الفصل السادس عشر: الحيرة وتسلل الأمل

وجدت صعوبة في اخفاء حزني عن والدتي كنت اتهرب من عينيها واتهرب من الجلوس منفردة معها وأن تواجدنا معا اكون اغلب الاوقات اشغل نفس بمراجعة مشروع التخرج او في تنظيف المنزل أي شيئ الا ان اجلس جلستي المحببة مع والدتي الغالية
وهذا اضاف حزنا ً الى حزني لم يبدده سوى التجائي الى خالقي بالصلاة والاستغفار وقراءة القرأن
رغم ذلك والدتي استطاعت اقتناصي في جلسة منفردة ادركت منذ الوهلة الاولى انها سوف تكون جلسة مصيرية
ابتدأت الكلام والدتي عن ذكرياتها مع والدتها وكيف كانت جدتي امرأة رغم حكمتها ألا انها كانت قاسية مع بناتها تحديدا ,لم تكن قسوة بمعنى القسوة حسب ما تقول والدتي هي قسوة الام المحبة التي تربت على أن تربية البنت تربية صعبة وتربية الولد تربية سهلة
لذا كانت تقسو احيانا ً رغما ً عنها واخبرتني كم كانت متشددة معها عندما تقدم والدي لخطبتها الى أن وصلت الى مربط الفرس وهو
علاقتها بوالدي بفترة الخطوبة وكيف مرت معه ببعض المشاكل رغم كونهم من ابناء منطقة واحدة وكيف افادتهم هذه المشاكل في حياتهم الزوجية القادمة
ولا ادري كيف تحول الحوار الى ذكريات طفولتي وكيف كانت والدتي تتعب في تدريسي وكم عانت معي في املاء القراءة
لتخبرني والدتي ان احد دروس القراءة التي املتها علي كان سبب في صلح بينها وبين خالتي التي تصغرها بسنين
اخبرتها كيف
قالت هل تذكرين ذلك الموضوع الذي كان يتحدث عن خصام حصل بين ابناء الخليفة الرابع على بن ابي طالب رضية الله عنه
الحسن والحسين رضية الله عليهما
لا اذكر تفاصيل الحكاية فقط اذكر
انه تتكلم عن خصام بين الاخوين الحسن والحسين احدهما ارسل الى الاخر وقال له تعال وصالحني لكي تصبح افضل مني وتكسب اجر صلة الرحم واجر التسامح
تقول والدتي ان هذه القصة شجعتها وذهبت لزيارة خالتي وتم الصلح
لتقول بعدها والدتي لا ادري لما لانجعل الصحابة وابنائهم وقبلهم رسولنا قدوة لنا لتحسين اخلاقنا اكيد انه الشيطان من يبعدنا عن هذا الطريق العذب


