الجزء 4

الفصل الرابع
عاد كل واحد منهما الي بيته، يحمل بين ثنايا قلبه إحساسا جديد اختبره لأول مرة في حياته
فنوجة جربت احساس ان تكون في حماية شخص ما، أو بالأحرى في ظل رجل كما يقال، فلأول مرة تفهم معنى هذه الجملة، شعور جميل بالدفئ مس كيانها، شعور لم تختبره مند وفاة والدها وهي في سن المراهقه، فأصبحت مند ذاك الوقت مسؤولة عن نفسها وعن والدته ،ولم تمر قط بتجارب الحب ،او بالأحرى لم تكن تملك الوقت لها أصلا، فجل وقتها كانت تقضيه في الدراسة والعمل ،
لكنها بكت اليوم ألما على جرح مهاب.بكت أمامه هي التي لم يرى احد دموعها حتى والدتها الحنون.
ربما لان حمايته لها ذكرتها بوالدها رحمه الله ،فبكت شوقا إليه وهي ترى ثاني رجل احتمت تحت جناحه ولو لدقائق، يتأذى بسببها.

أما عند مهاب فالأمر كان مختلف فما بذاخله لم يكن مجرد احساس، بل كان كم من المشاعر غزت قلبه دفعة واحدة
فمن اول مرة قابلها فيها ،اجل من اول مرة على الدرج حين وقعت عيناه على زرقاء العيون تلك ،وهي بين أحضانه بعد اصطدامها به مسه سحرها.لكن كبرياؤه آلمه فكيف يحدث له هذا من نظرة واحدة كيف تحطم أسوار بنها على قلبه لسنين بلحظة واحدة ودون جهد يذكر
لذلك كان يجلدها بكلامه في المكتب.الا انها أعطته بشخصيتها وقوتها وثقتها في نفسها، اسباب أخرى تجعل الكبرياء يعلن الهزيمة
ثم تأتي بما فعلته مع رجال الحارة لتضعه في خانة الانبهار
ووجد نفسه يقول انت نصفي الثاني يامرأة فيكي كل ما اريده. لكن كبرياؤه مازال يرفض الخضوع لن يبتعد ولكنه لن يرضى بها بقلب فارغ سيجعل تلك القوية تقع في غرامه ،سيسكن أحلامها كما سكنت أحلامه،ستخسر القضية كما خسرها هو ،فلا أحد يكسب قضية يترافع القلب فيها.

تدخل نوجة منزلها لتجد والدتها رفقة جارتهم ام ابراهيم
نوجة : سلامو عليكو
فدوةو ام ابراهيم: وعليكم السلام
نوجة : ازيك يا ام ابراهيم
ام ابراهيم : الحمد لله يا حبيبتي ازيك انت
نوجه: نحمد ونشكر فضلو .ازي ابراهيم ابنك اخبارو ايه مع الجواز
أم إبراهيم : ابراهيم هو احنا بنشوف خالص من يوم ماتجوز من الي ماتتسمى إيلاهي تتشك في قلبها وهو نسينا لا بزورنا ولا بيطل علينا
مش لو كنت وافقتي تتجوزيه يا حبيبتي احسن ماخدتو العقربة الي متجوزها دلوقتي
نوجة :الحمدلله اني رفضت ,ابنك واطي وقليل الاصل وانت كنت عاوزة تلبسيني فيه.
ثم اقتربت من والدتها تقبل يدها :ازيك يا ست الكل
فدوة : بخير يا حبيبتي طول ما انت بخير
ام ابراهيم : ربنا مايحرمكم من بعض يارب .امشي انا بقا
نوجة : ماتخليكي يا ام ابراهيم اتغدي معانا
ام ابراهيم : لا انا يدوب امشي عمك ابو ابراهيم زمانو جي من الشغل.

