الجزء 7

الفصل السابع :
سارت الايام وواضبت خلالها نوجة على تدريبها في الشركة يومان في الاسبوع كما كانت تزاول عملها في المكتب باقي الايام
لكن يومان لم يكونا كافيان لمهاب فهو يريد أن يراها كل دقيقة. لدا داوم هو الآخر على العمل يومان آخران في مكتب والده
ولم يمانع مجدي في ذلك لأنه أصبح يعي ما يختلج في صدر ابنه من مشاعر اتجاه نوجة
بل و أصبح يشجعه على الفوز بقلبها
وحتى سلاف غيرت موقفها اصبحت تتقبل فكرة أن نوجة ستصبح كنتها قريبا .وكانت سعيدة بصداقة امل لها ،فحين ظلت اسيل على موقفها النافر

سلاف : بقولك ايه يا امل
امل : أيوة ياماما
سلاف : انت عرفه أن عيد ميلاد اسيل بعد بكرة وحنعمل حفلة صغيرة هنا في البيت
امل : اكيد يا ماما هي اسيل ليها سيرة غير الحفلة دي عازمة كل أصحابها الي فالنادي
سلاف : طب انا عوزاكي تعزمي نجوان
امل : طبعا يا ماما أنا كنت حعمل كدا اصلا .ما تتصوريش انا وهي بقينا صحاب ازاي
وكمان انا حساسه أن مهاب معجب بيها دا اذا كان بمش بيحبها اصلا
سلاف : علشان كدا انا عاوزة أقربها من عليتنا علشان تتاقلم في حياتنا بسهولة بعدكذا
امل : يعني مهاب حيتجوز نوجة ،دا احسن خبر سمعته
اسيل : انت قلتي مهاب حيتجوز مين
امل : نوجة
اسيل: انتو اكيد مجانين ،عاوزين البنت البيئة دي تذخل علتنا
امل : مالها نوجة بنت جميله جدا متعلمة متقفة محترمة جدا جدا والي شفتو منها في الشغل يبين أن دماغها توزن بلد
اسيل : بس جايا من حارة فقيرة معفنة
الاستاذ مهاب سراج الدين المحامي الي نص بنات البلد بتموت فيه يصوم يصوم ويفطر على دي
امل : والله انت الي افكارك معفنة ايه الطبقية والعنصرية الى انت فيها دي
سلاف : بس بس انتو حتتخنقو قدامي
وانت يااسيل ما تذخليش نفسك في الموضوع
دا قرار اخوكي وهو الي يختار يرتبط بمين وما يرتبطش بمين فاهمة .واظن أن انت لما قررتي ترتبطي بخطيبك ايمن ماحدش اعترض ورغم أن باباكي ومهاب ما كنش عاجبهم سلوكو وطريقة حياتو
بس لما اصريتي على رايك احترموه ،فلازم انت كمان تعملي زيهم

بعد يوم في الشركة

مرفت : مالك ياسالي متنرفزة ليه
سالي : يعني انت مش شايفه البنت الى اسمها نوجة دي واكله الجو كلو في الشركة والكل منبهر. بيها وكأنها نجمة نازلة من السما
مرفت : كلو من مهاب معاملتو ليها خلت الكل يعملها حساب
سالي : بس انا مش حسكت ومش حخلي وحدة زي دي تاخدو مني
مرفت : حتعملي ايه
سالي: حخليها تطلع من الشركة بفضيحة ومهاب نفسو الي حيطردها برى
مرفت : أيوة بقا خلي الافكار الحلوه تطلع
سالي : بس دلوقتي لازم اوصلها فكرة اني فيه علاقة بين وبين مهاب علشان تعرف أن مهاب دا بتاعي انا
مرفت : حتعملها ازاي دي
سالي: بمياعة وهي تعدل من ثوب الضيق المكشوف
تعالي ورايا وانت تشوفي

