هل جربتم ان تعيشوا بسكينة مريبة تشعرون ان انفسكم من الداخل خاوية وكل المؤثرات من حولكم لا معنى لها مع ذلك لا ترغبون بعودة الايام الماضية بحلوها ومرها
شعور عجيب غريب
والأغرب منه عدم شعوري بالقلق وكأن نفسي من عمق هدوئها تقول ما الذي يحصل اكثر من ذلك
من جعلني خائنة بنظر صديقتي واصبح بعدها حبيبي ؛اليوم أنا لا شيء بالنسبة له ؛وهو ذكرى مرة بالنسبة
والمطلوب ان اوضح الامر لوالدتي وهذه اصعب مهمة
كانت سنة التخرج مرهقة جدا مع بحث التحرج والتدريب وحالتي الغريبة
قبل الامتحانات النهائية بأسبوع قررنا انا وحسام الذهاب لمدينتنا لكي نقضي فيها فترة يومين قبل ان ادخل معكسر الدراسة
لا استطيع ان اصف لكم شعوري حينها لأن من الصعب علي تحديده فهو بين الهدوء والقلق ورغبة حقيقية في كشف الاوراق لوالدتي مع خوف حقيقي من مغبة ذلك
مع ذلك اجبرت نفسي على هذه المصارحة
كان استقبال الوالدة لنا كعادته مرحا محبا وكان عمر يضيف على الجور مرحا مضاعفا
لم يكدره سوى قوله لي :بدأ العد التنازلي لتواجدك بيننا
لم اعلق على الموضوع لان والدتي استقبلتني بأحضانها وانا رحبت بهذا الحنان بلهفة له وخوف منه
عند المساء وكعادة منزلنا يذهب كل من حسام وعمر لقضاء وقت المساء في احدى اماكن تجمع الشباب
ونقضي انا ووالدتي الوقت بالسمر
كان الصمت يلف المكان الا من صوت النساء الواتي يتحاورن في التلفاز
في برنامج تلفزيوني نسائي مشهور
اندمجت والدتي معه
لا ادري كيف افتح الموضوع معها
ولكن لابد من فتحه قرأت بيني وبين نفسي سورة الفاتحة وأية الكرسي
وبعدها قلت
امي ممكن نتكلم بموضوع
اجابت والدتي بعد ان تخلت عن متابعة برنامجها :بالتأكيد عزيزتي
قلت دون لف ودوران : أنا وفيصل نريد الانفصال
كنت اتكلم وعينايا تعانقان الارض لا اريد ان التقط ردة الفعل التي سوف ترتسم على ملاح والدتي حتى لا اتردد
اجابت والدتي بلهجة غاضبة مستفسرة:منى هل هذا مزح ام هو قلق قبل الزواج
اجبتها : لا هذا ولا ذاك انه جد ونحن شبه متفقين
اجابت والدتي ولا زلت نبرة الغضب مسيطرة مع امر منها بأن انظر لها :
منى عندما تتكلمين معي حدقي بعيني
ثم اردفت: على ماذا اتفقتم وما هي اسبابك وما هي اسبابه
اجبتها بعد ان نفذت طلبها ورأيت كيف الغضب لعب بملامح والدتي
واصبح شكلها مخيف ام ان طلبي الغريب هو من صور لي شكل الحبيبة بهذا الشكل
قلت : له اسبابه الخاصة ولي اسبابي الخاصة
اجابت : وهل تعرفين اسبابه
اجبت :نعم
قالت وهل من الممكن ان اعرفها
اجبت بتهرب :: ما فائدة معرفتك بها ان كانت لن تغير الواقع
اجابت وهي في قمة غضبها الفائدة ياقرة عين امك, هي لكي نعرف ماهو جرم ابنتنا حتى تطلق قبل زفافها بشهرين الفائدة لكي اعرف هل الخطأ من ابن الناس لكي اقف مع ابنتي ام الخطأ من ابنتي لكي اطمس وجهي بالتراب
هل تريدين ان تعرفي المزيد
لم استطع ان اتفوه بكلمة فلقد كان غضب الوالدة مسكت جدا
وكانت المفاجئة الكبرى عندما امسكت والداتي بذراعي وأوقفتني وهي تقول :