لأننا لو ابعدنا الانانية وسعينا للصلح من اجل طلب الاجر لما بقى خصام
ولكانت النفوس صافية هدانا الله
بعد هذا الكلام انصرفت والدتي وأنا ادركت انها لم ترغب بالتدخل بمشاكلي مع فيصل ولكنها بنفس الوقت لاترغب بأن تكون متفرجة
اعطتني الحل ووضعتني بصراع قوي بين كرامتي التي اهدرها فيصل بعدم الرد على مكلماتي ومسجات التوسل التي ارسلتها
وبين ادراك ِ بخطاءِ اتجاه فيصل ورغبتي بالصلح معه
فأي صراع لا يهدئ اصبح داخلي
بعد أن انصرفت والدتي لأعداد العشاء ولأول مرة لم تطلب مني مساعدتها
هذا يعني انها تمنحني فرصة للتفكير وهذه الفرصة أنا لا احتاجها
اريد من يفكر عني ويحل لي مشاكلي فأنا لا اقوى على هذه المواجهة لا ادري كيف سوف امتص غضب فيصل وأنا مخطئة بحقه دائما أنا من اعاتبه على عصيبته وعلى عدم تفهمه وها أنا مكانه وعلي أن اعتذر وابرر
توجهت الى سطح منزلنا رغم برودة الجو
رفعت رأسي ألى السماء ادعوا من هو ملجأ لكل من فقد ملجأ
دعوته بصدق الاهي لاتكلني ألى نفسي طرفة عيني واهدني الى طريق الصواب
بقيت طويلا ألا أن اصبح البرد يضرب عضامي
تركت البرد الخارجي ودخلت غرفتي حيث البرد الداخلي والحيرة التي هدأت قيلا
تمنيت لو اجد وردة والعب بها لعب الصغار واقول اتصل به ام لا اتصل ام اقول اعتذر ام لا اعتذر
حتى في اختيار الفعل المناسب عجزت ان اصل
وكلت امر لله ونهضت لتناول العشاء مع عائلتي لعلَ في احاديث اخوتي ووالدتي ما ينسني مؤقتا مسؤوليتي
انتهى اليوم كباقي الايام
ذهبت الى فراشي حاولت أن أنام ولكن دون جدوى ظَل النوم طريقه الى عيني ماذا افعل اتصل بفيصل كيف اتصل به ,هو لايرد على مكالماتي ارسل له رسالة ما فائدة الرسالة اذ لم تصل لقلب مستلمها
واخيرا اهتديت الى حل
ونهضت من سريري وتوجهت الى غرفة حسام بسرعة فائقة حتى لا ادع مجال لنفسي بالتفكير والتردد
طرقت الباب وقال ادخلي
دخلت ووجدت حسام كعادته بين خرائطه
اخبرته حسام اريد أن أستعير هاتفك حتى اكلم فيصل لأن هاتفي ..
قاطعني حسام قائلا لا ادري متى تكفين عن اعطاء التبريرات
خذي الهاتف والعون من الله اخر الشهر على قائمته
واعطاني نظرة جانبية اسكتتني واخجلتني اخذت الهاتف وقلت شكرا ً
وخرجت ,احيانا ً استغرب من نفسي لم اصبحت علاقتي بحسام فيها الكثير من الخجل بعد عقد قراني
لن ادوشكم بعلاقتي مع حسام لانكم بالتأكيد تترقبون ما يحدث بمكالمتي مع فيصل

قبل ان اتصل بفيصل لا ادري لما دفعني الفضول لاعرف هل هناك اتصال بين فيصل وحسام وفعلا بحثت بالمكلمات ووجدته في كل المكالمات


في الصادرة والواردة والفائتة وتقريبا كل يوم
حمدت الله ان علاقتهم لا زلت مستمرة ولم تنتهي بسبب مشاكلي مع فيصل
بعد ذلك ادركت مدى غبائي لان فيصل لن يفكر بمثل ما أنا افكر
وكبر فيصل بعيني لانه اعتبر مشاكله معي خاصة بنا ولا لعلاقة لحسام بها
ضغطت زر الاتصال وبعد دقتين فقط اتاني صوتها قائلا ايها المزعج
لا ادري كيف خرجتك كلية الهندسة لو سمعوا أسئلتك لما منحوك شهادة التخرج
واطلق ضحكة وقال بعدها اتحفنا بسؤالك
لأقول أنا
السلام عليكم
ليهدأ الطرف الاخر ومن شدة الهدوء ظننت الاتصال انقطع لأكرر السلام واسبقه
بكلمة ألو
ألو السلام عليكم
أتى صوتها قائلا وعليكم السلام واردفها بقوله رد السلام واجب
ماذا تفسرون كلامه انا افسره انه لا رغبه له بالحديث معي ولكن السلام اجبره تجاهلت التلميح على مضض فلقد بدأت اول خطوة وعلي اكمال المسير