في كافيتريا الشركة

كان نوجة تجلس رفقة امل تتناولان معا طعام الغداء
حين اقبلت سالي عليهم
سالي : هاي يا بنات مشفتوش مهاب اصل اتفقنا نتغدى سوى بس انا اتاخرت عليه شويا
امل : مهاب يتغدى معاكي انت دا عمرو ماعملها
سالي : لا انت بس ماكنتيش بتاخدي بالك احنا ديما مع بعض
نوجة : طب لما هو كدا سيبك ليه وقاعد بيتغدى مع الاستاذ رامز، هناك اهو
نظرت سالي حيت إشارة نوجة فوجدت مهاب جالسا رفقة رامز على أحد الطاولات يتناولان الطعام
سالي : اكيد مستنيني
ثم سارت تتمايل متجهة لطاولة مهاب وحين، وصلت مالت بجدعها بكل وقاحة واستندت يكفيها على الطاولة وقالت بمياعة : هاي ممكن اقعد معاكم اصلي مابحبش اكل لوحدي
مسح مهاب فمه بالمنديل وألقاه على الطاولة وقال وهو يقف مغادرا
مهاب : بس إحنا خلصنا
لحق به رامز وتركها واقفة تشيط غيضا

أنهت نوجة وجبة غداءها وثم مضت هي وامل عائدتين لمكاتبهما
وقفتا تنتظران المصعد حينما لحقت بهما كل من سالي ومرفت قالت الاخيرة وهي ترمي الكلام على نوجة

مرفت : اسمحيلي يا سالي بس عاوزة اقلك أن لبسك الايام دي مس عاجبني خالص مش معقوله طول عمر اشيك واحدة في الشركة
اوعي يكون لبس ناس الحواري أثر فيكي
احنا هنا في شركة كلاس مش في السيدة زينب

سمع مهاب ورامز كلام مرفت فقد وصلا هما الآخرين الى المصعد
رامز : اوبا ،الحق السحالي بلقحو كلام على المدام
مهاب : ماتخفش نوجة ما بتسبش حقها دلوقتي تشوف
التفتت نوجة اليهما وقالت :
اه والله يا سالي انا كمان من راي مرفت بس كنت محرجه اقلك, لبسك مش مناسب للمكان دا خالص ،
انت هنا في شركة محاماة محترمة مش في كابريه
العملاء بتوعك يقولو عليكي ايه محامية ولا رقاصة
اللبس الشيك مش لازم يكون عريان ومبتزل خالي بالك يا حبيبتي
فتح المصعد ذخلت هي وامل لحق بهما مهاب ورامز
فضغطت نوجة الزر ليغلق المصعد قبل أن تذخل سالي ومرفت
رامز هامسا لمهاب : والنعمة جبارة
مهاب : قلتلك ما بتسبش حقها
التقطت اذن نوجة جملة مهاب فابتسمت

