احاول ترتيب المكان من اجل ان استقبل حبيبي القادم من العمل متعب
فبعد جولة مصارعة لطيفة مع الصغير عبدالله وبعد ان خلف خلفه الكثير من قطع الملابس الصغير التي بعثرت المكان
تمكنت منه ووجهت له ضربة حنان فنام قرير العين
هل اصابتكم الدهشة ام نسيتموني ام التبس عليكم الامر
نعم انا منى والنائم صغيري عبدالله الذي يبلغ من العمر 4 اشهر
ولقد مضى على زواجي من فيصل
سنتان كان فيها الفرح والالم والقلق
فهذه هي الحياة ملذاتها وحزانها مقسمة بخبرة حاكم عادل سبحانه وتعالى لا يظلم عباده ولكن عباده بقلة صبرهم يظلمون انفسهم
ربما تريدون معرفة ما حصل
ما حصل لم اعرفه مطلقا رغم الحاحي على فيصل ولكنه دائما يردد والدتك لو صغتوا لها تمثال ذهب لن يفيها حقها
كنت اوافقه وأعاود الالحاح لمعرفة ماحصل ولكنه كان دائما يحرجني
عندما يسأل أي العينين اجمل عيني ام عيني استاذك
كنت احرج منه كثيرا وهو يضحك كثيرا ويقول يامتهورة كان ذبحك حلال وقتها واحمدي ربك لان فيصل اليوم ليس فيصل البارحة
كنت ارد عليه وانا اعتمد كليا على حبه لي : انت من قطعت نفسك وقطعت المسافات لترتبط بي لم اسعى لك لم تكن مجبر على مافعلت وتهوري انت تقبلته ورضيت به وبعد هذا الكلام ارفع رأسي بتعالي
ليقول لي : على مهلك على رأسك فشد الرقبة يودي الى ألم في الفقرات يادكتورة وبعدها يضحك ضحكة رنانة وجميل
هل تعرفون سوف ارضي فضولكم واخبركم بالجزء الذي اعلمه
نهضت صباحا اليوم التالي لم تكلمني والدتي ولكني لاحظت الراحة على تقاسيم وجهها
بعدها بيوم غادرت الى حيث ادرس برفقة حسام
ولكن مغادرتنا كانت مختلفة لان والدتي ذهبت لزيارة خالتي متحججة بأنها مريضة وتريد عيادتها ولكني كنت واثقة انها تريد التهرب من وداعي
حز َ في نفسي هذا الوضع واثر كثيرا على أدائي لأمتحاناتي وهذه اول مرة يؤثر عارض نفسي على حياتي الدراسية
فيصل لم التقي به ولم اتصل ولم يقم هو بالاتصال
بقيت في منزلنا حيث ادرس الى أن أعلنت النتائج وحصلت على نتيجتي بعدها اراد حسام البقاء لكي يحضر حفلة التخرج لانه وعد احد اصحابة الذي تخلف عنهم بسنة بحضور حفلة تخرجه
اما حفلة تخرجي لم افكر بها ابدا ,كل تخطياتي واحلامي عنها ذهبت
في مهب الريح
كنت اجلس لوحدي عندما خرج حسام
سمعت صوت جرس الباب يدق تجاهلته ولكن الطارق كان مصر
ولكني كنت اكثر اصرار ولا طاقة لي باستقبال احد
حتى سمعت صوت الباب الداخلي يطرق
عندها دب الخوف بأوصالي وقلت بصوت مرتجف من على الباب
ليأتني صوت الحبيبة وهي تتسأل بخوف :منى هل انتي بخير
اجبتها بفرحة لهذا الصوت الذي انعش روحي وبشعور لايوصف من الفرحة لهذا التساؤل الخائف الذي اعاد لي ثقتي بمحبة والدتي لي
: امي انا بخير
اجبتها وانا احرك المفتاح بالباب لافتحه
كنت اجد في قدوم امي مفاجئة
ولكن المفاجئة كانت اكبر عندما نظرت خلف امي ووجدت فيصل
واقف خلفها وعلى وجهه ابتسامة
اقسم لكم انها اجمل ابتسامة شاهدتها بحياتي
تناسيت صاحب الابتسام واحتضنت والداتي بدموع انسكبت رغم عني
دخل فيصل وذهب لغرفة الضيوف ليسمح لدموعي اخذ حريتها
احتضنتني والدتي بشوق
وقالت : ان قسوت عليك فأنا بلأخير اريد مصلحتك لا تعتقدي ان قسوة الام كره بل هي حنان مصدره انتم ومحطته انتم
احتضنتها وقبلتها على يدها ورأسها
