوان ذو معطف أكثر قتامة من المعتاد هو الميلانية ، تتسبب الصبغة الميلانية في حدوث طفرة جينية طبيعية، قد تكون إما مهيمنة(سائدة) أو منتحية في النمر المرقط(اليَغْوَر)، تحدث الميلانية بسبب طفرة جينية مهيمنة، لذلك يجب أن يكون شبل اليَغْوَر حاملاً جين ميلاني لأحدى الأبوين لكي يولد أسوداً ، في النمور بصفة عامة، تلك الطفرة متنحية، مما يعني أن شبل النمر الأسود يمكن أن يحصد على ما يبدو جينات عشوائية من كلا الأبوين ، ما يجري في الواقع هو أن واحداً أو كلّاً من الأبوين يحمل الجين الميلاني ، مع فرصة أن يتم التعبير عن الجين في الأشبال عن طريق تمريره إليهم.
من المثير للاهتمام، أن القطط السوداء المنزلية ليست سوداء في اللون لنفس السبب ، ويتكون جلد القط جزئياً من خلايا صباغية والتي تحول لون فراء القط إلى ألوان متعددة رداً على أنواع من البروتينات التي تستقبلها ، ففي المتوسط معظم الخلايا الميلانية للقط تتلقى بروتين يسمى "أغوطي" ، الذي يسبغ على الفراء اللون الرملي.
عندما تتعطل بروتينات "أغوطي" فإن الخلايا الميلانية لا تميز تلك البروتينات ثم تتجاهلها على نحو فعال ، مما يجعل الجلد والفراء يخيم عليهم الظلام و يصيرون أشد عتمة ، لكن طالما لم يحدث ذلك و طالما أن الخلايا تستقبل البروتينات فسيتم تكوين الخطوط والبقع على القطط و يضحى القط زاهياً بالألوان
أما في القط الأسود الوضع يبدو أكثر اتساعاً ، فهي تفتقد جزءاً محدداً من تسلسل الجين السنوري (القططي) ، وبالتالي فإن عدد بروتينات أغوطي في جسم القط الأسود ستصبح قصيرة جداً ذلك أن الخلايا الميلانية لا تستجيب لأي منهم ، ونتيجة لذلك القط كله كما ترى أسوداً بهيماً .
أشعر و كأنني في حصة أحياء لا أعرف ماذا أقول فذلك الدثار القططي أكثر تعقيداً مما كنت أدرك .
هل القط الأسود جني متجسد ؟
القطط السوداء هي رمز لروح غامضة قادمة إلى الحياة الدنيوية ، ويمثل لونها الذي لا يمكن اختراقه لغز رحلة العودة الروحية (عودة الروح) إلى العالم المادي ، فالقط في حد ذاته هو رمز للوصول إلى الكمال (الكمال لله وحده) والوحدة ، و انضمام الحياة الأثيرية مع الحياة المادية .
يعتقد القدامى أن القط ذو الفراء الأسود هو روح الإنسان الذي توفي بدون أن تكتمل أعماله لذلك لا يهدأ له بال و لا يستقر له حال حتي يعود إلى الدنيا و يكمل ما بقى من سجل أعماله ، لا يمكن أن تولد هذه الأرواح مرة أخرى كبشر، ويمكن أن تأخذ فقط صورة ذلك القط الحبري وغيره من الحيوانات السوداء عندما يرغبون في العودة إلى العالم المادي .
رمز للشر والظلام لبعض الثقافات ، وحسن الحظ والصحة الجيدة للبعض الآخر ، القطة السوداء لاتزال تتصور ، تطارد و تنشر الخير
في بعض الثقافات الإفريقية و الشرقية وبالأخص الدول العربية ، اشتهر القط بلقبه "سبعة أرواح" و من باب الشيء بالشيء يذكر أنه عندما تجد شخصاً ينجو من كل مهلكة على الدوام تقول فلان هذا بسبعة أرواح و أحياناً قد تطلق عليه لقب العنقاء أيضاً .. عليى العموم فالقط هو الشكل المفضل لدى مخلوقات غير مرئية من طاقة و نار تعيش في عالم غير مرئي .
العجيب أن كلمة "الجني" بالانجليزية تسمي "genie" حيث كلمة "genie" مشتقة من نفس جذر كلمة "genius عبقري". و كما قيل أن القطط لديها سبعة أرواح ، لذلك من المؤكد أن تكون هذه الهررة سحرية و ذكية جداً !