في منزل نوجة
فتحت ام ابراهيم الباب فوجدت أمامها امرأة في مثل سنها تقريبا تلتحف السواد
ام ابراهيم : نعم عاوزة مين حضرتك
المرأة : دا بيت الست فدوة
ام ابراهيم : ايوى اقلها مين
جاء صوت فدوة من الغرفة
فدوة : مين يا ام ابراهيم
سارت المرأة باتجاه الصوت تاركة ام ابراهيم تنادي عليها
ام ابراهيم : انت يا ست انت رايحه فين
اعدت فدوة السؤال : مين يا ام ابراهيم
المرأة: أني يا فدوة
فدوة : مصدومة: نوارة
نوارة : زين انك لس متدكراني
فدوة : جاية هنا ليه وعاوزة مني ايه يا نوارة
نوارة : معوزاشي انت وبتك الى عاوزين
فدوة : انا وبنتي بعاد عنكم ابعدو انتو عنا
نوارة : بتك عتعيد الي عملاتيه انت زومان .عاوزين تاخدو فرحتةبتي وتحرجو جلبها زي ما حرجتوجلبي سابج
بس انا عوجفلكم وانت خابرة زين انا أجدر اعمل ايه
فدوة: انا مش فاهمه حاجه من الي انت بتقوليها انا سبتلك كل حاجه عاوزة مني ثاني ايه
نوارة : سبتي كل حاجة وخدتي الغالي
حتي بعد ما بركتي موطرحك وماعدتيش جادرة تجفي على رجليك فضل وياكي سيب أبوه و رزجو وعيلتو كلياتها مشان خاطرك انت
فدوة :لس مانستيش يا نوارة
نوارة : وانسى كيف وبتك عتعيد الجديم بس خليكي خابرة بتك لو جربت عتتحرج بالنار الي شغلتيها بيدك زومان
فدوة : لو قريتي من بنتي يا نوارة حقتلك باديا لو كنت زمان خفت وسكت عل الي عملاتيه فيا فكان علشانها علشان احميها منكو .وديني بقولك اهو بنتي تبعدي عنها وإلا حتندمي يا نوارة صدقيني
خرجت نوارة بدون اتضيف اي كلمة
احست بعدها فدوة بالم في صدرها
ام ابراهيم : مالك ياام نوجة فيكي ايه ياختي هي الست الي كانت هنا عملتلك ايه
فدوة : اوعي تقولي لنوجة حاجة عن زيارة الست دي يا ام ابراهيم ارجوكي مش عاوزة اشغل بالها
ام ابراهيم : حاضر حاضر بس انت تعبانة اجبلك دكتور
فدوة : لا انا كوسة حاخد الدواء بس
ام ابراهيم : طب ارتاحي وانا حعملك كباية لمون تروق دمك وخرجت
فدوة : يارب احمي بنتي يارب ماتخليهمش يأدوها
يارب .

في شركة
كانت حالة الفوضى تعم المكان الكل يبحث عن ملف مهم مفقود
ادعت سالي أن نوجة اخر من اخده
سالي : ماتطلعي الملف يانوجة وترحمينا عمالين ندور من الصبح
نوجة : قصد ايه انا حاخد الملف واخبيه ليه
سالي : الملف فيه اوراق قضية مهمة جدا اكيد المحامي الخصم حيدفع كثير في الورق دا
مهاب : تقصدي ايه يا آنسة مين الي حيبع ورق القضية
سالي : اخر وحدة كان معاها الملف نوجة ،انا قاتلك بلاش تخليها توصل القضايا المهمة دي وانت ماسمعتش كلامي
نوجة : انا رجعتلك الملف الصبح لما طلبتيه مني
سالي: كذابة اطلعي بالملف يا حرامية انا عارفة أن الاشكال الي زيك تبيع نفسها علشان الفلوس
مهاب : بس انا تأكدت مين خد الملف
نظرت سالي الى نوجة نظرة نصر وشر
ونظرت نوجة إلى مهاب تساؤل هل سيصدقها هل سيبقى أمانها وينصرها
مهاب : رامز اذخل فتش مكتب الانسة سالي
صدمت سالي فخدعتها انقلبت عليها بعد قليل عاد رامز يحمل الملف
مهاب : ايه دا يا استاذه يعني انت عملتي اللعبة دي علشان توقعي زميلتك
انت محامية انت الي زيك عار على المهنة وانا مايشرفنيش اشغل وحده زيك معايا
بس احب اقولك انا حتي لو لقيت الملف في مكتب نوجة ماكنتش حصدق عنها حاجة لأن ثقتي فيها
اكبر من كدا ،بس ربنا نصرها وخلاكي بغبائك تخبئ الملف في مكتبك
ودلوقتي اطلع برى مش عاوز اشوف وشك في الشركة ثاني .

نظرت نوجة لمهاب نظرة جديدة ،فيها امتنان على ثقته بها ،فيها اعجاب بذكائه وحسن تصرفه ،فيها الامان الذي اعتادته منه ،فيها نبضة قلب سعيدة
كانت نظرة نوجة لمهاب الجديدة نظرة حب


إعدادات القراءة


لون الخلفية