نوفباد : مكتبة القصص العالمية يسرها أن تأخذكم في رحلة إلى عالم الساموراي، المحاربين الأسطوريين الذين شكلوا جزءاً كبيراً من تاريخ اليابان الإقطاعية. في هذا المقال، سنتناول بعض الحقائق المثيرة وغير المعروفة عن الساموراي، هؤلاء المحاربين الذين عاشوا وفقاً لقوانين بوشيدو الصارمة وامتازوا بأساليبهم القتالية الفريدة. سنكشف عن جوانب غير متوقعة من حياتهم وطرقهم في المعركة، والتي قد تكون صادمة بالنسبة للبعض.
كان جمع رؤوس الأعداء المقطوعة جزءاً أساسياً من ثقافة الساموراي. في ساحة المعركة، كان الساموراي يسعى لجمع رؤوس الأعداء كدليل على نجاحه في القتال. كانت هذه الرؤوس تُعرض لتوثيق القتل ولتقدير المكافآت بناءً على أهمية القتيل. بعد انتهاء المعركة، كان يُنظر إلى أكياس "كوبيبوكورو" – وهي أكياس شبكية أو قماشية – كعلامة على النصر، حيث كان المحاربون يحملون فيها رؤوس أعدائهم.
ضمان عدم التزوير كان أمراً أساسياً. بعض الساموراي قد يحاولون خداع النظام بتبديل رؤوس القتلى برؤوس أخرى. لمكافحة ذلك، كانت هناك طرق متعددة للتحقق من صحة الرأس، مثل الحصول على شهادة من ساموراي موثوق أو تقديم هراوة الحرب الخاصة بالجنرال الذي قُتل. في بعض الأحيان، كان يتم تسجيل الرؤوس في "كتاب الرؤوس" أو "كوبيتشو" كدليل على صحة القتل.
عند قطع رأس محارب، كان من الضروري رفع الرأس وإطلاق صيحة حرب لتأكيد النصر. كان هذا التقليد يشمل رفع رؤوس الأعداء أيضاً من قبل حلفاء المنتصر، كعلامة على المشاركة في النصر. بعد المعركة، تُجمع الرؤوس، وكان الساموراي قد يضع حبلاً بين فم الرأس وحنجرته للحفاظ عليه. تُجرى بعد ذلك احتفالية خاصة تُعرف بـ"تفحص الرأس"، حيث يعرض اللورد المحلي الرؤوس ويختار منها ما يعجبه، وغالباً ما توضع في درع وخوذة محمية بالأسحار.
كان الساموراي يلتزمون بأقسام متعددة قبل المعركة، مثل قسم الدم وقسم "شيتشيماي غيشو"، حيث كان يُكتَب الساموراي سبع مرات على سبع أوراق. هذه الأقسام كانت تهدف لتعزيز الشجاعة والانضباط. ومع ذلك، لم يكن جميع الساموراي يلتزمون بها دائماً، حيث شهد التاريخ حالات انضمام الساموراي لمجموعات صغيرة وتخليهم عن الوفاء بعهودهم.
قبل المعركة، كان الساموراي يصلون لآلهة الحرب مثل "هاتشيمان". كانت هناك طقوس معينة، مثل ارتداء زي الموت، والتي تُستخدم للدعاء بالنصر. كانت أيضاً هناك اعتقادات بأن الثقب الموجود أعلى خوذة الساموراي يسمح لآلهة الحرب بالانضمام إلى المعركة، على الرغم من أن الثقب كان في الواقع لتمرير الهواء.
كانت اللغة جزءاً من ثقافة الساموراي. كانوا يتجنبون استخدام عبارات بذيئة مثل "اهربوا بجلدكم!" ويفضلون المصطلحات الأكثر تعبيراً مثل "الانسحاب التكتيكي". بالإضافة إلى ذلك، كان هناك قواعد دقيقة حول كيفية استخدام الرايات والأسلحة، فمثلاً لا يجوز طي الراية بل يجب لفها.
عندما يُمنح الساموراي سيفاً جديداً، كان عليه غمسه في دم العدو لإثبات استخدامه بشكل صحيح. هذا التقليد كان يعكس تعاليم وثقافة الساموراي في الحرب، حيث لم يكن من المقبول استخدام السيف الجديد بدون إراقة الدماء.
في حالة عدم القدرة على حمل العديد من الرؤوس، كان الساموراي يمكنهم اللجوء إلى "هانا أو كاكو"، أي قطع أنوف الأعداء. هذا كان بديلاً لرؤوس الأعداء، حيث يُعتبر الأنف أسهل للحمل من الرأس. كانت هناك طرق لتوثيق هوية القتيل عبر قطع الأنف بشكل معين.
في بعض الأحيان، كان الساموراي يأخذون رؤوس أصدقائهم لحمايتها من الأعداء إذا كانوا على وشك خسارة المعركة. كان هذا يشمل طقس "شينغاري"، حيث يدافع الساموراي عن انسحاب زملائهم ويأخذون رؤوس الأصدقاء إذا لزم الأمر.
على الرغم من الصورة النبيلة التي يرتبط بها الساموراي، فقد كانت هناك أساليب غير عادلة في القتال. في القرن السادس عشر، جلب الساموراي مساعدين ومتطوعين إلى المعركة، واستخدموا أساليب مثل "فرقة الموت"، حيث كان المحاربون يقومون بمهاجمة العدو من زوايا مختلفة لضمان النصر.
نوفباد : مكتبة القصص العالمية تأمل أن تكون هذه الحقائق قد أعطتكم لمحة عن تعقيد وجوانب مختلفة من حياة الساموراي. هؤلاء المحاربون الأسطوريون لم يكونوا مجرد أبطال، بل كانوا يمثلون ثقافة غنية ومعقدة تتجاوز حدود الفهم التقليدي.