الجزء 15

الفصل الخامس عشر
وقفت في شرفة الغرفة التي خصصت لها ،تستنشق بعض الهواء العليل وتستمتع بجمال الارضي الخضراء على مد البصر حين لمحته يقف في حديقة الفيلا
يضع الهاتف على ادنه ويده في جيب بنطاله بدى مندمجا جدا في حديثه على الهاتف وملامحه كانت جادة يبدو أنها مكالمة عمل
ظلت تتامله للحظات، فتلك النظرة الحادة بعيون كالصقر وتللك السمرة المحببة تمنحه رونقا رجوليا بامتياز
استفاقت من تاملاتها الهائمة وهي ترى تلك الحية رحمة تقترب منه بخطى جريئة وبجرأة اكبر وقفت امامه تحادثه وقد غاب الخجل عن تصرفات وحركة جسدها مختلفة بذلك طبيعة بنات الصعيد الملتزمة في حد ذاتها
ورغم أنها كانت ترى انه مايزال ثابتا على تلك النظرة الجادة بل زاد عليها نوع من الغضب وأنه كان يمنع يدها في الكثير من المرات من لمسه
لكن وقوفه وحديثه معها فقط قد اغضبها
غادرت رحمة تتقصع في مشيتها مثلما قدمت

نفخ عماد بضجر ثم مسح بيده على شعره والتف ليدخل المنزل ليجدها تقف في الشرفة عاقدة ذراعيها أمام صدرها ترمقه بنظرة عنيفة بها غضب الدنيا
ثبت بصرها عليه ترميه بسهام موميتة ثم تتفطن لنفسها فجأة فتذخل غرفتها هاربة

اسيل : انا ايه الي عملتو دا حيقول عليا ايه دلوقتي
انا مالي بيه يكلم رحمة او غيرها .ثم هي بنت عمو اكيد حتكلمو مع بعض يعني
بس العقربة كان لزقة فيه تقريبا
طب مايمكن في بينهم حاجة. هو كدا اكيد فيه حاجة
وانت كنت واقفة زي الغبية بتبحلقيلو
اكيد دلوقتي بيسال نفسو الي كانت بتعملو الهبلة دي
ياربي انا ايه الي بيحصلي
اجمدي يا اسيل مش كل مرة تندلقي كدا .

عند عماد فقد غلبته الحيرة عن سر تلك النظرة وسر ذاك الغضب
عماد لنفسه : هي شافاتني مع زفت الطين الي اسمها
رحمة
بس هي عزلت ولا انا عميتهيالي
عتزعل كيف ياعماد انت عتعشم نفسيك ولا ايه
بس كان باين عليها زعلانة
اف يابوووي اناي اعمل ايه دلوك
صفاء : انت بتكلم نفسك يا عماد
عماد : هاااااا لاع يا امي وعكلم نفسي ليش
صفاء : على ماما يا حبيبي.انت حالك متغير فيك حاجة متلخبطة كدا
عماد : لا متلخبطة ولا متجلبطة .انا زي مااني
صفاء : خلاص ياحبيبي مش حضغط عليك .لما تعوز تتكلم انا موجودة
بس قولي يا عماد انت زعلت اني نجوان طلعت اختك وماقدرش تتجوزها انها اصلا طلعت متجوزة
عماد : لا والله يا امي بالعكس أنا فرحت بحكاية الأخوة الي ما بيناتنا دي كثير جوي
وحتي جبل ماعرف انها اختي مازعلتش لان الجواز في الاول والاخر جسمة نصيب .
صفاء : ربنا يملك بعقلك ياابني .بس قولي انت ازاي كنت موافق تتجوز نوجة مع انك كنت رافض تتجوز من العيلة
عماد : جصدك على رحمة ، رفضي الرحمة يا امي مش لأنها بت عمي لابالعكس دا لي عشفع ليها عندي وعيخليني صابر على تصرفاتها لحد دلوك
بس اني رافضها عشان طباعها وطباع امها كلياتها
حجد و غل وانانية وطمع عاميهم
بس نجوان غير يا امي ،جدي كان كل فترة عيخلني ابعت اطجس اخبارها
وكل الي كان عيوصلني عنيها زين ويشرف
الكل كان عيقول عنيها بت محترمة وجدعة وبميت راجل .
حتى لما جدي كان يبعتلها فلوس كانت ترفضهم .
عشان كده لما طلب جدي مني اجوزها ما رفضتش
عشان هي بحج تستاهل .
صفاء : انا كمان حبتها اوي اوي والله.كمان على حسب ما سمعت من جدك ،ان جوزها انسان محترم وابن ناس وبيحبها .دا كفاية اختو الي جت مع نوجة دي
بت تتحط على الجرح يبرى ،جمال واخلاق ما فيش زيهم
عماد: اسيل عجباكي يا ام عماد
صفاء بخبث : ايوي عجبتني جدا زي ما عجبت عماد. ياابن ام عماد
عماد : هاااا ايه الي.......
صفاء : بلاش تنكر انا امك وحفظاك انت عنيك بتاكل البنت كل ماتشوفها
ثم دا يوم المنى يا حبيبي لما تحب وتتجوز
عماد : وهو يقبل يدها ربنا يخليك ليا يا امي.