في الهند ، كان الناس يخشون الهررة السوداء على الطرق، و لو رأيت أحداً منهم يعترض طريقك فذلك يعني فأل(نذير شؤم) مؤسف للغاية ، و في بعض المناطق، يتم تحديد الحظ بواسطة اتجاه القط : إذا عبر الطريق من اليسار إلى اليمين، يمكنك أن تتوقع حظاً سعيداً ، أما إذا عبر من اليمين إلى اليسار ، فلتتوقع منعطفاً سيئاً مليئاً بحظ أسوأ.
كان لدى بلاد فارس القديمة اعتقاداً مماثلاً، وإن كان مختلفاً، عن القطط السوداء و اعتبروا القط الأسود مظهر مادي من الذات الأثيرية الأعلى ، ما أسموه "همزاد" ، لذلك ستجلب الضرر لنفسك إذا أزعجت هرة سوداء عابرة ، لربما تكون هي الهمزاد الخاص بك ، أو أعلى ذاتك و ولدت لمرافقتك في رحلتك الدنيوية الخاص بك .
في مرتفعات اسكتلندا ، البسيسات (القطط) السوداء ناشرة للشر و سوء الحظ ، إنها ترغب في وضع كرات الفرو على شرفتها لصد سوء الحظ وجذب الطاقة الإيجابية.
في انكلترا ، يتبارك السكان بهرة مرت عليهم من قبل أو عبرت طريقهم ، إنهم شاكرين لها لاجتياحها مشكلة كانت قادمة و أبعدتها عنهم ، قد تظن أن تلك أسطورة في حين أن هذه الخرافة ماتزال حقيقية في الولايات المتحدة و المملكة المتحدة واليابان واستراليا وأجزاء من أوروبا، و في المقابل فالقط الأسود هو علامة على حسن الحظ ، فإذا كان القط الأسود يدخل منزلك فاعلم أنك من ذوي المستقبل الزاهر، و إذا كان القط الأسود الغامض يلتقي بك في الباب الأمامي الخاص بك، أو إذا داعبته ثلاث مرات ، أو إذا كنت تحلم به ، فذلك علامة مؤكدة أن الحظ السعيد في طريقه إليك.
القطط السوداء في الصين
بالنسبة للصينيين، ينضح القط الأسود بين رموز مختلط و قد يرمز إلى الفقر القادم بالنسبة للبعض، ولكنه رمزاً للازدهار الوشيك لدى الآخرين ، فالقطط بفرائها الأسود الخالص هي نذير من المرض والفقر في بعض المناطق ، لقد هرب الصينيون القدماء من هر أسود قادم ، والذي كان يعتقد أنه سيلقى بسوء الحظ عليهم.
في معظم أنحاء الصين، الفرو السنوري للقطط هو سحر حظ مفعم بالحياة كان كل تاجر يأخذ هر أسود معه إلى محله التجاري و يربطه هناك حتى تستمر أعماله التجارية و يربح.
يختار الصينيون أقدم القطط التي يمكن أن يحتفظوا بها كحيوانات أليفة لأن القطط تجلب حظاً وافراً مع تقدمها في السن ، على الرغم من أنهم يعتنون بها بشكل جيد للغاية ، فهي تتمتع بحرية أقل ، خصوصاً و أنها مربوطة داخل المتجر أو المنزل لأنها إذا تركت منزل مالكها فإنها تسلب الحظ السعيد و تأخذه معها .
إليك بعض هوامش غريبة
1- يمكن للمرأة أن توقف دورتها الشهرية عن طريق استئصال الطحال من القط الأسود.
2- عندما ترى قطاً أسوداً يأتي إلى غرفة أحدهم في الليل فعليك أن تلقي التحية و إلا لن يمر عليك نهار جديد.
3- لقد لاحظ بعض الأوروبيين، وخاصة الألمان والإيطاليين، أن القطط سواء أكانت سوداء أم لا ، تتردد على سرير الشخص الذي يعاني من أمراض خطيرة والذي قد يموت قريباً لربما تخفف من آلامه و أوجاعه.
4- هذه القطط هي تمائم حية لحسن الحظ ، البعض في أوروبا يعشقون امتلاك القطط السوداء لكي تعبر طريقهم (على النحو الذي تم توضيحه) و هذه المخلوقات تسلب حظهم السيئ و تستبدله بالجيد منه.
