مضت الأيام واتصالات فيصل لم تنقطع أبدا في الصباح يقول صباح الخير و لأنه مشغول عادة ,المكالمة لا تطول وفي المساء يقول مساء الخير وتنتهي لتصبحين على خير لأنه يتصل متأخر عادة
أصبحت علاقتنا أكثر قوة وأطلعني على كل ما يخصه وعن مخططاته ومشاريعه وعن إعداده لعش الزوجية الذي سوف يجمعنا ولأنه الابن الأكبر فهو لا ينوي مغادرة بيت والده لذا علية أن أتأقلم مع هذا الوضع مع توفيره لي جناح خاص يضمن خصوصيتي
أراحتني فكرة الجناح وأرعبتني الفكرة العامة لأنني لم أهيئ نفسي للعيش في بيت أهل زوجي العمر بأكمله ودعوت الله أن ييسر لي أمري
الآن لأخبرك باستعدادات والدتي التي كانت على قدم وساق بعد مغادرة فيصل سافرنا الى المدينة التي كنت ادرس بها وتوجهنا للخياطة وتم الاتفاق على موديل بسيط لفستان طويل بأكمام شبه قصير مزينة بالكريستال الناعم وبقصة من الإمام بسيطة منثورة بقطع من الكريستال بشكل جميلة واختارت والدتي قماش لونه فيروزي فاتح يتداخل اللون الفضي بنسجيه
بقينا ليومين ولان والدتي ضاعفت الأجر اكتمل الفستان بوقت قياسي وبقت تفاصيل لا حاجة لتواجدي اثناء عملها لذا اتفقت والدتي مع الخياطة عن موعد يحضر عمر فيه لكي يأخذ الفستان
عدنا الى مدينتي وبدأت والدتي بحملة قلبت بها منزلنا رأسا ً على عقب بمساعدة فرقة الطوارئ التي تستعين بها والدتي في المواسم عندما ننتقل من الصيف للشتاء والعكس ويبدوا أن حفلتي بالنسبة لوالدتي إحدى الانتقالات الموسمية بحياتها
لقد هيئت لي والدتي برنامج خاصة للعناية بالبشرة من إعدادها وإشرافها
وطلبت مني والدتي أن اهتم بنفسي فقط
أحاول أن استرخي واصلي وأكثر من قراءة القرآن ولمحت مازحة وأكثر من الاتصالات الهاتفية التي تقربكم من بعضكم
بادلتها ابتسامة خجولة وانصرفت الى ملاذي وبأمر من والدتي وقفت بين يدي خالقي شاكرة له سبحانه وتعلى على راحة البال والسكينة التي غلفت حياتي وبعد انتهائي من صلاتي قرأت ما تيسر من القرأن الكريم
وبعدها استلقيت على سريري أحاول الاسترخاء ليرن هاتفي و تتوسط شاشته صورة قلب يعلن عن اسم صاحب الاتصال
اجبت بلهف هلا فيصل وعليكم السلام ليأتيني صوته قائلا كيف انتي أصبح شوقي لكي لاحدود له
بعد فترة لأن الاتصال الخارجي يعكره صوت الصدى
لذا علية أن أتوقف عن الكلام لفترة حتى يصلني كلام فيصل وهو يفعل الشيء نفسه
وهذه الحالة لم تتعبنا مطلقا لان لهفتنا لبعضنا تفوقت على الحواجز والحدود
استمر كلامنا بين مزح وجد واشوق لليوم الذي تحدد واخبرني برغبة أخيه لحضور هذه المناسبة رغم علمه أنها نسائية بحته ولكنه مصر لرغبته لروئيت وجه أخيه الأكبر عندما يخرج من زوجته حاول فيصل معه بقوله لن تكون المرة الأولى أجابه انه لن ينسى ما فعله عندما عقد قرآنه دون حضوره ويريد تعويض ما فاته بحضوره معه وإمام إصراره أضطر فيصل أن يوكل عمل الشركة المسائي لابن عمه الذي يتولى ادارة الشركة صباحا إثناء غياب محمد الاخ الأصغر لفيصل بدوامه
بت اشعر بضيق شديد عندما يأتي موعد مكالمة فيصل ويتأخر لسبب ما