أما عن نوجة فقد نفدت تهديدها وأغلقت هاتفها طوال اليوم .كما أنها رفضت الحديت مع مهاب عندما يتصل باسيل
بالرغم أنه اتصالاته كانت كثيرة جدا،ومر اليوم كاملا دون أن تتراجع عن قرارها
وفي المساء
نوجة تحمل هاتفها :كفاية عليه كدا حفتح التلفون بقا
هو اصلا واحشني

اسيل : نوجة مهاب
نوجة : عارفة مهاب عى التلفون .هاتي اكلمك يمكن اخلص منزنك انت واخوكي
اسيل : لا مهاب برى
نوجة : برى فين
اسيل برى في الصالون
نوجة : صالون مين
اسيل : صالون بيتنا يعني ،في الصالون الي هنا يا نوجة مالك تنحتي كدا ليه
نوجة : ياليلة سود على دماغك يا نوجة اهو دا لي ماعملتش حسابو
اسيل : هههههه تستهلي ،قلتك خفي واهو جالك وحيعلق
نوجة : بتحامي لاخوكي يا اسيل ماشي انا كمان ليا اخ ومسيرك تقعي في أيدي
اسيل : هاااااا ،بطب يلا انزلي تستلقي وعدك الاول
نوجة تبلع ريقها ،هو شكلو عامل ازاي
اسيل : دلوقتي تشوفي تعالي ورايا

نزلت نوجة الى الاسفل تقدم الخطوة وترجع الأخرى
دخلت الصالون فوجدته يجلس رفقت عماد وصفاء
لم تستطع قراءة ملامح فقد اتسمت بالجمود
جلست معهم قليلا وما لبثت أن تركهم الجميع وحدهم وغادرو
عم الصمت بينهما
كسرته نوجة تتوجس خوفا: احم انت جيت بدري ليه
مااستنتش اهلك ليه
رفع وجهه اليهافلمحت نظرة الغضب
مهاب : انت بتساليني فعلا
نوجة : اصل معادكم تيجو بكرى
مهاب : عملتي كدا ليه
نوجة : عملت ايه
مهاب : ماتنرفزنيش يا نوجة قفلتي التليفون ليه
نوجة : بكبرياء انت الي كنت عاوز كدا ،انت الي ابتديت
مهاب : انا تاسفت بررت موقفي ,بس انت اصريتي تعملي الي في دماغك ،عارفة عملتي كدا ليه
علشان انا مش فارق معاكي يا نوجة
طول اليوم بتصل زي العيل المراهق على تلفون اسيل وانت رافضة تكلميني
شغلي الي طول عمرو اهم أولوياتي ماقدرتش اركز فيه ، اعصابي تتحرق اتحرق أن كلي مش فارق معاكي يانوجة
بس لا ينوجة مش مهاب سراج الدين الي يفرض نفسو عل اي حد مهما كانت قيمة الشخص دا عندي
نوجة : يعني ايه
مهاب : يعني مش حمشي بمركب انا بس الي بجدف بيها يانوجة
نوجة : يعني حترجع في موضوع الجواز
مهاب : ههههه حتى دي انت مش عامللها اعتبار يا نوجة جواز أيه الي ارجع فيه انت مراتي يانوجة احنا متجوزين اصلا
لا مش حرجع في حاجة بس مش حضغط عليكي اكثر وحوافق على شرطك
نوجة : شرط ايه
مهاب : الجواز يتم بعد سنة ، ولو مش عوزاه يتم خالص انا تحت امرك كمان .
نوجة : بصدمة ..... ايه
مهاب : الي سمعتيه يا نوجة ،انا حبيتك اوي وحاولت
على قد ماقدر اني اوصل لقلبك ، انا وصلت بيا اني
اعمل عقد جواز لينا ووثقو من غير ماتعرفي علشان بس اضمن انك تكوني ليا
بس انا غلطت في دا .انا دلوقتي اكتشفت أن عقدجوازنا باطل عشان الجواز شرطو القبول وانت ماكتيش موافقة ولا حتكون .انت بتمشي بس مع ظروف
انت قلتيلي انك مابتعمليش حاجة غصب عنك
بس بردو انت مش مقتنعة
وانا اسف اني حطيتك في الموقف دا
انا فهمت انت طلبتي مهلة السنة ليه .
جوازنا حيتم بعد بكرى رسمي، بس اوعدك اني مش حجبر اكثر من كدا على الارتباط بيا وحريتك حتخديها في اي وقت تطلوبيها فيه.

