⇦ _*( عمر ) حسناً .. إذهبِ إلى بيت أهلكِ ريثما تهدئ الامور*_ .
_*وإنتهى حديثهما*_ . ⇨
وفي اليوم التالي وبعد أن ذهبت ( فاطمه ) إلى بيتِ أهلها ، دخلت الأم على إبنها فوجدتهُ مستلقٍ على سريره فجلس عندما راءها .
بادرت أمّهُ بالحديث .. هل إنتهى كل شئ ؟ .
رد ( عمر ) لم أفهم .
( الأم ) بلى .. أنت فاهم كل شئ .
طأطأ ( عمر ) رأسهُ ولم يُجب .
( الأم ) لِمَا أنت صامت .
( عمر ) - بعد أن نزلت دمعه على خدّه- ليس لديَّ ما أقوله .
( الأم ) إذاً إفعل ما قلتُ لك .
( عمر ) -والعبره تخنقه- لا أستطيع يا أمّي .
( الأم ) -بغضب- إذاً عليك أن تختار بيني وبينها .
نظرَ ( عمر ) إلى أمه وقال : لما كل هذا يا أمّي .. لما تضعينني في مفرق طرق .. لما هذا "" _*الخيار الصعب*_ "" .
( الأم ) انت تعلم أنّي لستُ موافقه منذُ البدايه وهذهِ العائله لم أستطيبها أبداً .
( عمر ) أعذريني يا أمّي ليس هناك سببٌ مُقنع يجعلني أطلّق زوجتي .
( الأم ) -بعناد- إذاً عليك أن تلحق بها ، ثم إنصرفت .
جلس ( عمر ) مع نفسهِ يبكي ، فأمّهُ هي أغلى ما يملك وزوجتهُ من الظلم أن يعاقبها بشئ لم تقترفهُ وليس بيدها أصلاً .
وبعد تفكير عميق قرر ( عمر ) ترك البيت لعل وعسى أن تهدأ الأمور ، ولمّا همَّ بالأنصراف أحس أن رجليه لا تطاوعه على المغادره وهو على هذا الحال دخلت عليهِ أُخته ( أروى ) وقالت : لا أدري ماذا أقولُ لك يا أخي ولكن قلبي يتقطع وأنا أراك في هذهِ الحاله .
تنهّدَ ( عمر ) ثم قال -بإبتسامه مصطنعه- : لا عليكِ يا أختي الصبر طيب .
قالت ( أروى ) : والآن بعد كل ما حدث ماذا ستفعل ؟ .
صمت ( عمر ) قليلاً ثم قال : أعذريني يا أختاه كلام أمّي على عيني وراسي من فوق ولكن من المجحف أن أترك زوجتي من غير أي وجه حق .
( أروى ) : لا أدري ماذا أقولُ لك يا أخي ، كل ما أستطيع قوله إفعل ما تراه صائباً .
( عمر ) : حسناً سأغادر الآن لعل وعسى أن تهدأ الأمور ، ولكن كل ما أطلبه منكِ أن تعتني بأمّي وأرجوكِ لا تدعيها تدعي عليّا .
( أروى ) -بعد أن إنهمرت دموعها على خدّها وبصوت مخنوق- حسناً يا أخي .
عانق ( عمر ) أختهُ ثم إنصرف وهو يبكي ، أما ( أروى ) ظلّت تراقبه بعينان دامعتان حتى أغلق باب المنزل خلفه .
بعدها ذهبت ( أروى ) إلى أمها وقالت : -وهي تبكي- أرجوكِ يا أمي أوقفي أخي .
عرفت الأم أنّ فلذة كبدها قد غادر المنزل .. أحسّت بالحزن وكادت أن تنزل دمعتها ولكن العناد حال دون ذلك .
أما ( عمر ) بعد أن غادر بيت الطفوله والذكريات توجه صوب بيت أهل زوجته والألم يعصرُ أحشاءه وقبل أن يطرق الباب وقف قليلاً يمسح ما بقي من دموعه ، وفجأه فُتح الباب قبل أن يطرقه وإذا بزوجتهُ تقف أمامه وكأن قلبها أخبرها أن حبيبها يقف خلف الباب .
لم يستطع أن يخفي عليها ملامح الحزن المسيطر على تقاسيم وجهه ، وما أن تعدّى عتبة المنزل حتى قابلتهُ أم زوجته قائله : ما الذي أتى بك .. وماذا تريد ؟ .
قال ( عمر ) : أريد زوجتي .
( الخاله ) : بعد كل ما حدث .
( عمر ) : وما الذي حدث .
( الخاله ) : إسأل والدتك .
( عمر ) : ولِمَا أسألها فما حدث لنا سببهُ النزاعات والغمز واللمز الذي بينكنّ وليس هناك داعِ أُذكركِ بشئ فأنتِ سيد العارفين .
ثمّ إلتفت إلى زوجتهِ وقال : تركتُ بيت طفولتي من أجلكِ .. هل تستطيعين أن تفعلي مثلي أم أرحل بمفردي إلى جهه غير معلومه .