وصلتني رسالة من فيصل بعد ثواني تخبريني بأن زيارة هذه الصديقة زيارة غير مرغوب بها ويتمنى عدم تكرارها مع تمنية لي بقضاء ليلية سعيدة ويتمنى لنفسه أن يجد النوم سبيلا لعينه
كدت أن أضعف واتصل به وأقول له أن الزيارة أ ُجلت ولكني امسكت نفسي بحبال صبري حتى لا أتهور اكثر مما أنا فيه من تهور وحتى لا ارتكب حماقة بسبب سيطرة قصة الخالة هناء على افكاري
استلقيت على سرير وبدأت بقراءة أية الكرسي ثلاثة مرات والحمد ُ سبعة مرات واستغفرت ربي مئة مرة ولا ادري هل اكملت المئة أم لا لأنني استغرقت بنوم عميق صحوت فيه على نداء الله أكبر معلنا ً لصلاة فجر
وكعادة روتينة اكتسبتها منذ أن اصبح عندي هاتف محمول انظر الى شاشته بمجرد أن أنهض من النوم
ولكن النظر لشاشته اصبح ادمان لكل الاوقات وما أن نظرت لشاشته حتى حصلت على جرعتي برسالة من فيصل يعبر بها عن اشواقه
وضعت الهاتف بمكانه وأنا كلي نشاط وحيوية وقررت أن أتصل به بعد أن البي نداء خالقي
انهيت صلاتي واتصلت بفيصل ولكن الهاتف يعطني مغلق عرفت حينها أنه لايزال بالمسجد
انتظرت عشر دقائق واتصلت به وأتاني صوته عبر الحدود يعلن عن اشواقه وكم أنا ظالمة بحقه وحق ما يحمله لي من مشاعر وسألني عن صديقتي
اخبرته أنها نائمة وكنت اشعر بعصرة بقلبي لهذه الكذبة الصغيرة والاولى بحياتي الزوجية وقطعت وعدا ً بيني وبين نفسي بعدم العودة لمثل هذه الاكاذيب
استمرت احاديثنا كعادته مازحة وجدية ومسلية فأنا لا امل الكلام معه حتى عندما يصمت اقول له اكمل يقول نفذت احاديثي اكملي أنتِ اخبره بأني لا املك احاديث
أنا مستمعة جيدة لأحاديثك ولن أملها ليقول سوف اذكرك بهذا الكلام يوما ً ما اخبرته
بل ذكر نفسك بكل وعودك لي بأنك لن تمل مني أبدا ًوسوف يكون اول يوم للقائنا يشبه كل يوم بحياتنا
اجاب بثقل متى قلت هذا الكلام اخبرته عندما زرتنا اول مرة هل تذكر اجاب بمكر اكيد لا اذكر اجبته اذن مع السلامة ليجيب بسرعة
اذكر يا بنت الناس ما بالك لا تتحملين المزاح اجبته مزاحك الذي يرتبط بكلمات جادة لا اتحمله ولا تغير الموضوع واخبريني هل سوف تتذكر كلامك ذات يوم
اجاب انه كلام قيل بالليل وكلام الليل يمحى عندما تشرق عليه شمس الصباح واطلق ضحكة قوية وصلتني واطربت الاجواء من حولي
اجبته مدعية الزعل هذه من اولها نسيان الله اليستر من اخرها
تمالك نفسه وتنفس بصوت مسموع وقال اخرها سعادة في حديقة انتي وردتها
لتنتهي المكالمة مع اقتراب موعد ذهاب فيصل للعمل
ومضت الايام بين مكالمات مع فيصل واعداد للعام الدراسي الجديد وشوق كبير لاول يوم فيه
واتى اليوم الموعد بمخطط لم اخطط له مطلقا عندما قدم فيصل لمدينتنا كانت الساعة التاسعة مساءا ً وكعادة والدتي يسكن التوتر كل حركاته
أما حسام فتشعرين به سوف يطير من الفرح
وعمر لا عمل له سوا احراجي فما أن ارتديت ملابسي واعتنيت بمظهري بشكل لم اعتده يومياً حتى قال معلقا ً
اذن المهندس فيصل سوف يأتي لزيارتنا
مع عمر السكوت من الماس
لن اخبركم بلحظة القاء فهي لحظة خيالكم سوف يصورها بشكل يفوق وصفي لها فتجنبوا الخيال الزائد لانه يظر بكم
كما اخبرتكم كان مخططنا هو مغادرة مدينتني برفقة فيصل الى حيث ادرس طبعا هذا الاتفاق بيني وبين فيصل لم اخبره به أحد
