بصعوبة استطاعات قدماي حملي الى غرفتي بعد أن أخبرت والدتي أنني أريد النوم لأنني لم أنم ليلة البارحة واتمنى ألا توقضني على الغداء عندما استيقظ سوف احضر الغداء لي
انتظرت وقت الصلاة واديت صلاتي وابتهلت لربي أن يعدي هذه الايام على خير واستلقيت وأنا اشعر أن وزني طن من كثر همومي
احلام بجهة وفيصل وخطوبته التي لم ارى اصدائها بجهة
والهم الاكبر كيف ارفضه للمرة الثانية وهناك الف سؤال يدور بخاطري
كيف تجاوز فيصل رفضي له وكيف اقدم على خطوبتي مرة اخرى وما هي ردة فعل حسام وكيف وكيف ؟
احسست بصداع بدأ يفتت رأسي
استعذت بالله من الشيطان الرجيم وبدأت استغفر الله بيني وبين نفسي الى ان شعرت بأسترحاء وبدأت عيني تغفوا
استيقضت على صوت حسام اخي وهو يحاول ايقاضي وأنا اقول له
حسام ارجوك دعني أنم قليلا وهو يحاول ايقاضي ويقول انهضي
أذن العصر وأنتي نائمة استغفرت رب العباد ونهضت
وقعت عيني على حسام ووجدته يبتسم ابتسامة فيها من الفرح الشيء الكثير
لا ادري كيف اصفها هل رأيتم شخص يبتسم بطيبة مع شعور بفخر ونوع من الزهو والانتصار مغلفة بالحنان كل هذا احسست به في ابتسامة اخي
لا ادري لما انتقلت العدوى لي وابتسمت بل شفتاي اجبرتاني على الابتسامة
وقلت له حسام ما سر هذه الابتسامة
اجاب حسام وهو ينهض من سريري ويجلس على المقعد المجاور له
اكيد كل خير هل رأيت ابتسامة لايوجد خلفها خير
اجبته بصدق أن شاء الله خير
ثم قال ما رأيك ان تقومي وتتوضي وتصلي وتدعو الله ان يكتب لكِ الخير
عرفت مقصده من طلب الدعاء ونهضت بصمت
واتمتت وضوئي وفرشت سجادتي وو قفت بين يدي خالقي
اكملت صلاتي
ونظرت حيث يجلس حسام
ورأيته محتفظ بأبتسامته قال تقبل الله
اجبته منك ومني
جلست على السرير
وبدأ حسام بالكلام
منى هل شككتي يوما بمحبتي لكِ اخبرته كلا هل تشكين يوما بأني لن اقف معكِ ومع مصلحتك اخبرته كلا
شعرت بقلبي سوف يخرج من ضلوعي بهذه المقدمة وقررت أن انهيها لأنها تزيد من اضطرابي
وقلت حسام ادحل بالموضوع
اجاب حسام بمزح مشكلة عندما تصبخ الفتاة ذكية
اخبرته صدقني مشكلتها اكثر من مشكلة من حولها لان ذكائها يجعلها دائم تفهم الامور مثل ما هي وليس مثلما يرغب الاخرين بأيصالها
ادخل بالموضوع رجاءا
اجاب حسام حسننا ً ادخل بالموضوع واول كلمة هي
فيصل
نظرت جهته واخذت نفسا عميقا ً وقلت له مابه
قال خطبك مرة اخرى وكان المتحدث عمه والمتلقي عمك خالد ولقد اعطى له عمي كلمة انه موافق بعد موافقتك
ما رأيك ماذا اقول لعمي خالد وهو خولني بهذا الموضوع وطلب مني أن أتي بردك
اخبريني ماذا أقول له
حاولت الكلام وقاطعني بقوله
رجاءا ً احلام الموضوع ليس بحاجة لتفكير الرجل نعرفه وانتي تعرفيه على الاقل من ناحية الشكل
الاخلاق اتركيها علية أنا اكتب لكِ تعهد بحسن اخلاقه اما اخلاقه داخل المنزل معك لاحقا فهذه أمور لا يوجد من يقدم ضمان فيها لأنها توفيق من رب العباد
مع ذلك اضمنه بنسبة 50 بالمية وهي نسبة ناجحة لشيء يصعب تحديد مدى نجاحه
يتكلم بمنتهى الراحة والابتسامة لاتفارق شفتيه وفي كل كلمة ينطقها
احلام تنطق برأسي وتقول خائنة
اخذني من افكاري السوداء صوت حسام وهو يقول
ما ردك
اجبته
ما النسبة الممنوحة لي لكي اقول لا بما أنك ضليع بالنسب ورفعت رأسي بأتجاهه
التقت العينان وكانت عينا حسام معاتبة وعيناي حائرة لايوجد لها هدف
قال حسام نسبة الرفض الممنوحة لكي 0 بالمية لان فيصل شخص لا يرد مرتين وطريقة الخطبة لايمكن رفضها عمه الكبير وعمك الكبير والخاطب رجل اخلاقه عالية
وتعهد عمه لعمك ان حسام على استعداد بأن يأتي بك نهاية كل اسبوع الى اهلك حتى لايكون البعد والغربة سبب للرفض
حاولت الكلام ولكن حسام لم يمنحني فرصة بقوله
لاتقولي العمر رجاءا ً فهي حجة غير مقنعة أنا سمعتك بأذني وأنتي تتكلمين مع احلام ذات يوم واخبرتها بأنك لن تتزوجي بشخص بمثل عمرك
تتمنين ان يكون المتقدم لكِ اكبر منك بعشرة سنوات كحد اعلى
اخبريني هل ماسمعت صحيح
شعرت بنفسي محاصرة ولايوجد ما اقوله ليكمل حسام
يعني كل الظروف تقول وافقي ربما تشعرين أنك مظلومة ولكن بعدها سوف تعرفين أن ظلمك كان أول طريق سعادتك
ونهض وتوجهة ناحية الباب ثم أستدار لي وقال الف مبروك سوف ابلغ عمي بموافقتك فشخص مثل حسام يأتي مرتين امر نادر أن رفض في
المرة الاولى
الثانية لن يرفض ابدا ً احمدِ ربك انه غض النظر عن رفضك الاول وتقدم ثانية ً
انتي فتاة محظوظة ورجل مثل حسام نعمة رفستها مرة لا ترفسيها مرة اخرى
واحمد الله على نعمته وتمني عدم زوالها
واغلق الباب وتركني صامته
استلقيت على سريري
لارغبة لي بمغادرة السرير والجلوس في صالة المنزل لكي تتلقفني والداتي بأسئلتها ونصائحها التي بالتأكيد لن استطيع الاجابة عليها ولا التجاوب معها
ما يحصل فوق طاقتي