بصراحة أصبح شوقي له كبير وأصبحت اشعر بنغزة بقلبي لهذا الشعور
واستغفر الله لكي يرجع لي هدوئي
اما والدتي فأصرت على عمل كوشة صغيرة بمنزلنا في غرفة الضيوف التي تم فتح الباب الذي بينها وبين صالة المنزل حتى يصبح المجال أوسع
لذا أوصت إحدى قريباتها التي يمتلك ولدها ورشة نجارة بعمل مدرج خشبي
وأن يقوم بشراء أريكة من الأثاث المستعمل وأن يفرغ نفسه لوالدتي قبل موعد الحفلة بثلاثة أيام لكي تعمل معه لإتمام الكوشة
أما الحلويات أصرت والدتي أن تكون مصنوعة بالمنزل حتى تكون ذات نكهة خاصة بمنزلنا وبمناسبتي ووالدتي تبدع بهذا المجال وتفننت به
وبتغليفه وأكملته قبل موعد الحفلة بخمسة أيام وحرصت على تخزينه جيدا أما ما يحتاج لعمل بنفس اليوم حضرت كل ما تحتاج اليه لكي لا يسرقها الوقت
اما الكوشة فلقد أبهرتني والدتي عندما انتهت الكوشة التي كانت عبارة عن سلم خشبي أشبه بالصندوق وأريكة متهالكة عندما وقع نظري عليها شعرت وكأني أمام حطام سفينة ليتحول هذا الحطام الى كوشة بيضاء مزينة بقطع الكريستال الفيروزية
تحيطها الورود البيضاء والوردية الطبيعية تتخللها أعواد مزينة بالكريستال الوردي لوحة فنية رائعة
ألم اقل لكم أن والدتي امرأة لا مثيل لها
أتى اليوم الموعود كانت والدتي قد أكملت دعوة كل أقاربنا وبعض الأصدقاء المقربين قبل يوم من الحفلة لكي تتفرغ كليا للحفلة في يومها
إما أهل فيصل فلقد حضروا قبل يومين واستقروا في شقة فيصل في المدينة التي ندرس فيها
اهم مافي الموضوع أن الاتصال بفيصل أصبح أسهل
أتى اليوم الذي كنت انتظره بفرحة لأنني سوف التقي بفيصل وبخوف لأني سوف أقابل أهله
عندما أكملت زينتي طلبت مني والدتي أن ابقي في غرفتي مع وفاء وبعض بنات عمي المقربات وعندما يكتمل عدد المدعوين انزل للصالة
فعلا تم كل شيء حسب ما خططت والدتي نزلت للصالة برفقة والدتي التي قادتني حيث والدة فيصل وطلبت مني أن اقبل رأسها ويدها أمام الحضور كان طلب محرج ولكني نفذته لأنني تذكرت فيصل حينها وبعدها سلمت على أخوات فيصل وتلقفتني أحضان الأقارب
وأخيرا ً وصلت الى كوشتي استقرت قدماي وبدأت الصالة تضج بالصلاة على رسول الله محمد وال محمد مع أناشيد أسلامية تليق بهذه المناسبة وهذا كله بناءا ً على طلب فيصل وأنا وافقته الرأي لأني منذ أن دخلت الطب وأصبحت أرى الموت أمامي بشكل يومي أصبحت أنفر من الأغاني بعد أن كنت مدمنة لها
اكتملت الحفل على خير وجه وبقى من الضيوف أهل فيصل فقط بعد أن تناول الجميع وجبة العشاء
بقيت بملابسي لأني على علم بقدوم فيصل ولأنه طلب مني ذلك ولأني أرغب بذلك
لأخبركم عن انطباعي عن اهل فيصل بصراحة رائعون تفاءلت خيرا بمستقبلي معهم لايوجد فرق كبير بين عاداتنا وعاداتهم وحصل اندماج كبير بين والدتي و والدة فيصل واندمجت كثيرا مع أخوات فيصل رغم فارق العمر ألا أنهن يتمتعن بروح مرحة وبساطة عالية وساعدت دراستي على كسر الكثير من الحواجز وقربت بيني وبينهن من خلال أسألتهن واستفساراتهن التي تخللتها روح فكاهة عالية