لذا فوجئت بسلسلة من الاعتراضات
والمفاجئة أنها من حسام فهو يقول أن عادة اهل فيصل لاتسمح بمثل هذه الامور لتجيبه والدتي ولكن عاداتنا تسمح ومع تواجدك معهم طول الطريق بسيارتك ما الذي يمكن أن يحدث
ليجيب حسام أنكم سوف تشوهون صورتنا امام الرجل
اجابته والدتي بحدة أنه اختار نسبنا هو يعرف بعادتنا لما نمثل له عكس ذلك
كنت صامته امام هذا النقاش الحاد الى أن التفتت لي والدتي ووجهت لي سؤلا ً
عندما قالت هل أنتي من اقترحتي على فيصل هذا المقترح اقصد مقترح توصيلك
اخبرتها وأنا اقسم بالله بأنني لم اطلب منه هو من طلب مني ذلك ولم أكن اعرف بأن هناك اعتراض من ........وصمتت ونظرت لجهة حسام الذي بدالني بنظرات من سئم النقاش بهذا الموضوع
التفتت والدتي على حسام واخبرته بأن فيصل يعرف أننا لم نمانع لذا اقترح هذا الموضوع
وأخبرته بأن لايكون سبب في اول خلاف بيني وبين فيصل لأن موقفي سوف يصبح ضعيف امامه وسوف يأخذ على العائلة نظرة بأنها غير واثقة بأبنتها
لتكمل والدتي بلهجة آمرة غير قابلة للنقاش دعهم يذهبون ورافقهم بالطريق وامنحهم حرية الذهاب الى احد المطاعم من اجل تناول طعام العشاء مع وعد بالعودة مبكرا
لتنظر جهتي بنظرة ذات مغزى اعرفه
وقالت وأنا واثقة من منى وحسن تصرفها
وانتهى النقاش بمغادرة والدتي وبنظرة عدم رضى من عيني اخي وبصمت اطبق على لساني وسكون غلف حركاتي
وجاء اليوم الموعود ودعتني والدتي بقولها حياتك وأستقرارك بين يديك ِ لن امنعك ِ من امر تتمنيه وتسعدين فيه ولكن أقول لكي حسن تصرفك هو من يديم عليك هذه السعادة فكوني حريصة على سعادتك
وانطلقت سيارة فيصل تحمل معها حبا ً لم يكن بخيالي يوما ً كم شاكسنا حسام بالطريق وكم ازعج فيصل بتصرفاته وأتصالاته التي بدون سبب وفي كل مرة يتصل او يقترب من سيارتنا يتأفف فيصل ويظهر انزعاجه امام عيني حسام ويبادله حسام ابتسامة بلهاء لا معنى لها
اخبرته بعد أن رأيت انزعاجه هل أنت منزعج من حسام ليجيبني بأنه لم يكتشف ثقل دم حسام ألا بعد أن اصبح اخ لزوجتي
ضحكت من اعماق قلبي وبادلني الضحك ولا زالت علامة الاستياء بادية على ملامح وجهه وما أن رأنا حسام نضحك حتى أتصل بفيصل يسأله عن سبب الضحك ولكن فيصل اغلق الهاتف بوجهه وارسل له تهديد عندما مرة بجانب سيارتنا بأنه سوف يذبحه ولكن حسام بقى محتفظ بتلك الابتسامة البلهاء
وأنتهت الرحلة بعشاء لذيذ في مطعم عائلي
حاول حسام مرافقتنا ليواجه بغضب فيصل الذي قال له اذهب أنت واختك للعشاء وأنا ارجع لبلدي لينتهي الموضوع بتبادل الاحاديث التي كنت اعتقد انها سوف تنتهي بشجار ولكن للشباب روح مختلفة عن النساء فهم يقلبون كلام الجد الى مزح بسهولة عجيبة جدا
كان كل شيء طبيعي جدا مع مرافق مثل فيصل الوقت يتسرب بسرعى عجيبة
ولكن روئيتي للمطعم الذي كنت اتناول فيه الغداء مع احلام في اول يوم بعد كل عطلة اثار حزني لان المحل مغلق وهناك لافته كبيرة وضعت عليه وكُتب عليها
المحل للبيع المراجعة على الهاتف ***********
هل اصبح كل شيء بيني وبين احلام مغلق
ياترى ما الذي يخبأ لي العام الدراسي الجديد مع احلام الجديدة