منى اخبريني ما الذي حصل والا اقسم بالله انكِ لن تبرحي غرفتك الا لقبرك ولا تعتقدي ان حبي لكي يشفع لك بأي تصرف يسئ لهذه العائلة ويلطخ سمعة هذا البيت
رأس ابيك تبقى مرفوعة وان تطلب رفعها قطع رأسك
كانت والدتي قاسية ولم ااعهد قسوتها مطلقا هل يستحق الموضوع كل هذا
اثنان لم يتفقا وتطلقا ما علاقة تنكيس الرؤوس بذلك
كان هذا حديث نفسي
ويبدوا أن والدتي التقطته عندما قالت
لاتعتقدي ان الطلاق موضوع سهل ومجرد اثنان لم يتفقا
ثم اردفت
عدم الاتفاق معناه هناك اسباب ثم صمتت
وتركت يدي وانهارت على الاريكة ووضعت يدها على رأسها وقلت :
منى هل كررت قصة هناء
عندها ارتميت تحت قدميها وقبلتهما وقلت لها اقسم لك ِ بأني لم افعل
اجابت بعد ان اخذت نفس عميق ولكن الوهن لا زال مسيطر عليها
منى ماذا فعلتِ
كنت على وشك العند ولكن انكسار والدتي ألان قلبي الذي تحمل القسوة على الحبيب اما القسوة على الام الحبيبة فلن يتحمله
اجبتها وأنا اضع رأسي على ركبتها :
انه يشكك بأخلاقي ثم سردت لها الحكاية كاملة من بداية حكايتي بأحلام وانتهاءاً بالتسجيل ورفضي التبرير
قالت والدتي :منى ما الذي يحوي التسجيل
حاولت التملص من الاجابة بقولي :مزح بنات قوي
كررت والدتي السؤال واردفته بقولها انا لست فيصل وتعندي معي
وبعدها قالت منى اريد معرفة محتوى التسجيل بالتفصيل
كانت عيني والدتي متوهجتين غضبا ولم اشأ اشعال غضبها بقولي لتفاصيل التسجيل ولكنها عاودت السؤال قائلا :منى تفاصيل التسجيل وألا اتصل بأحلام وأنا اعرف كيف احصل منها على التسجيل
ارعبتني الفكرة الموضوع سوف يكبر لأتحمل غضب الوالدة ما دام غضبها تحصيل حاصل
اجبتها : كان التسجيل يحوي على صوتي وأنا اتمايع واقول
عينا استاذ غضنفر احلى عينين يمكن ان تستيقظ انثى صباحا وتشاهدهما
امنية عمري ان ارى عينيه عندما استيقظ من النوم
لم اكمل البقية
هل تعرفون لماذا
لأن والداتي رفعتني بقسوة من ركبتيها ووقفت وأوقفتني معها
ولاول مرة تصفني بقوة
لم تكتفي والدتي بالصفعة بل اتبعتها بقولها
كنت اعتقد ان سمعة العائلة بأيدي امينة لأني واثقة من تربية يدي
لم احسب حساب هذا اليوم الذي اطالب فيه بالدفاع عن سمعة ابنتي ولا املك حجة للدفاع بعد أن اسقطتت الحجج بالدليل
بعدها صرخت بي اعطني هاتفك
اعطيتها الهاتف دون نقاش
اخذت الهاتف وبدأت بضغط الازرار وبعد فترة قصيرة قالت
بأي اسم دونتي رقم فيصل
عندها ارتميت من جديد على قدميها متوسلة بها بأن لا تقلل من قيمتي امامه
ولكن والدتي لم ترأف بحالي وقالت بعد أن دفعتني
لن اقلل من قيمتك بل سوف ارفعها عاليا وسوف احاول ان ادفاع عن تربيتي قبل ان ادفاع عنك
وأن كان الطلاق حاصل فليحصل وابن الناس يعرف جيدا ان ابنتنا بريئة وجرمها مزحة متهورة
ثم قالت لن ادفاع عنك ولن اسعى لكي يتم زفافك بل اسعى لبقاء صورة عائلتنا ناصعة البيضاء
وبعدها قالت :لعلي افلح بذلك؟!!!!!!!!
ثم صرخت قولي بما سجلتي رقم فيصل
اجبتها بأنكسارة :صورة قلب
نظرة لي نظرة غاضبة وقالت :اصعدي لغرفتك
نفذت الأمر
ولم اعرف ما الذي حصل بالمحادثة
كل ما التقطته قول والدتي :السلام عليكم فيصل أنا والدة منى