الحلقة الحادية عشر

*( الأم ) : لم تأتي بجديد .. ومثلما أخبرتك لا تطرق هذا الباب ، والآن عُد من حيثُ أتيت*

جلس الابنُ يبكي حتى خجل من المارّه ، وبعدها عاد ليكمل ما بقي من دموعه في حضن زوجته ، التي إستقبلته بالدموع أيضاً .

قال ( عمر ) : -وهو يبكي وراسهُ في حِجرِ زوجته- حتي عندما أخبرتها أنّكِ حامل قالت لم تأتي بجديد وأنا ظننتُها ستطير من الفرح .
قالت ( فاطمه ) : -وهي تبكي أيضاً- إهدى حبيبي وأصبر فالصبر مُر ولكن ثمرهُ حالي .

وتمضي الايام .. لا ( عمر ) إنقطع عن زيارة أمّه ولا الأم تنازلت عن عنادها وفتحت الباب في وجه إبنها .

والايام تمر سريعاً ومع مرور كل يوم تقترب ( فاطمه ) من موعد الولاده .

وذات ليله صحي ( عمر ) من نومه على صوت زوجته وهي تتألّم .
( عمر ) : ما بكِ ؟ .
( فاطمه ) : لا أدري .. أشعر بألم شديد ربما حان وقت الولاده .
( عمر ) : ولكن لم يحن وقتها .. هل أخطأنا في الحساب .
( فاطمه ) : آآآه لا أدري .

إنتفض ( عمر ) من مكانه وغيّر ملابسه بسرعه وأخذ زوجته إلى المستشفى وهيَ تصرخ بأعلى صوتها ومع كل كلمة آه تطلقها زوجته يحس أنّها تشقُ فؤاده .

إستقبلت الممرضات ( فاطمه ) وأدخلنّها غرفة الوضع ، أما ( عمر ) بقي يخيّط ممر المستشفي ذهاباً وإياباً والخوف يطحنُ عظامه .

admob

وبعد بضع دقائق -التي مرّت عليه وكأنها ساعات- خرجت إحدى الممرضات ، إستقبلها ( عمر ) قائلاً : ما الخبر .
( الممرضه ) : إهدى .. إهدى إتصلنا بالدكتوره ستصل الآن .
( عمر ) : -بعد أن فقد أعصابه- كيف أهدى .
( الممرّضه ) : أقدّر الحاله التي أنت فيها ولكن عليك أن تتحلّى بالصبر ، ثمّ إنصرفت .

جلس ( عمر ) على أحد المقاعد بجانب رجلٌ مُسن ولم يأخذ بالهُ منه ، فإذا بالرجل يضع يدهُ على كتف ( عمر ) قائلاً : خلّي أملك باللهِ كبير .
( عمر ) : ونعمَ بالله .

وبعد ما يقارب ساعه أتت الدكتوره مسرعه إلى غرفة الوضع .
-امّا ( عمر ) كأنّهُ جالس على جمر-
وما هيّ إلّا دقائق ونادت ( الممرضه ) على ( عمر ) وقالت : الدكتوره تطلبُ أشعّه لمعرفة وضع الجنين .
وبعد أن عملوا الأشعّه وإطلاع الدكتوره عليها قالت : لا أخفي عليك الجنين في غير وضعه الطبيعي والحبل السري ملفوف حول عنقه مما يطّلّب الأمر إلى عمليه وبسرعه لان حياة كلامها في خطر .
( عمر ) : -بعد أن تمالك دموعه- أرجوكِ يادكتوره إفعلي ما ترينه مناسباً وبسرعه .
( الدكتوره ) : حسناً .. خلّي أملك بالله .. ثم قالت : -مخاطبه إحدى الممرضات- خذي المريضه إلى غرفة العمليات وإذهب أنت أجري الأمور اللازمه .

وعند نقل ( فاطمه ) من غرفة الوضع إلى غرفة العمليات شاهدها ( عمر ) في الممر على السرير المتنقّل وهي تلوّح له بيدها .

أحسّ ( عمر ) أنّها تودعهُ الوداع الأخير فلم يتمالك نفسهُ فانفجر باكياً ، فإذا بذات الرجل المسن يطبطبُ على كتفه قائلاً : خلّي أملك باللهِ كبير .
 

ad



إعدادات القراءة


لون الخلفية