خرجت ام ابراهيم فالتفتت نوجة لوالدتها وقالت حغير هدومي وحط الغدا اصلي مش راجعة المكتب النهاردة ثاني
فدوة : خير حصل حاجة
نوجة : لا ابدا مافيش شغل كثير بس
فدوة : يعني ماحصلش اي حاجة اي حاجة ابدا
نوجة وقد فهمت انها تلمح عن العريس
نوجة : لا محصلش، ثم صمتت واردفت ،و لا انت بتتكلمي عن عريس الغفلة الي انت وام عصام بعتنهولي الشغل
انت عاوزاني اترفد يا اما
فدوة : لا عوزاكي تتجوزي
نوجة : ثاني يااما انت ما بتزهقيش من الموضوع دا
فدوة : باكية :ازهق ازاي وانا عارفة اني السبب في الي انت فيه دا
يا رتني اموت علشان ترتاحي من حملي وهمي وتشوفي حياتك
نوجة مرتمية عليها تقبل رأسها وكفيها : لا يااما ماتقوليش الكلام ارجوكي انا حعملك الي انت عوزاه بس بلاش الكلام دا وحياتي عندك
فدوة تمسح على شعرها يعني حتقابلي العريس الي جابتو ام عصام
نوجة اومأت براسها إيجابا بقلة حيلة

في منزل مهاب كان مستلقيا على ظهره فوق السرير وينظر إلى يده الملفوفه بشاش وعلى وجهه ابتسامة
حين ذخلت عليه أخته اسيل قلقة
اسيل : ازيك يا مهاب امل قالتلي انك اتصبت في ايدك
مهاب : مكبرين الموضوع ليه ماحصلش حاجة جت سليمه
اسيل : بس انت مش لازم تنزل المكتب دا ثاني مادام في مشاكل من النوع دا ،وبابا اكيد حيقدر موقفك لما يرجع.
مهاب في نفسه : قال مانزلش ثاني قال، دا انا عاوز اسكن هناك.
مهاب : مافيش حاجه أخاف منها تخليني مانزلش ثاني والمشكلة الي كانت السبب اساسا اتحلت
اسيل: بس ياحبيبي انت المكان دا مش مستواك اصلا لاو كمان تروح تتخانق مع البلطجية والهمج الي سكنين في الحارة دي
مهاب : مش كل الي سكنين الحارة بلطجية وهمج في ناس كتير طيبة ومحترمة مش حنقيس على الشواذ
اسيل: بسسسس
مهاب : خلاص يا اسيل الموضوع خد اكبر من حجمه , ويلا اخرجي عاوز انام

ايام بعد .تحسنت معاملة مهاب لنوجة اكثر فاكثر
وفي إحدى المرات طلبها في مكتبه
مهاب: اقعدي يانوجة عاوز اتكلم معاكي
نوجة وهي تجلس : أأمرني يا أستاذ
مهاب : انت فاضلك قد ايه وتخلصي جامعة
نوجة : مستغربة سؤاله: انا خلصت امتحانات اساسا مش فاضل غير النتيجة
مهاب : طب عال كدا توافقي على عرضي
نوجة : عرض ايه
مهاب : انك تجي تتدربي عندي في الشركة
نوجة : ما انا بشتغل وبتدرب هنا في المكتب
مهاب : لا في فرق كبير بين المكتب والشركة ،كل القضايا الي بتيجي للمكتب هنا قضايا صغيرة ،ومعضمها شبه بعض ،بس قضايا الشركة مستوى ثاني .قضايا كبيرة وفي كل المجالات
نوجة : بس
مهاب: قبل ما تاخدي قرار فكري كويس .دي فرصة ماتتسبش حتدكي تكوين كويس كمحامية وتكسبك خبرة
نوجة : طب ممكن اعرف ليه أنا بذات بتدني الفرصة دي
مهاب : ينظر لها ويقول في نفسه: علشان بعد ما بابا يرجع مش حلاقي حجة اشوفك بيها
مهاب : علشان انت بنت ذكية جدا يا نوجة وعندك قدرة إقناع رهيبة ودي ميزة مهمة في المحامي الشاطر ، تستهلي فرصة زي دي تثبتي فيها نفسك
نوجة : بس انا مش حقدر اسيب الشغل هنا والأهم مش حقدر اسيب امي
مهاب : امممم طب ممكن تجي لشركة يومين في الاسبوع وكيد بابا مش حيمانع وبالنسبة لوالدتك فالموضوع مش حيفرق عن شغلك هنا
نوجة : والله مش عارفه اقول لحضرتك ايه بس انا بشكر حضرتك على اهتمامك وتقتك فيا ،
مهاب : العفو يا ستي فكري انت كويس بس وبقي عرفني قرارك بعدين.

