الجزء 14

الفصل الرابع عشر:
مهاب : لس مانمتيش
نوجة : لا لس
مهاب : طب مالك
نوجة : مافيش حاجة أنا كويسه
مهاب : على مهاب يانوجتي ,في حاجة شغلاكي اكيد .
نوجة : تتنهد بعمق :مش عارفه متلخبطة
مهاب: امممم طب اقول الي فهمتو من حالتك
نوجة : قول
مهاب : انت حاسة بذنب من روحتك لصعيد
نوجة : ايوى حاسة اني بخونهم
هما عاشو طول عمرهم بيبعدو عن مكان دا وانا رجعالو برجليا
مهاب : بس هما مبعدوش عن المكان كرها فيه ياحبيبتي هما بعدو علشان محدش يضغط عليهم يفضلو مع بعض مهما كانت الظروف
نوجة: بس امي مارضيتش ترجع بعد موت ابويا الله يرحمو
مهاب : مكانش ينفع ترجع من غير باباكي لانو هو اصلا الي كان بيريطها بالمكان ولما سبوه سبوه مع بعض
بس انت غيرها انت لي يربطك بيه مش بس باباكي
انت ليكي عيلة هناك ليكي رابط دم يعني .
نوجة : بس انا بقالي كثير عايشة بعيد عنهم وهما مايعرفوش حاجة عني ولا انا اعرف حاجة عنهم
مهاب : انت الي اخترتي دا يانوجة ،انا مش بلومك
لان عارف انك ماكنتيش تقدري تختاري غير انك تفضلي جنب امك
بس كنت تقدري تتواصلي معاهم على الأقل والله جدك راجل محترم وطيب صحيح الي عملو مع ابنو كان غلط بس كان عندو وجهة نظر احنا مش قادرين نفهمها بس هو مقتنع بيها
نوجة : امي كمان كانت بتكلمني ديما في الموضوع دا كانت عوزاني أكلمهم واعرفهم
لكن أنا غضبي كان مليني كنت بلوم جدي على الي عملو فيهم بس بعد امي ما ماتت لقيت غضبي بيموت معاها
مهاب يبقى خلاص تنسي يا حبيبتي لان الي يربطك بيهم اقوى
دا انت كمان طلعلك اخ واخت ام ثانية هناك
واكيد باباكي ومامتك كانو حيبقو مقدرين موقفك ومبسوطين انك بتعيش حياة مستقلة عن حياتهم
حياتك انت وظروفك انت مش ظروفهم هما
نوجة وقد ارتاحت بعد حديثها معه
نوجة : انت حست بلي جوايا وفهمتو كمان خلتني افهم نفسي اكثر
انا بجد مش عارفه اشكرك ازاي
مهاب : بخبت والله في طرق كثيرة صراحة خايف اقولك عليها تقفلي السكة في وشي
بس لو بوسة اوحضن يبقى اتعشت
نوجة اد: احم انت مالك قلبت كدا ما انت كنت الاستاد مهاب الحامي
مهاب : يعني انا دلوقتي عبده البواب، ها اجيلك تشكرني
نوجة : مهاب
مهاب : عيونو.حجيلك بكرى صبح نروح مشوار قبل ماتنزلي الصعيد
نوجة : حنروح فين
مهاب :بكرة تعرفي , واهوبالمرة تشكريني كويس تصبحي على خير يا حبيبتي
نوجة وانت من اهل يا حبيبي
وأغلقت الخط مباشرة ،فاعاد الاتصال فورا
مهاب : انت قولتي ايه
نوجة : قلت تصبح على خير يامهاب
مهاب : لا ماقلتليش مهاب قلتي حاجة ثانية
نوجة : لا ماقلتش
مهاب : طب هو انا كدا فعلا
نوجة : كدا ازاي يعني
مهاب : حبيبك
نوجة : انت شايف ايه
مهاب : شايف اني ممكن اكون فارض نفسي عليكي
نوجة : انا قلت للاستاد مجدي مرة اني بشك انك تكون ابنو ،وابتديت اتاكد من كدا
مهاب : يعني انت مش مغصوبه على جوازنا
نوجة : أنا تعلمت من ابويا وأمي انو مهمها كانت ظروف عمري ما اعمل حاجة غصب عني
مهاب : بمكر حيث كدا بقا انسي فكرة ان الجواز يتم بعد سنة ،انا أخري الاسبوع الي حنرجع فيه من البلد
نوجة : هههه ،انت بتستغل مواقف بقا .
مهاب : ايوى تصبحي على خير ، واغلق الخط قبل أن يسمع ردها
تنهدت بعمق وهي تضع الهاتف موضع قلبها وقالت بصوت يملؤه الشجن وانت من اهلو يا حبيبي