قلت فيصل هل اجد في وقتك دقائق لي
ليقول تريدين دقائق
وأنا امامك أيام عجزتي أن تصلي لفهمي وكنت أنا دائما محور تشكيك بالنسبة لكي
منى دعي علاقتنا هادئة الى ان يأتي موعد زوجنا عندها الحياة الزوجية الفعلية سوف تجبرنا على تفهم بعضنا وربما تقتنعين اكثر بي كشخص
يكمل معكِ حياتكِ
لا ادري هل افرح لانه قال حياتنا الزوجية ام احزن لانه قرر البعد
ولا ادري اصلا بما اجيب هو بقى صامت وأنا فضلت الصمت ألى أن اطبق الصمت على انفاسي
واتاني صوته قائلا هل تريدين شيئا ً اخر شعرت وكأنه يغلق الهاتف بوجهي بطريقة مهذبة
قلت له بجراءة اكتسبتها من احزان قلبي الذي قال لي لايوجد ما تخسرين ولكن ربما تكسبينه مرة اخرى
اخبرته فيصل ليكن موعد لقائنا الاخر هو عند زواجنا ولكن الآن دعني اوضح لك سبب غضبي
ليقاطعني بحدة
اها غضبك عندما اخبرتك ما زحا ً عن ابنة خالتي غضبك الذي لم تبالي بأحد ولم تبالي اين انتي عندما اطلقته
وكأن من معك شبه رجل وانتي ببيتك وتطلقين عليه ما شأتي من الكلام
ولم تهتمي انك مع زوجك وفي شارع عام وكنتي انتي وزوجك فرجة لكل مستخدمي الطريق
حاولت أن أعترض واقول لم نكن فرجة ليقول
لاتعترضي على كلامي فأنتي كنتي في قمة عصيبتك ويداك ِ لم تكف عن الحركة ولم تنظري من حولك عندما اصبحت كل سيارة تقف بقرب سيارتنا تنظر للمرأة التي توبخ الأمعة الذي معها
ينتظرون منه ان يلطمها على وجهها لاسكاتها لكي يكتمل المشهد وتحلوا المشاهدة
ولكنه فضل ان يكون أمعة بنظر المارة ورجل في اعماق نفسه ولا يضع زوجته بهذا الموقف وأن اخطأت
فضلت الانسحاب وكم مرة فضلته من اجل ان تهدأ الاوضاع
ولآن وبعد ان اظهرتي غضبك ولم يتبقى شيئا ًأتيتي تخبريني بالسبب الحقيقي عذر اقبح من ذنب
لأن مزحتي لم تكن سبب غضبك هذا يعني أني تحملت غضبك دون أن اعرف سببه
مشكلة أن أستمر هذا الاسلوب حتى بعد الزواج
عندها لن أعذر على أي تصرف
انتهى كلامه واخر جملة تحمل بين طياتها تهديد واضح جدا ومزعج جدا
مدام الامر هكذا اذن لن اسكت
ولادخل بالموضوع دون لف ودوران
لاسأله سؤال صريح قلت فيصل هل حضرت عقد قران احلام
هناك صمت ووشوشت الهاتف تعطي اجواء افلام الرعب
قطع الصمت كلمة من فيصل اثارت كل ذرات الغضب داخلي
قال اغلقي الهاتف
قلت له بتحدي لن اغلقه وكف عن هذا الطلب كلما احتد النقاش
ليقول بعدها بصوت غاضب
يا أبنةالناس ماذا اخبرك أأخبرك بشئ يضياقك هل هذا جزائي لأني
ابعدتك عن الاحراج فيما لو اخبرتك
ارجعي للوراء وتذكري عندما جئت الى منزلكم ذات يوم ووجدتك تفترشين الأرض وحولك اوراق مشروع تخرجك
كان ذلك هو يوم عقد قرأن احلام وضغطت على نفسي وجئت لكي اصطحبك لانني ضننت انها دعتك لحفلتها وأنك لم تخبريني لكي لاتزعجيني لأن الحفلة مختلطة وفضلتي عدم الحضور على أن تزعجيني
ويالة سذاجة افكاري