تخرج نوجة من مكتبه وعقلها مشغول بفكرة التدريب
وقلبها فرح للاهتمام الذي خصها به
لتجد صديقتها سمية تذخل المكتب
نوجة : وهي تسلم عليها ازيك يابت وحشاني
سمية : بخير الحمدلله ودا بفضلك بعد ربنا
الي عملتيه معايا عمري ماحنساهولك ابدا
نوجة : ماتقوليش كذا دا انت اختي
سمية : وازيك انت وازي خالتي فدوة عامله ايه طمنيني عليها
نوجة : والله مش عارفه مالها الايام دي ،ملهاش سيرة غير الجواز
سمية : ماهي علطول كذا
نوجة : بس انا خايفه تزعل وتتعب
سمية: طب حتعملي ايه
نوجة : انا وافقت اقابل العريس الي جيباه ام عصام
سمية بدهشة : يعني خلاص قررتي تتجوزي
نوجة: ايوى بس مش حسيب امي دا حيكون
شرطي الاساسي

كان واقفا خارج مكتبه حين سمع حوارها مع صديقتها
ذخل عليهما وقال : انا طالع مشوار ومش حتأخر ما تسبيش المكتب لحد ماارجع
ثم غادر المكان وهو يتمثم: يعني توافق عالجواز على
حظي أنا ماهي كانت متنيله مترهبنه ورافضه ام الفكرة اساسا ،بس دا بعدك يا نوجة مش حتكوني لغيري . ثم مضى لوجهته بكل تصميم .

في المكتب
سمية : بت يا نوجة انت بتشتغلي مع المز دا
نوجة : اتلمي يا بت دا انت عيالك في حجرك
سمية : اوعي تقوليلي أن المز دا هو نفسو الي تخانق مع مرسي
نوجة : ايوى هو
سمية : ايلاهي يحرقك يا مرسي حد يضرب القمر دا
نوجة بغضب : ماقلنا اتلمي يازفة
سمية : انا شامه ريحة غيرة
نوجة : قومي يابت أمشي من هنا
سمية : حاضر انا أصلا اتأخرت وعيال مع امي زمانها ولعت فيهم
نوجة : الا بالحق ازيها الحجة محاسن
سمية : لوسمعتك بتقوليلها حجة حتسود عشتك
نوجة : اهي امك دي يابت الي بتقال عليها بحق عيبه من بعد شيبه
سمية مغادرة : لسانك عاوز قصو , سلام بقا
نوجة : سلام يا اختي ، ثم نظرت الى الساعة وقالت : هو راح فين دا، تذكرت كلام سمية فهمست : هو مز فعلا ،نفضت رأسها ، واردفت : الكشي تتوكسي يا سمية لعبتي في ذماغي.

في المساء في منزل نوجة
فدوة : تعالي يانوجة عاوزة اكلمك في حاجة مهمة
نوجة : لو على موضوع العريس انا قلتلك اني موافقة وحشوف وقت اقابلو فيه .
فدوة : لا انا خليت ام عصام تبلغو رفضك
نوجة : مندهشة ازاي دا انت كنت مصرة
فدوة: مش عاوزة اغصبك على حاجة انت مش حباها
نوجة : ياعني على العقل ،لا صحيح ايه الي حصل خلاكي تغيري رايك
فدوة : انا لس قايلالك السبب
نوجة : حعمل نفسي عبيطة وصدقك علشان الموضوع جي على هوايا
فدوة : مبتسمة تقول في سرها الحمد لله اني اتطمنت عليكي وبزيادة.

انتهى البارت الرابع


إعدادات القراءة


لون الخلفية