وبعدها عدت لارتمي بأحضانها وبقيت مشبثة بها لارتوي منها بعد أن ارهقت من عطشي لاحضانها وحنانها
سحبتني والدتي من أ حضانها ووضعت رأسي بين يديها
وقالت : منى هل تثقين بي
اجبتها بثقة : نعم لو قلتِ ارمي نفسك بالبحر سوف ارميها لانكِ بالتأكيد تريدين مصلحتي
قبلتني والدتي على جبهتي
وقالت مازحة : وأنا اريدك ان ترمي نفسك بالبحر ولكنه بحر تجيدين السباحة فيه وتعرفين تفاصيله
نظرت الى والدتي بأستغراب
فقالت : اذهبي لزوجك وحلي ما كان بينكم لاتكوني متاسمحة ولا تكوني قاسية
عاتبيه لانه خانة الامانة وتدخل بشيء خاص بك ولم يفكر ان الامانة ربما تحوي صورة لبنات لا يرغبن بروئيتها من قبل رجل غريب
وافهميه ان ماحصل مزحة وان مزح االبنات يكون احياننا اقوى
ثم اردفت قائلة :رغم عدم قناعتي بمزح بهذا الشكل
لن املي عليك ما تقولي فقط اعطيك رؤوس المواضيع وانتي تتحكمي بالبقية
والنقطة الاهم لاتعندي دعي المياه تعود الى مجاريها
عزيزتي فيصل رجل رائع احرصي عليه
ثم قالت اذهبي الأن
حاولت الكلام وأنا انظر لملابس
قالت قبل ان اتكلم اذهبي بسيطة دون تكلف ودون ان تأخذي وقت بالزينة حتى يشعر أن استرضائه اهم من زينتك ومظهرك
أنهيا الاشكال بينكما وبعدها اذهبي وتزيني
ذهبت بعد ان قلت لوالدتي :دعواتك
ودعتني بأبتسامة كلها حنان وذهبت لذلك الحبيب وانا كلي شوق له وعتب عليه
وجدته يقلب بأحدى خرائط حسام التي تركها في غرفة الضيوف حيث يحلو له احياننا مراجعة بعض امور عمله
دخلت وقلت السلام عليكم
ترك الخريطة ونظر لي قائلا : وعليكم السلام
جلست بأحدى المقاعد المنفردة
وكان المكان هادئ جدا وكلانا صامت
كنت اعيد توجيهات والدتي لي ولكنها كلها طارت بعيدا
ولم املك ما اقول
ولكني بالخير تشجعت وقلت
فيصل : هل تشك بي وبأخلاقي
نظرت تجاهه ولم افلح في معرفة ما تقول عينيه فلقد كان ينظر تجاهي
دون ان يتكلم
وبعدها قال : وهل وجودي هنا يدل على شكي بك
اجبته : ربما اتيت من اجل ........
قاطعني قائلا
لاتقويلي كلام مبني على استنتاج ان هنا لاني اريد ان اكون هنا
وما حصل كان غلطة مشتركة لنا
وربما ايام البعد والقلق التي حضينا بها
كان عقاب رباني لي لاني خنت الامانة وعقاب رباني لك ِ لانك تغزلتي بشخص غريب عنك بذلك الشكل
عندها انطلق صوتي ولا ادري كيف خرجت الكلمات بتلقائية ربما لان اسباب التوتر زالت اصبحت كلماتي تلقائية وغير متوترة
اجبته : فيصل اقسم لك انها كانت مزحة واشتركنا جميعا بها
اجاب : لدي علم بذلك رغم حرج الموضوع ولكن احلام ضغطت على نفسها واسمعتني الجزء الخاص منها من التسجيل
رغم عدم رغبتي بذلك ولكنها اصرت
ثم اردف
منى هذا الموضوع منتهي منذ البداية ولكنكِ ادخلتِ الامور ببعضها
لم افتح فمي بكلمة وانتي اخرجتي القديم والجديد
قاطعته قائلا : كنت تشكك بأخلاقي وهذا مالم اسمح به
اجاب : ولكنك بعصبيتك ربما تجعلني اشك اكثر بأخلاقك
اجيت: الموضوع كان مربك ولم استطع ان اتحلى بالهدوء
ثم اردفت: فيصل وبصراحة انا ارتحت كثيرا بعدما صارحتك بكل معانتي فيما يخص احلام وصارحتها ايضا بما في خاطري وأنتهى موضوع احلام تماما
وبقى موضوع الاستاذ غنضفر ما لم تعرف ويعرفه احد ان الاستاذ غضنفر تقدم لخطبتي في اول سنة دراسية لي عن طريق اخته التي كانت تدرس بالمرحلة النهائية