دقت اسيل باب غرفتها
اسيل : ممكن اذخل
نوجة : طبعا تعالي يا حبيبتي
اسيل : كنت بتكلمي مهاب
نوجة: أيوة
اسيل : عاوزة اقولك حاجة عن مهاب اخويا يانوجة
مهاب طول عمرو جد جدا في حياتو في شغلو في كلام في ردود افعالو بس في نفس الوقت مافيش احن من قلبو ،مهاب على طول كان مدينا اهتمامو انا و امل رغم كل ماشغالو ،بس اول مابنحتاجو بنلاقيه معنا علطول وديما حسين اننا فحمايتو
نوجة : تعرفي أن نفس شعوري بحس انو بيحميني اني واقفه في ظلو، تحت جناحه زي جدي ماقال
اسيل : حماية بس ولافيه اكثر
نوجة : لاطبعا فيه اكثر انا انا .... ....... انا
اسيل : انت ايه
نوجة : انا بحبو
اسيل : الله اكبر، طب منشفاها على واد ليه بس
وبتقولي الجواز بعد سنة
نوجة: ماهو لازم يتعصر شوية
اسيل : هههههه طول عمرك قوية

اسيل : قوليلي يانوجة هو اخوكي الي ريحين بيتو بكرى دا ،متجوز
نوجة : بخبث لا مش متجوز ولا خاطب كمان
اسيل : طب هو خريج ايه
نوجة : إدارة أعمال
اسيل : هو عايش في الصعيد على طول
نوجة : والله مااعرف الي اعرفو انو قاعد مع جدي دلوقتي بس امو واختو عايشين في اسكندريه
اسيل : اسكندريه قولتيلي
نوجة : بخبث اكثر بس باين على عماد انو متعلق بالصعيد يعني يمكن يتجوز وعيش هناك على طول
اسيل : ليه هما الصعايدة مبتجوزوش غير صعايدة زيهم بس
نوجة : ماكنش ابويا اتجوز امي ،انا بتكلم على العيشة يمكن حتى لو اتجوز من القاهرة ياخد مراتو وروح يعيش البلد بردو
اسيل : عادي هي البلد وحشة ياعني
نوجة : لا مش القصد بس في ناس عاشت في القاهره طول عمرها مش حتقدر على عيشت البلد والريف
اسيل : المكان بناسو ، في أماكن حلوة اوي بس الناس الي فيها بخلوكي مش طايقه تقعدي فيها لحظة .
نوجة : كلامك حلو يااسولة ،بس قوليلي البحث حينزل أمتي
اسيل : بحث ايه
نوجة : غامزة البحث الي عملاه على عمدة اخويا
اسيل : تصبحي على خير يا نوجة انا عاوزة انام
نوجة : ومالو نامي واهربي بس خلي بالك مافيش حاجة بتستخبى على نوجة حتى اسالي امل

في الصباح الباكر كانت تقف أمام قبري امها وابيها في المدافن
بعد حديث شوق طويل معهما روته بدموعها قرأت لهما الفاتحة رفقة مهاب وودعتهما وغادرا

