الجزء 5
الفصل الخامس :
أما رحت فين يااما
فدوة : معاكي يا حبيبتي
نوجة : مالك يا امي فيكي حاجة ياحبيبتي
فودة : مالي ما انا حلوة اهو
نوجة : مش عارفة بس حساكي متغيرة ،هوفي حاجة حصلت وانا في الشغل
فدوة : حيصل ايه يعني .ولا علشان موضوع الجواز
هو انت لاكدا عجبك ولا كدا عجبك
خلاص يا اختي حتصل بام عصام اخليها تقول للعريس يجي
نوجة : لالالا خلاص قلبك ابيض يا اما ثم تصمت قليلا وتقول ....أما
فدوة : في ايه ثاني
نوجة : في موضوع كدا بخصوص الشغل كان الاستاذ مهاب قالي عليه عاوزة اخد رايك فيه
فدوة : الاستاذ مهاب يبقا خير انشاء الله ،قولي سمعاكي
رفعت نوجة حاجبيها مستغربة
ثم قصت على امها موضوع التدريب في شركة المحاماة
فدوة : انت لس بتاخدي رأيي ،تروحي طبعا دي فرصة متتعوضش
نوجة : بس يا اما
فدوة : مش حفضل وحدي اطمني مش دا لي قالقك ام ابراهيم معايا وستات كثير من الحارة بيعدو عليا كل يوم .دا انا بفكر اقلب البيت نادي .روحي انت وما تشيليش هم
نوجة : طب انا حبلغ الاستاذ مهاب اني وافقت
فدوة بخبث : جدع اوي الاستاذ مهاب دا
نوجة وهي لاتعلم لما حضرت في بالها صورته وهو يدفعها خلف لحمايتها قالت سارحة: وشهم جدا يا اما
فدوة : فرحة لحال ابنتها : وايه كمان
نوجة تتفطن لحالها: احم كفاية انو ابن الاستاذ مجدي .وانت عارفة معزة الراجل دا عندي
ثم غادرت هاربة من عيون والدتها
جاءت ايام أخرى حملت معها مناسبات جميلة فكان عيد الاضحى ثم عودة الحجاج الميامين
صباحا في الحارة
سماح : ازيك يانوجة كل سنة انت طيبة يا حبيبتي
نوجة : وانت طيبة يابت يا سماح ازيك انت وازي امك واخواتك
سماح : بخير الحمدلله
نوجة :يستهل الحمد , بقولك ايه يابت
سماح : قولي
نوجة : انا حعدي عليكي المحل الي بتشتغلي فيه تزبطيني في كام حتة لبس كدا
سماح : غريبة طول عمرك مبتهتميش لابلس ولا مظاهر
نوجة : لا دي لزوم شغل جديد في حتة نظيفة كدا مش حينفع اروح بالهلهيل دي
سماح : والله لو لبستي خيشة برضو قمر ،القالب غالب يابت
نوجة : تسلملي عيونك ,بس ها خلي صاحبة المحل تراعيني . الكيس مافيهش كتير
سماح : انت تامر يا جميل .
بعدها بيومين ذهبت نوجة المحل الذي تعمل به سماح واقتنت بعض الاطقم الانيقة التي أظهرت جمالها بشدة
و ارتدت إحداها في زيارة لها لمنزل الاستاذ مجدي حين ذهبت لتهنئته بعودته رفقة زوجته من الحج
وهناك تعرفت على زوجته عاملتها بطيبة لكن بتحفظ بعض الشئ ، فيما تعاملت معها امل بكل مودة وحب
وكأنهم أصدقاء مند زمن ،اما معاملة اسيل لها فكانت جافة مترفعة
وعن مهاب فكانت نظراته لها تفضحه أمام أفراد أسرته
فلم يستطع تجنب الاعجاب بها خاصة بهيئتها الأنيقة المناسبة لها جدا
كانت عينيه ترقبها مع كل حركة وكانت أعين أخرى تراقبه هو
بعد مغادرت نوجة ،جلس مهاب رفقة والديه للحديث
مهاب : ايه رأيك في نوجة يا ماما
سلاف : راي فيها من انهي ناحية ، مش فاهمة
مهاب : اقصد عامة. رأيك في اخلاقها شخصيتها كدا يعني
سلاف : مهاب انت في بينك وبين البنت دي حاجة
مهاب : ليه بتسالي السؤال دا يا امي
سلاف : نظراتك ليها من ساعة ماجت والسؤال الي بتسألهولي دلوقتي ياكدلي أن فيه حاجة
مهاب : مافيش يا ماما ،بس انا معجب بنوجة
مجدي : بخبث معجب بس
مهاب باحراج : تقصد ايه يا بابا
سلاف : قصدو أن نظراتك ما كنتش مجرد اعجاب
مهاب : احم .طب لو ماكنش مجرد اعجاب يعني ايه المانع
سلاف باندفاع : المانع فرق المستوى يا ابني
مهاب : ما كنتش متوقع أن دا تفكير يا ماما
مجدي : مهاب عندو حق انا كمان مصدوم فيكي الصراحة
سلاف : والله مش قصدي ،بس احنا مش عايشين لوحدينا والناس الي في وسطنا دا مابترحمش
مهاب : واحنا من أمتي الناس بتفرق معانا يا امي و بعدين نوجة بنت ذكية جدا وبتعرف تتاقلم بسهولة فاي وسط واي بيئة
ومن ناحية المستوي المادي فانا مش حتكلم عنو اصلا لانو ولا يفرق معايا
سلاف : المسألة مش بالبساطة دي
مجدي : فعلا المسألة مش بالبساطة دي ،لان ممكن نوجة الي مش عجباكي دي هي الي ترفض ابنك ،وبردو علشان فرق المستوى
نظر إليه مهاب وسلاف بتعجب
مهاب : انت بتكلم عن ايه يا بابا
مجدي : انت عارف اسم نوجة بالكامل ايه
مهاب : طبعا اسمها نجوان احمد الزيات
مجدي : نجوان احمد صالح الزيات
ثم نظر إلى زوجته وقال الاسم دا مابفكركيش بحاجة يا سلاف
سلاف : مش معقول هي بنت احمد صالح الزيات
مجدي يهز رأسه إيجابا
مهاب : من دا يا ماما انت تعرفي والد نوجة
سلاف : ايو دا كان زميل باباك في الجامعة
مجدي : قوليلو على الكبيرة يا سلاف
سلاف : احمد ،كان ابن حد غني جدا في الصعيد
صالح الزيات
مجدي: مش بس غني دا أغنى أعيان الصعيد .املاك وأراضي وشركات ومصانع يعني زي ما بيقولوا كدا فلوس مابتكلهاش النار .