رن هاتف والدتي وادركت أنه حسام يستأذن لفيصل بالدخول وفعلا دخل فيصل بزي بلاده الرسمي على الرغم من أن حسام يرتدي هذا الزي احيانا ً في مناسبات معينة مع أصحابه الأ انه على فيصل أصبح شكله خيال فاق الوصف وسامة عالية أبهرتني وأجبرتني على النظر أليها تمعنت فيه وهو يقبل والدته على جبينها ووجنتيها وينزل ليدها ويقول لها هل أنتي راضية عني لتجيبه في الدنيا والآخرة الله يريح قلبك مثلما تريح لي قلبي ثم توجه لوالدتي وقبل جبينها وسلم على أخواته
وقبلنه واحتضنه كانت لوحة حنان لايمكن التعبير عنها ولا تصويرها
واخيرا جاء دوري منحني نظرة خاصة أنزلت بسببها رأسي
تقدم باتجاهي وقبل جبيني وأحضرت والدته علبة مغلفة أخرجت منها طقم من الذهب اتحدت فيه الفخامة والجمال ألبسني ايها فيصل ومع كل قطعة يلبسها لي يقول تعليق يجعلني ابتسم ولاتكونوا فضوليين وتسألوا عن التعليق لأني لن أخبركم
انتهت كل المراسيم على خير وتوجه فيصل مع أخيه وإخوتي وبعض أولاد عمي الى بيت بسيط داخل قطعة زراعية لنا لكي ليقضوا ليلتهم فيه ويتركوا البيت للنساء
في اليوم التالي غادر اهل فيصل برفقة اخيه وبقى فيصل بمدينتنا بعد أن حدد مدة أسبوع لبقائه لترتيب بعض الإعمال عندنا والغرض أخر لن أخبركم به
استقر وضع البيت بعد كل تلك الضوضاء المريحة لأن ضوضاء الفرح تكون محببة للجميع
خلال فترة بقاء فيصل كانت زياراته شبه يومية وفي كل مرة يقوم بزيارتي كنت ألاحظ علامة الاضطراب وعدم الراحة على والدتي ألى أن يغادر فيصل تصبح أكثر استقرارا ً
طبعا أنا فقط من الاحظ
والدتي حريصة على حسن استقبال فيصل
نسيت الموضوع بعد مغادرة فيصل ووعده لي بالعودة لاصطحاب ِ الى حيث ادرس عند نهاية العطلة
ومضت الايام ولأول مرة اشعر أن العطلة بطيئة ربما لأنني انتظر نهايتها لأحظى بتوصيلة فيصل
ربما تسألون ماذا حل بأحلام حاولت ألاتصال بها وجدت هاتفها مغلق اتصلت بوالدتها فأخبرتني أنها غيرت رقم هاتفها وأفهمتني بطريقة لبقة أن ابتعد عنها قليلا حتى تستطيع ترتيب مشاعرها
تذكرت هذه الكلمة التي سمعتها ذات يوم من احلام وأدركت أن مشاعر أحلام تجاهي لن تترتب وأصبحت عبارة عن لوحة مشوهة
طويت صفحة أحلام ألا أن أعود لمقاعد الدراسة
قبل يومين من نهاية العطلة دخلت والدتي لغرفتي وطلبت مني أن نتحدث سويا
لا تستغربوا دخول والدتي دون أستأذان فهذه حالتها معي منذ أن انفصلت بغرفة مستقلة لي لايوجد داعي لللأستأذآن كما وأني احترم حرصها تجاهي واجد في هذا الدخول نوع من الحرص علية ولا اجد فيه انتهاك لخصوصيتي فهذه والدتي وأنا
أمامها كتاب مفتوح
بدأت والدتي حديثها بسؤال
هل تحبين فيصل شعرت بخجل كبير من والدتي ولكني اجبتها بعد أن شجعتني ابتسامتها
أخبرتها بأني لم أكن أتوقع أن اتعلق بفيصل لهذه الدرجة لتجيبني هل تريدين معرفة قصة صديقتي هناء
سرحت بالموضوع
الخالة هناء مدرسة مادة الكيمياء صاحبة لقب الجميلة المطلقة في أيام الإعدادية
أجبتها وهل للجميلة المطلقة حكاية لا اعرفها
أجابت والدتي وحكايتها سر بيني وبينها وأحببت أشراكك به لأن بحكايتها نصيحة موجهة لكي
أخبرتها وأنا كلي أذان صاغية لمعرفة حكاية الجميلة المطلقة