الحلقة الرابعة

⇦ _*وماهي إلّا أيام ووصل خبر الموافقه إلى أم ( عُمَر ) الذي تقبلته بعدم إرتياح رغم أنّها لم تظهر ذلك*_ . ⇨

أمّا إبنها كاد أن يقف قلبهُ من الفرح الذي شاركتهُ إختهُ فيه ..

وماهي إلّا بضعة شهور وحلّت الفرحةُ الكبرى بعد أن تم الترتيب لكل شئ وزفّت ( فاطمه ) إلى ( عُمَر ) وهي في أبها حُلّه .

وقد عاشا هذين الزوجان في سعاده يعجز أن يصفها كبار الشعراء .. يتقاسمان كل شئ بالنصاف .. يخرجُ الزوج إلى عمله والزوجه تنتظره بكل لهفه إلى أن يعود ، وهو في الجانب الآخر يعدُّ ساعات العمل وكل ساعه تمر عليهِ كأنها يوم .

وبالمقابل لم تنسى ( فاطمه ) أنّ لزوجها أسره يحب أفرادها أكثرُ من نفسه لذا لم تتوانى بواجبها تجاههم فحبها وإحترمها لهم ينبع من حبها وإخلاصها لزوجها .


أمّا الام رغم أنها لم تغير رايها ولكنّها لم تجد أي تقصير من زوجة إبنها ، بل على العكس ترى أنها تحملها على كفوف الراحه مثلما يرى الجميعُ ذلك ، ولكنّهُ العناد ومما يزيد هذا العناد غليان هو أم ( فاطمه ) التي ترى أم ( عُمَر ) الفخر والغرور بعينيها واللمز بكلماتها وكأنها تقول لن تجدوا مثل إبنتي .. مما يزيد أم الزوج غيظاً وإحتقان .

وتمضي الأيام والشهور والسنين وهذان الحبيبان لم يشعر أياً منهما بالزمن ، ولم يفيق الزوج من هذا الحلم الجميل إلّا عندما دخلت عليه أمه ذات يومٍ وبدأت تسألهُ عن حياته الشخصيه ووضعهُ مع زوجته وهو يجاوب ويخبرها عن مدى سعادتهُ والتوافق والانسجام التام بينهُ وبين زوجته وأنّهُ لاينقصهما شئ -مع أنّهُ في قرارة نفسه مستغرب من كل سؤال تطرحهُ عليهِ أمّه- ولكنّهُ لم يتأخر في الإجابه .
وبعد كل هذا قالت أمهُ : هل أنت متأكد أنّهُ لا ينقصكما شئ .
نظرَ إليها ثم إبتسم وقال : أعلم ماتقصدين ياأمي ولكن ليس لنا حيلةٌ في ذلك .
الام : وهل تعلم أنّهُ مر على زواجكما قرابة الاربعِ سنوات وإن قلت أكثر .
( عُمَر ) : أعلمُ ذلك رغم أنّي لم أشعر بالسنين .
الام : الم تفكر بزيارة طبيب .
( عُمَر ) : لا لم أُفكر في ذلك .. ولكن أعدكِ ياأمي أنّي سأفعل .
الام : -بإبتسامه- توكل على الله ولن يخيب الامل بإذن الله .

وبعد أن إنصرفت الام دخل الابن على زوجته ، فما أن رأتهُ قالت : مالي أراكَ مشغول البال .
قال : لا شئ .

admob

قالت : ربما تستطيع أن تخفي ماتحويه عينيكَ عن غيري أمّا أنا فلا .
قال : لا أدري ماذا أقولُ لكِ ولكن .. قبل أن أدخل عليكِ كنتُ أتحدث مع أمي ، وأخبرها بما دار بينهُ وبين أمّه .
قالت ( فاطمه ) : ماتقولهُ أمك صحيح .
قال : أتمنى أن نرزق بطفل يملئ علينا حياتنا ويزيد فرحتنا ولكن هذا شئ ليس بأيدينا .
قالت : كلامك صحيح ولكن أمك لم تطالبكَ أن تأتي بمعجزه فما طلبتهُ منك شئ طبيعي -ثم إقتربت منه أكثر- وأردفت لاتحمل هم فما في الغيب ليس من إختصاصنا ، كل ما علينا فعلهُ هو الأخذ بالأسباب .
إبتسم ثم قال : ماأجمل كلامك .
وإنتهى حديثهما .



إعدادات القراءة


لون الخلفية