5- و كرمز للخصائص السحرية و السحر الأسود، يستخدم لحم القط الأسود للتراجع عن الأعمال السحرية (ليس لحم القط الهزيل).
القطط السوداء تجعل الإبحار آمناً ... ربما !
البحارة مشهورون بخرافاتهم ، وبطبيعة الحال فإنها لا يمكن أن تمر عليهم أسطورة القط الأسود مرور الكرام ، فيتم الاحتفاظ بهريرة سوداء من قبل البحارة على سفينتهم لتهدئة البحار وترويض الرياح ، و يتم الاعتناء بها بشدة لأنها و هي تلهو على متن السفينة من المحتمل أن تسقط من فوقها هابطةً إلى أعماق البحار التي ربما لن تميز بينها و بين قاع البحر بسبب لونهما المعتم بالطبع هذا افتراض يتجنبه البحارة لأنه يعد انتهاك كبير للسلوك البحري، ويزعم أنه يسبب عواصف بحرية خطيرة.
ففي القرن التاسع عشر أبحر البحارة و القطط السوداء على السفن لأنهم يظنون أنها سوف تجلب لهم الحظ الجيد ، وأبقت زوجات الصيادين على القطط السوداء بينما ذهب أزواجهن إلى البحر، معتقدين أن ذلك سيضمن عودة أزواجهن بأمان ، ويعتقد القراصنة أنه إذا كان القط الأسود يسير باتجاههم ، كان ذلك علامة على سوء الحظ الذي ينتظرهم في المستقبل ، ومع ذلك، إذا كان القط الأسود يسير بعيداً عن القراصنة،ك فكان ينظر إليه في هذه الحالة على أنه رمزاً لحظ سعيد .. و إذا مشى القط الأسود على سفينة القراصنة ومن ثم خرج مرة أخرى كانت السفينة محكوم عليها ومن المرجح أن تغرق في رحلتها القادمة ، و لقد حافظت زوجات الصيادين على القطط السوداء بينما ذهب أزواجهن إلى البحر. كانوا يعتقدون أن القطط السوداء من شأنها أن تحول دون وقوع خطر لأزواجهم واعتبرت هذه القطط السوداء نفيسة جداً بحيث أنها كثيراً ما كانت تُسرَق. ففي المرفأ البريطاني سكاربورو ، نجد زوجة بحار مؤمنة بالخرافات تدلل وتلاعب قطاً أسوداً أبقى زوجها آمن في البحر لأن ذاك القط يعلم الغيب ! إنه لأمر مثير ..
التحذير من المخاطر المهنية
كثيراً ما يتوقف عمال المناجم والصيادين وغيرهم من العمال في المهن الخطرة عن العمل إذا عترضت قطة بفراء أسود طريقهم على الرغم من أن الأمر مخيف بالنسبة لهم لرؤية هر أسود ، فهم ممتنون جداً لذلك القط لأنه حذرهم من كارثة قادمة.
القطط السوداء و الرومانسية و حفلات الزفاف
في اليابان يعتقد أن القط الأسود يحسن من حياتك الغرامية و تقول الخرافة أنه إذا امرأة اصطحبت قطة سوداء معها إلى المنزل فعندها يمكننا التوقع أن يتقدم لخطبتها العديد من الشباب ، مما يعني العديد من الرجال الحريصون على الزواج منها ، ويعتقد أيضاً أن العروس سيكون لها حياة زوجية سعيدة إذا عطس القط الأسود بالقرب منها في يوم زفافها.
في جنوب إنجلترا القط الفحمي الأسود هو رمز لزواج و مستقبل جيدين ، أصل هذا الناموس غير معروف، ولكن يبدو أن القط أسود اللون كان ينظر إليه على أنه اجتماع للسلبية بسوء الحظ في الأسرة ، وعادةً ما يكون لدى الأسر قطط سوداء تربيها كحيوانات أليفة لترمز إلى رغبة الوالدين في الحصول على زوج جيد و مريح لكل ابنة.
القط السمين كالكهرمان الأسود اللامع بفروه القاتم ! الذي يتم إعطاؤه كدمية للزوجين في يوم الزفاف حتى يحالف الحظ هذين الزوجين و يهنآن بزواج مثالي وفقاً لتقاليد مدينة ميدلاند.