مهاب في صدمة : طب ازاي
سلاف : أيوة ازاي نوجة عايشه مع ماماها فحارة فقيرة كدا .فين عيلة باباها و ازاي سيبنهم كدا
مجدي انا وأحمد كنا نفس الدفعة ولما اتخرجنا احمد وفق جمبي علشان اعمل المكتب الي فالحارة كان انسان شهم وطيب و رغم مستوى علتو الا انه كان متواضع جدا
وقبل مايرجع الصعيد اتعرف على الست فدوة والدة نجوان وحبو بعض
باباه كان رافض في الاول علشان فرق المستوى
لان عيلة فدوة كانت على قد الحال وكمان عشان كان عاوز يجوزو بنت عمو .بس احمد أصر على رأيو وتمسك بفدوة لغاية ما أبوه وافق . واتجوزو وراحو
يعيشون هناك في الصعيد
لحد ما حصل حادث مع الست فدوة وكانت حامل بنجوان في شهورها الأخيرة .والدكاترة اظطرو يولدوها لانو حصل معاها نزيف حاد ولولا ستر ربنا كانت راحت فيها، بس بردو الحادثة سببتلها إصابة شديدة في العمود الفقري .خلتها ماتقدرش تمشي على رجليها ثاني .ودا اثر كمان على إمكانية انها تحمل مرة ثانية
بعد مدة صالح الزيات أصر على ابنو انو يتجوز ثاني علشان يجيب الوريث
بس احمد رفض رفض قاطع، أبوه ما سبوش فحالو ويخيرو بين جوازو الثاني بين انو يحرمو من الثروة
احمد رفض ثاني وخد مراتو وبنتو ونزل مصر .
والده بعدها طلب منو كثير يرجع بس بردو كان لس مصر على جوازو، .علشان كدا فضل احمد وعلتو عايشين في القاهرة .
واشتغل احمد في مكتب محاماة صغير ودا الي خلانا نتقابل ثاني .وبعد فترة عرضت عليه يجي يشتغل معايا في المكتب ،ودا الي حصل .جا وسكن في الحارة كمان
والحقيقة هو كان محامي شاطر جدا و خلى المكتب يتشهر والقضايا الى بنمسكها تزيد الضعف
بس للاسف .بعد فترة صغيرة صحتو اتدهورت وعرفت انو كان معاها ورم خطير في الدماغ .
اتوفى بعدها بفترة قصيرة كانت نوجة ساعتها عندها سطاشر سنة .
انا شغلي بعدها أطور وفتحت مكتب ثاني في حته ارقى .بس سبت المكتب القديم شغال علشان اقدر اهتم بعيلة احمد
بس نوجة بعد ما خدت الثانوية العامة رفضت تدخل جامعة مع أنها كانت جايبه مجموع كبير و راحت دخلت معهد سكريتاريا سنة علشان تشتغل ورفضت مساعدتي ليها ثاني
فشغلتها في المكتب وبالعافية اقنعتها تدخل الجامعة انتساب وذخلت حقوق زي باباها
وهي دي حكاية نوجة .
سلاف : طب وعيلة بابا ما دوروش عليها بعد ما باباها مات .
مجدي : لا جم كثير بس الست فدوة رفضت ترجع البيت الي جوزها اتخلى عنو علشانها و نفس الحاجة مع نوجة بردو رفضت الثروة الي باباها باعها واشترهم هما .
مهاب : بصدمة شديدة يعني نوجة مليونيرة عايشة فحارة
مجدي : بضحكة تصور , وست والدتك تقولك فرق المستوى
مهاب : يعني نوجة دلوقتي ممكن ترفضني علشان فرق المستوى
مجدي : لا هي حترفضك علشان حاجة ثانية ،يابني بقولك سايبه الثروة وعايشة فحارة علشان خاطر ذكرى باباها .مستوى ايه الي بتتكلم عنو
وثم أكمل وهو يقف مغادرا والله نوجة عندها حق أن ساعات اشك انك ابني .
انتهى الفصل الخامس