في السيارة كان دموعها مزالت تنساب تأبى التوقف
نظرة إليها مهاب ، فصف السيارة على جانب الطريق الخالي نسبيا ،ثم ترجل وذهب إلى جهتهاوجثى أمامها وادارها إليه واخد يمسح دموعها بأنامل
مهاب : انا ما كنش واخدك هناك علشان تعيطي كدا .اناكنت حاسس انك محتاجة تزوريهم وتتكلمي معاهم قبل خطوة سفرك الصعيد دي
اسف اني قلبت عليكي المواجع .بس ماتعيطيش انت مش عارفه دموعك دي بتعمل ايه فيا انا.........
لم يكمل كلامه فقد ارتمت بين أحضانه بدون مقدمات
نوجة : ماتتاسفش انا فعلا كنت محتاجه المشوار دا
انا بعيط علشان وحشوني بس
هما كانو كل الي ليا في الدنيا بس الحمدلله ربنا عوضني بناس كثير وقفت جنبي ومابقتش لوحدي
واهم واحد في الناس دي انت يامهاب . ربنا يخليك ليا
ابتسم مهاب وشدد ضمها إليه وقال : ويخليكي ليا يا روح مهاب
طال الحضن قليلا ثم ابتعدت تمسح دموعها بوجه متورد من الخجل
ثم قالت بثلعتم : يلا نروح عماد وجدي زمانهم على وصول
اقتربت مهاب وطبع قبلة على جبينها وقال: حتوحشيني اوى لاخرالاسبوع .حكلمك كل شويا اوعي تسيبي التلفزيون من ايدك ،
لو مرة واحدة ماردتيش حتلاقي هناك ومعيا المؤدون
نوجة : ضاحكة من بين الدموع انت بتتلكك بقا
مهاب وهويركب ويدر السيارة : بالضبظ كدا

بعد مدة ليست بالقصيرة كانت نوجة تجلس محتضنة صفاء رفقة اسيل وعماد الجد
وكانت نوارة وابنتها قد حضرتا ايضا بحجة أنهما تودان الترحيب بها
صالح : زوجك فين يانوارة مجاش ليه يشوف بنت اخوه
نوارة : ماانت خابر ياجدي هو مابيقعدش في البيت واصل بسبب الشغل
صفاء: بصوت منخفض سمعته نوجة : الشغل بردو ولاوشك يابومة
نوارة : بس اكيد عياجي ييشوفها اكيد ضيافتها لس مطولة عندينا
رحمة بنفس خبث امها : بس اناي عمري ماشفت ضيوف عياجو ساحبين ضيوف ثانين في يدهم
اطرقت رأسها في احراج من كلام الاخيره
أراد الجد صالح أن ينهرهما على هدا الكلام لكنه
وجد نوجة تسبقه في الحديت قائلة
نوجة : من امتى حد بيضايف في بيتو يا مرات عمي
ثم اسيل مش ضيفة كمان هي اخت جوزي وجياومعايا عشان كتب كتاب وتقعد في المكان الي اقعد فيه ولاانت مش واخده بالك أن دا بيت اخويا يارحمة
رحمة بعد ان أحرجت : واه بهزر معاكي يابت عمي ماعتهزيريش
صفاء : في فرق بين الهزار و السماجة
ثم قالت بمكر لاثارة غيض رحمة ،
صفاء : قوليلي يا اسيل انت بتدرسي ايه
اسيل : تجارة انجلش
رحمة : وسبتي جامعتك وجيا تجعدي في الصعيد
اسيل : الاجازة ابتدت من اسبوعين
صفاء : اعذوريها يا اسيل رحمة بعيدة عن الدراسة من اعدادي
نوجة : ليه كدا ماكملتش ليه يا رحمة
نوارة : مش محتاجة . بت الزيات عتعوز ايه من العلام والدنيا كلياتها تحت رجليها
نوجة : ماانا اهو بنت الزيات برو بس كملت دراستي وكمان بشتغل
نوارة : مش كل البنة في العيلة كيف بعض كل واحدة ومجامها
نوجة : تؤ تؤ ليه كدا يامرات عمي تقولي أن رحمة مش من مقامنا انها ماكملتش علام ،ماكنت تشدي عليها من الاول بدل ما تحرجيها قدامنا كدا

وقفت نوارة ورحمة وغادرتا غاضبتين

صالح : انا توكدت دلوك انك رضعت نجوان يا صفاء
عماد : معاك حج ياجدي ,انا عمري ماشفت وحدة عتعرف ترد على مرة عمي نوارة وتخرصها بعد امي غيرك يا نوجة
صفاء : محتضنة لها طبعا مش بنتي
صالح : اوعاكي تزعلي يا اسيل يا بتي من حديث رحمة وامها ، انت كيف ما نجوان جالت مش ضيفة
انت صاحبة مكان يابتي
عماد بثقة : ماعتخافش ياجدي جريب جوي كل واحد
عيعرف مجامو وعنعرف الضيف من صاحب البيت