وأنا من رفضته ليس لعيب فيه ولكني كنت اجد نفسي صغيرة في وقتها ولدي سنوات دراسة طويلة كنت ارغب بالتفوق فيها دون ان يعيقني عائق وتضاف على كاهلي مسؤولية
وما هو اهم من ذلك اني لم اشعر تجاهه بمشاعر خاصة مجرد اعجاب لايتعدى اعجابي بأي مطرب على الساحة حينها
لو كنت املك له مشاعر خاصة لما نظرت للزواج من هذه الزواية ولما وجدته عائق يعيق دراستي نظرت له نظرة الواثق
وجدته يبتسم لي بحب اطرقت رأس خجلا من نظرته
ليطلق ضحكة جميلة ويقول : وهل تعتقدين اني لا اعلم بهذا الموضوع
من حسن حظك اني اعلم بهذا الموضوع من صديق مشترك بيني وبين استاذك حتى قبل ان اتقدم لك
لو لم اكن اعلم لرأيتِ وجها غير وجهي
اجبته بتهكم :وكيف سيكون وجهك حينها أرني ايها الآن ربما يصادفني وقد لا اتعرف عليك واحسبك شخص اخر
لم يجبني بل نهض من مكانه وامسك بيدي وأوقفني وهو يدعي الغضب
مع وجود ابتسامة لم يستطع ادعاء الغضب اخفائها
قال : هل تريدين معرفة الوجه الاخر
اجبته بأصرار نعم
ولكني لم ارى بعدها غير وجه كله حنان وشوق ومحبة
هل تعرفون كيف التقت والدتي بفيصل
لم تكن صدفة كما كنت اظن
لان فيصل هو من اقلها من مدينتنا الى منزلنا حيث ادرس
وكل هذا بالاتفاق من اجل مفاجئتي بترتيبهم لحفل تخرجي
ذهبنا للحفل
وهناك التقيت بأحلام وزوجها ووالدها ووالدتها
اندمج فيصل وحسام وعمر مع زوج احلام و والدها
اما انا واحلام كان لقائنا فاتر وكانت احاديثنا رسمية
صحيح انها تدخلت بالموضوع لصالحي
ولكني فضلت الابتعاد حتى لا اقع في ذنب سوء الظن مرة ثانية
هل ارضيت فضولكم
ام ترغبون بمعرفة تفاصيل حفل زفاف
اقول لكم انه زفاف رائع احتفظ بتفاصيله بقلبي وعقلي واستميحكم عذرا في كوني أفضل عدم ذكرها
ولكن لاخبركم بعض الاكتشفات التي اكتشفتها بفيصل بعد الزواج
والاهم من ذلك اني اكتشفت ان فترة الخطوبة ليست فترة تعارف بقدر ما هي فترة تعود
تعود على هذا الشخص الذي سوف يشاركك حياتك
ام معرفة هذا الشريك ومعرفة طباعه فلن تكتشفيها في فترة الخطوبة
بل تكتشفيها في الحياة الزوجية الفعلية
هل تعرفون ما الذي اكتشفت بفيصل
اولا هو غيور لابعد الحدود حتى من اخيه وهذا سبب لي قلق اول الايام
وسبب بعض المشاكل بيننا ولكن بحبنا تجاوزناها
الصفة الثانية عصبي جدا وعندما يغضب يحب ان يخلد للنوم دون ان يزعجه احد
اول موقف اجد فيه فيصل في قمة غضبه كاد يذهب عقلي فيها
فهو لشدة ثورة غضبه يحاول تمزيق ملابسه من كثر ما يشدها من الاعلى دلال على نفاذ الصبر وشدة الغضب
هذا غير حركات اليد التي لاتهدأ والصوت العالي الذي يصبح اشبه بزئير اسد
وعندما افرغ غضبه ذهب لجناحنا واستلقى وغط في نوم عميق
بصراحة عندما رأيته اول مرة هكذا قلقت كثيرا وأقتربت من السرير ووضعت يدي على مقربة من انفه لاتأكد من تنفسه بعد ان عجزت عيني على التقاط حركة قفصه الصدري
تنفست الصعداء عندما شعرت بأنفاسه
وبقيت انتظر نهوضه ولايوجد فعل محدد قد خططت له
نهظ من النوم بمزاج شبه متعكر
وانا كعادتي عندما ينهض فيصل من النوم تعتريني رغبة ملحة بأن انفجر ضاحكة لاني اتذكر كلام حسام
عندما قال ذات يوم ان فيصل عندما ينهض من النوم
هناك مزرعة للديكة في رأسه وكلها رافعة روؤسها