أكثر شهرة مما قد تظن : القط الأسود في الثقافة الشعبية
تذكر الدكتورة تشارلوت روز ميلار - باحثة مساعدة في جامعة ملبورن - أنه "عندما تتغير عارضة جوجل احتفالاً بعيد القديسيين فإنها تسلط الضوء على بعض الأمور ، هناك اليقطين (القرع) في كل مكان ، هياكل عظمية و أشباح ، هناك حتى بعض الأزياء للحيوانات الأليفة التي قد تكون مزعجة نوعاً ما خصوصاً وأنها تنطوي على إحدى الثلاث أشياء سالفة الذكر ، وهناك القطط وهناك القطط السوداء دائماً و أبداً، تعد عنصراً أساسياً من أي شيء سحري أو خارق ، القطط مخلوقات سحرية أي شخص ترعرع و شاهد برنامج تلفاز الأمريكي في التسعينيات الذي قدم إحدى الساحرات و تدعى سابرينا يمكن أن أقول له هذا ، السبب في أننا شاهدنا سابرينا الساحرة في سن المراهقة، لم يكن ذلك لسياسة المدارس الثانوية المقلقة نوعاً ما و إنما بسبب الهر البديع الخاص بها الذي كان يتحدث بلغة البشر ، كان يدعي "سالم" .. الجميع يعرف أن ساحرة ستحظى بقط أسود ولكن كم من الناس يمكن أن يقول لك لماذا ؟ "أي لماذا تحتفظ الساحرة بهر أسود ؟
"في الواقع للإجابة على هذا التساؤل يجدر بنا أن نعود بالزمن للوراء منذ أربعة قرون مضت في إنجلترا تحديداً خلال عهد الملكة إليزابيث الأولى ( 1558 - 1603 ) ، كانت هذه هي الفترة التي بدأت فيها تجارب السحر في إنجلترا ، وفي الفترة ما بين 1558 و 1736، تمت محاكمة ما يقرب من ألف رجل وامرأة (ولكن معظمهم من النساء) بسبب السحر ، لقد دونت محاكمات الساحرات في كتيبات جمة لكي تصير قصصاً تعمم في جميع أرجاء المملكة ، جزء كبير من هذه الروايات صور الساحرات كأشخاص يمتلكن حيوانات صغيرة وحيوانات منزلية غالباً على شكل قطط.
كانت هذه المخلوقات تعرف بالأرواح الصديقة ، لم يكن لديهن قطط على الرغم من أنها متواجدة بكثرة كذلك الكلاب، و العلجوم (ضفدع) والطيور البرية والدواجن و حيوانات الخُلْد والفئران.
اتخذ البعض منها أشكالاً أكثر غرابة بكثير ، خذ على سبيل المثال الشيطان الثرثار ذو رأس القط الذي ظهر في الجزء السفلي من سرير ساحرة متهمة ، أو الكلب ذو القرون على رأسه أو الحيوان الذي اختار أن يظهر أولاً كدب، ثم تحول إلى حصان ثم إلى بقرة وأخيرا يتحول إلى تنين ، بدت بعض المخلوقات طبيعية ولكن لديها خصائص غريبة مثل حيوان الخلد الذي بدا طبيعياً حتى تكلم بصوت مقوَّر (مجوف) أو اثنين من المخلوقات العجيبة غريسيل و غريديغوت اللذان وصفا بأن لهما شكل الكلاب مع شعيرات كبيرة من شعر خنزير على ظهورهم ، وأياً كان شكل تلك المخلوقات فقد أخذوا يؤدون دوراً واحداً : كانت تجسيدات حيوانية من الشيطان الرجيم."
و تستأنف الدكتورة تشارلوت حديثها "إن هذه المعلومات قد يفاجأ بها بعض الناس على الأقل أصحاب المحلات في ممر ملبورن الشهير الذي أعلن عن برنامج عطلة الأطفال التي من شأنها أن تساعدهم على إيجاد أرواحهم الحميمة (المخلوقات الغريبة) .
لقد تساءلت في كثير من الأحيان إذا كان مخرجو برنامج الساحرة صابرينا و برامج السحر الأخرى يعرفون شيئاً عن الأصول الشيطانية التي تنبع منها هذه المخلوقات سالفة الذكر ، يقال أن السحرة يبرمون عقداً مع الشيطان الذي بدوره يظهر لهم في شكل حيوان ، فيمد يد العون لهم لإيذاء جيرانهم أو كي يصيروا أغنياء ، أو لينتقموا من أعدائهم. ولكن ربما تكون هذه الصور من برنامج التلفزيون الأمريكي في التسعينيات مناسبة تماماً . ويعتقد أن السحرة في أوائل إنجلترا الحديثة لديهم حنون، فيقيمون العلاقات الحميمة مع أرواحهم الصديقة. كانوا يغذون تلك الأرواح(أو بالأحرى تلك المخلوقات) أحياناً بالحليب ولكن في كثير من الأحيان بالدم من أجسادهم، أضف إلى ذلك أنهم كانوا يصنعون أعشاشاً من الصوف، و من ثم ينامون معاً في سرير واحد."