نوجة : عاوز تطلقني يا مهاب
مهاب : مش عاوز اخسر كرامتي اكثر من كدا يانوجة
نوجة :حبك ليا ،بخسرك كرامتك
مهاب : الحب من طرف واحد بيعمل اكثر منكدا
نوجة : مين قال انو من طرف واحد
مهاب : ومين قال انو عكس كدا
نوجة:______
مهاب : ساكة ليه ردي ،مش قادرة تقولي حاجة .
وانا مش قادر اكتفي بصمتك اكثر
هم بالانصراف فسمعها تنادي
نوجة : مهاب
التفت مهاب فوجد الدمع يغسل وجهها
نوجة: لما عماد وجدي جم ياخدوني ،اول واحد جا في بالي انت خفت يبعدوني عنك خفت ماقدرش اشوفك ثاني
عارف انا عملت ايه لما جت اسيل وقالتلي في ناس من الصعيد عاوزني ،طلبت منها تتصل بيك وتقولك
عارف ليه: لأنك اماني لأنك حمايتي من اول مرة دافعت عليا في المكتب وانت بالنسبالي كدا .
انا مش مغصوبة على جوازنا انا بالعكس فرحانة اوي
انو بعد مااتحرمت من ابويا وأمي ربنا عوضني بيك
انا اسفة لو حسيت في مرة اني جرحت كرامتك لان انت اغلى عندي من كل الدنيا دي
انا عارفة اني مراتك لاني مستحيل انسى الكلمة دي
انت كتبتها على قلبي اول ما قلت على حكاية العقد
انا كنت واقفة ساكته وانت بتكلم جدي وعماد .
مش صدمة ،انا تهت انا روحت بعيد بحلم بيتتنا وحيتنا وعيالنا
انا قلت شرط مهلة السنة كان علشان حلم بسيط صغير جوايا بس مش اكثر
اقترب مهاب منها يمسح دموعها التى هزت كيانه
مهاب : ايه هو الحلم
نوجة : فرح ،كنت عاوزة فرح بس يا مهاب مش اكثر
مش زي ماانت كنت فاهم
انا بحبك ومش عاوزة ابعد عنك ماتسبينيش
مهاب : مش حسيبك عمري ماحقدر اعملها
نوجة : انا آسفة على الي عملتو اناقفلت التلفزيون علشان تحس بلي حسيتو وانا بستني تكلمني
عشان تحس اد ايه كنت واحشني
مهاب : حسيت والله حسيت بحبك يا نوجة بحبك اوي
نوجة : اوعى تقول او تفكر حتى انك تسبني ثاني
مهاب :وقد ضمها إليه : اسف اني عيشتك كل دا
انا بحبك اوي اوي


إعدادات القراءة


لون الخلفية