لم يسمح لي بالكلام واسرع بالكلام وقال
جئتك وجدتك ِ لاتعرفين شيئا عن الحفلة تطرقت لعددة مواضيع ومن ظمنها رأيك بالحفلات المختلطة هل تذكرين عندما قلت ِ انك لا تحبذيها
واخبرتك احيانا ً نضطر لها ان كان شخص عزيز علينا ممكن نحضر
حفلة مختلطة بلبس محتشم ان اردنا مجاملة شخص عزيزة
ولم اجد أية ردة فعل منك تدل على معرفتك بحفلة من تظنين انها صديقتك
ففضلت عدم ازعاجك وذهبت وحدي
وبعدها كان نصيبي غضب بسبب شخص لم تهميه لا اليوم ولا قبلها
كنت سوف اضع اللوم على نفسي في تدهور صداقتكم لو كنت تصرفت مع احلام تصرفات منافية لاخلاقي
أنا واثق من تصرفاتِ ولتذهب هي وأوهامها الى حيث تريد أن تذهب ما يهمني انتي وافكارك
منى ألى متى هذه الاحلام تقف بمنتصف الطريق بيننا
هل تجدينها تستحق ان تنغصي علية وعليك تلك النزهة التي كنا نعدُ لها
هل تجديها تستحق تلك النيران التي سكنت قلبك فأنت ِ لم تتظايقي لأني حضرت عقد قرانها دون اخبارك انك تضايقتي لانها تجاهلتك وتجاهلت صداقتك ولم تعرفي اخراج غضبك امامها ولا معاتبتها لذا انصب غظبك علية لما لم تغظبي عندما حظرت حفل زفاف احد اصدقائي ايام الجامعة دون أن اخبرك
ما الفرق ....... قاطعته بحدة هناك فرق هذه احلام وانت تعرف ماذا تعني احلام
اجاب بحدة بالنسبة لي تعني ابنة رجل لدي معه اعمال وعلية مجاملته
بالنسبة لكي تعني صديقة لم تحترم صداقة دامت 5 سنوات واطلقت عليك احكام هي تعرف بأعماقها انها خطأ مع ذلك لم تتراجع
منى هل اقضي العمر كله ادافع عن نفسي في قضية انا لست طرف فيها

منى رفقا بي وبنفسك واريحي تفكريك قليلا وفكري بي فكري بما افعل لكي اهيئ بيتنا الذي سوف يجمعنا رغم غضبي منك ِ لم اتجاوزك
وطلبت من حسام ان يأخذ رئيك بلألوان والفرش والاثاث دون ان يخبرك انه بيتك
هل تجديني انسان لا ابالي بك
منى انا لست طفل انا رجل ابحث عن استقرار حقيقي ولعبت الكر والفر لاتصلح لحياة مستقرة عزيزتي فكري بنا بحياتنا بسعادتنا ولا تحملي اعصابك فوق طاقتها
كنت صامتة استمع له واشعر بفخر لاني ارتبطت به
عندها كلمة اسفة انطلقت من فمي معها شهقات متتالية
ليأتني صوته الهادئ قائلا منى لاتزيدني ألما ً وكفي عن البكاء
لا تشعريني بعجزي لبعد المسافة واهدئي عزيزتي
لأجله كفكفت دموعي وقلت له صدقني أنا مرتاحة الآن وكنت صادقة بقولي
هل اغلق الهاتف لان حسام سوف يقتلني
ضحك فيصل وقال يالة بخل اخيك
قلت له رجاءا ً الا حسام
قال يعني فيصل عادي اما حسام غير عادي
قلت له لكل شخص معزة خاصة
اجاب وأنا اريد أن اعرف معزتي كيف هي وبالتفصيل الملل
اجبته فيصل رجاءا ً
عندها قال مع السلامة أهتمي بنفسك
قلت له وانت ايضا اهتم بنفسك
وأنتهى ما كنت اخشى أن ألا ينتهي
أما حسام حسابه معي كان يأتي لي ويزعجني دائما بصديقه الذي يريد مفاجئة زوجته التي انجبت حديثا وذهبت لبيت اهلها لقضاء فترة النفاس
بأن يغير اثاث شقتهم والوانها ولا يملك من يساعده ويريد ذوق نسائي
وفي كل مرة يقول لي تخيلي البيت بيتك ولاتعطي رئيك والسلام
لم اكن اهتم لتلميحات حسام في حينها لأن نفسيتي كانت تعبة
وغير مهتمة باتفاصيل ماحولها
كل اهتمامها كان صراع احتد داخلها
نقضي أيام نخشى المواجهة ولا نعرف لما نخشاه وعندما تحصل المواجهة نكتشف أننا اضعنا ايام من عمرنا بقلق لا داعي له



إعدادات القراءة


لون الخلفية