⇦ _*وبعد حوار دام أكثر من ساعه بين الأم وأبناءها وقبل أن يستأذن ( عمر ) سألتهُ والدته متى ستعود يا بُني*_ ؟ . ⇨
( عمر ) : لا أدري يا أمّي .
هنا تدخلت ( أروى ) دعيهِ يا أمّي على راحته .
-لم يعجب الأم ما قالت إبنتها- لذا صمتت قليلاً ثم قالت: حسناًً .. كما تُريد .
وبعد أن إنصرف ( عمر ) ، التفتت الأم إلى إبنتها موبّخه إيّاها على ما قالت .
ردت ( أروى ) : حسّيتُ يا أمّي وكأنّ أخي غير مرتاح والدليل أنّه كان يكثر الصمت وينظر إلى جدران المنزل كل لحظه كأنها تطبق على نفسه .
قالت الأم : ما هذهِ التخاريف التي تقولينها أصمتِ أفضل .
وإنتهى حديثهن .
وتمضي الأيام و ( عمر ) على عادته بين كل فتره وأخرى يذهب لزيارة والدتهُ مصطحباً إبنته وفي كل مرّه تسألهُ أمّهُ متى ستعود يابُني ، وهو يختلق الاعذار .
وبعد مرور سنتين بدأت ( فاطمه ) تخطو خطواتها الأولى والأب في قمّة السعاده ، وذات يومٍ ذهب ( عمر ) مصطحباً إبنته كالعاده لزيارة والدته ، ولكن هذهِ المرّه لم يكن حاملها بين ذراعيه ولكن ممسك بيدها .
إستقبلتهُ ( أروى ) وحين رأت ( فاطمه ) واقفه على رجليها حملتها على كتفها قائله : ما شاء الله صارت الحلوه تمشي .
ردّ ( عمر ) -مازحاً- وأنا أرى الحلوه الكبيره قد نسيتنا .
قالت ( أروى ) :-وهي مبتسمه- ينساك الموت يا أخي .. تفضّل .
دخل ( عمر ) وجد أمّهُ وكأنّها بإنتظاره سلّم عليها وقبّل رأسها ثم جلس .
أخذت الجدّه حفيدتها وأجلستها بحضنها وبعد أن داعبتها قليلاً قالت لإبنها : إسمع يا بُني في كل مرّه أسألك عن العوده تختلق عذر ، أصدقني القول هل تنوي أن تعود إلى المنزل أم لا .
صمت ( عمر ) قليلاً ثم قال : إسمعي يا أمّي إذا أحببتي أن تعيشي معي أنتِ وأختي فبيتي مفتوح لَكُنّ وإن لم تشيلكن الأرض أضعكنّ فوق راسي .
( الأم ) : -بنبرة حزن- ولما يا بُني اليس هذا بيتك .
تنهّد ( عمر ) قليلاً ثم نظر إلى أمّهُ والدمع على خدّه وقال : -والعبره بحلقه- أعذريني يا أمّي بيتٌ طردت منهُ أمُّ ( فاطمه ) لن يطيب لي العيش فيه .
وجلس يبكي وأبكى الجميع معه ثم قال : أستودعكم ربي ، وأخذ بيد إبنته وإنصرف .
( أروى ) بقيت مكانها ولم تستطع الحراك ودموعها على خدّها مدرار أمّا الأم تحاملت على نفسها وأطلّت من إحدى النوافذ وظلّت تراقبُ إبنها بعينان كاد الدمع أن يعميها حتى غاب عن بصرها .
هُنا أيقنت الأم أنّها تسببت بجرح لإبنها يعلم الله كم يحتاج الزمن من مدّه لمداواته .
💘النهايه💘