تأخذ الدكتورة تشارلوت رشفة ماء ثم تثير التساؤل حول كنه هذه الأرواح قائلةً "كيف لنا أن نفهم تلك الأرواح الصديقة ؟هذه المخلوقات لم تكن في الواقع تجسيدات حيوانية من الشيطان الرجيم ، ولكن هذا لا يعني أنها لم تكن موجودة ، أود أن أقول أن الطبيعة العادية جداً لهذه الأرواح تعني بقوة أن مشاهد الأرواح كانت مبنية على مشاهد حقيقية لحيوانات أقام العديد من الرجال و النساء علاقات حميمة معهم ، و لقد أدِينت العديد من الساحرات بتهمة التحدث إلى هذه المخلوقات وبالطبع التحدث إلى حيوان يمكن أن يعني أنه شيطاني.
هذا و يظن المشتكون والشهود والقضاة والمحققون بأن هذه الحيوانات ما هي إلا حلقة وصل بين الساحرة و الشيطان. تلك وسيلة الساحرة للوصول إلى السحر الضار الذي ربما يقتل الأطفال، و يعذب الجيران، و يكسح الماشية فيحولها إلى عرجاء ، و يجعل الرجل عنيناً (عاجز جنسياً) ، ولكن كيف شاهد السحرة هذه المخلوقات ؟ وباستثناء فترة وجيزة خلال الأربعينيات من عام 1600، لم يتم تعذيب السحرة المتهمين في انجلترا وهذا يجعل من الصعب في نواح عديدة، فهم سبب اعتراف الكثير من الرجال والنساء بجرائم لم يكن بإمكانهم ارتكابها واعترف المئات من الناس بإبرام اتفاق مع رفاقهم الشيطانيين وإرسالهم لإيذاء أولئك الذين كانوا قد أساؤوا إليهم ، فأين نجد مثل هذه القصص؟"
و تختتم الدكتورة تحليلها "والمثير للدهشة أن أي شخص قام بقراءة ثلاثية كتاب فيليب بولمان المدعوة "ماديات ظلماء" قد يعرف إجابة واحدة محتملة على هذا السؤال ، وقد وصفت مخلوقات بولمان الحيوانية المعروفة باسم الشياطين بأنها مظاهر للذات الداخلية للشخص ، وكانت هذه المخلوقات ذكية وعاطفية مدركة، وتعكس جوانب شخصية رفيقتهم الساحرة.. أود أن أقول أن هذه هي الطريقة التي ينبغي أن ننظر إلى اعترافات السحرة من خلالها عن طريق الدلائل التي تشير إلى أذيتهم للناس بواسطة حيواناتهم هاته.
ولم تكن تلك المخلوقات مجرد قطط سوداء أو حيوانات منزلية أخرى ، كانت بمثابة مظاهر جسدية لمشاعر الساحرة التي لا تطاق : الغيظ الشديد ، الغضب، الخداع، الحسد و الكراهية .. وفي بعض الحالات الحب ، فقد استخدم السحرة مخلوقاتهم الشيطانية هذه لتجسيد مشاعرهم ، فبدون قططهم لم يكن للساحرة أي قوة، لكنهم تمكنوا من الحصول على بطاقة ائتمان للمرض الذي قتل الرجل الذي صفعهم في الشارع ! أو المرأة التي رفضت إعطائهم الصدقات.
وكان القط الأسود شخصية قوية حتى في وقت مبكر من محاكمات الساحرات ، فإن امتلاك واحد من هذه الأرواح الصديقة كان كافياً لإيقاف القبض والمحاكمة ، وبالنسبة لبعض الرجال والنساء فيعتقدون أن الرابطة بين القطط والسحر قوية بحيث تستمر بعد أربعمائة سنة حتى عندما لم نعد نتذكر لماذا ."
