الحلقة الأولى

في مدينةٍ ما وفي أحد الاحياء السكنية ترعرع شابٌ يدعى ( عُمَر ) ، لديه عائلة مؤلفة من أم وأخت وهو المعيل الوحيد لديهم .

مستور الحال متوسط الدخل ، يعمل في وظيفة متواضعة الى جانب راتب والدهُ التقاعدي ، يتّسم بهدوء الطباع ودماثة الأخلاق محبوب لدى الجميع .

ليس لديهِ أحلامٌ تفوق الخيال ، فحلمه أن يتزوج من صديقة الطفوله التي لازال يتذكر بعض من ملامح وجهها ، ولكنّهُ يرى أن الوقت لم يحن بعد ، فمسؤليته تجاه عائلتهُ هي الاهم كما أنّهُ يحلم بتزويج أختهُ أولا ، كما أنّهُ لا يستطيع أن يخفي خوفهُ أحياناً بأن يتقدم أحدهم ويخطف منهُ حلم حياته ، وكثيراً مايجلسُ مع نفسه ويفكر .. لماذا لا أتقدم وأخطبها كي أضمن أنها من نصيبي وفي نفس الوقت لا يغيب عن باله شئٌ آخر ( ربما أنّها ترفض ) وهذا محتمل .

ويمضي اليوم تلو الآخر وينظم اليهم يومٌ آخر ليتكون شهر ويرتبط الشهر بأخيه لتصبح سنه ولم يتغير شئ .

وفي أحد الأيام بينما هو جالس عند شرفة بيته ينظر الى الازقه والاماكن وكأنّهُ يستعيد شئٌ من الذكريات وأيام البراءه التي ترتسم في كل ركنٍ من اركان الحي الذي يحتضن كل جميل من عمره وهو على هذا الحال شارد الذهن غارق في بحر الافكار ، دخلت عليهِ أمه ثم قالت مابك يابني أراك معزول عن الوجود .

ad

التفت إليها وقال : -بإبتسامه- لاشئ ياأمي غيرَ أني أنظر إلى نفسي وأنا أجوبُ هذهِ الازقّه أيام الصبا .
قالت الام : ولكنني أراك اليوم قد كبرت ولا تنظر إلى نفسك .
قال : لم أفهم ماتعنين !! .
الام : أعني ألا تُفكّر في الزواج .
صمت ( عُمَر ) ولم يُجب .
إقتربت الام أكثر وقالت : أصدقني القول يابني .
قال ( عُمَر ) : أكذبُ عليكِ ياأمي إذا قلتُ لكِ أنّي لا أُفكر في الزواج ، ولكن هناك ماهو أهم .
الام : وما الذي أهم من ذلك ؟.
قال : أختي ( أروى ) بعد أن أُزوجها وأطمئن عليها سأتفرغ إلى نفسي .
الام : وإلى متى ستنتظر أن يأتي أحداً ويطلبُ يد أختك .
( عُمَر ) : لا أدري .
الام : مادمت لا تدري لماذا تربط مصيرك بها ؟. ولماذا لا تدع أمرها لعلّام الغيوب ؟.
( عُمَر ) : لا أدري ماذا أقولُ لكِ يا أمي .
الام : يابني أُريد أن أفرح بك وأرى أولادك قبل أن أموت وآخذهم في حضني .
( عُمَر ) : يتخطاكِ الشر يا أمي ويعطيكِ ربي طول العمر لا تقولي مثل هذا الكلام .
الام : إذاً لا بد أن تجعل فكرة الزواج واقع حي وفي أقرب وقت .
( عُمَر ) : إن شاء الله يا أمي مثلما تريدين .


الام : -بإبتسامه- ومن ناحية الفتاه لا تحمل همها فلدي من تناسبك .
( عُمَر ) : دعينا أحسبها من جميع النواحي ولن يصير إلّا كل خير بإذن الله .
الام : وهو كذلك .

وتمضي الايام و( عُمَر ) يفكر من عساها أن تكون الفتاه التي ستختارها أمه .. والتي يتمنى أن تكون من وقعت عيناهُ عليها .
 

ad



إعدادات القراءة


لون الخلفية