ابتسم الحج صالح برضى عن كلام حفيده
وابتسمت معه نوجة التي فهمت مقصد أخيها بكلامه

مر وقت طويل وهي تنتظر اتصاله .أوشك النهار على نهايته ايعقل أنه مازال في الشركة
لم تجد حلا سوى الاتصال بامل وسؤالها
نوجة : الو ازيك يا امل وحشاني
امل : الحمدلله وانت اكثر يا حبيبتي ازيك عامله ايه مع جو الصعيد
نوجة : الحمد لله كلو حلو وأمي صفاء طلعت عسل
بقول ايه يا امل
هو مهاب لس في الشركة
امل : ايوى لس هناك اصلو عندو شغل كثير النهاردة وعندو اجتماع مع موكلة
نوجة: موكلة مين دي
امل: والله مش فاكره كان اسمها ايه اهي موكلة وخلاص
نوجة : طب ربنا يعينو اسيبك انا بقا يا حبيبتي سلام
امل ، سلام يا حبيبتي سلميلي على كل اي عندك

أغلقت الخط مع امل وبدأت تغلي بنار الغيرة
نوجة : موكلة يا مهاب بقا انا مستنيه من الصبح تليفونك وانت قاعد لي مع موكلة
دهيا لو تكون البت اياها ام برفان دي
اكيد هي اكيد هي اعمل ايه دلوقتي
مافيش غير أن اتصل بيه واشوف حيرد عليا وهو معاها ولا لا
والله لو ما ردش يا مهاب لكون رفع عليك قضية خلع

في الجهة الأخرى
امل : خلتني اكدب عليها ليه
انا ضمير بانبني نحيتها حرام عليك يامهاب
دا جزاتها انها بتتصل تسال عليك
مهاب : وهي بتتصل عندك ليه مكلمتنيش انا ليه
امل : يمكن فكرتك مشغول مش راضيه تزعجك
مهاب ضاحكا وهو يريها الهاتف : مش قلتيلها اني لاجتماع اهي بتتصل اهي ،ماعملتش كدا من الصبح ليه
امل : طبعا لازم تتصل عاوزني اقولها أن جوزك في اجتماع مع موكلة في اخر الدوام والشركة فاضية
وماتتصلش ،رد يا مهاب لتبقى ليلتك سودة ثم تركته

أجاب مهاب
مهاب: الو
نوجة : الو ازيك يا استاذ مهاب
مهاب : استاذ دا انا حتى جوزك
نوجة : لس فاكر
مهاب : ودي حاجة تتنسي
نوجة : لا ماهو اجتماع مع موكلة حلوة بينسي الدنيا ومافيها
مهاب : مافيش حاجة أو وحدة تنسيني نوجتي
نوجة : امال ماتصلتش بيا ليه من الصبح
مهاب :وانت مااتصلتيش ليه
نوجة : انا لي مسافرة ، الناس بتتصل تطمن على الى المسافر دا وصل بسلامة ولا لس ،ولايمكن يكون حصلو حاجة في السكة،بس انا ولا على بالك شكرا يا استاذ مهاب، عموما انا حقفل التلفزيون خالص علشان
ماتزعجش نفسك خالص وتجتمع مع موكلاتك براحتك
مهاب : اوعي يا نوجة ،وغلاوتك متصل باسيل كدا مرة من اول ما وصلتو بس كنت حابب اشوف اذا ماتصلتش حتتصلي انت ولا حتنفضيلي
ثم إنا في البيت اصلا لا اجتماع ولا موكلة
بس ماكنش عارف انك بتغير اوي كدا داانت اتصلتي بعد ما افلتي مع امل على طول
نوجة : بتشتغلوني انت واختك يا مهاب
حسابك معايا يا امل
مهاب : لا الحساب معايا انا وبس ،كلها يومين ونتحاسب برحتنا
نوجة : لا هو انت ماتعرفش انا لس مصممة على فترة السنة وابقى رخم براحتك يا استاذ
مهاب : قلبك اسود يا نوجتي
نوجة : اوي سلام وأغلقت الخط
مهاب يادي النيلة اهي بقت ليلة سودة زي ما امل قالت ،.ايه الي خلاني اعمل معها كدا بس وماانا عمري ماقدرت اخد منها لاحق ولا باطل
اشرب بقا يا مهاب


إعدادات القراءة


لون الخلفية