الناس الذين كانوا يمتلكون القطط السوداء، أو في الواقع الحيوانات الأليفة الأخرى كان ينظر إليهم بشك ، وقد تم تحديد هذه الحيوانات الأليفة على أنها "مخلوقات صديقة". وكان يعتقد أن الساحرة تساوم روحهم لتأخذ من قواهم السحرية قدراً تقوى به على عباد الله
الحقيقة الأكثر احتمالاً في كل هذا أنه قديماً كان هناك أناساً حكماء لديهم مزارع على دراية بالنباتات العشبية وتربية الحيوانات كانوا يتجنبون بعضها مثل القطط كونها وحيدة لقد أراد الخوافين من الناس أن يلقوا باللوم على الأحداث المؤلمة التي أثرت عليهم، مثل المرض أو القتل أو اضطرابات الصحة النفسية ، وعزيت هذه القضايا إلى أولئك الذين وجدوا صعوبة في الثقة أو الإدراك و بعبارة أخرى ، عندما يأتي وقت السفر إلى عام 1600 ، فعليك أن لا تجلب هراً أسوداً معك حتى لا تقع تحت طائلة العقاب.
في الهزيع من الليل يترقب الهر الأسود الطقس .. كيف تتفاعل القطط مع الضغط البارومتري ؟
عندما تستشعر الهرة بالطقس القاسي يقترب، فقد تتفاعل معه بعدة طرق ، كأن تفر إلى حجيرة صغيرة مظلمة من لون جسدها .. قد تبدو مثل هذه السلوكيات غريبة، ولكن تمت ملاحظتها لعدة قرون من قبل البحارة ، فقبل القرن 18 كانوا يحتفظون بالقطط على متن سفنهم للتنبؤات الجوية ، وكان البحارة يؤمنون بأن القطط تتسبب في حدوث عواصف من خلال السحر المخزن في ذيلها، ولكننا نعرف الآن أن القطط قادرة على ملاحظة التغييرات في الضغط البارومتري (المعروف أيضاً باسم الضغط الجوي) قبل أن تهب و فيما يلي بعض الأمور عن الطقس :
* تلك القطط تتنبأ بالرياح عن طريق حك جلدها بالسجاد والستائر ، و من المرجح للغاية أن يحل المطر عندما يغسل القط أذنيه بهمة و نشاط.
* عند حبس القط في شيء ما فلن يسلم أحد من الطقس السيئ .
* الساحرات اللاتي يركبن الرياح و العواصف اتخذن شكل القطط.
* كان الكلب - وهو خادم ملك العاصفة أودين - رمزاً للرياح ، وجاءت القطط لترمز إلى هطول الأمطار المتساقطة ، والكلاب لترمز إلى هبوب الرياح القوية ، قد يكون هذا هو المصدر الذي نشأت منه عبارة "إنها تمطر كلاباً و قطط"
* إذا جلست القطط الأمريكية في وقت مبكر و ظهورها للنار، فإن تلك نبوءة بقدوم المفاجأة الباردة.
* القط الذي ينام و جميع الكفوف الأربعة مدسوسة(مطوية) تحته يعني سوء الأحوال الجوية القادمة في الطريق.
بشائر الغيث :
- عندما تجد قطاً يلعق ذيله فذلك بشير بنزول المطر.
- و أيضاً حينما تلعق القطة نفسها على سبيل الاستحمام.
- قطة تستريح و الجزء المسطح من رأسها على الأرض(أي تنام على ظهرها) .
- عندما يعطس القط يخرج رذاذاً فلعله يكون هو المطر .
- إذا كان القط ينظر باستمرار إلى النافذة فإن المطر قادم في الطريق .
- عندما يتوسع بؤبؤ عين القط فسيكون هناك أمطار.. (خرافة ويلزية)
طوالع سوء الأحوال الجوية :
القط الهائج ينذر بسوء الطقس.. و أيضاً القطة التي تضع ذيلها نحو النار ، و القطة التي تجلس و ظهرها مواجه للحريق فذلك فأل سيئ ، والقط إذا خدش دعامة(ساق) الطاولة يعني هذا أنه سيكون هناك تغيير في الطقس نحو الأسوأ.