توجه الى الحمام وعندما خرج فرش سجادة الصلاة وصلى
ولم يكن حينها وقت صلاة وهذه نقطة اخرى اكتشفتها انه بعد موجة الغضب ينام وقبل ان يكلم احد يصلي
وبعدها جلس بقربي وقربني اكثر اليه وقال :اعلم بأني اخفتك ولكني اتمنى ان تتحملين ان لم تتحمليني انت ِ فمن يتحملني
اجبته : فيصل انا خائفة عليك ولست خائفة منك
اجاب : صدقيني انا احاول ان ابتعد قدر الامكان عن هذه الموجات الغاضبة ادعي لي واقفلي الموضوع رجاءا ً
احترمت رغبته واقفلت الموضوع
وفيصل لم يترك موجات غضبه
ولكنه يبقى زوجي حبيبي ان وجدت فيه سيئة فعيني المحبة ترى فيه الف حسنة تلغها
لاخبركم بما اكتشفت بنفسي
اكتشفت أني ثرثارة درجة اولى برفقة فيصل
فما ان يأتي من عمله حتى ابدأ بثرثرة لاتنتهي واخبره بكل ما حصل لي بغيابه واريد ان يخبرني بكل تفاصيل ما حصل له
هل تعرفون ماهي ردة فعل فيصل من ثرثرتي
كان ان كان في مزاج جيد يتقبلها ويمزح علية من خلالها ويقول غششت بك كنت اضنك هادئة ولكني اكتشفت انك ثرثارة درجة اولى
كنت ادعي الزعل لاكسب ترضية لان فيصل يرضي غروري بترضيته
اما اذ كان بمزاج عكر فيلتزم الصمت
وبعد انتهاء وجبة الغداء يخلد للنوم
واذهب واجلس عند رأسه والح عليه بقولي
فيصل انهض وتكلم معي
وهو يقول : منى بالله عليك اتركني فأنا متعب ومرهق
وعندما ازيد جرعة الالحاح
كان يأخذ الوسادة والغطاء ويستلقي على أريكة الصالة
بعدها اذهب اليه واطلب منه ان يعود ولن اعود للالحاح
واستلقي بقربه واجبر نفسي على النوم
اما اخباري مع اهل فيصل
له ام رائعة اصبحت امي الثانية لاترتضي عليه الكلمة
ولكن مشكلتي احدى اخواته كانت تحب التدخل بحياتي وبملبسي وبعلاقتي بفيصل
حتى عندما ارتب مع فيصل نزهة خاصة بنا كانت تشعل البيت وتحشوا في رأس خالتي (ام فيصل ) كلام لا داعي له
كانت خالتي تتأثر لفترة وبعدها تعود طبيعية
اول الايام كنت اشكوها لفيصل
ولكني بعدها لم افعل لاني وجدت فيصل يعاملها بخشونة وخشيت ان تنتهي علاقة الاخوة بينهم بسببي
ففضلت ان اقوي نفسي واقف بوجهها
دون أن اقحم فيصل بيننا
وحصل لي ما اردت عودتها على طريقة تعامل تطلبت مني ان ارتدي وجه الرسمية معها لكي احدد خطواتها اتجاهي
وبعد ان وصلت لمبتغاي اعدت علاقتي بها طبيعية مثل أي علاقة بين زوجة الاخ واخته
مع بعض المناوشات التي لاتخلوا منها الحياة
ربما تستغربون لما عمر ابننا 4 اشهر وزواجنا مر عليه سنتان
لانني تأخرت بالحمل لاسباب اولها تتعلق ببعض المشاكل النسائية
وبالأخير هي مشيئته سبحانه وتعالى
وكم اضجرتني الاسئلة لأني لم احمل مبكرا وكلما حصل تجمع نسائي
تتلقفني النسوة كل واحدة تخبرني بتجربة قريبتها وكيف ذهبت الى فلانة وحملت وكيف استخدمت العلاج الفلاني وحملت
يشعروني بأني عقيم على الرغم من ان زواجي لم يمضي عليه سوى 6 اشهر
كنت اشكوى لوالدتي ولكن والدتي كانت تهون الامر عليه بقولها
لا عليك ِ فأنتي مثل بنات عمك اغلبهن حملن بعد سنة من زواجهن
وفعلا صدقت والدتي بتوقعها وبفضل الله تم الحمل بعد سنة
هل تعرفون ماهية مشكلتي اليوم
مشكلتي تعلق فيصل بعبدالله
فبعد ان كان يتصل يسأل عني اصبح يتصل ويسأل عن ادق تفاصيل يومي مع عبدالله
وعندما اعاتبه بجدية بأنك تحب ابنك اكثر مني
يقول بضحكة : وهل محبة الجزء الا جزء من محبة الكل