ما هو استشعار القطط هذا ؟
لقرون، كان سلوك القطط قبل العواصف الكبرى يعتبر سلوكاً خارقاً لقوانين الطبيعة، ولكننا نعرف الآن أن القطط تتفاعل مع التحولات في ضغط الهواء التي تحدث عندما تقترب العواصف ، تتشكل العواصف عندما يرتطم الهواء الدافئ بالبارد ، مما يضطر الهواء الدافئ والرطب إلى الصعود لأعلى ، والهواء البارد و الأقل كثافة فإنه يهبط إلى أسفل أو بالأحرى يقترب نسبياً من الأرض ، و كما يرتفع الهواء الدافئ فإنه يبدأ بالبرودة مما يخلق التكثيف الذي يمكن أن ينتج عنه الغيوم والعواصف ، ولأن القطط هي الحيوانات المفترسة الطبيعية بالحواس التي تسمح لهم أن يضبطوها بدقة في بيئتهم فإنها بسهولة تكشف مثل هذه التحولات في الضغط .
أين المفر ؟
وبمجرد أن تكتشف القطط عاصفة قادمة في الاتجاه المعاكس قد تكون غريزتها الأولى هي الفرار أو الاختباء ، هذا هو تكتيك (نهج) البقاء على قيد الحياة ، حيث تحاول أن تذهب إلى المكان الأكثر أماناً وبدلاً من إخراجها من منطقة الخطر التي تتعرض لها ، فإنها قد تختبئ في مكان مغلق و تبتعد عن العاصفة .
و قد تحمل القطة الأم قططها و تهاجر بهم إلى بر الأمان قبل أن تتخذ ملاذاً للسكن فيه.
مسح الفك المشقوق :
بعض الأقوال الفولكلورية القديمة تتضمن أمثلة على سلوك القطط قبل هبوب العاصفة ، العديد منها يشير إلى عمل محدد : قطة تدير مخلبها و تمرره عبر جانب وجهها و أذناها ، هناك رد على هيئة إشارات عابرة في مجلد (كتاب كبير) يدعى "المنجمون" للسير جون ميلتون إلى قصيدة كتبها والد تشارلز داروين والدكتور إيراسموس داروين، بعنوان "علامات الطقس السيئ " التي توضح أن هناك سِّنَّوْرِ يضرب الأرض ببراثنه المخملية (الناعمة) ، ثم يجلس لكي يمسح فكه المشقوق و هناك أدلة قولية كثيرة على هذا السلوك ، وفقاً لما قاله ألين مولر من دائرة الأرصاد الجوية الوطنية، فإن عمل القطة لمسح وجهها بكفها مراراً و تكراراً من المحتمل أن يكون ذلك مؤشراً على انخفاض الضغط الجوي والتغيرات الكهرومغناطيسية الناجمة عن العواصف فالقطط من خلال تمرير الكفوف على وجهها وعبر أذنيها، فإنها بذلك تحاول تخفيف بعضاً من هذا الشعور الغير سار.
وفي حين أن هذا ينطبق على جميع القطط، وقد لاحظنا أن سلوك القطط السوداء بشكل خاص عندما يتعلق الأمر بالتنبؤ بالطقس فإن بعض هذه الأفكار لها أساس في الواقع ، على سبيل المثال ، شعيرات القطط حساسة لدرجة أنها يمكن أن تكتشف حتى التغييرات الطفيفة جداً في الضغط الجوي. ضغوط منخفضة يمكن أن تجلب الأمطار والعواصف ، و التغيير في الضغط يمكن أن يجعل القطط تتصرف بشكل غير مألوف رداً على ذلك الشعور الغريب الذي يحصل لشعيراتهم.
ذلك الأمر الذي تم تسجيله باستمرار ، فهو تقريباً ذات الطريق الذي من خلاله تشعر القطط بالزلازل والبراكين الوشيكة الحدوث ، توجد نظريات توضح قدرة الحيوانات على الشعور بالهزات الصغيرة للأرض قبل أن يشعر بها البشر بمدة طويلة، وهي تدرك غريزياً ما يعنيه هذا ، لذا أنصحك أن تربي هراً أسوداً في بيتك لكي يعلمك بوجود الخطر .
مقتطفات عن الحظ عند رؤية القطط :
في أمريكا الشمالية ، فإنه من سوء الحظ أن يعبر طريقك القط الأسود وحظاً سعيداً إذا القط الأبيض هو الذي عبر طريقك و العكس سيئ في بريطانيا وأيرلندا ، أما إذا قدمت قطة سوداء نحوك فستجمع ثروة جيدة بين يديك، ولكن إذا كانت تمشي بعيداً فإنها تأخذ الحظ السعيد معها.
في أيرلندا، كان يعتقد أن مسارك المقمر الذي عبره قط أسود سيشهد الموت بالوباء.
قديماً حيث الأزمنة الغابرة ، كان يعتقد الدرويد (كهنة الشعوب الصلتية) أن القطط السوداء ما هي إلا بشر ، و السبب أنهم يعاقبون على الأفعال الشريرة التي اقترفوها.
إنه لمن حسن الحظ أن ..
تعطي القط الأسود
تلمس القط الأسود .
لديك قط أسود يحييك أو يدخل منزلك.
تلتقي بثلاث قطط سوداء على التوالي.
قطة سوداء تعبر المسار الخاص بك (بريطانيا واليابان).
قطة سوداء غريبة في الرواق تجلب الثراء.
عادة ، العثور على الشعر الأبيض ليس شيئاً يريده معظم الناس في فرنسا، هناك استثناء من ذلك ، إذا كنت تتعقب القط الأسود و تبحث بشق الأنفس في فرائه المظلم ، فقد تجد مجرد شعرة بيضاء واحدة ، إذا فعلت ذلك سيبتسم لك الحظ و يكون بجانبك لبعض الوقت .
ومن سوء الحظ أن ..
تلتقي بالقط الأسود في الصباح الباكر.
ترى قط أسود يعطيك ظهره.
تُبْعِد القطة السوداء عنك.
تمشي تحت السلم الذي سار من تحته القط الأسود.
قطة سوداء تعبر المسار الخاص بك (الولايات المتحدة والدول الأوروبية).
ويعتبر حظاً سيئاً إذا رحل القط الأسود عن المنزل بعد التاسعة مساءً.
ولعكس لعنة الحظ السيئة من القط الأسود الذي عبر المسار الخاص بك، أولاً و ليس آخراً عليك أن تمشي في دائرة، ثم انتقل إلى الوراء حيث البقعة التي سبق و أن سار فيها القط و قم بالعد من 1 إلى 13.
و إذا عبر القط الأسود طريقك أثناء قيادة السيارة فقم بتدوير القبعة الخاصة بك إلى الوراء و وضع علامة X على الزجاج الأمامي الخاص بك لتمنع سوء الحظ ، و بالمناسبة فإن عبور القط الأسود للمسار الخاص بالشخص من شأنه (وفقاً للنصارى) أن يخلق حاجزاً من الشر يبعدكم عن الله و يغلق جميع المداخل الموصلة إلى السماء.
وقد كانت فرنسا مهد الكثير من النظريات المتطورة حول المهارات المحتملة للقطط السوداء، واحدة من تلك المهارات الأكثر تميزاً هي أنها يمكن أن تكتشف الكنوز المدفونة(على حد ما قال القرويين). على الرغم من ذلك ، لكن لم يكن الأمر بهذه البساطة ، فإنه يتطلب طقوساً خاصة ..و هي كالتالي :
أولاً عليك باصطحاب هر أسود معك ، ثم عليك أن تسافر إلى مكان لا يتقاطع فيه ما لا يقل عن خمسة طرق متصلة ببعضها البعض، وعند هذه النقطة يجب أن تطلق سراح القط ليذهب حيث سيكتشف الكنز و ما عليك سوى متابعته.
لذا إن ذهبت إلى فرنسا و رأيت شخصاً يتتبع القط و معه بستوني (ورقة لعب) ، فلقد عرفت لماذا يفعل هذا.
خرافات أخرى حول القطط بصفة عامة
- إن رأيت قطة تتبعك فستجد الأموال في جيبك.
- القطة المشتراة (بخلاف قطط الشوارع) ليست جيدة للإمساك الفئران.
- بعض الناس يعتقدون أن القطط قادرة على رؤية هالة الإنسان التي تمثل مجال الطاقة التي تحيط بكل واحد منا.
- كانت القطط مقدسة و ذات ملاذ حصين في مصر القديمة يتم خدمتها بعناية من قبل الكهنة الذين شاهدوها ليلاً و نهاراً ، الكهنة يفسرون حركات القط - نشل (شد) الشارب ، التثاؤب ، أو تمطط (تمدد) نفسها- على أنها تنبؤ لحدث ما من شأنه أن يقع في المستقبل .
- عندما ترى قطاً أعوراً (وحيد العين) ، يبصق و يسيل لعابه على إبهام إصبعك، خذ ذلك اللعاب و ضعه على راحة يدك و تمنى أمنية فإنها سوف تتحقق.. (خرافة أمريكية)
- وفي هولندا، لا يسمح بوجود القطط في الغرف التي تجري فيها مناقشات عائلية خاصة لأنهم يعتقدون أن القط